البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!

كاتب المقال يحيي البوليني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3330


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عجيب أن يتفهم العالم ويستوعب فكرة أن هناك أطر يتحرك فيها المنتسبون إلى الأديان لتحكم تصرفاتهم وتقسمها إلى ما بين ممنوع ومسموح ويحسن العالم التعامل مع مقتضيات الأديان ويتناسق مع معتنقيها فتتفهمها الدول والغربية ودساتيرها وتستوعبها مع جميع المنتمين إلى جميع الأديان إلا مع المسلمين .

فالعجيب أن المسلمين يعانون بشدة في غالبية هذه الدول التي لا تريد أن تستوعب التزامهم بأحكام دينهم ولا تريد أن تستوعب هذه الضوابط الدينية فتظهر على السطح كل فترة ممارسات تؤكد أن هذه الدول لا تريد لكثير من المسلمين التزاما إلا بما يفرضونه عليهم في حين يتساهلون ويتقبلون أحكاما وضوابط يلتزم بها غير المسلمين .

ففي سويسرا امتنع طالبان مسلمان في مدينة بازل عن مصافحة معلمتهما باليد وقدما فروض الاحترام والتقدير لمعلمتهم بالكلمات والعبارات اللائقة , فاعتبرت الحكومة السويسرية هذا الامتناع منهم عملا مستهجنا غير مقبول وصعدت من ردود أفعالها كثيرا لدرجة أن عاقبت الأسرتين على تصرف أبنائهما!!

والأغرب أنه قامت لذلك الفعل ردود أفعال عنيفة لا تتفق إطلاقا مع الحدث ولا مع تصرف طالبين خاصة بعد الضجة الكبرى التي عمت جميع أنحاء البلاد

فمن ناحيتها اعتبرت سيمونيتا سوماروغا، مستشارة المجلس الاتحادي، أنه غير مقبول أن الطفل يرفض مصافحة معلمته. وقالت: "المصافحة هي جزء من ثقافتنا" , وذلك كرد منها لتأكيد التصرف التي قامت به المدرسة بالإجراء التأديبي في حق الطفلين والذي رفض طلب الاستئناف الذي قدم من والدي الطالبين لالغائه !!

ومن العجيب أيضا أن يسن بعد الموقف في يوم 14 سبتمبر قانون من قبل مجلس إدارة المدارس يفرض حقا جديدا للمعلم في أن يطلب من طلابه أن يصافحوه وهو الأمر الغريب الذي لم يصدر في أية دولة في العالم , فالمعلم له مكانته وقيمته وعدم مصافحة طالب لمعلمته لا يقلل من قدرها وقيمتها مادام لم يصدر منه أي إشارة قولية ولا فعلية تنم عن عدم احترامه لها بل تنم عن التزامه بما رآه من تعاليم دينه .

وكررت مونيكا اغشوند، وهي عضو مجلس الدولة التي تدير قسم التعليم، في تعليق على قرار المجلس : "مصافحة المعلم هي قاعدة أدبية عميقة الجذور في مجتمعنا وثقافتنا" , لتضع القضية في غير موضعها الصحيح حيث لا يعتبر هذا التصرف غير ماس بمكانة المعلم واحترامه وأن المصافحة ليست وحدها الدليل الكافي على الاحترام والتقدير , لتعود اغشوند وتؤكد أنها سوف تظل على تواصل مع الأعضاء الآخرين في السلطة التنفيذية لإبقاء العقوبة المقررة ضد الطالبين .

ولم يهدأ الموقف عند هذا الحد , فأكدت عضو مجلس الدولة أيضا أن مشروع قانون سيقدم للتشاور في نوفمبر من أجل حل المشكلة – ولا ادري أي مشكلة سوف يحلونها – بحيث ينص مشروع القانون على أنه سيكون بإمكانية إدارات المدارس أن تقدم تقريرا إلى مكتب الهجرة عن حالات رفض مصافحة المعلم , أي أن التجنس بالجنسية السويسرية للمسلمين سوف يوضع له عقبة جديدة يمكن أن تقوم بها إدارة المدارس لتوقف قرار تجنس على أساس أن أطفال هذه الأسرة لا يصافحون معلماتهن !!!
وهذا ما حدث بالفعل مع أسرة الطالبين المذكورين حيث كان من تداعيات المشكلة أنه تم تأجيل تجنيس أسرتي الطالبين اللتين استدعيتا من قبل مكتب الهجرة في الكانتون للمناقشة.

ويزمع القائمون على مشروع القانون الجديد أن يعاقب من يسميهم بـ " منتهكي المصافحة في المدارس " يعاقب الطلاب بعدة إجراءات تأديبية مثل لفت النظر واستدعاء الوالدين أو رسالة توبيخ ومنها ما يعاقب به أولياء الأمور بدفع غرامة تصل إلى 5000 فرنك سويسري أو يؤجل البت في قرار تجنسهم من الأساس !!!

فهل ما تفعله الحكومة السويسرية يمكن أن يفسر بأي تفسير سوى التضييق والتعنت مع المسلمين ؟؟ , وهذا ما أكده اتحاد المنظمات الإسلامية في سويسرا (FOIS) الذي قال أن المصافحة بين المعلمين والطلاب "ليست المشكلة" , بينما ، اعتبر المجلس الإسلامي المركزي في سويسرا (CCIS) أن قسم الكانتون تجاوز سلطاته من خلال إجبار الطالبين على مصافحة معلمتهما.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التعليم، سويسرا، التعدي على المسلمين، عمليات الإقتلاع، عمليات الإلحاق، التوجيه الذهني، الغرب الكافر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-10-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آذيت ابنك بتدليله
  في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!
  المعارك الجانبية وأثرها على مسيرة المصلحين
  2013 عام المظالم
  "مانديلا" .. وغياب الرمز الإسلامي
  رحيل مانديلا وحفل النفاق العالمي
  متي يكون لكتاباتنا العربية قيمة وأثر
  نعم .. إنهم مخطوفون ذهنيا
  الكنائس النصرانية والتحولات الفكرية في العمل السياسي
  التغطية الإعلامية المغرضة والممنهجة لمقتل الشيعي المصري حسن شحاته
  حوادث الهجوم على المساجد .. حتى متى ؟
  طائفة " المورمون " وتفتيت الجسد النصراني المهترئ
  بورما .. أزمة تتفاقم بين التجاهل الدولي والتقصير الإسلامي
  هل تأخذك الغربة مني ؟
  المسيحية دين الماضي والإسلام دين المستقبل باعتراف بريطاني
  "قالوا ربنا باعد بين أسفارنا" .. رؤية تدبر اقتصادية
  القصير .. منحة من رحم محنة
  نصر الله والدجل السياسي لرفع الإحباط عن جنوده المعتدين
  الدب الروسي يعد العدة لحرب ضد المد الإسلامي الداخلي
  تطاول علماني جديد على السنة النبوية لكاتب سعودي
  تهاوي العلمانية في مصر باعتراف أحد رموزها
  بابا الفاتيكان الجديد يستعدي النصارى على المسلمين في كل مكان
  الأريوسية المُوَحِّدة .. التوحيد المطمور في الديانة النصرانية
  الشيعة ضد سوريا .. تحالف قذر في حرب أقذر
  السودان ودعوات مواجهة التشيع
  "تواضروس" والمقامرة بمستقبل النصارى في مصر
  الآثار السلبية لانشغال الإسلاميين بملوثات السياسة والبعد عن المساجد
  الدور الإيراني الخبيث في زعزعة استقرار الدول العربية
  الثورة السورية ومواجهة خطر الاحتواء والانحراف
  العلمانيون والعبث بالهوية الإسلامية للدستور الجزائري

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن عثمان، د. أحمد بشير، فتحي الزغل، محمد يحي، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الهادي المثلوثي، د- جابر قميحة، مجدى داود، د- محمود علي عريقات، محمد أحمد عزوز، منجي باكير، د. خالد الطراولي ، الناصر الرقيق، عبد الله الفقير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، كريم السليتي، فتحي العابد، وائل بنجدو، أحمد بوادي، عمار غيلوفي، العادل السمعلي، كريم فارق، عبد الغني مزوز، خالد الجاف ، محمد عمر غرس الله، رافد العزاوي، إيمى الأشقر، علي الكاش، محمود فاروق سيد شعبان، طلال قسومي، د - محمد بن موسى الشريف ، أ.د. مصطفى رجب، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- هاني ابوالفتوح، محمد الطرابلسي، عبد الله زيدان، رشيد السيد أحمد، محمود سلطان، د.محمد فتحي عبد العال، ياسين أحمد، صالح النعامي ، خبَّاب بن مروان الحمد، سيد السباعي، أحمد النعيمي، محمد الياسين، رافع القارصي، رمضان حينوني، محرر "بوابتي"، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامر أبو رمان ، أبو سمية، ماهر عدنان قنديل، عواطف منصور، د. صلاح عودة الله ، د - عادل رضا، محمود طرشوبي، يزيد بن الحسين، صفاء العراقي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد العيادي، مصطفي زهران، علي عبد العال، محمد شمام ، أنس الشابي، الهيثم زعفان، مراد قميزة، فتحـي قاره بيبـان، فوزي مسعود ، إسراء أبو رمان، حسن الطرابلسي، د- محمد رحال، حميدة الطيلوش، المولدي الفرجاني، صلاح المختار، د. عبد الآله المالكي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمر غازي، ضحى عبد الرحمن، محمد اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، عراق المطيري، نادية سعد، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، د. أحمد محمد سليمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، صفاء العربي، صلاح الحريري، د - صالح المازقي، سفيان عبد الكافي، أحمد ملحم، د - محمد بنيعيش، د - المنجي الكعبي، فهمي شراب، عزيز العرباوي، سعود السبعاني، سلام الشماع، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يحيي البوليني، د. طارق عبد الحليم، صباح الموسوي ، إياد محمود حسين ، أشرف إبراهيم حجاج، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - الضاوي خوالدية، أحمد الحباسي، جاسم الرصيف، د - مصطفى فهمي، مصطفى منيغ، رضا الدبّابي، تونسي، سلوى المغربي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة