البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لماذا يتوحش البشر .. حدث في مثل هذا اليوم

كاتب المقال د - ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2135


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قرأنا في كتب علم النفس وعلم الإجرام، ثم في الفلسفة (افلاطون)، أن الشر متأصل في نفس الإنسان، وما يحول دون ظهور أعراض هذا الشر، هو خشية الإنسان من عواقب ما يفعل. وحتى في المجتمعات المتطورة تربوياً وبيئياً / اجتماعياً، لم تحل دون ظهور عنيف للعناصر الكامنة، ولهذا كانت ضرورة وجود الأجهزة المانعة للجريمة والمحاكم العقابية، والسجون كأدوات ردع، حتى في المجتمعات المتطورة، وهو أمر يبعث على التساؤل، فمثلاً في مجتمعات تبيح النشاط الجنسي حتى بأشكاله الشاذة، تجد الجرائم الجنسية بأرقام متصاعدة، من التحرش الجنسي حتى الاغتصاب، وحتى القتل بدوافع جنسية، فلماذا هذه الروح الاعتدائية في بلد يبيح الجنس ..؟

الشر الكامن في داخل الإنسان ولكنه تحت سيطرة قوى المجتمع المعنوية منها (الدين ــ الأخلاق ــ العيب ــ التقاليد العائلية)، ولكن هذه القوى في المجتمعات الرأسمالية المتقدمة قد يتراجع نفوذ القيم المعنوية لدرجة كبيرة حتى تكاد تختفي. ولكن قوى المجتمع الانضباطية (القانون) من جهة أخرى قوية، بل وقوية جداً لتعوض عن اضمحلال القوى المعنوية العائلة والحلال والحرام والعيب ...الخ.

الآن نعيش أيام أواسط تموز، والتاريخ يذكر بثورة 14 / تموز / 1058 وقد مر عليها 16 عاماً ... ومن المؤكد أن الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي ليسوا معاصرين لذلك الحدث الخطير، أما المعاصرين من أمثالنا، ممن فرحنا وهللنا في ذلك اليوم، ولكن المسنين والعقلاء من أهلنا ومعارفنا، أبدوا التشاؤم، وبعضهم لم يتوانى عن القول " سترون عواقب فرحتكم هذه، وسوف يغرق هذا البلد بالمآسي ".

بالطبع لم يكن تفسير الشؤم سهلاً، وهي موضوعة معقدة لحد ما، ولكننا بعقل اليوم ندرك، أن ما حصل هو تدمير شامل لنظام دقيق منظم على أفضل ما يمكن، لبلد يسير بخطى منتظمة نحن التطور السياسي والاقتصادية والاجتماعي / الثقافي، وبالطبع مع وجود أخطاْ ولكنها ليست بالشيئ الذي يذكر قياساً إلى ما عايشناه فيما بعد. والقادمون الجدد (لا يسعني القول النظام الجديد) لم يكونوا يمتلكون من أمرهم سوى النوايا الحسنة، هذا إن أحسنا الظن بهم ...!ولكنهم (القادمون) استثمروا فرحة وابتهاج الناس بالتغير على أمل أن التغير سوف يحسن أوضاعهم، وسذاجة السواد الأعظم الذي يعتقد أن في كل حركة حتماً هناك بركة، وقد أحتاج الأمر عقوداً طويلة لنتأكد أننا " انضربنا بوري "، وأن حلمنا بالتقدم والاستقرار قد صودر إلى أمد لا يعرفه إلا الله، وسنمر بمراحل نصل في ختامها يشك بعضنا في بعضنا، وسيستعين الأجنبي ببعضنا لينكل أيما تنكيل بالبعض الآخر ...

ولكن ما أريد هنا قوله، هو المصير المؤلم الذي جرى للعائلة الملكية الحاكمة، بطريقة لا يقبلها العقل ولا الضمير، ولا القوانين ولا الشرائع، ولا تقاليد القبائل الهمجية الآكلة للحوم البشر(اليوم قرأت تقريراً تفصيلياً مفزعاً لما جرى للعائلة الملكية). والبشر بعد أن يقتل خلال ثوان، لا يهم ما يحدث لجثمانه، فالجثمان هي وديعة لدى البشر، وكما يقول المثل " لا يضر الشاة سلخها بعد الذبح " ، ولكننا أمام تعليم ديني واجتماعي يقول " إن إكرام الجثة بعد موتها هو الدفن "، ومن توفي في ذلك اليوم، مضى لدار حقه، ولكن ما سجلناه نحن على أنفسنا فضيع، دين بذمة ذاكرتنا لا ينسى ولا بعد مئات السنين.

منظر الرعاع وهم يسحبون الجثث في الشوارع، وينهال أزعر بين فينة وأخرى بضربة خنجر أو سكين على الأجساد المهترئة، أو يقطع منها عضواً، وقد فعلوا بجثة الأمير عبدالإله ونوري السعيد أفعالاً يندى لها جبين الإنسانية والأخلاق، واليوم عندما يفكر المرء بكامل وعيه عن الذي حدث .. سيصاب بالخجل، وأكثر من ذلك شعور بالذنب، حتى وإن لم يشارك فعلياً بالمجزرة .. هو نوع من مسؤولية مشتركة جمعية .. بالتكافل والتضامن .. وأني لأعتقد جازماً أن تلك الأرواح التي أزهقت وجرى التمثيل بها تطل علينا كل يوم نظرة أسف وعتاب وحزن .. لماذا ..؟
ما حدث لم يكن أمراً بسيطاً، بل له تأثيره العميق في نفسية المواطن، لابد أن نفعل الكثير، علماء ومفكروا ومثقفوا البلاد مدعون إلى وقفة إدانة للعنف الوحشي، إدانة لطريقة المعاتبة والمحاسبة الهمجية هذه، نحن شعب راق لنا عمقنا في التاريخ الإنساني، ونحن أول من سن القوانين في العالم، ونحن لدينا شريعة وتعاليم دينية سمحاء تحرم العدوان والاعتداء والقتل " من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً " سورة المائدة 32" وحديث الرسول (ص) " لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ".
لقد خلق الله الإنسان البشر مخلوقا ذكياً عاقلاً ميزه على سائر مخلوقاته وسخرها جميعاً لخدمة البشر " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " ولكن البشر يستغل ذكاؤه وقواه في إيقاع الأذى، ومن الغريب أن الإنسان من المخلوقات النادرة التي تقتل من صنفها، لماذا سمحنا لحفنة من الغوغاء والجهلة والزعران، أن يسيطروا على الناس ويطلقوا مشاعر الوحشية والهمجية ولذة تجاوز القانون "الإلهي والوضعي " ويقوم الناس بشكل جماعي بأعمال مخجلة من فتل وسرقة ونهب وتخريب ... كيف حصل كل ذلك ولماذا ...؟

أني لأجزم أننا كرجال قانون وعلم واجتماع، وكمفكرين ومثقفين وسياسيين، لم نتدارس الأمر بصورة دقيقة، بدليل أن ثقافة التخريب والتدمير ما تزال تسري في أعماقنا، (أعتقد بدرجات ليست عميقة جداً) وعندما يحدث من يجعلها تخرج ستشاهد أناس تعتقد أنهم محترمون وقد تحولوا إلى وحوش ضارية ..! وبتقدير أن الهمجية والوحشية الجماعية تقوم على أمران أساسيان :
1. ضعف وانفلات القانون.
2. سقوط فجائي (أو تدريجي) للقيم الاجتماعية (العيب والحرام)

أيها المفكرون والعلماء والمثقفون والسياسيون المحترمون، تعالوا لنؤسس ثقافة تدين إدانة مطلقة الثأر والانتقام وتصفية الآخر، إذا ارتقينا بفكرنا وممارستنا، سنرتقي أيضاً بأساليب العمل وهي الخطوة الأولى لتشييد مجتمعات راقية.

14 / تموز / 2019


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التوحش، الشر، الإنسان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-07-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفى منيغ، منجي باكير، د - مصطفى فهمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، عمار غيلوفي، فوزي مسعود ، د- جابر قميحة، أشرف إبراهيم حجاج، عمر غازي، حسن عثمان، عبد الله زيدان، مصطفي زهران، رشيد السيد أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد الحباسي، فتحي الزغل، صلاح المختار، د - محمد بنيعيش، كريم فارق، محمد علي العقربي، أبو سمية، فتحـي قاره بيبـان، د. مصطفى يوسف اللداوي، مجدى داود، أحمد ملحم، محمد يحي، د - شاكر الحوكي ، أحمد بوادي، الهيثم زعفان، علي عبد العال، سعود السبعاني، عبد العزيز كحيل، د - صالح المازقي، عراق المطيري، تونسي، إيمى الأشقر، محمود سلطان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إياد محمود حسين ، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الله الفقير، طارق خفاجي، محمد عمر غرس الله، محرر "بوابتي"، ضحى عبد الرحمن، صلاح الحريري، سامر أبو رمان ، د.محمد فتحي عبد العال، العادل السمعلي، رمضان حينوني، سلوى المغربي، صفاء العراقي، مراد قميزة، د. صلاح عودة الله ، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن الطرابلسي، نادية سعد، ماهر عدنان قنديل، رافع القارصي، أحمد النعيمي، فهمي شراب، علي الكاش، عبد الغني مزوز، كريم السليتي، د- هاني ابوالفتوح، وائل بنجدو، د. خالد الطراولي ، سليمان أحمد أبو ستة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد شمام ، أنس الشابي، يزيد بن الحسين، الناصر الرقيق، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، د- محمود علي عريقات، د - المنجي الكعبي، إسراء أبو رمان، يحيي البوليني، سيد السباعي، جاسم الرصيف، حاتم الصولي، المولدي اليوسفي، رضا الدبّابي، عواطف منصور، ياسين أحمد، د. أحمد محمد سليمان، صالح النعامي ، بيلسان قيصر، الهادي المثلوثي، د- محمد رحال، سلام الشماع، محمد اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، د - الضاوي خوالدية، محمد العيادي، محمد الياسين، حميدة الطيلوش، د. عبد الآله المالكي، المولدي الفرجاني، د - عادل رضا، طلال قسومي، د - محمد بن موسى الشريف ، أ.د. مصطفى رجب، محمد أحمد عزوز، محمود طرشوبي، عزيز العرباوي، صفاء العربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود فاروق سيد شعبان، خالد الجاف ، فتحي العابد، محمد الطرابلسي، صباح الموسوي ، د. أحمد بشير، عبد الرزاق قيراط ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز