الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6695
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حزب نداء تونس حزب كبير، وجوده أعطى الأمل للتونسيين وجنّب البلاد العديد من المشاكل...
هكذا قال لطفي زيتون أحد صقور النهضة المزعومين...إذا كان هذا حال صقورها فكيف هم حمائمها إذن ؟...
كلام زيتون و هو المقرّب من زعيم الحركة يعبّر بصفة لا لبس فيها عن النهج التطبيعي الذي سارت فيه النهضة تجاه بقايا المخلوع رغم محاولة البعض التبرير لكلّ هذا الغبش...فلطفي زيتون صاحب تلك الخطبة العصماء ذات " إكبس " كان من أكثر قيادات النهضة مهاجمة لأزلام النظام ممّا أهّله ليكون لسان الثورة حسب شريحة واسعة من أنصار الحركة و حتى من خارجها أيضا...لكن فجأة و دون مقدّمات توحي بهذا التحوّل النوعي...
بدأ السيّد زيتون في إرسال رسائل ودّ تجاه أنصار النظام البائد و خاصّة قيادييهم من خلال عدّة تصريحات حول ضرورة تجاوز الماضي و " دسّ السمّ في العسل " و غيره من الكلام الذي لم يقتنع به إلاّ هو...
لكن مع ذلك فإنّ كلّ ما قاله في السابق كان أقلّ قبحا من هذا التصريح الأخير...فالرجل أشاد بنداء تونس إشادة لم يسمعها هذا الحزب حتّى من أشدّ حلفائه بل أننّا لم نسمع محسن مرزوق أو خميس كسيلة مثلا يقولون مثل هذا الكلام عن حزبهم...فأيّ أمل أعطاه النداء للتونسيين يا سيادة المستشار...أمل في مستقبل منهوب أم أمل تمتلئ فيه السجون بخيرة شباب الثورة أم أمل تعود فيه عصابات المافيا و التهريب و السرقة لحكم البلاد...و أيّ مشاكل جنّبها النداء للبلاد...
لا أعلم أنّ النداء يتجنّب أو يحاول تجنيبنا المشاكل...بل ما أعلمه أن هذا الحزب سعى بكلّ جهوده للإنقلاب على العمليّة السياسية و إجهاض الثورة برمّتها بل أنت نفسك من حدّثتنا بالمحاولة الإنقلابية التي تزعّمتها قيادات من النداء لو لا لطف الله بنا لكانت تونس الآن مجسّمًا صغيرا لما يحدث في مصر...
لا أجد تفسيرا مقنعا لما قلته يا سيّد زيتون...لكن يبدو أنّ جينات التلذّذ بمعيشة الآلام مازالت معششة في النفوس التي تحنّ لمعذّب جديد يبطش بها...مازوشي يبحث عن سادي...و ضحيّة تبيع كلّ شيء من أجل عودة جلاّدها...و ربّما صدق ذاك المثل القائل...إنّ العصافير التي تولد داخل الأقفاص تعتقد أنّ الطيران خارجه جريمة...لم أعد قادر على الفهم فأعذروا جهلي رجاء..!
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: