احمد ملحم - فلسطين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8048
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ستاتى على أمتى سنوات خداعات يكذب فيها الصادق و يصدق فيها الكاذب ويؤتمن الخائن و يخون فيها الامين وينطق فيها الرويبضه) قيل (وما الرويبضه؟) قال: (الرجل التافه السفيه يتكلم فى أمر العامة) صدق رسول الله.
نشهد هذه الايام اصدق الامثلة على صدق حديث رسول الله، من رجال سفهاء يتكلمون بأمور الناس، وبأسم الشعب، دون اي وجه حق، ودون تفويض شعبي، منصبين انفسهم قادة هذا الشعب ، والحريصين على مصلحته العليا، وهذا المشهد بدأ يظهر في الضفة بعد الحسم العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، حيث عملت الاجهزة الامنية العباسية الدايتونية على القضاء على اصوات التنظيمات الفلسطينية ومنها حركة حماس والجهاد الاسلامي وباقي التظيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، وبالتالي باتت الساحة السياسية والاعلامية خالية لمن يريد التكلم شرط ان يكون في صالح السلطة وازلامها.
واذا كان هذا الواقع المعاش في الضفة الغربية حالياُ- اضافة الى كبت حريات الرأي والتعبير، وانتهاج سياسة بوليسية ضد المواطنين، وملاحقتهم في لقمة عيشهم الخ- في حين ان غزة من المرجح انها ستكون على موعد مع النار.بأنتظار مجداً ونصرقريب في معركتهم مع الاحتلال...لنقرأ المعطيات الاخيرة كي نفهم.
نبدأ من تصريح مجرم الحرب الصهيوني، ايهود باراك والذي اعلن منذ اسبوع تقريباً، وبعد شهر من التهدئة"ان العملية العسكرية في قطاع باتت قريبة، وان من يظن انها لن تكون هو مغفل" هذا الكلام والذي ترافق مع تصريحات الفاشل اشكنازي حول معرفة مكان وجود شاليط، والذي جاء تمهيدا لكي يكون ذريعة في الغد لاحتمالية اي عملية برية كبيرة او توغل في القطاع او عملية قصف جوي... اضافة الى ان موعد الانتخابات في الكيان الصهيوني قد اقترب، ونحن ندرك جيداً ان افضل الطرق لدى القادة الصهاينة لكسب اصوات الناخبين هي القدرة على اباحة اكبر كمية من الدم الفلسطيني، هكذا تعلمنا من التاريخ،هذا الكلام الساخن حول غزة قابله في الضفة لقاءات حميمة بين المهرولون من فريق السلطة والاسرائيليين وكان في المقدمة لقاء اولمرت عباس ، والذي جاء فاشلا كما دائماً.
الشي الاخر الذي يحمل بطياته نكهة تناقضية كبيرة ... هو ايمان فصائل المقاومة بعبثية التهدئة مع الاحتلال الصهيوني، وادراكها انها لن تستمر طويلا، ومع هذا فقد التزمت جميع فصائل المقاومة بالتهدئة، وعملت على ترسيخها وتثبيتها، لما في ذلك مصلحة وطنية للشعب، ولانها بالاساس تمت وفق اجماع فصائلي... ومع ذلك فأن الجميع في غزة يدرك قرب المواجهة مع قوات الاحتلال، ولذلك فقد اخذت كافة التظيمات احتياطاتها، واستعدت برجالها وعتادها المطور للمواجهة وفي مقدمتهم كتائب القسام التابعة لحركة حماس.. الحاكمة في غزة... وخير دليل على ذلك هو اعلان الوية الناصر صلاح الدين المذهل عن صاروخ يصل مداه الى 25 كم في المقابل نرى الضفة الغربية قد سقطت تماماً في يد دايتون وعصابته، واعلنوا الولاء التام للكيان الصهيوني، والانصياع لاوامر قادته الامنيين، وهو الامر الذي تفاخر به دايتون مؤخراً ، بانشائه قوة فلسطينية قوية، هدفها ان تعمل جيداً على ارض الواقع... لكي تستريح اسرائيل من العمل... هذا ما قاله حاكم الضفة الجديد.
في قطاع غزة ما زالت تأتي الاصوات والنداءات من اجل البدء بحوار وطني فلسطيني شامل، وتعمل الفصائل هناك من اجل البدء به وكسر جدار الجليد كمحاولة لتقريب وجهات النظر والاتفاق على صيغ الحواروملفاته .. وهو ما كان من لقاءات دورية بين حركة حماس وكتل اليسار ، اضافة الى الاحزاب الاسلامية... بينما نجد ازلام السلطة الدايتونية يواصلون سياسة الاعتقال السياسي والفكري، وكل من يعارض سياستهما اضافة الى التضييق على المقاومين وفي مقدمتهم مقاومي كتائب الاقصى، اضافة الى الخطة الامنية بين اسرائيل والسلطة والتي يدور الحديث عنها مؤخرأ والتي يقتضى بموجبها وقف اي نشاط للمقاومة وملاحقة كوادرها وذلك من اجل حماية كيان السلطة المهدد بالخطر، وتأمين امن اسرائيل.
ما زال اهل غزة يعانون من الحصار والجوع والمرض والفقر وذلك بسبب اتفاقيات المصلحة الشخصية لقادة السلطة مع اسرائيل ... ما زال معبر رفح مغلق ، واهل القطاع يموتون مرضاً لندرة العلاج، والمواد الغذائية بالكاد تكفي ومع كل ذلك صامدون .... في الضفة يجول الثنائي المهرول( المالكي وعبد ربه، لا ينتميان لأي فصيل فلسطيني) يجولان العالم من اجل حشد دعم دولي لاعتبار قطاع غزة كيان معادي خارج عن القانون ، وخاضع لسيطرة عصابات عسكرية،ووفق اليات الخطة يبدأ القرار بقطع المساعدات الغذائية عن غزة التي بالكاد تصل، مرورا بتقديم لوائح اتهام ضد قيادات حركة حماس وصولا الى اصدار قرار اممي بأرسال قوات عسكرية الى القطاع من اجل تحريره واعادته الى فريق السلطة، وهو ما يتطابق مع قرار اسرائيلي سابق اعتبر القطاع كيان معادي... الم يتفق مندوب سلطة دايتون في الامم المتحدة رياض منصور مع السفير الاسرائيلي لمنع قرار قطري اندونيسي يعطي اهل غزة امل بالحياة... السلطة واسرائيل لا يختلفان كثيراً.
في قطاع غزة ما زالوا يتنفسون الصمود ، ويحاصرون حصارهم... في الضفة الخيانة لم تعد وجهة نظرلقادتها بل اصبحت مبدأ وظيفي وفرصة للصعود اكثر الى الهاوية
غداً ستقف غزة امام العتاة ... وسنرى فصائل المقاومة في خندقاً واحداً تلوذ بصدورها عن غزة هاشم... وسترد الصفعة للكيان الصهيوني بألف صفعة وستنتصر... في الضفة سنشاهد ذلك بصمت،ستمنع المسيرات التضامنية، وسيلاحق كل من يتفوه باعتراض... ويعتقل الشعب،
غدا ستنتصر غزة...بينما ستبقى الضفة وكر دايتون الامن... الى ان يشاء الله .