البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بل زُيِّن للّذين كفروا مَكرُهم*: قراءة في بعض الردود حول كتاب "ليطمئنّ قلبي"

كاتب المقال أنس الشابي    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 14750


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


نشر الأستاذ محمّد الطّالبي في الفترة الأخيرة كتابًا هامّا عن دار سراس للنشر عنوانه "ليطمئنّ قلبي" تناول فيه جملة من القضايا والمسائل التي تهمّ البحث العلمي في الجامعة التونسيّة ضاربًا لذلك أمثلة من مادة الحضارة الإسلامية في قسم اللغة العربية بكليّة آداب منوبة، وقد تعرّض الأستاذ إلى حملة شعواء من قبل تلميذه وتلامذة تلميذه تجاوزوا فيها حدود الأدب واللياقة شارك فيها حتّى لصّ النصوص.
نقض الدجل والمكر جملة هذه المقالات سنغفلها لأنها انحرفت بالموضوع من قضيّة عامّة إلى قضايا جزئيّة مدرسيّة لا فائدة ترجى منها وسنقتصر على تناول نصّين:

الأول منهما: كتبه احميدة النيفر ومن المعلوم أنّ المذكور أسّس ما يسمّى بنحلة اليسار الإسلامي التي تدير نادي الجاحظ، وقد عرفت هذه النحلة بقدرتها على التلبيس على خلق الله فتجد قائديها يتحدثان عن كلّ شيء وعلى كلّ المنابر وفي كلّ الأوقات، يوافقون هذا ويعلّـلون خطأ ذاك. ولعلّي لا أجانب الصواب إن قلت إن مقال " نخبنا حين تتدابر" الصادر في جريدة الصباح في 4 مارس 2004 يندرج ضمن نفس المسلكيّة التي أشرت إليها، حيث لم يشر احميدة النيفر إلى أيّ قضيّة من القضايا التي بحثها الطالبي واكتفى بالقول إن ما نشره: "ردّ قاطع على من لا يشاطره من الباحثين المعاصرين رؤيته في التعامل مع النصّ الدينيّ". والمفهوم من هذا الكلام أن احميدة النيفر يوافق الشرفي فيما ذهب إليه من نفي للقدسيّة عن القرآن ودعوة إلى تغيير طريقة أداء الصلاة والإفطار في رمضان والامتناع عن رمي الجمرات في الحج هذه الأركان التي يقوم عليها الدين ويدعو الشرفي إلى نقضها يعتبرها احميدة النيفر "بحثا معاصرًا" في حين يرى في دفاع الطالبي عنها وعن الإيمان "إحباطا". وفي تقديرنا أن احميدة النيفر يحاول المشي على خطّين متوازيين أحدهما ينفي الآخر، الأول منهما نسجه حليفه في تغيير برامج التربية الإسلامية لما كان مستشارا لوزير التربية الأسبق والثاني نسجه محمد الطالبي الذي عبّر في كتابه هذا عن استهجانه لمجموعة " الحضارة الإسلامية " في منوبة ومن ثمّ إدانته لرئيسها وللبرامج التعليمية التي صاغتها بعد تحالفها مع نحلة اليسار الإسلامي. لهذا السبب بالذات جاء مقال احميدة النيفر ملتبسا لا يحمل أي موقف واضح لا من القضايا التي أثيرت ولا في أسلوب معالجتها.

والثاني ردّ عبد المجيد الشرفي "الحقّ أحقّ أن يتّبع " الصادر في جريدة «الصّباح» بتاريخ 23 مارس 2008 وهو ردّ تجاوز فيه الشرفي حدود اللياقة والأدب مع أستاذه وذلك:

1) بقوله إنّه يربأ بنفسه، هذه الكلمة تشير إلى قدر كبير وكاذب من التعالي لإيهام الغير بالترفع عن السفا سف, وهي كلمة لا تستعمل في ميدان البحث العلمي لأنها كلمة معيارية ذاتية وليست موضوعيّة، ومن الجدير بالملاحظة أن القارئ لما كتب الشرفي يلحظ بجلاء ما عليه المذكور من غرور مرضي إذ لا يكتفي بإلغاء كلّ من بحث في المسائل التي يكتب عنها ناقلا عن هذا أو ذاك دون إشارة بل يتعمّد الإحالة على نفسه أو على تلامذته فقط، فضلا عن ترصيع جمله ببعض المصطلحات والأسماء الأعجمية التي لا تضيف شيئا للموضوع وقد وفاه حقّه في النقد الأستاذ المتميّز بحق محمد لطفي اليوسفي في كتابه "القراءة المقاومة وبكاء الحجر، السلفيّة المندسّة في آليات التفكير الحداثوي"(1)

2) تعييره أستاذه بالشيخوخة والغرق فيها وفي ذلك إشارة إلى أنّ محمد الطالبي أصبح "يهرف" وهو كلام مردود لانّ الشيخوخة المصحوبة بالمساهمة في الحياة الثقافية وبالكتابة هي حمّالة للحكمة وناقلة لثراء التجربة فضلا عن أنها مبرّأة من طمع الدنيا وشهواتها وهو ما نلحظه بجلاء بيّن في كتاب الطالبي "ليطمئن قلبي"، وقد أضافت آمال القرامي لقول أستاذها إن الطالبي يشعر بالوحدة وبنكران الجميل من طرف من كانوا يسبّحون بحمده (2) وغاب عنها ما لا يجب أن يغيب عن حصيف أن مجتمعنا لا يكرّم إلاّ الأموات ولا يعترف بالجميل إلاّ لمن انقطعت صلتهم بالدنيا تمامًا.

3) قرن الشرفي أستاذه في كتابه "ليطمئن قلبي" بخالد محمد خالد ومحمد عمارة ومصطفى محمود... وهو كلام مردود من أساسه لان من ذكروا ابتدأوا الكتابة بالدعوة لتيارات فكريّة وسياسية قوميّة أو يساريّة. إلاّ أنهم انقلبوا بعد ذلك وانخرطوا في صفوف الاتجاهات الإسلامية بمختلف تلويناتها في حين أن المتابع لمسيرة محمد الطالبي منذ البداية يلحظ أن الرجل كان مؤمنا مع استقلال فكري في ذلك وقد واصل في نفس السياق ولم يعرف عنه إنكار لركن من أركان الدين أو تشكيك في أصل من أصوله فالمقارنة خاطئة ويقصد بها الإيهام بأن الطالبي ارتدّ عن أفكاره والواقع أنه تحدّث عن المسكوت عنه وانتقل صراحة إلى مواجهة الدعاوى التي تستهدف إشاعة الفوضى الفكريّة والسياسيّة بالتلبيس والافتراء والانحراف تحت ستار البحث والدرس ولانّ الضربة كانت في الصميم وموجعة لم يجد التلميذ وتلامذته سوى كيل التهم جزافا لأستاذهم.

4) استشهد محمد الطالبي بالباحثة آني لوران بما مضمونه " إنّ البيوت إنّما تخرب من داخلها " فكان أن ردّ عليه الشرفي بأن المذكورة نقمت على الإسلام والمسلمين لأنها عانس الأمر الذي يعني في عرف الشرفي أنه لا يقبل رأيا إلاّ لمن كان متزوّجا فيلغي بذلك كتابات عبد الرحمان بدوي وعاطف العراقي وجمال حمدان والعقاد... لا لشيء إلاّ لأنهم قرّروا البقاء في حالة عزوبية.

5) في إطار استعدائه المسلمين على الطالبي ذكر الشرفي: "مواقف له لا يرتضيها فيما نعتقد أي مسلم مثل اعتبار الانتحار غير ممنوع ولا محرّم ص29 وأن الزّهد ليس من الإسلام في شيء ص156" وغاب عنه أنّ هاتين المسألتين ليستا من العقائد أو العبادات اللتين دأب على إنكارهما وإثارة الشبهات حولهما وهو ما سنفصل فيه القول لاحقا، ذلك أن الإطار الذي وردت فيه الإشارة إلى الانتحار والزهد لا علاقة له بالحكم الشرعي بل وردت في إطار الحديث عن الحياة بسرّائها وضرّائها وضعف الإنسان الذي قد يصل به الأمر إلى حدود الانتحار وعن العمل وأهميّته في الإسلام حيث اعتبر الطالبي أن الزهد الذي يستهدف الامتناع عن السير في الأرض ليس من الإسلام في شيء لأنه إنكار لنعم الله. فهاتان المسألتان من الفروع التي يجوز فيها الاختلاف ويصحّ فيها الأخذ والرد وليستا من الأصول التي يثاب المؤمن على فعلها ويعاقب عند تركها.

6) في العمود الثاني ذكر الشرفي وبكثير من الإعجاب والإطراء تأسيسه مادة الحضارة الإسلامية ضمن قسم اللّغة العربيّة, وقد كال المديح لنفسه لأنه كما يقول يدرّس هذه المادة استنادا إلى مناهج لا تعرفها الجامعات الإسلامية كالزيتونة والأزهر والقروّيين حيث: " يقوم بعمليّة تفكيكيّة تحليليّة لا يعترف فيها بالمناطق المحرّمة" (3) وقصده أركان الإيمان والعبادات. والصحيح أن هذه المادّة أمرها عجيب بحيث لا نجد لها شبيهًا في جامعات الدنيا ويصفها الأستاذ أبو يعرب المرزوقي(4) بأنّها شكل من أشكال "الدّجل" لأنها "مأساة ملهاة ركحها أقسام العربيّة في الجامعة التونسيّة فعلوم العربيّة التي هي أسمى علوم الأمة ماتتْ وعوّضها شبه من التفلسف مريع قلّ أن تجد له مثيلا في الجامعات التي جعلها النقد الذاتي تتحرّر من سلطات الدجل . فبعض المختصين فيها أصبحوا فلاسفة تاريخ وبعضهم أضحى فلاسفة حضارة وبعضهم أمسى فلاسفة نقد وهم جميعا باتوا فلاسفة تشريع ولم يبق أحد في أقسام العربيّة مختصّا في علوم العربيّة.... فصار عندهم الكلام في الفلسفة جزافا دون حساب، إذ كلهم يشتركون في جرأة التطفّل على ما ليسوا مطالبين بعلمه جرأة لا يساويها إلاّ الجرأة على إهمال ما هم مطالبون بعلمه"(4) فلا هم أتقنوا اختصاصهم الذي هو اللّغة العربية وعلومها ولا هم استطاعوا أن يضيفوا شيئا للعلوم الدينيّة لقصور في الآلة. وقد أصبح هذا القسم الهجين منبرًا لإشاعة الآراء السياسيّة واستدراج الحرفاء وتصفية الحسابات واحتلال المواقع كما تسلّل المنتسبون إليه إلى كلية الشريعة وأصول الدين للتدريس فيها. يقول الأستاذ عبد الجليل الحمودي: " وقد تحوّل هؤلاء إلى أقطاب علميّة فكلّ أفكارهم ودراساتهم وأطروحاتهم تعلو على النقد إذ لا يمكن لأي طالب يريد نيل شهادة في اختصاص الحضارة أن يتعرّض إليهم بالنقد وما عليه إلاّ الثناء على أعمال هؤلاء الأساتذة والسير على خطاهم واتباع مناهجهم"(5). أدّى كلّ ذلك إلى غياب الضبط المنهجي والروح العلميّة في هذا القسم لتعوّضه الآراء الشخصيّة وقد أشار الدكتور المرزوقي إلى هذا في قوله: "إن المنتسبين إليه يعبرون عن مواقف شخصيّة في حدود ما يضمنه حق التعبير الحر للمواطن بخصوص التشريعات التي تنتظم بها حياة الجماعة.... لكن أن يزعم البعض موقفه علما وأن يقدمه على أنه ليس موقفا شخصيا بل تأسيس النظريات في فهم التشريع الإسلامي وتأويل مضمونا ته فيجعله مادة التدريس الجامعي دون فهم لمعنى الفصل بين مجال النقاش العمومي بين المفكرين ومجاله الخصوصي لتدريس المضمونات العلميّة في الجامعات فذلك هو ما أعتبره مأساة ملهاة تجري على ركح أقسام العربية في جامعاتنا" هذا المعنى الذي أشار إليه الأستاذ المرزوقي نلحظه بجلاء فيما كتب الشرفي وتلامذته إذ تتسم جميعها بسمات، من أهمّها:

أ) استهدافها الإيمان بنقضه وذلك من خلال الإسرائيليات والإيهام بأهميتها في الفكر الديني حيث يصبح إيمان الإنسان صنوا لإيمانه بالخرافات والأوهام والأساطير فقد نشر وحيد السعفي "العجيب والغريب في كتب تفسير القرآن، تفسير ابن كثير أنموذجا"(6) وهو عمل أعدّه تحت إشراف الشرفي الذي حدّد الهدف من تكليفه بهذا الموضوع قال: "ومن الواضح أنّ الحديث.... عن الجنّ وعن الهبوط من الجنّة وعن دور إبليس والشياطين والملائكة والطوفان وعمر نوح... والعديد من مظاهر العجيب والغريب التي تزخر بها والتي لم يعد لها في نفوس معاصرينا الأصداء ذاتها ولا لها في فكرهم الدلالات عينها»(7).

ب) تسفيه المدرسة الدينيّة التونسيّة بالقدح في رموزها والتهوين من شأنهم ولم يسلم من ذلك حتى صاحب التحرير والتنوير يقول عبد المجيد الشرفي عن تفسير الشيخ الطاهر ابن عاشور: "إن القارئ يبحث عبثا في هذا التفسير عن حلول تستجيب لمشاكله المعاصرة.... فهو تفسير يقوم شاهدًا على ظاهرة بارزة للعيان في الفكر العربي الحديث ألا وهي تواجد عقليّة تقليدية هي وريثة أمينة لعقليّة السلف وبعيدة عن مشاغل العصر الحقيقية"(8). في هذا الإطار كلّف الشرفي تلميذه عبد الرزاق الحمامي واسمه الحركي الأثير لديه هو علي بلحاج ( أحد عتاة الفيس في الجزائر) بالتّوسع في شتم المدرسة التونسية فأعدّ لذلك كتابًا نشرته كليّة آداب منوبة ومركز النشر الجامعي سنة 2005 تحت عنوان "الفكر الإسلامي في تونس 1965 ـ1987" سلخ فيه علي بلحاج كلّ من كتب حرفا له علاقة بالإسلام وكان منتسبا إلى مؤسسة من مؤسسات الدولة كإدارة الشعائر الدينيّة ووزارتها وديوان الإفتاء وكليّة الشريعة فلم يسلم من بذاءاته لا الأحياء ولا الأموات، في نفس الوقت نجده يشيد بخصوم النظام كراشد الغنوشي وصلاح الدين الجورشي واحميدة النيفر. ولا يخفى على أحد أن عداء دولة الاستقلال ينسحب على كلّ منجزاتها ومن بينها مجلّة الأحوال الشخصية التي دأب علي بلحاج على الإشادة بها وبالطاهر الحدّاد ولكنه في حقيقته يظهر غير ما يبطن إذ يقول المذكور: "لكن الاتجاه الغالب هو تأييد هذه المجلّة والإشادة بالسياسة التي أقرّتها أو فرضتها"(9) الأمر الذي يعني أن المجلّة فرضت على مجتمعها ومن ثمّ تصحّ المطالبة بإعادة النظر فيها والتخلّص منها. بهذا الأسلوب الملتوي سوّد علي بلحاج سبعمائة صفحة حدّد الهدف منها في المقدّمة بقوله "لدعم المطالبة بالحريات والديمقراطيّة وحقوق الإنسان للجميع على نحو ما دعا إليه عبد المجيد الشرفي في عديد الدراسات. راجع على سبيل المثال الإسلام والحداثة وكذلك لبنات"(10).

هكذا ينصرف البحث الجامعي من تطوير للمعرفة إلى شعارات سياسيّة تستهدف التجنيد.علما بأن المواقف السياسية التي أشاد بها الشرفي في الكتابين المشار إليهما نوجزها الآن على أن نفصل فيها القول مستقبلا في: - عداء كلّ أنواع ومظاهر السلطة. - استهداف دولة الاستقلال وتسفيه منجزاتها واعتبارها امتدادا لاستعمار نحن اليوم مطالبون بمقاومته أي تحقيق الاستقلال الثاني حسب مصطلح المنصف المرزوقي. - التسوية بين عنف المتطرفين ومقاومة الدولة له. - تحريض المواطنين على منع أجهزة الأمن من مواجهة الجريمة المنظمة انتصارا للمتطرفين. - تبرير ممارسة العنف وخرق القانون باعتباره مشكلا من مشاكل التنمية. - اعتبار المتطرفين ضحايا لسياسات دولة الاستقلال. - عداء مقيت لحقوق الإنسان كما نصّت عليها النصوص الدينيّة والمواثيق الدولية بالدعوة إلى العنف والتخريب وإشاعة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة.

ت) إرشاد المتطرفين إلى المواقع السياسية والمعرفية التي يمكن أن تمثل معضلة لدى النخب كمسألة الردّة حيث نشرت آمال القرامي كتابا أعدّته تحت إشراف الشرفي عنوانه: " قضيّة الردّة في الفكر الإسلامي الحديث " نشر في المغرب تحت عنوان: "حريّة المعتقد في الإسلام؟" وقد تناولت فيه المسألة من منظور سياسي استهدف دعوة المتطرّفين إلى اتهام الدّولة بالارتداد مع تقديم ما توهّمت أنها حجج، من ذلك أنها جمعت أهمّ منجزات الاستقلال في لائحة اتّهمت فيها الزعيم بورقيبة بالكفر لأنه: "بادر منذ تولّيه الحكم بتصفية الأحباس التي كانت بيد رجال الشرع وألغى المحاكم الشرعيّة ووظائف مجلس الشرع واستغنى عن المؤسسة الزيتونية وتجرّأ على مخالفة النصّ الصريح فمنذ 4 مارس 1958 سنّ المشرّع التونسيّ قانون التبنّي معارضا بذلك الحكم الوارد في (سورة الأحزاب) ثم عمد المشرّع إلى منع تعدّد الزوجات وسلّط عقوبة جزائيّة على كلّ من يتزوّج بأكثر من واحدة، وهكذا عدّ هذا الإجراء تحريما لما أحلّ الله''(11).
وفي صفحة أخرى تستهدف هذه المرأة الفصل الأول من الدستور فتحت إشراف أستاذها وفي رحاب الجامعة التونسيّة تكتب "ولا شكّ أن القول دين الدولة الإسلام هو بمثابة شعار تبنته النخبة الحاكمة لتكسب التأييد الشعبي''(12) وهو قول يحمل تشكيكا في الدستور ويدعو بطرف خفي إلى ما تدعو إليه الجماعات المتطرفة من إقامة للدولة الدينية لان ما هو حاصل الآن من رعاية الدولة للدين حسب قولها ليس إلاّ محاولة " لكسب التأييد الشعبي".
وفي صفحة أخرى تقول هذه المرأة " وهكذا تصبح مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا وسيلة للمحافظة على الدين فحسب بل لتحقيق المعارضة والوقوف أمام السلطة المستبدّة''(13) هكذا يتجاوز ما سمّي قسم الحضارة الإسلامية بآداب منوبة حدوده المعرفيّة ليصبح محلا لممارسة العمل السياسي ونشر البيانات المعارضة للدولة والمحرّضة عليها تحت لبوس العلم، فبأموالها وفي ثنايا مؤسساتها تتمّ الدعوة إلى نقضها ومحاربتها ليصبح بذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من أخص خصائصها مشاعا بين الناس تعميما للفوضى وخرقا للقانون.

7) في معرض دفاعه عن نفسه ذهب الشرفي إلى القول: "في الإسلام ثلاثة مستويات يتعيّن عدم الخلط بينها الأول هو مستوى النصّ التأسيسي.... والثاني مستوى تأويلات هذا النصّ وتطبيقاته التاريخية أمّا الثالث فمستوى الإيمان الشخصي...."(14). في تقديرنا أن هذا التقسيم مدرسي قد يكون مفيدا لتقريب المفاهيم من المبتدئين ذلك أن المستويات الثلاثة التي ذكرها الشرفي متداخلة ولا يمكن فصل الواحد منها عن الآخر. فالمؤمن الذي هو في المستوى الثالث إن تناول نصا من المستوى الأول بالشرح والتحليل سوف لن يكون تناوله شبيها بتناول غير المؤمن هذا فضلا عن أن المستوى الثاني الذي اعتقد الشرفي أنه محلّ التأويل ليس كذلك لان النصّ القرآني فيه ما هو قطعي الدلالة أي الذي لا تحمل ألفاظه إلاّ معنى واحدًا صريحًا وواضحًا لا يحتمل غيره كقوله تعالى: "للذكر مثل حظ الأنثيين " أو قوله تعالى: " كتب عليكم الصيام...". ولانّ الشرفي يصرّح في ردّه بعدم إيمانه بما هو قطعي الدلالة في القرآن فإنّه يعمّم بالحديث عن المستوى الثاني دون تفصيل حتى يتمكّن فيما بعد من إدخال المسائل في بعضها البعض كما فعل مع الصوم. لم يكن ردّ الشرفي على الأستاذ الطالبي إلا محاولة منه للتملص والتفصّي مما جاش في نفسه وخطّ قلمه، فاختفى وراء زملائه والأطروحات التي أشرف عليها والدروس التي ألقاها علّها تنقذه من الورطة التي أوقع نفسه فيها. ولم يفلح تلامذته في دفاعهم عنه فادعاؤهم أن الطالبي كفّر الشرفي مع النفخ في المسألة حتى تأخذ حجمًا أكبــر من حجمــها لا يستند إلى شيء لان الطالبي لم يصرّح بتكفير تلميذه بل اتهمه وهو صادق في ذلك بتهم تتراوح بين التدليس والكذب ذاكرا حججه ، فالتلامذة الذين انحرفوا بالقضية إلى التكفير غاب عنهم أننا في تونس حيث لا تحمل هذه الكلمة أية تبعات لا على المستوى الشخصي ولا على المستوى الوظيفي، فخانة الديانة ملغاة تمامًا في الوثائق الرسميّة عكس ما هو الحال في مصر حيث يجرّ الحكم بالردّة أو الكفر إلى التطليق والطرد من الوظيف وغير ذلك.

وقد حاولت " حركة النهضة " في فترة ما تكفير وزير التربية الأسبق إلاّ أنّها فشلت في إثارة الرأي العام، ولأنها لا تعرف طبيعة شعبها ولا تاريخه فقد سقط اتهامها ووبّختها النخبة على سوء صنيعها الذي تجاوز حدود ما يسمح به الخلاف، لم يكن هذا المعنى غائبًا فيما كتب الطالبي لذا نجده في صفحات عديدة يؤكّد انّه لا يكفّر ولا يصف تلميذه بالردّة. الدجل المقنع ذهب الطالبي في كتابه "ليطمئن قلبي" في الجزء الذي خصّصه للحديث عن المنسلخين عن الإسلام إلى القول بأن هؤلاء وعلى رأسهم الشرفي استهدفوا بما كتبوا نزع القدسيّة عن القرآن وهم بذلك يهدمون الدين تحت غطاء البحث العلمي، وهو يدعوه إلى إعلان موقفه بصراحة حتى لا يلتبس الأمر على المؤمنين العاديين فيحملون كلامه على محمل الاجتهاد، فدراسة الدين من طرف المؤمن به هي غيرها لدى المنسلخ عنه، تلك هي الفكرة الأساسية التي أفاض الأستاذ الطالبي في شرحها بكثير من التواضع والصدق. وفي تقديرنا أن الطالبي مصيب فيما ذهب إليه ذلك أنّ الهدف الذي يعمل الشرفي على بلوغه فيما سوّد هو وتلامذته تحت إشرافه ذكره في كتابه "الإسلام بين الرسالة والتاريخ" هو "ردّ الناس عمّا اعتقدوا... وفطامهم عن المألوف"(15) من خلال القدح في المقدّسات والتشكيك في الثوابت والانحراف بالمصطلحات عن معانيها والاستناد إلى الإسرائيليات والاستشهاد بالمرويّات الضعيفة والخلط بين الصحابة قبل إيمانهم وبعده، وهو ما سنبيّنه فيما يلي:

I ـ الصّلاة بعد أن شكّك الشرفي في الأخبار المروية عن تحديد عدد الصلوات عقب: "المساومة الشهيرة بين الله والرّسول"(16) يقول: "والمهمّ أن النبيّ كان يؤدّي صلاته على نحو معيّن فكان المسلمون يقتدون به إلاّ أن ذلك لا يعني أن المسلمين مضطرّون في كلّ الأماكن والأزمنة والظروف للالتزام بذلك النحو على فرض أنه كان فعلا موحّدًا ولم يطرأ عليه أي تغيير أثناء فترة الدعوة".(17) الأمر الذي يعني أن المسلم يجوز له أن يصلّي بالطريقة التي يراها حتى وإن كانت مخالفة لما جاء به الشرع. وهو بهذا القول يهدم السنّة الركن الثاني من أركان التشريع التي من خلالها عرف المسلم كيفية أداء الصلاة، والوضوء والحجّ... وغير ذلك، فالكثير من الأحكام الواردة في القرآن الكريم لا تفهم على وجهها الصحيح إلاّ بالعودة إلى السنّة لأنها تقيّد مطلقه وتخصّص عامه وتبيّـــن مجمله لذا عدّها الأصوليين في الحجيّة تالية للقرآن. ثمّ يضيف الشرفي في حديثه عن أداء الصلاة أنها: " تبقى الصيغة المثلى لصنفين من المسلمين من يعتقد بوجوبها على نحو ما رسّخته السنّة الثقافيّة ومن تسمح له ظروفه بأدائها بالطريقة المعهودة إلاّ أن أصنافا أخرى من الناس ممّن أعرضوا عن الصّلاة أو يعيشون تمزّقا بين الواقع والمنشود ألا يحقّ لها أن تكون وفيّة لما يأمرها به دينها من دون الالتزام بما قرّره السلف في هذا الشأن بكلّ تفاصيله"(18). أن ينكر الإنسان وجوب الصلاة ويمتنع عن أدائها فذلك شأنه أمّا أن يصل الأمر إلى حدود الدعوة لعدم الالتزام بأدائها والتحريض على عصيان "السلف" والمقصود الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) لأنه هو الذي علّم المسلمين كيفية أداء الصلاة فذلك ما لا يمكن أن يمرّ دون التنبيه إلى خطورته وتجاوزه حدود المسموح به علميّا وأخلاقيّا، وبعد هذا لماذا يغضب الشرفي إن قال عنه الطالبي: "إن كل من يرفض أن يوجّه وجهه نحو القبلة ليس من أمّتنا وليس له أن يملي علينا كيف نضطلع بالحداثة..."(19).

II ـ الحجّ خصّ الشرفي عبادة الحجّ بفقرة واحدة دعا فيها إلى الامتناع عن أداء واجب من واجباته قال متسائلا بخبث: "هل ينبغي أن يتبرّم المسلم المعاصر بالرجم ويقوم به رغم ذلك؟ ألا يحق له في هذا الحال أن يغلّب الصدق مع النفس على مجاراة ما ليس مقتنعا به تمام الاقتناع"(20) ومعلوم لدى العام والخاص أن رمي الجمرات بصرف النظر عما يمكن أن يثار حول دلالاته هو واجب من الواجبات يطلب من المؤمن فعله ويحرم عليه تركه، إذ ليس أمام الحاج إلاّ القيام به والالتزام بذلك وفق ما حدّد الشارع، أما أن يتدخّل الشرفي ليحدّد للمؤمن كيفية أدائه فريضة الحجّ وفق أهوائه هو فذلك تجاوز منه وافتراء على غيره، قال الطالبي في وصفه: "فهو حرّ في كيفيّة العبادة وكذلك من يتبعه أو أتبعه الشيطان بشرط أن لا يموّه وأن لا يقدم ذلك إسلاما أو لونا من ألوان الإسلام ونعيد أنه لو صرّح الشرفي ولم يتقنّع بقناع الإسلام ما كنّا لنعيب عليه شيئا، وما كنّا لنعرض لكتابه ولأهملناه"(21).

III ـ صوم رمضان أما بالنسبة للصوم فإن الشرفي يأتي بالعجب العجاب، إذ نشر صفحات في كتابه لبنات تناول فيها آيات الصوم من سورة البقرة، حيث خلّط فيها تخليطا لا مزيد عليه، فمن الانحراف بالألفاظ عن معانيها إلى الاستشهاد بالمرويّات الضعيفة وإدخال المسائل بعضها في البعض إلى خرق ما أجمعت عليه الأمة طيلة أربعة عشر قرنا، ليقول في نهاية الأمر: "على هذا الاساس يمكننا اقتراح رؤية جديدة لفرض الصوم تقوم على التخيير بين الصوم والإفطار مع الإطعام"(22) فسبحان الله ولا حول ولا قوّة إلاّ به.

IV ـ الإجماع هو الدليل الثالث من الأدلة الشرعيّة التي بحثها الأصوليون وصنّفوا فيه العديد من الدراسات خلصوا فيها إلى تعريفه كالتالي: "هو اتفاق جميع المجتهدين المسلمين في عصر من العصور بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم على حكم شرعي في واقعة"(23) والمستفاد من هذا التعريف أن الشرط الأول لتحققه هو إجماع المجتهدين وهم أهل الحل والعقد الذين امتلكوا الأدوات اللازمة لتحديد الحكم الشرعي في واقعة ما بحيث يخرج من هذا التعريف من لم يكن مجتهدًا كالعوام وغير المختصّين فلا عبرة بموافقة أو مخالفة غير أهل الاختصاص. أمّا الشرط الثاني فإنّه ينصّ على أنّ موضوع الاجتهاد يجب أن يكون متعلّقا بالدين وأحكامه وذلك احترازا من تعميمه وسحبه على غيره من المسائل والمصالح الدنيويّة كإقامة السدود وبناء المتاجر وقلع الأشجار وغير ذلك. وكلّ إجماع لا يتوفّر فيه الشرطان المذكوران لا يعدّ إجماعا شرعيّا أو اصطلاحيا ذاك ما قرر الأصوليون. ولانّ الشرفيّ يستهدف إبطال الإجماع من أساسه كدليل شرعي فإنّه انحرف به إلى معناه اللّغوي الواسع لتضيع بذلك المحددات والضوابط العلميّة ويصبح الإجماع شبيها بخرج الأعمى وهو ما سنوضحه فيما يلي: قال الشرفي: "وبدونه (الإجماع) يعسر الاقتناع بوجاهة العقائد والطقوس والسلوكات الموحّدة التي يعمل رجال الدين جاهدين على فرضها على المجموعة المؤمنة"(24). ولنا على هذا الكلام اعتراضات نجملها في: - أن الإجماع لا يعتد به في مسائل العقيدة والواجبات والأحكام التي لا تثبت إلاّ بالنصّ كتوحيد الله وتصديق النبيّ ووجوب الصوم وأنصبة الورثاء... - إنّ القول: "بوجاهة العقائد والطقوس..." كلام يحمل قدرًا كبيرا من التلبيس فالعقائد إما أن يؤمن بها المرء أو يكفر وما الدعوة إلى البحث لها عن "وجاهة" إلا دعوة مبطنة لإعادة النظر فيها، فلا يسمّى الإنسان مسلمًا إلاّ بعد اقتناعه بالعقائد والأركان والمسلمات التي يقوم عليها البناء الديني أمّا أن يفتش عن وجاهة العقائد فذلك فعل سابق للإيمان وإن جاء تاليا فهو خروج من الدين وكفر صريح به. - القول بأن الإجماع وسيلة للإكراه والفرض، خاطئ من أساسه لان الإسلام انتشر عن طريق الدعوة ولم يحدث طيلة تاريخه أن أجبرت مجموعة على الإيمان به، ولنا في بقاء الكثير من المجموعات الدينية المختلفة حيّة في ديار الإسلام كالمسيحيين واليهود والصابئة والمجوس... الدليل على صحة ما نقول. يقول الشرفي عن الإجماع بأنّه: "وجه مفضوح من وجوه الإقصاء لأوسع الفئات الاجتماعية"(25). يحمل مفهوم الإجماع في ثناياه روح الاختلاف والحوار والنقاش ولا يحمل أي معنى من معاني الإقصاء هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا يعتدّ بإجماع غير المختصّين في فن من الفنون، فإجماع المهندسين ليس حجّة على الأطباء، وإجماع النحاة لا عبرة به لدى القانونيين، إذ لكلّ فنّ أربابه وقول غير المختصّ في فنّ هو في حكم قول العوام. وبيّن أن المقصود من "طرد أوسع الفئات الاجتماعيّة" هو طرد الإجماع ذاته من البناء الفكري الإسلامي باعتباره الدليل الشرعي الثالث بعد القرآن والسنّة. يقول الشرفي بأن الإجماع "يمكن أن يحمل طاقة التجديد وملائمة الأوضاع المستجدّة إذا كان مبنيا على أسس ديمقراطيّة ومتعلّقا باتجاهات الأغلبية في شؤون الحياة العاديّة من مأكل وملبس ومعاملات اقتصاديّة وأخلاق"(26). في محاولة أخرى منه لنقض الإجماع وتخريبه كأداة معرفيّة شرعيّة وتحت ستار التجديد يسند إليه الدور الذي تقوم به الأحزاب السياسيّة ذلك أن الديمقراطّية لا علاقة لها بالعلوم والمعارف التي تقوم على البحث والمقارنة والموازنة والمقايسة ولا تقوم على الديمقراطيّة. لو حملنا هذا الكلام على محمل الجدّ لأصبح في مقدورنا القول بأن الفاعل ينصب لوجود إجماع ديمقراطي على ذلك أو أن الخطوط المتوازية تتقاطع عندما يجمع ديمقراطيّا على ذلك. ألم يجمع الناس قديما على أنّ الأرض مركز الكون ولكن خرج عن إجماعهم كوبرنيك وهو الذي قدّمه الشرفي بأنّه أحد الذين "قاموا بالثورات الأربع الكبرى التي عرفتها البشريّة"(27) رغم أنّه ألغى إجماعا: "يحمل طاقة التجديد"(28). وقد وصل أمر الإلحاح على " الديمقراطيّة " بالشرفي إلى الإتيان بالعجب العجاب حتى أنّه ذهب إلى القول بأن المتصوّفة لم تتطور زواياهم حيث يقرؤون الأوراد ويرتلون القرآن إلى أشكال أرقى لغياب الديمقراطيّة، قال أستاذ الحضارة الإسلامية بمنوبة: "وقد آل هذا التنظيم إلى ما كان منتظرا لا محالة من كلّ تنظيم يفتقر إلى قواعد التسيير الديمقراطي أن تكلـس وتحوّل التصــوّف فيه تــدريجيّا... إلى طرقيّة..."(29). ترى ما علاقة الديمقراطيّة بالصوفيّة ؟ ومنذ متى كان للانتخابات وصناديقها وفرز الأصوات مدخل في الحياة الروحيّة ؟ وكيف يا ترى أدّى غياب الديمقراطيّة إلى ظهور الطرقيّة؟ نسأل الله السلامة وحسن الختام.

قولنا لا تهمّنا عقيدة الشرفي ولا إيمانه في شيء فذاك شأنه الخاص يتصرّف فيه وفق ما يرى أمّا أن ينتقل إلى الترويج لمذهبه والدعاية لمعتقده باستغلال المواقع الإدارية وصفته العلميّة فلنا قول لانّ الفصل الأول من الدستور ينصّ على أن دين الدولة الإسلام. الأمر الذي يعني منع استغلال مؤسسات الدولة وأموالها في كلّ ما من شأنه أن يقوّض الأسس التي يقوم عليها البناء الاجتماعي ومن بينها الإسلام، فالاندساس في ثنايا المؤسسات الرسمية تحت ستار العلم والحداثة وتخريبها من الداخل ليس إلاّ خرقا للدستور الذي هو القانون الأساسي للدولة، ولنا فيما نشر الشرفي وتلامذته وفيما صنع أدلّة تنزع القناع الذي تستّر به ونكتفي في هذا المقال بما هو ديني مغفلين ما هو سياسي إلى حين.

المدرسة مؤسسة من مؤسّسات الدولة يمنع أن يتمّ الانحراف بها لغير ما وجدت له أصلا أي تكوين الناشئة علميّا ووطنيّا وذلك بأن توضع البرامج التعليميّة وتصاغ في هذا الاتجاه. إلاّ أن ما حدث خصوصا في مادّة التربية الإسلامية منذ بداية الإصلاح أدّى إلى إقرار برامج وكتب مدرسيّة مناهضة لسياسة الدّولة ومخالفة لخياراتها المجتمعيّة، ففي كتاب التفكير الإسلامي للسنة الرّابعة من التعليم الثانوي أي الباكالوريا نجد نصّين للشرفي أخذا من كتابه الإسلام والحداثة أحدهما في ص79 تحدث فيه عن المرأة واللافت للنظر أن الشرفي في كتابه اتخذ من الحديث عن كتيّب لشكري لطيّف ذكره في أسطر معدودات تعلّة لعرض آراء الغنّــوشي ومواقفه الواردة في مؤلّفه عن المرأة. هكذا يصبح نصّ الشرفي الذي يدرّس في المدرسة مدخّلا للإطلاع على آراء الغنوشي وجماعته، ومن الجدير بالملاحظة أن كتاب الشرفي المشار إليه أدرج ضمن الكتب المنصوح بمطالعتها ويطالب التلميذ بالعودة إليه رغم خطورته الشديدة على الناشئة لان الشرفي عرض فيه آراء عتاة المتطرّفين كحسن البنّا وعبد القادر عودة ويوسف القرضاوي وحسن الترابي وسيّد قطب الذي خصّص له ثماني صفحات كاملة عرض له فيها تفسيره في حين لم يخصّص للشيخ الطاهر ابن عاشور سوى أسطر معدودات هوّن فيها من شأنه ومن شأن تفسيره أوردناها أعلاه.

هل يصحّ أن يساهم في تأليف كتاب مدرسي من لا يحمل احترامــًا لنبي الإسلام بتجرّئه عليه، فقد ساهمت نائلة السليني في تأليف كتاب التربية الإسلامية للسنة الرّابعة من التعليم الأساسي وهي التي قال عنها الطالبي أنّها في ترجمتها للرسول (صلّى الله عليه وسلّم) التي أعدت تحت إشراف الشرفي لم تعتمد إلاّ كتاب رودنسون الذي يصف الرّسول (صلّى الله عليه وسلّم): "بأنّه كان رجلا بدويّا مصابـــًا بالجنون الديني لا يتحاشى في دعوته الاغتيال والنهب وأن قرآنه صنعه فيما يعتريه من حالات عصبيّة شاذة صراعيّة حسبها وحيا.

إن اختيار الأستاذة السليني مؤلّف رودنسون من بين العشرات من المصنفات في الموضوع يستحيل أن يكون عفويا من طرف باحثة متمرّسة في مستواها العلمي وخبرتها، إن اختيارها لهذا الكتاب دون غيره يعني يقـينا أنـها تشــاطر صاحبه في تصــوّره لمن يطلـق عـليه اسم (مهومات)"(30). فكيف يمكن أن نأتمن الشرفي وتلامذته على عقيدة أبنائنا وولائهم لوطنهم وهم على ما هم عليه من تشكيك في المقدّسات ونقض للثوابت؟

-------------
وقع التصرف الطفيف في العنوان الأصلي للمقال كما وردنا
مشرف موقع بوابتي

-------------

الهوامش:



(*) سورة الرعد الآية 33
1) نشر سكربيوس تونس
2) 2002 2) مجلّةRéalités في 24 أفريل 2008 ص51
3) المسلم في التاريخ، منشورات كليّة الآداب منوبة تونس في 1998
4) مقال"الفرائض ومنزلة الإنسان الوجوديّة " موجود في الانترنت ونشر في جريدة القدس إلاّ أننا لم نعثر لا على العدد ولا على تاريخه.
5) جريدة "الموقف" في 29 جوان 2007 ص9 مقال بعنوان "الحضارة في الجامعة التونسيّة علم بلا موضوع".
6) نشر تبر الزمان سنة 2001.
7) الإسلام بين الرسالة والتاريخ ص45.
8) الإسلام والحداثة، الدار التونسيّة للنشر 1990 ص85
9) الفكر الإسلامي في تونس ص537
10) المصدر السابق ص17
11) نشر الفنك المغرب 1997 ص57، 58
12) المصدر السابق ص102
13) المصدر السابق ص117
14) جريدة الصباح في 23 مارس 2008
15) الإسلام بين,ص 11
16) ص61
17) ص62
18) ص63
19) ليطمئن قلبي ص33
20) الإسلام بين ص65
21) ليطمئن قلبي ص75
22) لبنات ص181
23) علم أصول الفقه، الشيخ عبد الوهاب خلاف، دار القلم الكويت 1972 ط 10 ص45
24) الإسلام بين ص164
25) " " ص165.
26) ( " " ص165 و 166.
27) " " ص6 .
28) " " ص 165
29) " " ص 193 .
30) ليطمئن قلبي ص 40 و41.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، تغيير مناهج، تغريب، علمانية، حداثة، ليبيرالية، تنويريون، أمال القرامي، عبد المجيد الشرفي، احميدة النيفر، نادي الجاحظ، محمد الطالبي، ليطمئن قلبي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-05-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تهديدات معلنة ومبطنة لمجلة الأحوال الشخصيّة التونسيّة
  أدعو الدولة إلى تأجيل أداء فريضة الحج هذا العام رعاية لله في هذا الوطن
  عن منع كتاب وإغلاق جناح في معرض الكتاب أنس الشابي الرّقيب الأسبق للكتاب في وزارتي الثقافة والداخليّة
  القُرعة
  الخلافة مطمح مشترك بين النهضة وقيس سعيد وحزب التحرير...
  في أوجه التشابه بين الرئيسين زين العابدين بن علي وقيس سعيد
  المسكوت عنه في كتاب "دولة الغنيمة" للطيب اليوسفي
  خرق الدستور
  عن أزمة اليسار في تونس
  عن قيس سعيد والزيتونة
  الغنوشي وعائلته من قصور الحكم إلى أروقة المحاكم: الأسباب والمسبّبات
  شيء من تاريخ مصطفى بن جعفر
  الخاسر الأكبر من 25 جويلية هو صانعها
  في دور احميدة النيفر حليف نوفل سعيّد ماضيا وحاضرا ومستقبلا
  ماذا تبقى من قرارات 25 جويلية 2021؟
  أوّل خرق لدستور 2022
  رسالة إلى عناية السيّد رئيس الجمهورية
  حزب النهضة ومجلة الأحوال الشخصية
  قيس سعيد، محمد الشرفي، احميدة النيفر جدلية سياسية تاريخية لفهم الحاضر
  في عدميّة توظيف عبد الباري عطوان
  حصيلة مسيرة الغنوشي
  عن الفصل الخامس مجدّدا
  مصريّون في تونس وتونسيّون في مصر
  عن الدين في دستور قيس سعيد
  خطاب قيس سعيد الإسلامي في ميزان النقد
  تعدّدت الألسنة والخطاب واحد
  حول كتاب الأستاذ نجيب الشابي: "المسيرة والمسار ما جرى وما أرى" مواقف وآراء تحتاج إلى تصويب
  ماذا وراء تهكم واستهزاء الغنوشي بقيس سعيد؟
  الغنوشي يتهم قيس سعيد بالتشيع
  في وجوه الشبه بين قيس سعيد وراشد الغنوشي

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  29-05-2009 / 18:39:48   ابو سمية


العذر يا اخ حمامي ان كنت أنا السبب في حالة سوء الفهم، وليعذر بعضنا بعضا ولنحسن الظن ببعضنا، ومتى نفعل ذلك ومع من نفعل، ان لم نفعل ذلك مع بعضنا

بار ك الله فيك

  29-05-2009 / 16:19:51   حمامي


يا أبا سمية أنا متفق معك كما سبق وقلت لك ولكن ردك الأول جاء تعليقا على ما كتبت أولا وأنا ما فتحت موضوع فوقها السلطان ولكن لأن عندك كلاماً مخزونا تريد قوله قفزت على تعليقي وغيرت الموضوع أصلاً وهذا ليس من العلم والمنهج في شيء بل وتصيب به القارئ بالضجر ومحاورك بالتبرم فكيف تريدني أن احاورك وأنا فتحت موضوعاً جئت أنت فانحرفت به هناك لا استطيع إلا أن أصاب بالإحباط مما هدمت من فكرة موضوع ابتدأتها ! ولن أودى بعد ذلك أن احاورك! مشكلتنا نحن العرب والمسلمون أننا فقدنا المنهجية في كل شيء فرحنا نتشعب في المواضيع دون أن نحل ولا واحد منها! أنذر إلى الكافرين كيف هم ذوو منهجية علميةscientific methodology واضحة وإن كفروا !!

أما أنني لم أفهم مرادك فأنا اعتذر لك ولكن أصر أنك من إبتدء بالخطأ وأوقعتني بذلك بالخطأ.

  29-05-2009 / 09:52:15   ابو سمية


يا اخي الحمامي هداك الله، كلم ماتتقوله عني لم اقله

انا لم اذكر القرضاوي ولم ادافع عنه، بل وان لي حوله ملاحظات عديدة كنت قد قلتها سابقا لو قرات كل مداخلاتي من قبل، وهو من اعتقادي اقرب مايكون لفقهاء السلطان، وهو قد ادى خدمات جليلة للاسلام، ولكنه ادى خدمات اكبر للقائمين على الواقع ومنهم امريكا ذاتها، وهل قال القرضاوي شيئا يذكر حول احتلال امركيا للعراق، وهل جمع العلماء وذهب بهم للعراق لاستنهاض همم الناس، كما فعل حينما استجاب تحت الضغوط الغربية واتجه لحكام افغانستان يوم ان كانت طالبان هناك منكرا عليهم هدم احد الاصنام ، أولم يتهجم القرضاوي على سيد قطب في تمش يشبه استرضاء أهل الباطل، وبالتالي فان اغلب مداخلتك وتهجمك علي المتعلقة بالرقضاوي خارج الموضوع

بالنسبة لمن ذكرت من العلماء، فلقد وضحت بمداخاتي اني لااقصدهم بالذات، إذ الالباني عالم لاجدال فيه، وهو بعد ذلك سجلت له مواقف تنأى به من ان يكون عالم سلطان، هذا الكلام وضحته وبالتالي فتهجمك على في تلك النقطة خارج الموضوع ايضا

ماذا بقي اذن، بقي لب الموضوع وهو تحدثي عن فقهاء السلطان المحترفين وذكرت منهم عائض القرني، وازيد ان منهم الذي يسمى بفقيه المارينز عبدالمحسن العبيكان، ويمكن ان نضيف الكثير اليهم كسلمان العودة، والهادي المدخلي وبعض مرتزقة الفتاوي والعمل الدعوي كعمر خالد وامثاله من شباب الفضائيات، فهؤلاء يقدمون اسلاما مجزءا شعائريا مثلهم مثل العلمانيين، بل انهم يلبسون أكثر على الناس، اذ العلماني لايتخذ ظاهر العمل بالاسلام والارتزاق منه

هؤلاء مجدر ادوات دعاية وتخدير وتكريس للواقع، متخذين العلم الشرعي اداة تحرك

اما ان السلفية لها اعداء كثر واني بنقدي لانحرافات بعض المتاجرين بالعلم الشرعي انضفت لقائمة اعداء السلفية، فهذا كلام فضفاض مغالط، إذ يجب يا اخي ان تعلم أن الذين تتحدث عنهم لعلهم يكرهون ويرفضون الاسلام ذاته وهم يتخذون زعم رفض السلفية كغطاء

اما انا فاني ارفض بعض المظاهر المرضية، التي لاتخدم الاسلام ولا تزيد الا من تشويهه، اذ انه واضح ان من يتخذ العلم الشرعي وسيلة للارتزاق وتابيد الاوضاع العفنة وتخدير الناس، خطر كبير على المسلمين، فضلا على ان مثل تلك المواقف ليست من الاسلام في شيئ، وبالتالي فانه يجب علينا كمسلمين محاربة تلك المظاهر، لا ان نسكت عنها او ان نتهجم على من ينتقدها

اما اني اخوض في اعراض الناس، فهذا كلام غيرصحيح، وانما اقوم بعمل واجب وهو النهي عن المنكرات، وهل تحدثت عن خصوصياتهم داخل بيوتهم، حتى تتهمني بهتك اعراض العلماء، وهل اصبح المتحدث بالعلم الشرعي قديسا لا يحوم حوله الحديث، هذا تصور غريب عن الاسلامن وليس بالاسلام قدسية لاحد، حتى يقع الترويج لما يتداول من أن لحوم العلماء مسمومة ، لان مثل ذلك الكلام هو محاولة لخلق هالة من القدسية والحصانة ضد النظر في انحرافات امثال هؤلاء

  29-05-2009 / 00:01:26   حمامي


أقول لك يا أبا سمية أنت مخطئ فعلاً فان تقول أن أمثال القرضاوي وقع في أخطاء "عرضية" فهذا ،اسمح لي، تغاض عن حقيقة بارزة ولعل ذلك عن جهل منك بمصائب القرضاوي وأنا أعذرك فالآلة الإعلامية غيبت العقول اليوم.

ثمة اني يا أخي سامحك الله، وقبل أن تتحامل أكثر على السلفية وعلى فكرة أعداؤها كثر ولستة مضطرا لتزيد نفسك للقائمة، قد ذكرت ثلاثة أعلام أولهم الألباني إقرأ سيرته وتعرف على دخوله السجن و وقفته الحازمة على من أباح جلبة الأمريكان إلى الخليج لحرب العراق. فهل هو فقيه سلطان؟ ثم ذكرت لك من أوصى به الألباني (أبو إسحاق) ربما لا تعرفه هو محدث العصر وعالم علماء الزمان وابحث عن موقفه وقلي إن كان عالم سلطان ؟! ثم ذكرت سعيد عبد العظيم ولن اثني على علمه الذي قد تجهله ولكن لك في ملاحقات السلطة المصرية نشاطه الدعوي حتى عبر الانترنت عبر فهل هو فقيه سلطان ؟

لو كان للقرضاوي مشاكل مع حكومة تونس لم زارها مرتين أخيراً، لو أن القرضاوي لم يهرف بما لا يعرف ما وقعنا في ما وقعنا فيه من سطوة الشيعة، ثم علامتكم هذا الذي يهيج ويميج على حكام يبقون مسلمين وإن فسدوا أفتى للبنانيين بالاتفاق على المسيحي سليمان كرئيس بماذا؟ بإستعمال قاعدة طاعة ولي الأمر !!!
فلماذا يا أبا سمية تهرف بما لا تعرف، أخبرني إن كنت مخطئا!
فإن كنت لم أفهم مقالك فإن اعتقادي أنك استغللت الفرصة لتنأك جرحك القديم الا وهو فقهاء السلطان! أنا متفق معك بأنها آفة ولكن إعرف متى تتحدث في هذا خاصة عندما تقفز على أعراض علماء كمثل الذين ذكرت وضعتهم أنت في نفس سلة المنحرفين، أعراض ورثة الأنبياء مر الخوذ فيها فإن أنت فعلت خيض في عرضك وأنا أحذرك.

  28-05-2009 / 09:47:38   ابو سمية


الاخ الحمامي، لان من تهجم عليهم الكاتب يختلفون في طبيعة دعوتهم عن تلك التي يقوم بها من يسمون بالسلفية الحديثة، فان الارجح، أن الكاتب لن يتهجم على من ذكرتهم انت

من تهجم عليهم الكاتب، يدعون لاسلام شامل، ابتداء من العقائد والتربية ومرورا باسلمة كل مناحي المجتمع، بما فيه اسلمة الاقتصاد والاعلام والسياسة وغيرها والعمل على عالمية الاسلام، ولذلك فانهم لاقوا صدا من كل الاطراف المتحكمة في المجتمع تقريبا، محليا ودوليا

اما السلفية الحديثة (ليس بالضرورة من ذكرتهم انت وانما بعض رموزها الاخرين)، فهي تدعو لاسلام مجتزء منقوص، وتكاد تختزله في جانب العبادات والشعائر المظهرية، غاضة الطرف عن الجوانب الاخرى للمجتمع، في تمش يذكرنا بالدعوات العلمانية القائلة بمنع مد تاثير الاسلام على المجتمع

ولذلك فانك ترى ان موجة السلفية هذه لا تلاقي اي صد من الانظمة واهل الباطل عموما، بل انها تلقى الدعم من بعضهم بل وحتى من جهات دعائية امريكية (مركز راند الامريكي دعا مثلا للترويج لبعض الرموز السلفية كاداة لمقاومة التطرف كما يقول، ويمكن ان نذكر من هذه الرموز التي تقوم بدور دعائي فعال مروج للطرح الامريكي عائض القرني، هذا الذي ماانفك يتهجم على كل الحركات الاسلامية وعلى العمل المقاوم لامريكا بالعراق والذي ماانفك يدافع عن اولياء نعمته ال سعود)، والسبب ان هذه السلفية تكرس الواقع ولا تقاومه، ثم انها تستعمل من طرف خفي كادوات للادعاء بشرعية واهية لذلك الواقع وبالتللي كاداة لمقاومة كل من يعمل للنهي عن المنكرات ومقاومة الظلم والاحتلال وغيرها من اشكال الاستعمار الثقافي او العسكري، بل انه توجد تيارات سلفية، تسمى بسلفية ولاة الامور، وهم رهط يحرفون الكلم عن مواضعه، وينادون بطاعة ولاة الامور بشكل عبودي يزعمون ان له اسس بالاسلام وما هو من الاسلام في شيئ، ويضعون شروطا تعجيزية للقومة ولرفض السلطان، ولذك يقع الاحتفاء بهذه السلفية

وعليه فانه ليس في الوارد ان يقع التبرم من امثال هؤلاء، مشايخ السلفية وسلفية ولاة الامور تحديدا، بل بالعكس فانه يعمل للاكثار منهم ولاحتفاء بهم

هذا لايعني ان العمل الاسلامي من ذلك الذي نظر له اولئك الذين تهجم عليهم صاحب المقال، لم يقع في اخطاء، ولكنها اخطاء عرضية، وليست اساسية

  28-05-2009 / 08:47:41   حمامي


إن كان هؤلاء متطرفون فماذا عساه أن يقول عن العلماء الحقيقيين أمثال الألباني وابي إسحاق الحويني وسعيد عبد العظيم...غريب أمرنا في تونس ربما لا نتحدث عن نفس الصحوة التي يعيشها العالم أجمع إلا بلادي فإنها تعيش على وقع "احنا هكا " و- الطامة الكبرى "فاسق شو "...على تونس السلام.

  28-05-2009 / 00:55:35   أبو اسكندر
تحدي لكاتب المقال

"... لأن الشرفي عرض فيه آراء عتاة المتطرّفين كحسن البنّا وعبد القادر عودة ويوسف القرضاوي وحسن الترابي وسيّد قطب الذي خصّص له ثماني صفحات كاملة عرض له فيها تفسيره في حين لم يخصّص للشيخ الطاهر ابن عاشور سوى أسطر معدودات ... "
نستغرب من كاتب هذا المقال اعتماده هذا التصنيف،وكأنه بعد سرده المسهب وفضحه لعصابة الشر.. وما اقترفته في حق الأجيال، يريد أن يحصل على صك غفران وشهادة ولاء !! يستظهر بها عن طريق وصفه لأئمة أفذاذ وشهداء الحق مثل الإمام الشهيد حسن البنّا والمفكر الإسلامي الكبير الشهيد سيد قطب، ورجل القانون المخلص لدينه الشهيد عبد القادر عودة. وقد وصفهم بعتاة المتطرفين!!، كما لم يسلم من هذا الوصف المقيت الداعية الإسلامي الشيخ القرضاوي، (علما وأن السلطة في تونس قد سمحت له بزيارة مدينة القيروان خلال شهر مارس الماضي)، في حين قام كتب المقال بتبرئة الشيخ الطاهر بن عاشور صاحب التحرير والتنوير!!
فما هو مقياسك الذي اعتمدته لهذا التصنيف؟ الإخلاص للدين، أم الولاء للسلطة؟
أنا أتحداك يا كاتب المقال لو كان باستطاعتك أن تثبت بالدليل القاطع وصفك المسقط، واتهامك هؤلاء الأفذاذ بالتطرف، شرط أن تتبع نفس المنهجية في مقالك هذا.

  25-05-2009 / 20:31:20   ابو سمية


الاخ حمامي اوافقك الراي على ان مثل هذه الردود بمواقع الانرنت لاتجدي شيئا وليست بمستوى الخطر الذي يتربص بل ويدمر فعلا اجيالنا على ايدي هؤلاء، لانه يمكننا ان نتحدث طيلة الوقت، بدون ان يعني ذلك حدا من خطورة هؤلاء الزنادقة المتحكمين برقاب الطلبة وتلامذتنا مباشرة او من خلال البرامج والمناهج التي وضعوها في فترة من تاريخ تونس عرفوا كيف يستغلوها

ولذلك فانا قلت واقول دائما انه يجب تنظيم مجهودات التصدي لهؤلاء من خلال تاسيس منظمات او جمعيات تاخذ على عاتقها توثيق كل عمليات التدمير للبرامج التعليمية التي مررت بتونس طيلة العقدين الاخيرين، من خلال القيام بتدقيقات وجمع شهادات وعينات لما قام به هؤلاء الزنادقة من اخضاع للتونسيين لافكارهم المنحرفة، ابتداء من برامج التعليم الابتدائي ثم الثانوي ثم الجامعة


وبعد جمع هذه الادلة الموثقةن تقع المطلبي باعادة النظر في برامج التعليم التي وضعها الهالك محمد الشرفي، ثم تقديم قضايا ضد الذين تثيت عليهم تهم الافساد والعبث بالمسؤوليات


  25-05-2009 / 19:18:54   حمامي
المسؤلية لا تقع على شلة الشرفي لا شرفة الله

لا أدري ما أقول ثم إلى متى سنضل نرد في المواقع بطريقة عشوائية لا تغني ولا تسمن من جوع؟ قد يكون أضعف الايمان أن نرد على كتب المنافقين بكتب ولكن كتبهم لها التبجيل في الطبع وكتبنا تمنع آليا.
أردت القول أن المسؤلية لا تقع على شلة الشرفي لا شرفة الله ولكن على من سمح له أن يعيث في الأرض فسادا متملصا من أهم مسؤلية...للحديث شجون وبقية إن كتب لنا هذا...

  25-05-2009 / 13:11:22   عادل
مقال مرتبك

المقال يبدو معد لاغراض سياسية

فهو يتهجم على الشرفي ولكنه يصطنع التهجم على الحركات الاسلامية ويحشرها في سياق الحديث من دون داع، وهو يريد القول ان تهجمه على الشرفي لا يعني موافقة للحركة الاسلامية
ومثل هذا التصنع جعل البحث يفقد بعضا من سلاسته

  25-05-2009 / 12:56:39   ابو سمية
لماذ لا يقع التحرك ضد هاته العصابة

لا افهم كيف يسمح لهاته "العصابة": الشرفي واتباعه بالتحرك بتونس من دون محاسبة، وحتى ان كان عبد المجيد الشرفي قد استقال من التدريس، فان انجازاته شاهد على ما اقترفه بالجامعة التوةنسية مستغلا اوضاعا تاريخية مرت بتونس، لتمرير الزندقة بالجامعة من خلال فرض مواضيع معينة على طلبته، بل من خلال ارائه التي فرضها على تلاميذ مراحل الابتدائي والثانوي، حينما وقع تمرير مشروع اصلاح التعليم من طرق الهالك محمد الشرفي

لماذا لا يقع تكوين لجنة علمية مستقلة، تبحث في صدقية التهم الخطيرة الموجهة لعبد المجيد الشرفي واتباعه و التثبت خاصة فيما فعلوه بالجامعة، ويمكن ان تشمل عمليات التثبت التالي

- دواعي اختيار مواضيع بعينها لا تخرج عن التشكيك في الاسلام وتتبنى الأراء الاستشراقية عموما، وفرضها على الطلبة

- دواعي عقده اتفاقيات مع جهات بحثية اجنبية بعينها، من مثل مايقال عن مشروع مع جهة ايطالية تقف ورائها اطراف كنسية تعمل على اعادة النبش في قرآن يقال انه غير القران الذي يعرفه المسلمون يسمى بالقران اليمني، لعله يشبه قران فاطمة لدى الشيعة، مما يعني (ان صحت التهمة) مساع للتشكيك في الاسلام وهدمه، انطلاقا من الجامعة التونسية

- يمكن ان يكون من مهام هذه اللجنة العلمية البحث كذلك في مايقوم به بعض المدرسين من تلامذه الشرفي هذا ومجموعته، من الذين يدرسون بالجامعات التونسية او بالمعاهد الثانويةن حيث يقومون بالتروج لارائهم الكفرية والمتهجمة على الاسلام عموما اثناء حصص الدروس

- ثم البحث في امكانية ايجاد وسائل عقابية ضد هؤلاء ان ثبتت عليهم التهم، ابتداء من عبد المجيد الشرفي ذاته ووصولا لتلامذته، اعتمادا على العديد من التهم منها خيانة الامانة والعبث بالمسؤوليات التربوية ومنها التعامل مع اطراف اجنبية تحت ستار المجهود العلمي لتمرير عقائد ومصالح ذاتية (مشاريع سياسية)

- ينظر ان كان بالامكان وجد سند قانوني لتلك التهم، والا فانه ستكون فرصة لاستصدار قوانين تجرم مايقوم به هؤلاء
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د. مصطفى رجب، حسن الطرابلسي، إسراء أبو رمان، محمود طرشوبي، محمد الطرابلسي، أحمد ملحم، سيد السباعي، إيمى الأشقر، د - شاكر الحوكي ، عبد الله زيدان، عواطف منصور، محمد العيادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - عادل رضا، د. عادل محمد عايش الأسطل، الناصر الرقيق، محمد يحي، أحمد الحباسي، د - الضاوي خوالدية، عمار غيلوفي، سامح لطف الله، أشرف إبراهيم حجاج، حسن عثمان، صباح الموسوي ، بيلسان قيصر، عبد الله الفقير، حميدة الطيلوش، محمد الياسين، عزيز العرباوي، طارق خفاجي، د- جابر قميحة، يحيي البوليني، منجي باكير، سفيان عبد الكافي، محمود سلطان، عمر غازي، سلام الشماع، رضا الدبّابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رافد العزاوي، د - المنجي الكعبي، عبد الرزاق قيراط ، مجدى داود، محمد أحمد عزوز، د. خالد الطراولي ، جاسم الرصيف، فتحـي قاره بيبـان، مصطفى منيغ، ماهر عدنان قنديل، صلاح المختار، د - محمد بنيعيش، صلاح الحريري، رافع القارصي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمود علي عريقات، وائل بنجدو، محمد عمر غرس الله، د - محمد بن موسى الشريف ، ضحى عبد الرحمن، أحمد النعيمي، الهيثم زعفان، ياسين أحمد، حاتم الصولي، نادية سعد، فوزي مسعود ، د. صلاح عودة الله ، سلوى المغربي، د. طارق عبد الحليم، أنس الشابي، سعود السبعاني، المولدي الفرجاني، فتحي العابد، أبو سمية، خالد الجاف ، محمد شمام ، فهمي شراب، عبد الغني مزوز، عراق المطيري، محمود فاروق سيد شعبان، محمد علي العقربي، العادل السمعلي، رشيد السيد أحمد، يزيد بن الحسين، د. عبد الآله المالكي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد بوادي، إياد محمود حسين ، محمد اسعد بيوض التميمي، صفاء العراقي، الهادي المثلوثي، رمضان حينوني، محرر "بوابتي"، المولدي اليوسفي، د- محمد رحال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - صالح المازقي، سليمان أحمد أبو ستة، طلال قسومي، كريم السليتي، د.محمد فتحي عبد العال، مراد قميزة، فتحي الزغل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، تونسي، علي الكاش، د. أحمد بشير، علي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد محمد سليمان، د - مصطفى فهمي، مصطفي زهران، سامر أبو رمان ، صالح النعامي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم فارق، د- هاني ابوالفتوح، عبد العزيز كحيل، صفاء العربي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة