البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

شفيق يحلّ ثانية في الرئاسية المصريّة... قراءة في النتائج (ج1)

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4134


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أصبح مؤكدا اليوم، أن المصريّين قد حصروا المنافسة بين مرشّحين اثنين في انتخابات الرئاسة. الحدث الذي لم يحلم بإمكانيّة تنظيمه أيٌّ منهم، من الذين ماتوا قبل الثورة من عهد الفراعنة إلى غاية يوم 25 يناير 2011. كما أصبح مؤكدا أن نتيجة الدّور الأوّل هذه، لها وقع المفاجأة إن لم أقل الصّدمة، بالنظر إلى أنّها صدّرت رئيس وزراء مبارك ثانيا في الترتيب - و هو الذي خلعته الثورة لمن نسي الحدث- بعد محمّد مرسي مرشح الإخوان المسلمين، الذي لم يكن صعوده مفاجأة، بقدر ما كانت نسبة نجاحه مثيرة للدّراسة. كما أصبح مؤكدًا أن هذه النّتيجة ستُسيل كثيرا من الحبر و التعاليق و الدّراسات، لمخالفتها، مع كل استبيان غير موجّه لرأي الشّعب. و لتناقضها أصلا مع منطق الأمور أو لأقل منطق شعب خلع ديكتاتورا بثورة.
فماهي المفاجأة في هذه النتيجة؟ و ما هي قواعد انطلاقها؟ و ما وقعها على المجتمع المصري و على كلّ المجتمعات التي شهدت ثورة؟ و ما هي تداعياتها على الواقع الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوســـط و المنطقة العربيّة؟ و هل يتدارك المصريّون خطأ السيناريو و يُفحمون في الإخراج؟ أم أنّهم قد بنوا فعلا الصّرح الذي اطّلع منه فرعونُ على إلاه موسى؟

إنّ العارف بالشؤون السياسيّة و التّيّارات السّياسية في الوطن العربي، يُدرك تماما شعبيـــــــّة الأحزاب و التّيارات الإسلامية، و كثرة مناصريها، مقارنة مع غيرها المتوزّعة بين أقصى اليمـــين و أقصى اليسار. و لذلك فإنّه من غير المفاجئ أن يأتي الدكتور محمد مرسي مرشّح الإخوان المسلمين، هذا التيّار الإسلامي العريق في التاريخ السياسي المصري و العربي، في أوّل ترتيب المرشّحين الفائزين... لكن المفاجئ حقّا هو حصوله على نحو ربع الناخبين، مثله مثل أحمد شفيق القادم من أحضان مبارك المخلوع... و عليه فنحن إذا قسنا النتيجة كمّيًّا، فسنجد تساويا بين النّضال ضد الحاكم المستبدّ، و التواطؤ معه و العمل في فريقه. و هذه هي عين المفاجأة التي لم يترقّبها أيّ محلّل و متتبّع للشأن المصري.

و لعلّ الأمر راجع إلى توزّع الأصوات ذات المرجعيّة الإسلاميّة، إذ حصل المرشّح الإسلامي المستقلّ عبد المنعم أبو الفتوح على نحو عشرين بالمائة من جملة الأصوات، كما حصل المرشّح الإسلامي المستقلّ محمد سليم العوّا على نسبة و إن كانت أقلّ بكثير و هي اثنين بالمائة، فهي كافية مع نسبة أبو الفتوح، لترجّح الخيار الإسلامي في حكم مصر، و توضّح إرادة الشعب المصري تمام الوضوح. لأنّ نسبة هؤلاء مجتمعة تؤكد اختيار نحو خمسين بالمائة من المصريّين هذا الخيار. و توزّع الـخمسين بالمائة الباقية على بقيّة الخيارات والتيارات و الرؤى و البرامج السياسية.

و كما أن النسبة التي تحصّل عليها أحمد شفيق تعتبر في حدّ ذاتها تفسيرا لظاهرة و ليست الظاهرة نفسها. فالمحلّلون اتفقوا على أن السّيد شفيق هو الممثل الحقيقي لنظام مبارك المخلوع بلا لبس. فهو صبيّ مبارك كما يقول المصريّون بلهجتهم ، منذ بداياته السياسية القياديّة. تحوّلَ فيها من منصب إلى منصب أرفع، طيلة حياته... مع ما يؤكده ذلك من وفائه وولائه لمبارك. و هو عصب من أعصاب منظومته السياسيّة و الأمنيّة. و أكبر دليل على خدمته العمياء للمخلوع أن عيّنه في آخر أيامه قبل خلعه، رئيسا للوزراء في الأيّام التي سبقت عمليّات تنكيل و قمع و قتل للمتظاهرين في كلّ أنــحاء الجمهورية... و لعلّ أكبر انجازاته التي يعيبها عليه المتتبّعون ما أصبح يُعرف في تاريخ الثورة المصرية بموقعة الجمل.

فالرّجل بما أنّه واصل الخدمة مع مبارك منذ نعومة أظافره إلى انتصار الثورة ، و بما أنّه لم يستقيل يوما احتجاجا على تصرّفات النظام القمعية، و بما أنه لم يُعرف عليه أو يُسمع عنه موقفا واحدا ينتصر فيه للحقّ. فهو كما يقول المتتبّعون مخضّب اليدين بدم الشّهداء والجرحى في ثورة الشعب المصري. هذا إلى جانب مآخذ أخرى عديدة في عمله كوزير قد لا يمكن التعرّض لها في هذا الصّدد، بقدر ما تتّفق كلّها على الفساد و خدمة الظلم.
...يتبع


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الإنتخابات الرئاسية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-05-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  إنذارات بمجتمع يهوي
  أنا اللّص الذي عنه تبحثون
  قراءة في المشهد الانتخابي البرلماني التونسي بعد غلق باب التّرشّحات
  السّياسةُ في الإسلام
  ماذا يقع في "وينيزويلّا"؟ حسابات الشّارع وموازين الخارج
   بعد تفجير شارع بورقيبة ... ألو... القائد الأعلى للقوات المسلّحة؟
  إلى متى تنفرد الإدارة في صفاقس بتأويل خاصّ لقوانين البلاد 2؟
  "التوافق" في تونس بين ربح الحزب وخسارة الثورة
  "ترامب"... رحمة من الله على المسلمين
  حكاية من الغابة... حكاية اللئيم و الحمير
  بقرة ينزف ضرعـــها دما
  تعليقا على مؤتمر النهضة... رضي الشيخان ولم يرض الثّائر
  بعد مائة يوم على الحكومة... إلى أين نحن سائرون؟
  الغرب و الشّرق و "داعش" و "شارلي"
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج3
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج2
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج1
  كيف تختار الرّئيس القادم؟
  قراءة في الانتخابات البرلمانية التونسية
  سكوتلاندا لا تنفصل... درس في المصلحيّة
  قراءة في النّسيج الانتخابي التّونسي
  "أردوغان" رئيسا لتركيا... تعازي غلبت التهاني
  "غزّة" و الإسلاميّون
  الانتخابات الفضيحة
  أُكرانيا و مصر و نفاق الغرب
  رئيسٌ آخر و حكومة جديدة.... قراءة في ما بعد الحدث
  بيان بخصوص رفض الأطبّاء العمل في المناطق الدّاخليّة
  بيان بخصوص إضراب القضاة
  سلطتنا التّنفيذيّة وعلامات الاستفهام
  سلطتنا القضائيّة و علامات الاستفهام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفي زهران، ماهر عدنان قنديل، فهمي شراب، د. عبد الآله المالكي، محمد شمام ، فتحي العابد، د - محمد بنيعيش، الهادي المثلوثي، يزيد بن الحسين، محمد الطرابلسي، علي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد الحباسي، منجي باكير، أحمد ملحم، د. أحمد محمد سليمان، محمد عمر غرس الله، جاسم الرصيف، رضا الدبّابي، حاتم الصولي، سامح لطف الله، محمد اسعد بيوض التميمي، رشيد السيد أحمد، د- هاني ابوالفتوح، ياسين أحمد، نادية سعد، مصطفى منيغ، صلاح الحريري، د - مصطفى فهمي، د - الضاوي خوالدية، سلوى المغربي، أنس الشابي، د - محمد بن موسى الشريف ، رافع القارصي، يحيي البوليني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامر أبو رمان ، محرر "بوابتي"، د- محمود علي عريقات، طلال قسومي، فتحـي قاره بيبـان، فوزي مسعود ، الهيثم زعفان، سيد السباعي، محمود سلطان، د. أحمد بشير، مراد قميزة، صفاء العربي، سليمان أحمد أبو ستة، عزيز العرباوي، أ.د. مصطفى رجب، د - صالح المازقي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، كريم فارق، د.محمد فتحي عبد العال، مجدى داود، عبد الرزاق قيراط ، د- محمد رحال، حميدة الطيلوش، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله زيدان، د. خالد الطراولي ، رمضان حينوني، أحمد النعيمي، صفاء العراقي، صلاح المختار، كريم السليتي، ضحى عبد الرحمن، رافد العزاوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود فاروق سيد شعبان، د - المنجي الكعبي، أشرف إبراهيم حجاج، عمار غيلوفي، د - عادل رضا، فتحي الزغل، د - شاكر الحوكي ، محمد يحي، محمد أحمد عزوز، حسن الطرابلسي، سعود السبعاني، د- جابر قميحة، سفيان عبد الكافي، العادل السمعلي، أبو سمية، عمر غازي، وائل بنجدو، د. طارق عبد الحليم، عراق المطيري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد الياسين، إسراء أبو رمان، علي الكاش، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد العيادي، الناصر الرقيق، حسني إبراهيم عبد العظيم، صباح الموسوي ، د. صلاح عودة الله ، عبد الله الفقير، أحمد بوادي، صالح النعامي ، إياد محمود حسين ، خالد الجاف ، إيمى الأشقر، محمود طرشوبي، عواطف منصور، تونسي، حسن عثمان، سلام الشماع،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة