فتحي الزغل - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5010 groupfaz@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
رغم احترامي للرجل و تقديري الكامل لإنتاجه الفكري، و رغم أنّي أعتبر نفسي من تلاميذه الافتراضيين بحكم أنّ له محاضرات مسجّلة باسمه في جامعة القاهرة، تُعتبر قيّمة جدّا في علم التفسير و علم الحديث و علم الأصول ...
و رغم ماضيه المَرضي عموما، إذ لم يُعرف عنه تواطؤًا صريحا مع نظام مبارك المجرم، أو تملّقا واضحا لغير دين الله.
و رغم أن الرّجل قد وصل إلى منصب المفتي في عهد الظلم و الاستبداد، مع ما يعني ذلك من سكوتٍ عن الحقّ، إن لم أقل إقرارٍ لممارسات ذاك العهد و رموزه من التي تتعارض و شرع الله.
و رغم أن ثورة قد قامت في العزيزة مصر، و أظنّها خلعت بقيامها الصّف الأوّل فقط من أولئك السفاحين، مثل ظنّي بأنّها تُسرق يوما بعد يومٍ، من مجلس البلاد العسكري بدعم غربي صامت لا تكاد ترى دسائسه.
و رغم أن الرّجل بارك الثّورة عند قيامها. و يُباركها اليوم كغيره من المسؤولين في عهد من خُلع. و أنا أحمله على الصدق ثقة فيه لا أكثر.
فإنّي لم أجد تفسيرا مقنعا لما قام به مؤخّرا مفتي الديار المصرية السّيد "علي جمعة" من زيارته للقدس الشريف المغتصَب من قبل الاحتلال الصهيوني الغاشم، مع فرضيّة صدق تصريحه بأن السّلطات الأردنية وحدها هي التي قامت بإجراءات عبوره نحو قبّة الصخرة.
و لأنّني أعلم جيّدا أن مدينة القدس لا يمكن دخولها دون أن يفتح بابَها من اغتصبها و يغتصبُها إلى اليوم. و هو الذي لا يجوز بأيّ حال من الأحوال التّعامل معه، و النزول إلى رغباته في إقرار تنسيق معه بأيّ طريقة كانت. لأنّه سيوظّفها لا محالة، في دعايته الناجحة دوما، في أنّها شكل متدرج للتّطبيع المرفوض بكلّ وجوهه و درجاته... خاصّة إذا جاء هذا التطبيع من أعلى هرم المؤسسة الدينية المصرية.
و رغم أنّي سأحاول تجاهل تصريح مسؤول صهيونيّ كبير في جريدة "القدس العربي" قبل يومين، قال فيه أنّهم سهّلــــــــوا و أشرفوا على محطّات تلك الزّيارة.
و رغم أنّي سأحاول إقناع نفسي بما قاله أستاذي المفتي، من أنّ الزّيارة كانت شخصيّةً، و ليست رسميّةً. مع التحفّظ الكامل لهذا التّصريح لأنّ الزيارة الشخصيّة لمسؤول كبير لا تنفي البعد الرسمي لها.
فإنّي سأحاول لملمة غضبي و استنكاري الشّديد لهذه الزيارة... إذا ما تذكّرت بعض مواقف الرجل القليلة حقّا... و درجات فكره الكثيرة عِلمًا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: