د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5746
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إجتمع اليوم السادة الطامعون الكبار مرسي وأبوالفتوح وحمدين واتفقوا على مصر، إجتمعوا لمصالحهم بدعوى الحب والخوف على الوطن والحرص على الثورة، إجتمع ثلاثة خاسران وملحق إعادة، نعم إجتمع السادة في فندق الفورسيزون ليروا كيف يشعلون النار ومن وقودوها وكيف ستقسم الثروة بينهم، أما توابعهم من الزلازل الصغيرة خالد علي وأبو العز الحريري و 6 إبريل و باقي الشباب ينتظرون رهن الإشارة،
السادة الطماعون يعتقدون أن الأصوات التي حصلوا عليها في الإنتخابات كانت صكا بشراء مصر ويستغلون أحزان الشباب وفورتهم على الشهداء الحقيقيين و من ضحوا بدمائهم لينتهزوا الفرصة ويسطون على وطن بأكمله كأنهم ملائكة أحرار بلا خطيئة و بلا كبائر ولا صغائر، أما باقي الشعب من العبيد فدورهم محدود ومعلوم البعض منهم شهداء أبرار أطهار غدا سيلقون حتفهم وستسفك دماءهم ليتوضيء بها ثلاثتهم ويرقصون على جثثهم ويتغنون بقتلهم، وشباب ثائر طاهر يحب وطنه ولا يعرف أين طريقه سيبكي على من مات ويتذكر من سبقهم وكأنه لا دور له إلا أن يعدد قتلاه،
ومساكين لا حول ولا قوة لهم ينتظرون كيف تقذف بهم الأمواج يمنة و يسرة فلا هم إختاروا ولا هم يعشقون القذف لكنهم قدرا يتحركون مع التيار، وفريق آخر صامت أغلبية خانعة خاضعة في بيوتها لا تملك إلا أن تترحم على الشهداء وتبكي مناظرهم وهي أسيرة الريموت كونترول تتنقل بين الفضائيات كمن يسافر إلى بلاد الدنيا وهو في موضعه،
وفريق من العمال والفلاحين لا يجدون قوت يومهم لا يعرفون في السياسة وألاعيبها ولا أحبوها ولا أحبت إلا أصواتهم وقت الإنتخابات حين يسعى الطامعون لهم ويطلبون ودهم،
الطمع والغرور والأنا هما ما أوصلا مصر لهذا الحال ولم نتعلم من الدرس الأول فنكرر اليوم مرة أخرى، أناس شرفاء وثوار أوفياء لا مطمع لهم يحلمون بوطن أفضل تعشموا خيرا في أناس لا يستحقون اعتقدوا أنهم منهم وطنيون لكنهم عشاق دنيا ومطامع دخلوا انتخابات المرحلة الأولى فاعتقدوا أنهم زعماء إشتروا الشعب وأن الأصوات الممنوحة باتت ملكا لهم فحمدين كان يرفض منصب النائب لأي من مرشحي الإعادة طمعا في صدور حكم الدستورية لصالحه ويعزل شفيق ويصبح من حقه الإعاده وهذا رأي قائم وإن كان إحتماله ضعيف ولا لوم عليه ولا تثريب وأبوالفتوح قذفت به أمواج الجولة الأولى للمركز الرابع ولا أمل له في شيء إلا في تخريب العملية بالكامل وعدم إتمام إنتخابات الإعادة وتكوين مجلس رئاسي لكنه لا يستطيع أن يتحمل ذلك بمفرده ولا يتحمل تبعاته فيلجأ لمن هو أعلى منه أصواتا ليقنعه بالموافقه على الفكرة وحمدين لا يمانع في حالة ضمان إلغاء الإنتخابات كليا، والإخوان كانوا مستعدين لتقديم كل التنازلات قبل إعلان حكم مبارك ولكن غرور القوة أحيانا يعمي العيون فهم يرفضون وثيقة العهد إعتقادا بأن أسهم مرسي باتت أكثر من فرص شفيق فكيف لهم أن يقبلوا بمجلس رئاسي مدني بعد أن وصلوا للمحطة الأخيرة من حكم منفرد مستقل من الممكن أن يشارك فيه البعض برضا و قبول الاخوان لا بفرض الرأي عليهم، لكن ألاعيب أبوالفتوح مستمرة لإقناع مرسي الذي لابد أن يشاور الإخوان أولا، وشفيق أدرك الهزة الكبرى التي أصابته بزلزال 10 ريختر فأعلن في خطاب الأمس إقراره وبصمة على وثيقة العهد وقدم ثلة من الرشاوي الإنتخابية للشباب والنساء والفلاحين والإخوة الأقباط وهاجم الإخوان بضراوة أملا في إستعادة الوعي، المجلس العسكري تائه بين كل هذا لا يستطيع أن يحرك ساكنا يدعو على القاضي رفعت ولا يدري هل سيكمل الجولة الإنتخابية للنهاية أم أن ضغط الميدان سيكون صانع القرار، هكذا باتت مصر لعبة بين رغبات ومطامع والوحيد الذي يدفع الثمن دائما هما إثنان فقط، الشرفاء من الثوار الحقيقيين و مصر،
أين إذاً عقل المثقف المصري المحترم أين دوره أين صوته أين كلامه هل يقرأ فقط ما يكتب على المواقع و صفحات الفيس بوك ويستمتع بالفضائيات ؟ للأسف نعم،
هذه مصر الآن وغدا دعوة لمليونية جديدة أطلقها الثلاثة فاللهم إني أبرأ إليك من أرواح ستسفك دماءها غدا و أبرأ إليك من فعلهم وغيهم ومن تضليلهم لشباب ثائر حر وشعب طيب فهم أحرص الناس على الكراسي والدنيا والمطامع ويتمسحون في دماء الشهداء والدماء الطاهرة منهم براء، اللهم عليك بعبدالمنعم أبوالفتوح أبو الطمع وحمدين صباحي أبو الجشع ومرسي المستمع وعليك بشفيق الذي لا يخشانا فيك، وعليك بكل من لم يكن لديه ذرة من عقل وحكمة ليؤجل إصدر الأحكام لما بعد الإستقرار وعليك بكل ظالم فاسد قتل بريئا بلا ذنب وسفك دما حرمتها من فوق سبع سماوات، وعليك بكل قاض رأي الحق والعدل فلم يحكم به وعليك بكل من جعل نفسه قاضيا وحاكما فلا يرى إلا نفسه ورأيه،
أقسم بالله العظيم أنهم يلعبون بالنار ويدفعون بنا لعصور المماليك، كل من يري لديه بعض القوة يقتل الآخر والنزاع لن ينتهي على الحكم ثم بعد ذلك مجازر ومدابح نجلس نبكي معها على أنهار الدم ونعدد قتلانا ونلعن الساقط أبوالفتوح والساقط حمدين والفاشل خالد علي والملحق شفيق والملحق مرسي وكل الأحزاب واليوم اللي اخترعوها، ولله در عمرو موسى والعوا ومن رضوا بما قسم الله لهم وكل من يتقي الله في مصر ويعيش على حبها بلا مطامع، اللهم إحفظ مصر من شرورهم، اللهم إن أغلب شعبها من الفقراء والمساكين ومن لا يجد قوت يومه، يا الله مصر تشتكي إليك فاللهم إنها مغلوبة فإنتصر اللهم إنها مغلوبة فإنتصر .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: