يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6094
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أحرام على بلابله الدوح.. حلال للطير من كل جنس ؟
هكذا شدا بها أحمد شوقي بكل أسى ومرارة، متعجبا للسماح لكل الناس بممارسة حقوقها إلا بني وطنه، ونحن نستعيرها منه لتنطبق على حال المسلمين مع معظم الحكومات الغربية، فلكل أتباع الديانات الحق في ممارسة شعائرهم وفق شرائعهم التي يؤمنون بها إلا المسلمون، فدائما ما ينكر عليهم ممارسة شعائر دينهم على النحو الذي يأمرهم بهم ربهم.. وأغلب ذلك في البلاد التي تنادي بالحرية وتتخذها شعارا لها.
فمنذ وقت قريب، وفي بريطانيا وخلال حفل زواج، يُدعى وزير الزراعة البريطاني وزوجته وذلك في المركز الإسلامي بلندن فليبي الدعوة ويحضر، وعندما يجد فصلا بين الرجال والنساء – وفق ديننا ومعتقداتنا – يترك الحفل غاضبا ويستنكر على المسلمين إقامة لشعائر دينهم على النحو الذي يأمرهم به.
وفي ظل الهجوم المتكرر على الإسلام والمسلمين والمساجد الإسلامية وخاصة في بلجيكا التي تكررت فيها الهجوم على المساجد بشكل لافت للنظر وكان من أشدها على المسلمين حينما دخلوا مسجدا وخربوه وتركوا فيه صورة خنزير معلقة على صليب خشبي !!، وفي مرة أخرى كرروا هجومهم على المسجد وكتبوا عبارات عنصرية على جدرانه منها " أنتم أجانب اخرجوا من ديارنا "، وغير ذلك الكثير مما تناقلته وسائل الإعلام أو مما تناسته وسط هذا الزخم الهائل من الأخبار.
وتبعها ما علمنا من مظاهر الإسلاموفوبيا في كثير من البلدان الأوروبية مثل فرنسا وسويسرا وهولندا وغيرها، إلا أن الأمر المفاجئ للجميع والذي تسبب لدهشة كبرى بين كل المراقبين والمتابعين صدور مثل هذا التقرير الذي لابد وأن يلقى بظلاله على صناع القرار السياسي في أوروبا.
فينشر المؤتمر العالمي للهيئة البلجيكية "سى إنترناشيونال" - وهي كبرى الهيئات المتخصصة في عمل الإحصائيات الدولية – بيانا إحصائيا عن ظاهرة سماها بـ " أسلمة المجتمع الأوروبي " – فجاء في البيان :
- أوروبا تشهد أضخم زيادة في تاريخها في نمو ظاهرة الأسلمة خلال عام 2011.
- ارتفعت الأسلمة في أوروبا بنسبة 17% لتكون بذلك أكبر زيادة يسجلها الدين الإسلامي في أوروبا في كل العصور السابقة.
- ارتفع عدد المسلمين في أوروبا إلى 23 مليون مسلم يحملون الجنسيات الأوروبية في 19 دولة تابعة للاتحاد الأوروبي، بالإضافة لوجود مسلمين ليست لهم إقامة رسمية يصل عددهم إلى 7 ملايين مسلم ليصبح المسامون في أوروبا 30 مليون مسلما، بينما يقرر مركز بحثي كندي أن عدد المسلمين في أوروبا يزيد عن 52 مليون مسلم في عام 2009.
وخلص التقرير إلى أهم الأسباب التي دفعت إلى تلك الزيادة في دخول الأوروبيين في الإسلام من وجهة نظر كُتاب التقرير :
1- عوامل ذاتية في العقيدة الإسلامية... وهي التي كان لها أكبر الأثر في إقناع الكثير من الأوروبيين الباحثين عن الحقيقة والذين لا يجدون ضالتهم في العقائد الأخرى
2- الديموجرافيا السكانية.. فلانتشار الفواحش وطغيان الأثرة وحب الذات وسيطرة الشهوة على كثير من أبناء المجتمعات الأوروبية قل اهتمامهم بتكوين الأسر وإنجاب الأبناء، وسعى كل منهم لنيل شهواته بعيدا عن تكاليف بناء الأسرة ومسئولية إنجاب الأطفال وتربيتهم، فقل الانجاب عامة بين الأوروبيين،و- توجد إحصاءات موثقة بتناقص حاد لمعدلات المواليد للأوروبيين بشكل يفوق التصورات، وأيضا كثرت حالات الإجهاض المتعمد، وكثرت حالات أطفال الشوارع أو تسليم الرضع في البيوت المتخصصة للإيواء،، بينما يكثر اهتمام المسلمين - دينا - بالأسرة، فيسعى كل شاب وشابة مسلمين لأن يكونا أبا وأما لعدد من الأطفال، فبالتالي يزيد نسل المسلمين ويقل نسل الأوروبيين من ذوي الدينات الأخرى.
3- الإحساس التاريخي والثقافة الإسلامية التي تجتاح أوروبا... فبعد كل حدث عالما يكثر فيه الطعن على الإسلام أو إلصاق التهم به يزداد الشغف الأوروبي لمعرفة الكثير عن الإسلام، وقديما كان يملك أصحاب التوجهات القدرة على توجيه القارئ الأوروبي والغربي بشكل عام إلى كتابات معينة وخاصة للمستشرقين لتنقل للأوروبيين الصورة التي يريدون نقلها لهم عن الإسلام، ولكن مع انتشار الانترنت وتغلغل المسلمين داخلهم أمكن توضيح الصورة الصحيحة للإسلام والتي تستطيع بكل يسر أن تصل إلى عقل وقلب كل قارئ عنها، فيا×ذ كل منهم وقته في التفكير والدراسة، ويدخل أكثرهم في الإسلام بعد دراسته له من مصادره الصحيحة، ولا ننسى التعامل اليومي بعدد من المسلمين الذين ينقلون لهم معاني ربما لا يجدونها من التراحم والتكافل والسعي لخدمة الغير ولنفعهم مما يصحح كثيرا من الأباطيل التي تطلقها وسائل الإعلام عليهم – ولولا قلة مسلمة لم تدرك دورها وتسيء لديانتها قبل أن تسئ لنفسها – لأصبحت أوروبا كلها مسلمة نتيجة التعامل اليومي فقط
4- التراجع الديني الذي يشبه الانهيار في الديانة المسيحية... فبالفعل تشهد أوروبا والغرب عامة هذا التراجع، فكثير من المسيحيين هما نصارى بالاسم فقط فلا يعلمون شيئا عن دينهم ولا يهتمون، والكنائس خاوية ودروس الآحاد لا يحضرها احد، ووفق تقرير إخباري على موقع هيئة الإذاعة البريطانية (1) أن كنيسة تغلق في بريطانيا كل أسبوع، وأن حوالي 4000 كنيسة مهددة بالإغلاق أيضا إذا استمر الحال على ما هو عليه لوجود اقل من 20 مسيحيا فقط كل أحد، والمسلمون يشترون أكثر من كنيسة مهجورة في هولندا وكندا والبوسنة وفرنسا وغيرها لبناء مساجد لكثرة الحاجة للمساجد وعدم استيعابها للمصلين
ولا ننسى بعد فضل الله سبحانه أن الإسلام هو الدين الخاتم وهو دين الفطرة الوسطي الذي يتوازن بين حاجة الإنسان المادية والمعنوية بلا إفراط ولا تفريط وسيدخل الإسلام بإذن الله كل بيت كما وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعز عزيز أو بذل ذليل