التغطية الإعلامية المغرضة والممنهجة لمقتل الشيعي المصري حسن شحاته
يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4893
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
رغم أن الشيعي حسن شحاته مختف عن الأنظار منذ فترة طويلة فلم يكن له تحركات بارزة إعلاميا على الساحة المصرية منذ فترة إلا أن أخباره تصدرت النشرات الإخبارية يوم أمس حينما قامت مجموعة من الشباب بمحاصرته وقتله في بلدة غير بلدته تدعى "أبو مسلم" بالهرم.
وعلى الرغم من جرائمه المتكررة في حق الصحابة رضوان الله عليهم وسبابه لهم المستمر والافتراء عليهم باختلاق الأكاذيب عليهم وخاصة على الطاهرة المبرأة من فوق سمع سماوات أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها, فعلى الرغم من ذلك إلا أن خبر مقتله كان مفاجئا للكثيرين.
وعلى الرغم من انتشار الفيديو الخاص بمقتله على المواقع الاجتماعية وموقع اليوتيوب, وعلى الرغم من أنه لم يلمح فيه رجل واحد فقط له لحية تميزه بكونه من الإسلاميين أو السلفيين أو غيرهم إلا أن التغطية الإعلامية قد حددت هدفها تماما من نقل هذا الخبر.
فجاءت التغطيات الإخبارية التي تضع نفسها دوما محل جهات التحقيق لتعلن مقدما مجموعة من الأمور التي لابد وان تستغل الحدث وفق تفسيراتها واهوائها, ولتفرض على جهات التحقيق مسار الاتجاه الذي يجب أن تسير فيه مستخدمة الضغوط الإعلامية, فجاءت التغطية الإخبارية كما يلي:
- الدستور: مقتل القيادي الشيعي حسن شحاتة وإصابة 20 آخرين على يد سلفيين.
- الدستور: اشتباكات بين السلفيين وأنصار الشيعي حسن شحاتة أمام منزله.
- البديل: لحظة مقتل "حسن شحاتة" مسحولاً علي أيدي السلفيين.
- الدستور: اشتباكات بين السلفيين وأنصار الشيعي حسن شحاتة أمام منزله.
- الفجر: سلفيون يحطمون منزل الشيعى" حسن شحاتة" بعد قتله.
- الدستور: شيعي يبرأ السلفيين من دم حسن شحاته ويتهم ميلشيا الجماعة الإسلامية.
- القدس العربي: مقتل شيعي وإصابة 8 بسبب مذهبهم اثر هجوم من سلفيين.
- مصراوي: عن قيادي شيعي: سلفيون وإخوان هاجموا ''شيعة أبو النمرس'' وقتلوا4.
- أرابيان بزنس: إصابة 4 مصريين شيعة بعد تحريض سلفيين ضدهم بمنطقة الهرم.
- الموجز: المئات من السلفيين يفرضون كماشة علي منزل «شيعي» ويشعلون مقتنيات منزله بالهرم.
فهذه مجرد إحصاءات مبسطة منها ما هو مصري وعربي ودولي لتغطية إخبارية تملؤها الأكاذيب وتحيطها الإشاعات التي تحاول أن تسخر كل حدث وفق أيدلوجيتها وأفكارها لكي تستفيد منه أيما استفادة .
وعلى ذلك مضت البرامج الإخبارية الليلية التي يعاني منها عموم المصريين التي تستطيع أن تكذب الكذبة وتروجها باتفاق مسبق حتى يخيل لكل مستمع لهم أنها حقيقة صادقة لانطلاقها على عدد من القنوات في وقت واحد مما يشعر المشاهد أن ما يسمعه منهم حقا.
فكانت كل التحليلات على القنوات الفضائية منذرة بدخول مصر في صراع طائفي ومذهبي جديد بين السنة والشيعة بالإضافة إلى الصراع السياسي بين مؤيدي الرئيس ومناوئيه وصراع فكري بين المنهج الإسلامي والمنهج العلماني وفتنة طائفية بين المسلمين والنصارى حتى يصرخ المشاهد من سبسبة الترويع والتخويف من استمرار مرسي في الحكم وهذا هدفهم منذ البداية.
وعلى الرغم من ورود بيان رسمي من الرئاسة المصرية التي استنكرت الحادث وقالت "هذا الحادث المؤسف، يتنافى تماماً مع روح التسامح والاحترام التي يتميز بها الشعب المصري المشهود له بالوسطية والاعتدال، ورفضه التام لأي خروج على القانون أو إراقة للدماء أياً كان مبعثه كما أكدت إدانتها للحادث وتوجيهها لأجهزة الدولة المعنية لملاحقة وضبط من ارتكبوا هذه الجريمة النكراء، وسرعة تقديمهم للعدالة" .
ومثل ذلك قاله مفتي مصر الدكتور شوقي علام الذي حذر في بيانه من "الانجرار خلف محاولات إشعال الفتنة الطائفية والمذهبية في مصر، والتي أدخلت بلادًا كثيرة في دوامة من العنف لم يزل أثرها حتى الآن، بحسب قوله، داعيا كل المصريين إلى اليقظة والحذر من خطورة الانجرار إلى الفتنة أو الاستجابة للساعين إليها".
ومع إقرارنا واتفاقنا على جرائم حسن شحاته وشركياته وأباطيله, فلا يختلف مسلمان عالمان في الأحكام الشرعية على أن ما قاله وما اعتقده حسن شحاته وأمثاله وما صرح به دوما يخرجه من دائرة المسلمين بل ويوجب عليه الحد بعد اتخاذ الوسائل الشرعية معه –في حياته- إلا أن الممثل الوحيد الذي له الحق في إقامة الحدود الشرعية هو كيان الدولة وليس الأفراد مهما كان عندهم من حسن نوايا وإلا يتحول الأمر إلى فوضى غير مسبوقة.
إن هذه الحادثة تؤكد على وجود يد خفية حركت هذه الأحداث للاستفادة منها وأن هناك من يدبر تدبيرات كبيرة في الخفاء وستكشف عنها الأيام القليلة المقبلة.
هذا مع حمدنا لله سبحانه على هلاك وإهلاك سباب الصحابة الذي ظلم وسب وانتهك حرمة أشرف الخلق بعد الأنبياء وهم صحابة النبي وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين, "فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
-----------------
مركز التاصيل للدراسات والبحوث
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: