أحمد ملحم - فلسطين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8848
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
البيان الصحفي الذي اصدره فاروق القدومي مؤخراً، والذي اشهر به محضراً قديماً مرسلاً من ياسر عرفات، والذي يتحدث فيه عن اجتماعات خبيثة بين محمود عباس ودحلان وارئيل شارون وموفاز، وفيه كافة التفاصيل عن تخطيطهم المبرمج لأغتيال ياسر عرفات، وقادة المقاومة الفلسطينية، من كافة الفصائل، لاقى هذا البيان والمؤتمر الصحفي متابعة كبيرة ، وكانت له اصداء مختلفة، ولكن ما هو اكيد ان بيان فاروق القدومي، ومؤتمره الصحفي كان ورقة الطلاق ربما اللاخيرة بين الرعيل الاول والمؤسسين لحركة فح.
حديث القدومي حمل اتهاماً قريب الى المصداقية الى عباس ودحلان بتخطيطهم ومشاركتهم في اغتيال عرفات، تصرفات عباس اثناء الوفاة تشير الى ذلك، من رفض تشريح الجثة، وعدم الرغبة بمعرفة سبب الوفاة، اضافة الى العلاقة المتوترة التي كانت سائدة بين الاثنين قبل الوفاة بحوالي عام... حين شهدت فترة تولي عباس لرئاسة الوزراء بطلب من امريكا، ورفض وممانعة من عرفات، مرحلة جديدة بين الرجلين حين كان يسودها التشدد، ولغت التهديد والمناكفة النابعة من الكراهية، وخير دليل على ذلك الرسالة التي بعثها تيار تابع لعباس لعرفات وهو محاصر في المقاطعة، وهددوه اما يستقيل ويرضخ لشروط عباس او ....؟ الامر الذي اغضب عرفات وجعله يرد عليهم حين ذلك بلغة قاسية.
خطوة القدومي ولوانها جاءت متاخرة، ولكن كان لا بد منها لتصحيح المسار الذي سلكته حركة فتح...والتي سرقت واختطفت من قبل حفنة من الرجال والمتسلقين والمنتفعين، وهي الان على ابواب الضياع والتشرذم والنهاية" في حال عقد المؤتمر الحركي السادس تحت حماية الاحتلال ووصايته"... حيث هناك العديد من القادة الحركيين في الداخل والخارج، الذين يدركون خطورة النهايات والنتائج التي قد تضرب الحركة، لو استمر فريق عباس دحلان في قيادة الحركة، وفيما لو جحوا في تمرير المؤامرة وعقد المؤتمر في الضفة المحتلة.
حديث القدومي في عمان وكشفه المحضر، لاقى اصداءاً كبيرة في كل مكان، ولكن الملفت للنظر هو مؤسسات منظمة التحرير، واللجان الفتحاوية، والتي ظهرت كما لو انها مؤسسات اعلامية وعلاقات عامة، او مكتب شخصي لمحمود رضا عباس...ليس لها عمل سوى الدفاع عن عباس، وتجميله، ونفي كل ما يقال عنه...وأتهام الاخرين بمحاولة النيل منه، وهذا بحد ذاته دليل على انه يستحوذ على جميع اللجان والمؤسسات داخل منظمة التحرير، اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وصفت القدومي وخطابه بالهستيري والمجنون، وانه مفبرك ويسعى من خلاله تعطيل عقد المؤتمر الحركي، وانه دعوة للانشقاق عن الحركة، بل طالبت انه ربما يقدم للمحاكمة والمسائلة... هذا الامر يكشف الى اي مدى اصبحت لجان منظمة التحرير عبارة عن دكاكين، ليس لها اي شأن سوى الدفاع عن عباس ليل ونهار، وبالتالي هي على استعداد لتبني اي فكرة او تصريح يمكن ان يرضي عباس وشلته، من غير المستبعد ان تطلق اللجنة التنفيذية على القدومي في الغد وعبر مؤتمر صحفي انه كان خائناً وعميلا للصهاينة، وبالتالي تقديمه لمحكمة عسكرية، ومضايقة مؤيديه في الداخل الفلسطيني.
تصريح القدومي لم يكن الوحيد الذي هاجم به عباس وعصابته، قيادي اخر هاجم المسؤولين في سلطة رام الله بسرقة الحركة، واستثمارنضالاتها ودماء شهدائها لصالحهم العام... القيادي حسام خضر الذي قضى سبع سنوات في السجون الصهيوينة اعترف ان حركة فتح تتم المتجرة بها، والمسؤلين القدامى التقليدين جعلو حركة فتح فقط لتحافظ على انجازاتهم ومصالحهم الشخصية، ولذلك قاموا ببناء تحالف كبير وملفت وما كان لينجح سوى اشتراكهم بالسرقة والفساد وخراب الحركة، بناءا على توصيا ت خارجية.
كلام الرجلان الفتحاويين يشير الى ان ثمة، اتفاق على ما كنا نقول به منذ زمن، ان حركة فتح هي حركة مسروقة وضائعة وهي اصبحت دكان يلبي للمنتفعين والمتسلقين مصالحهم الشخصية، هذا الكلام ليس نابعا من كرهنا للحركة، بل لوجود الاسماء المشبوهه التي تقود الحركة، وتدخلها في خنادق مظلمة ومشوهة...وتسرق ضالها التاريخي، ودماء شهداءها وتتنكر لحقوق شعبنا في النضال ونيل حريته.
المطلوب من السيد القدومي ومن قادة فتح الاحرار الذين ما زالو يغارون على وطنهم، وعلى اسم حركتهم هو تصحيح مسار الحركة، وتوجييها الى جادة الصواب... على السيد القدومي بعد حديثه الاخير في عمان، اتخاذ مزيد من الخطوات في ذات الاتجاه، بمعنى انه مطالب بعقد مؤتمر صحفي، يبث على جميع الفضائيات العربية، يتحدث به عن جميع ما يعرفه، عليه ان يكشف جميع الوثائق التي بحوزته، ويفضح جميع الاسماء المشاركة في المؤامرة على الشعب الفلسطيني، والتي تقف في وسائل الاعلام وتتبجح وتتحدث بأسم الوطن،والقضية.
خطوة القدومي الاولى يجب ان يكون لها تتمه، والتتمه تكون قنابل من العيار الثقيل وعلى مرأى من العالم العربي، وان تكشف حقائق لم يعرفها من قبل الشعب الفلسطيني، على السيد فاروق القدومي ان يفجر الصمت الذي يلبسه كل عالم بالحقيقة، وأن يضع كامل المعلومات والحقائق في يد شعبه، ذلك كله متزامناً مع خطوات مسوقة من شأنها اخذ زمام الامور من الذين يسرقون الشعب الفلسطيني ليل نهار، ويتاجرون بدماء ابناءه في كل مكان.
نؤمن بأن السيد فاروق القدومي وغيره من قادة حركة فتح القدامى، بحوزتهم العديد العديد من الوثائق، والمستندات الخطيرة التي تدين عصابة محمود عباس، وتكشف حقيقته، ونحن بانتظار ان يفعل القدومي المزيد وعلى مستوى واسع، من كشف للحقائق التي ما تزال تنتظر حق ان يدركها الناس ويعلموا بها... الى ذلك الوقت نتظر مع الحقيقة التي تشتاق للظهور.
--------
وقع التصرف في العنوان الأصلي للمقال كما وردنا
مشرف موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: