احمد ملحم - فلسطين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9054
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أحيانا يصر التاريخ على تكرار ذاته، بكل تفاصيله وحكاياته ونتائجه لتأكيد حقائق طالما، كنا نؤمن بها وفي نفس الوقت نمر بها ونعيشها دون ان نلاحظ ذلك، وخاصة احوال الامم السابقة وواقعهم، وما كان منهم وتطابقها مع واقعنا، ونجد ان القرأن الكريم كان سباقاً الى اعلامنا بذلك، متقدماً على جميع البحوث العلمية والكشفية، وهذا احد وجوه الاعجاز الرباني.
يخبرنا القرآن الكريم بقصة فرعون وقومه ، والتفاصيل الضرورية لأخذ العبرة والدروس المستفاده منها، حيث ان هذا الطاغوت استكبر في الارض كثيراً، ووصلت درجة الوقاحة به الى ان يقول للناس انا ربكم الاعلى فأعبدوني، بل ذهب الى تشييد بنيان من اجل رؤيه الله... واستكبر، وظلم، وقتل... فما كانت نهايته سوى العذاب الشديد هو وجنده... ليكون ايه للناس ... فما اقرب هذه القصة الى واقعنا اليوم.
السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس... باتوا اليوم اكثر قرباً من ان يكونوا فرعون هذا الزمن، وذلك للتشابه الكبير بين الاثنين، بل اكثر من ذلك تطابق الوصف القرأني لفرعون على هذه السلطة ورئيسها.
قال تعالى" فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ" صدق الله العظيم
وهذا حال عباس وسلطته، لقد استخف عباس بشعب فلسطين، وتضحياته، وبدمائه الزكية التي نزفت عبر ستون عاما من الكفاح، وما زال يهرول إلى أحضان اليهود، منصباً نفسه بالشرعي وبأنه هو حامي المشروع الوطني الفلسطيني، ولن يسمح لأحد بتخريب هذا المشروع او الأضرار به، متهماً باق فصائل المقاومة بذلك، بل ذهب لكي يقول عنها انها تخدم أهدافا صهيونية او غربية لنتمعن في قوله تعالى
" وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الارْضِ الْفَسَادَ"صدق الله العظيم
هذا حال اكبر المفسدين على الارض، فرعون لعنه الله، يريد ان يقتل موسى خشية الفساد وهو اساس الفساد... وهذا الوصف ينطبق على عباس الذي يحاول تهميش الجميع خوفاً من الاضرار بالقضية الوطنية حسب ما يقول، وهو لا يتوانى عن النوم في احضان اليهود وتقديم الدعم لهم، وتصفية القضية الوطنية بكل ابعادها الدينية والقومية، وهو ينصب نفسه على انه هوفقط ممثل الشعب وله حق التصرف بأموره دون اعطاء اهمية للاخرين، الم يقل فرعون انا ربكم الأعلى فاعبدوني.
واستكمالاً للتطابق يقول الحق تعالى في فرعون " واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق" صدق الله العظيم
انظروا لعباس وجنوده ماذا يفعلون على الارض، يغلقون الجمعيات الخيرية التي كانت تعيل الاسر المستورة، وخاصة بشهر رمضان الفضيل، يلاحقون طلبة العلم، ويقتحمون المساجد، ويستدعون نساء الشهداء والاسرى للتحقيق، واحيانا التعذيب، يهينون رجال العلم والدين بشتى الاساليب، ويختطفون كل انساناً ينطق بكلمة ضدهم... بل ويهددون بارجاع غزة بقوة السلاح وفق ما قال مدير الامن الوطني مؤخراً بسلاح امريكي صليبي، وموافقة ودعم يهودي... الم يفعل ذلك فرعون بالذين امنوا من السحرة بسيدنا موسى...؟
وأكثر من ذلك... انظروا الى هذه الاية الكريمة
" وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ"
انها تتحدث عن اتباع فرعون، الذين انتهجوا خطابه الضلالي، واصبحوا لا يقولون الا ما يقول،ولا يفعلون الا ما يفعل، قال تعالى على لسان فرعون
" ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"صدق الله العظيم
وانظروا إلى سلطتنا الفلسطينية واتباعها... فها هو نبيل عمرو الذي اتهمه الرئيس الراحل ابو عمار بالخيانة، وضرب بالنار، اصبح يتكلم باسم الشعب ويهاجم فصائل المقاومة التي تقف ضد اسرائيل، لان سيده فرعون السلطة يفكر هكذا ويقول هكذا، وهامان هذا الزمان سلام فياض يسير على نهج فرعون وأكثر، فيلبي متطلباته وفق ما يرضى عنه اليهود والنصارى،
قال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) صدق الله العظيم.
وليس هذا وحسب... بل ان فرعون الضال حين جاءه سيدنا موسى عليه السلام بالبينات والمعجزات استكبر، واتهمه بالسحر ، وراح يجمع من مختلف اصقاع الارض السحرة ليغلبوا موسى ويفضحوه امام الملأ، مستعيناً بكل من لديه خبرة وقوة في السحر
قال تعالى" فتولى فرعون فجمع كيده ثم اتى"صدق الله العظيم
الم يحدث هذا لقطاع غزة، على يد محمود عباس وسلطته... ؟ الم يقم سفير الصهاينة في الامم المتحدة رياض منصور بحشد كل طاقاته من اجل افشال المشروع القطري والاندونيسي ، بالتعاون مع السفير الصهيوني هناك، الم يفكر عباس بأعلان غزة قطاع متمرد، الم يتصقع عباس في اغلب الدول العربية وخاصة مصر لتشديد الحصار على غزة، ومنع فتح معبر رفح، الم يمنح الصهاينة الضوء الاخضر لارتكاب ابشع المجازر في غزة... الخ من امثلة السقوط الوطني..
وبعد كل هذا الا يستحق محمود عباس ان يكون احد فراعنة هذا الزمن...؟