يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5476
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا تزال العلمانية تسعى جاهدة ومنذ فترة طويلة للتسلل الخفي لإحداث بلبلة في أكثر المجتمعات الإسلامية محافظة على المنهج الإسلامي وتمسكا به, فتستهدف الدول الإسلامية التي تعرف بحرصها على التمسك بتعاليم الإسلام وقيمه من خلال نكزات متتالية تبدو في ظاهر أمرها تصرفات وأقوال فردية غير منظمة في حين إنها عمل منظم ومتتابع يطل برأسه كل مرة على لسان أحد من العلمانيين المستغربين الذين يريدون دوما إثارة المجتمع بكلمات تصطدم مع المعتقدات اليقينية له؛ لتحدث تلك التصريحات حالة من التشغيب الفكري على الثوابت ولتدفع أغمارا آخرين للمضي قدما في هذا الطريق الموغل في التدني والانفلات من الشرع الحنيف .
ولطالما تعرضت السنة الشريفة على صاحبها أفضل الصلوات واتم التسليمات للعديد من كافة أنواع الهجوم الذي يبدأ من التشكيك بصحة الأحاديث المنسوبة إلى رسول الله وفي دلالاتها حتى يصل لدى بعض ممن يدعون الإسلام لإنكار حجيتها تماما مثل من يدعون بالقرآنيين ووصل عند غير المسلمين لمحاولة إنكار الوجود الحقيقي لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واتهام العرب بأنهم اخترعوا شخصيته ونسبوا إليه كل تراثهم .
وبالتأمل في كل هذه الطعون في سنة النبي صلى الله عليه وسلم نجدها صدرت من أناس يعرف عنهم دوما أنهم بعيدون تماما عن سنة النبي محمد ولا يعرفونها ولم ينهلوا من خيرها ولم يربوا عليها فلم يشعروا بقيمتها .
لكن ما يحدث من استهداف العلمانيين للسنة النبوية في ارض الحرمين الشريفين هو المحير حقا , فعصي على الفهم والاستيعاب أن يمر على الأذهان انتقاص لسنة النبي صلى الله عليه وسلم أو التعرض لذاته الشريفة من قبل من يوصفون بالكتاب والمفكرين ممن تربوا في بيئات صالحة لم تفسد فيها عقائدهم ولا أفكارهم – على المستوى الجماعي - , ولا يمكن أن يفهم كيف يتطاول احد على جناب رسول الله في بلاد الحرمين كما حدث من الشاب الذي أساء إليه صلى الله عليه وسلم منذ وقت قريب ؟.
وخطورة صدور مثل هذه الكلمات – التي ينكرها كل أهل العلم وتعرض صاحبها إن كان مقرا بها وعالما بما تعنيه لأحكام شديدة في الفقه الإسلامي - لا تقتصر على الشخص نفسه بل تتعداه لغيره من الشباب الذي ليس له مرجعية فكرية سوى الغرب الليبرالي الذي يريد لنا كمسلمين التحرر من كل اثر من أثار الدين في حياتنا وخاصة أنها تعرض على الانترنت بما يموج به من موجات الكفر والإلحاد والضلال , فتكون مثل هذه الكلمات ونسبتها لأحد المعتبرين من الكتاب دليلا لهم على الاستمرار فيما يتجهون إليه في ابتعادهم عن كل خلق ودين.
فعلى تويتر وجه محمد آل الشيخ الكاتب بجريدة الجزيرة في تغريدتين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أنكر فيها أحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلن عدم اعترافه بها, بل واتهمهما بأنهما ضد الفطرة الإنسانية فقال:" حديث العلاج ببول الإبل لا أعترف بصحته، لأن البول وشربه ضد الفطرة السليمة"، كما قال عن حديث الذبابة: "ما فيه طبيب قال أغمس الذباب في لبن واشربه. عطني مرجع طبي معتبر بلا خراط صحويين"، وتابع: "هناك فرق بين الطب النبوي وطب عصر النبي، لا تخلط أصلحك الله"، متسائلا: "إذا كان طب عصر النبي صالح لكل زمان ومكان ويسمونه (الطب النبوي)، فلماذا لا نكتفي به، ولا نتداوى بطب الغرب الكافر النجس؟" واختتم آل الشيخ تغريداته بتأكيده عدم الاعتراف بهذه الأحاديث، قائلا: "لا حديث بول الإبل ولا حديث جلد الظهر وأخذ المال؛ هذه أحاديث ضد الفطرة السوية وإساءة للإسلام".
فماذا يختلف قوله هذا على قول المستشرقين الغربيين الغير مسلمين وهو الذي ربي في أحضان بيوت علم وتقوى وديانة فهو ينتمي لأسرة فاضلة طالما خرجت العلماء والأدباء والحكماء وأهل الديانة والشريعة وعلى رأسهم فضيلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله؟
وبالطبع قوبلت تغريدتاه بهجوم واسع واستنكار شديد على تويتر الذي أصبح الآن أسرع وأقوى الوسائل الإعلامية في المملكة , فوجّه دعاة وطلاب العلم الانتقادات الشديدة له وطالبوا فيها بمحاسبة كل من يتهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الاتهامات محذرين من التجاوز والتفريط في حق النبي وفي حجية سنته وصيانتها من عبث أي عابث أو اتهام أي جاهل أو مغرض.
وعلى حسابه على تويتر قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ رداً على تغريدات محمد آل الشيخ فقال: " بعد الإطلاع على هذه الكتابات فإننا نبرأ إلى الله من مثل هذه الكتابات التي تضرب بأحاديث صحيحة عرض الحائط" , وأضاف: "كتاباته تعرب عن جهله بالعلم الشرعي، فالأحاديث صحيحة عند أهل العلم ومثل هذا جهل فاضح".
وتابع قائلا: "أخشى على مثل هذا الكاتب وأخشى عليه من العقوبة فسنة رسول الله عليه الصلاة السلام خط أحمر لا يرضى المسلمون بأن ينال منها هو أو غيره".
واختتم إمام وخطيب المسجد النبوي تدوينته قائلا: "يجب على ولي الأمر منع مثل هؤلاء الكتاب التعرض لسنة رسول الله وزجرهم ومعاقبة من يثبت عليه رد الثابت من الأحاديث".
ولم تكن هذه هي التغريدة الأولى لهذا الكاتب التي يصادم فيها المجتمع السعودي إذ حدث منه تغريدة سابقة في 2012 اتهم فيها سعوديات على سبيل الإجمال بفعل أعمال لا أخلاقية في الخارج وقوبل بعاصفة أيضا من الاعتراضات على ما قال.
إن العلمانية في المملكة لا تخمد وفي كل مرة تحاول ان تطل برأسها حتى يعتاد الناس كلامها وفي كل مرة تطلق بالون اختبار للرأي العام السعودي , فهلا انتبهنا.
--------------------
المصدر : مركز التاصيل للدراسات والبحوث
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: