في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!
يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3648
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عجيب أن يتفهم العالم ويستوعب فكرة أن هناك أطر يتحرك فيها المنتسبون إلى الأديان لتحكم تصرفاتهم وتقسمها إلى ما بين ممنوع ومسموح ويحسن العالم التعامل مع مقتضيات الأديان ويتناسق مع معتنقيها فتتفهمها الدول والغربية ودساتيرها وتستوعبها مع جميع المنتمين إلى جميع الأديان إلا مع المسلمين .
فالعجيب أن المسلمين يعانون بشدة في غالبية هذه الدول التي لا تريد أن تستوعب التزامهم بأحكام دينهم ولا تريد أن تستوعب هذه الضوابط الدينية فتظهر على السطح كل فترة ممارسات تؤكد أن هذه الدول لا تريد لكثير من المسلمين التزاما إلا بما يفرضونه عليهم في حين يتساهلون ويتقبلون أحكاما وضوابط يلتزم بها غير المسلمين .
ففي سويسرا امتنع طالبان مسلمان في مدينة بازل عن مصافحة معلمتهما باليد وقدما فروض الاحترام والتقدير لمعلمتهم بالكلمات والعبارات اللائقة , فاعتبرت الحكومة السويسرية هذا الامتناع منهم عملا مستهجنا غير مقبول وصعدت من ردود أفعالها كثيرا لدرجة أن عاقبت الأسرتين على تصرف أبنائهما!!
والأغرب أنه قامت لذلك الفعل ردود أفعال عنيفة لا تتفق إطلاقا مع الحدث ولا مع تصرف طالبين خاصة بعد الضجة الكبرى التي عمت جميع أنحاء البلاد
فمن ناحيتها اعتبرت سيمونيتا سوماروغا، مستشارة المجلس الاتحادي، أنه غير مقبول أن الطفل يرفض مصافحة معلمته. وقالت: "المصافحة هي جزء من ثقافتنا" , وذلك كرد منها لتأكيد التصرف التي قامت به المدرسة بالإجراء التأديبي في حق الطفلين والذي رفض طلب الاستئناف الذي قدم من والدي الطالبين لالغائه !!
ومن العجيب أيضا أن يسن بعد الموقف في يوم 14 سبتمبر قانون من قبل مجلس إدارة المدارس يفرض حقا جديدا للمعلم في أن يطلب من طلابه أن يصافحوه وهو الأمر الغريب الذي لم يصدر في أية دولة في العالم , فالمعلم له مكانته وقيمته وعدم مصافحة طالب لمعلمته لا يقلل من قدرها وقيمتها مادام لم يصدر منه أي إشارة قولية ولا فعلية تنم عن عدم احترامه لها بل تنم عن التزامه بما رآه من تعاليم دينه .
وكررت مونيكا اغشوند، وهي عضو مجلس الدولة التي تدير قسم التعليم، في تعليق على قرار المجلس : "مصافحة المعلم هي قاعدة أدبية عميقة الجذور في مجتمعنا وثقافتنا" , لتضع القضية في غير موضعها الصحيح حيث لا يعتبر هذا التصرف غير ماس بمكانة المعلم واحترامه وأن المصافحة ليست وحدها الدليل الكافي على الاحترام والتقدير , لتعود اغشوند وتؤكد أنها سوف تظل على تواصل مع الأعضاء الآخرين في السلطة التنفيذية لإبقاء العقوبة المقررة ضد الطالبين .
ولم يهدأ الموقف عند هذا الحد , فأكدت عضو مجلس الدولة أيضا أن مشروع قانون سيقدم للتشاور في نوفمبر من أجل حل المشكلة – ولا ادري أي مشكلة سوف يحلونها – بحيث ينص مشروع القانون على أنه سيكون بإمكانية إدارات المدارس أن تقدم تقريرا إلى مكتب الهجرة عن حالات رفض مصافحة المعلم , أي أن التجنس بالجنسية السويسرية للمسلمين سوف يوضع له عقبة جديدة يمكن أن تقوم بها إدارة المدارس لتوقف قرار تجنس على أساس أن أطفال هذه الأسرة لا يصافحون معلماتهن !!!
وهذا ما حدث بالفعل مع أسرة الطالبين المذكورين حيث كان من تداعيات المشكلة أنه تم تأجيل تجنيس أسرتي الطالبين اللتين استدعيتا من قبل مكتب الهجرة في الكانتون للمناقشة.
ويزمع القائمون على مشروع القانون الجديد أن يعاقب من يسميهم بـ " منتهكي المصافحة في المدارس " يعاقب الطلاب بعدة إجراءات تأديبية مثل لفت النظر واستدعاء الوالدين أو رسالة توبيخ ومنها ما يعاقب به أولياء الأمور بدفع غرامة تصل إلى 5000 فرنك سويسري أو يؤجل البت في قرار تجنسهم من الأساس !!!
فهل ما تفعله الحكومة السويسرية يمكن أن يفسر بأي تفسير سوى التضييق والتعنت مع المسلمين ؟؟ , وهذا ما أكده اتحاد المنظمات الإسلامية في سويسرا (FOIS) الذي قال أن المصافحة بين المعلمين والطلاب "ليست المشكلة" , بينما ، اعتبر المجلس الإسلامي المركزي في سويسرا (CCIS) أن قسم الكانتون تجاوز سلطاته من خلال إجبار الطالبين على مصافحة معلمتهما.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: