الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7847
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مساكين جماعة الجبهة الشعبيّة و الإتحاد من أجل تونس الذين لا يصحّ فيهم إلا المثل القائل أكلنا يوم أكل الثور الأبيض حيث أنّهم أضاعوا البوصلة و جلسوا يندبوا حظّهم العاثر بعدما ضاعت عليهم عديد الفرص التي كانت من شأنها أن ترفع في أسهمهم لدى الشارع التونسي لكن للأسف الشديد خيّبوا الآمال في كلّ مرّة و لم يجنوا شيئا يذكر حيث أن حليفهم الباجي قائد السبسي تنكّر لهم و تركهم في التسلل و ذهب يفاوض دون مشورة منهم كاشفا عنهم عوراتهم السياسية و تاركهم دون غطاء بعد أن ظنّوا أنّه الحضن الدافئ و الطريق السريعة الموصلة لقرطاج و باردو و القصبة.
لنبدأ أولا بنجيب الشابي فهذا الرجل كان في كلّ مرّة يخيّل فيها لمحبّيه و مناصريه أنه ثاب إلى رشده إلا و يخيّب آمالهم من جديد فمنذ يوم 13 جانفي و محاولته إنقاذ المخلوع في ساعاته الأخيرة لم يرجع عن غيّه بل أمعن في تحالفه مع أزلام النظام البائد و دافع عنهم بكلّ شراسة ظنّا منه أنه سيستفيد من قواعدهم التي إنهارت و تفتّت و تشتّت لكن و على الرغم من ذلك فإنّ الشابي لم يقتنع حيث كان تحالفه الوثيق كما يراه هو مع زعيم المردة السبسي أهمّ دليل على غبائه السياسي إذ رأيناه في كثير من المواقف مندفعا بحماسة جعلتنا نتساءل كيف لرجل سياسي بهذه الخبرة الطويلة يقع في شراك الباجي و زمرته بسهولة و سأكتفي فقط بموقفه الأخير من المجلس التأسيسي الذي هو أحد أعضاءه حيث دعا الشابي صراحة لحلّه في حين كان يقول قبل يوم واحد أن المجلس على وشك إتمام مهامه و أن الدستور كتب بالتوافق.
أمّا ضحيّة السبسي الأخرى فهو بلا شكّ الزعيم الشيوعي حمّة الهمّامي الذي صدّع رؤوسنا بمقولات الدفاع عن خبزة " الزوّالي " و التصدّي لقوى الإستكبار العالمي و القضاء على البرجوازية المتوحّشة و المجد و الخلود للبروليتاريا المسحوقة إلى آخره من مقولات المنجل و " القلّة " عفوا المنجل و المطرقة لكن سبحان الله بقدرة قادر نجد حمّة بعد كلّ هذا الضجيج مرتميا في أحضان السبسي أبرز رموز البرجوازية التونسية و سليل الهيمنة و الغطرسة لرأس المال على الفقراء الذين يزعم حمّة الدفاع عنهم بل الغريب في الأمر أن حمّة كتم كلّ أصوات رفاقه الذين خالفوه الرأي حيث أن كلّ منتقد لهذا التحالف مصيره التجميد كما وقع مع جمال لزهر و كلّه يهون من أجل عيون السبسي و لم يقف حمّة عند هذا الحدّ بل دفعته سكرة الحبّ شأنه في ذلك شأن الشابي حتّى صار متطرّفا في طروحات كرهه تجاه الترويكا أكثر من السبسي نفسه ظنّا منه أنه سيحصل على شيء إذا ما أستتبّ الأمر لهم.
أعتقد أنّه بمثل هذه المواقف الغبيّة و الحمقاء من هؤلاء المعارضين خسروا رصيدهم النضالي و قدّموا خدمة جليلة للسبسي دون أن يشعروا فقد أصبح يمثّل القطب الرئيسي إن لم نقل الوحيد للمعارضة بعد نجاحه في " تشليكهم " و إظهارهم بمظهر المعارض العبثّي الذي يدفع نحو الفوضى لا غير و لا يمكن أن يكون شريكا حقيقيا للحزب الحاكم في حين ظهر هو بمظهر المعارض الذي يمثّل صوت الحكمة داخل هذه المعارضة الغوغائية و الفوضوية كما نجح السبسي بإقتدار في إستخدام حمّة و من قبله نجيب في الضغط على حركة النهضة التي وجدت نفسها مجبرة على التنازل ممثلّة في شخص رئيسها الشيخ راشد الغنوشي و الجلوس مع السبسي الذي لا أظنّ أنّه كان يريد أكثر من ذلك راميا عرض الحائط بجميع حلفاءه كما كان يفعل دائما منذ مارس السياسة فوجدناه المفاوض الرسمي و الوحيد بإسم المعارضة في حين لم يجن حمّة أو نجيب غير بعضا من وحل مردة النظام السابق.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: