البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عباس... التاريخ لن يرحمك

كاتب المقال أحمد ملحم - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8328


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مع حلول كانون الثاني القادم سيحزم محمود عباس حقائبه مغادرا رئاسة السلطة مع انتهاء ولاية حكمه المستمرة لمدة اربع سنوات، وفق القانون الاساسي" الدستور المؤقت"، حسب المادة 36 والتي حددت فترة رئاسة السلطة بأربع سنوات ، ومن ثم فإن رئيس المجلس التشريعي يستلم الرئاسة لمدة ستين يوماً من اجل التحضير لانتخابات رئاسية او نائبه، وذلك وفق المادة السابعة والثلاثين من الدستور... هذا ما يجب ان يحدث وفق القانون والمنطق، ولكنه بنفس الوقت حلما لن يتحقق على ارض الواقع.

حلم لن يتحقق على ارض الواقع.. حيث فريق السلطة في رام الله من الان وعبر رجال القانون والقضاء يعملون ليل نهار من اجل تشويه القانون الفلسطيني ،وخلق الحيل والمكائد للالتفاف على المواد الاساسية للدستور من اجل التمديد لولاية محمود عباس والتي تنتهي في التاسع من كانون الثاني القادم، في مجزرة جديدة ضد القانون لن تكون هي الاولى بالطبع، جميعنا نتذكر الاجراءات اللاشرعية، والمراسيم التي صدرت قبل ذلك لتشكيل حكومة طوارئ في رام الله والتي كان مقررا ان تنتهي ولايتها بعد شهر من تشكيلها ، والتي ما انتهت الى الان، وما زالت تحكم بأسم الشعب بصورة غير شرعية ولا قانونية حيث لم تحصل على ثقة المجلس التشريعي المنتخب من قبل الشعب .

المشهد على الارض سيكون كالتالي: محمود عباس يريد ان يغادر الرئاسة بسرعة كبيرة هو يتمنى ذلك ويريده لانه يدرك مدى الفشل والخيبة من اربع سنوات عجاف في الحكم، وقد قال ذلك لبوش مؤخراً" لن أترشح لولاية ثانية، ما دام هذا هو موقفكم، وفتشوا لكم عن غيري ،هل تريد ابقاء حكومة اولمرت على حسابي وعلى حساب شعبيتي ومصيري..؟ أنا لن اترشح لولاية ثانية نهاية العام الحالي، ما دام هذا هو موقفكم، وفتشوا لكم عن غيري يتولى رئاسة السلطة".


اذا كان هذا موقفه فإن تل أبيب وواشنطن سيسعدها ان يغادر عباس حكم السلطة لتستعيض عنه بشخص اكثر هرولة وتطبيعاً ، يحقق لاسرائيل ما تشاء من امن وتواطؤ وتنسيق امني ولوجستي اكثر من عباس، ولن يتعبا في البحث طويلاً فهم "اكثر من الهم على القلب"، والاحتمال الثاني وربما يكون من اجل الصورة القانونية امام الرأي العام، هو اجبارعباس بالقوة للبقاء في منصبه والتمديد لفترة حكمه عام اخر مع عدم التقدم في العملية السلمية، حين تكون اسرائيل والولايات الامريكية منشغلات بانتخاباتهما الرئاسية... وسلطتنا وكيث دايتون منشغلين بتأمين الامن وتوفيره لدولة صهيون.


هذان الاحتمالان هم الاقرب الى ارض الواقع، في ظل عدم القدرة على اجراء انتخابات رئاسية في الارض الفلسطينية، في ظل الانقسام الفلسطيني، وعدم تصور فريق السلطة ان تنتقل الرئاسة بصورتها القانونية الى رئيس المجلس التشريعي او نائبه( حركة حماس ، عدوهم اللدود) هذا الوضع ان حدث، من شأنه ان يكرس واقع شديد الخطورة على القضية الفلسطينية بكل جزئياتها وتفاصيلها ، وستكون له نتائج مستقبلية مدمرة للحلم الفلسطيني، فهو يعني ان المجلس التشريعي سيعلن نائب رئيس المجلس التشريعي احمد بحر رئيسا للسلطة الفلسطينية، وبالتالي فأن المجلس التشريعي وحركة حماس لن تعترفا بمحمود عباس او من يخلفه كرئيس للسلطة ، بالمقابل فأن فريق السلطة سيعمل على خلق قوانين من تحت الارض لابقاء عباس او احضار غيره لرئاسة السلطة، لنستيقظ في العاشر من كانون الثاني على حكومتان احداهما انتخبها الشعب والاخرى جاءت من علم الغيب، ورئيسان للسلطة احداهما وفق القانون، والاخر وفق متطلبات الامن الصهيوني ورؤية كيث دايتون.


هذا المشهد السوداوي الذي يخشى من رؤيته ذات يوم، يرى الكثير ان المخرج الوحيد منه هو بالعودة الى طاولة الحوار الوطني، عباس يدرك انه غير محبوب لدى قيادات السلطة لانهم مربوطين بمصالح شخصية مختلفة مع جهات عدة" كل يغني على ليلاه"، وانه قد خيب ظن الشارع الفلسطيني به، لم يحقق شيء من وعوده الانتخابية، تل ابيب وواشنطن لم يمنحوه شيئا وهم يجرجرونه من لقاء الى مؤتمر، الاستيطان يتعاظم ويلتهم مزيداً من الارض، القدس في مهب الريح جراء التضييق والحصار، الجدار التهم الضفة الغربية، معالم الدولة الفلسطينية ذهبت مع الريح... عباس يدرك ان ولاية حكمه كانت كارثية بمعنى الكلمة للشعب الفلسطيني وقضيته ، ويدرك ان واشنطن وتل ابيب ومنسقهما الامني كيث دايتون لا يأبهون به، وان هناك من يحضر نفسه لاعتلاء الرئاسة بحيث يكون قادراً على التنازل والتفريط بما تبقى من هذا الوطن.

عباس يعلم ان التاريخ لن يرحمه وسيبقى شاهداً عليه طويلا، هو الان ربما يملك احد الحلول الجذرية والتي من شانها ان تنقذه، وهو الدعوة لبدء الحوار الفلسطيني بين كافة الفصائل بلا شروط، وان يكون الحوار جدياً ومعمقاً بحيث يتناول كافة الملفات والقضايا الشائكة، وخاصة الملف الامني، وما يتعلق بمنظمة التحرير اضافة الى تحديد النهج السياسي المستقبلي للشعب الفلسطيني، على عباس القيام بذلك مع رجال مخلصون للوطن وليس سراق، بأسرع وقت قبل ان يكتب التاريخ حقائقه وينطق بحكمه الازلي.


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-08-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  نعم ...لُتحل السلطة
  وتحقق الوعد
  ذات فجر عانقت بها وطن
  عابرون
  كهنة الانتهازية بانتظار غنيمتهم
  قنبلة صنعت جنوناً... القادم اخطر
  القدومي يتهم محمود عباس بالتخطيط لقتل عرفات
  بابا والاربعين حرامي ليسوا قادة سلام
  صباحات الى غسان كنفاني
  تسول ورسالة... وحوار فاشل
  السلطة الديكتاتورية الفلسطينية... تحارب الفكر والكلمة
  لنكتب لنصرخ لنثور: "سري سمور" لست وحدك
  "غربان البين" يحكمون إقطاعية
  تهافت في ذكرى النكبة
  الذكرى السنوية الاولى لأغتيال الشهيد هاني الكعبي القائد العام لكتائب شهداء الاقصى في الضفة الغربية
  مشاهد نيسانية... تضج بالخيانة
  استقالة مريبة وملفات مفخخة
  حوار اخر لن ينجح
  إفرازات ما بعد الحرب
  ملفات ما بعد الحرب الملف الأول: المقاومة
  حرب غزة... التقاء مصالح
  جميعهم خونة... جميعهم قتلة
  خيانة متأصلة... منذ الأبد والى الأبد
  غزة... أنا معك
  دياب العلي... وحديث في الخيانة
  عبد الرحمن... غباء أم استغباء
  محمود رضا عباس... فرعون هذا الزمان
  الشيخ احمد ياسين ونظرته لاتفاقية اوسلو
  فيلم "فتح لاند" ... توثيق للخيانة
  بين الضفة والقطاع... تناقضات وطن

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خالد الجاف ، محمد عمر غرس الله، د- محمد رحال، موسى عزوق، صلاح المختار، سامح لطف الله، رمضان حينوني، خبَّاب بن مروان الحمد، أبو سمية، أحمد بوادي، محمد الطرابلسي، محمد يحي، د - شاكر الحوكي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد محمد سليمان، رافد العزاوي، الهيثم زعفان، رضا الدبّابي، ياسين أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي عبد العال، علي الكاش، محمد شمام ، سلوى المغربي، طارق خفاجي، مجدى داود، حميدة الطيلوش، يزيد بن الحسين، صلاح الحريري، د. صلاح عودة الله ، محمد أحمد عزوز، عبد الله الفقير، أحمد ملحم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سفيان عبد الكافي، حسن عثمان، المولدي الفرجاني، عزيز العرباوي، يحيي البوليني، سامر أبو رمان ، الناصر الرقيق، حسن الطرابلسي، محمود طرشوبي، إياد محمود حسين ، عواطف منصور، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد بشير، الهادي المثلوثي، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد النعيمي، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، عبد الرزاق قيراط ، أنس الشابي، د - الضاوي خوالدية، سلام الشماع، د- محمود علي عريقات، عمار غيلوفي، ضحى عبد الرحمن، د. مصطفى يوسف اللداوي، رشيد السيد أحمد، عبد العزيز كحيل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العراقي، محمود سلطان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بنيعيش، تونسي، صباح الموسوي ، عبد الغني مزوز، د - عادل رضا، حاتم الصولي، أ.د. مصطفى رجب، سيد السباعي، د. خالد الطراولي ، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بن موسى الشريف ، وائل بنجدو، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، بيلسان قيصر، محمود فاروق سيد شعبان، محمد علي العقربي، مصطفي زهران، د - صالح المازقي، فوزي مسعود ، طلال قسومي، د - مصطفى فهمي، مراد قميزة، سعود السبعاني، إيمى الأشقر، د.محمد فتحي عبد العال، منجي باكير، محرر "بوابتي"، العادل السمعلي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العربي، المولدي اليوسفي، د- هاني ابوالفتوح، د. طارق عبد الحليم، رافع القارصي، محمد الياسين، كريم فارق، فتحي الزغل، سليمان أحمد أبو ستة، كريم السليتي، د - المنجي الكعبي، د- جابر قميحة، جاسم الرصيف، عراق المطيري، أشرف إبراهيم حجاج، محمد العيادي، أحمد الحباسي، صالح النعامي ، نادية سعد، فتحي العابد، فهمي شراب،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز