البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

السفارات الفلسطينية.. دولة خارج السياق

كاتب المقال فهمي شراب - فلسطين   
 المشاهدات: 6337 Fahmy1976@yahoo.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ناقشنا قبل ايام قلائل موضوع هام يخص السفارات الفلسطينية في الخارج، وشرحنا بعين الواقع طبيعة اداؤها وتعاملها مع الجمهور ، وما هي الخدمات التي تقدمها، ولمن تقدم هذه الخدمات ، وطبيعة العاملين في السفارات الفلسطينية ومدى تاهيلهم، وقد قسمته الى خمسة اجزاء نشرنا في غالبية الصحف اربعة اجزاء منها ويتبقى جزء اخير سينشر عما قريب، ومما كان ملفتا للانتباه اننا وجدنا كافة الناس تبدي تعاطفا وتشجيعا ومساندة لنوع الكتابات التي كتبنا، حتى ان البعض من الكتاب تجرأ ودخل نفس الخندق ليناقش قضايا مشابهة، حيث الكتابة في امور السفارات الفلسطينية تعتبر "تعدِ وتحدِ للتابوهات" ونوع من المخاطرة في ظل عدم سيادة القانون و "شخصنة المؤسسات" وعدم خضوها لمعيار القانون والعقل معا..

ومما تطرقنا اليه في سابق المقالات اننا نعيش مأساة حقيقية في الخارج، فنجد ان رئيس البعثة الدبلوماسية ياتي حديثا ليتقلد منصبه فيجد طاقم مهترئ وغير مؤهل، فيكون منهم من كان يكتب التقارير الامنية ومنهم من كان مرافقا للسفير السابق ومنهم المرافق والسواق او الاداري ليدخل عبر مفهوم " المحسوبية والواسطة المتلغلغة في المجتمع الفلسطيني، فيكون السفير عاجزا ومكتوف الايدي. او تجد في المقابل سفير متمرس على حياة اللهو والمتعة، ونمط حياته اشبه بالحياة الغربية التي تتناقض في كثير من المسلكيات والاخلاقيات مع الحياة الفلسطينية المحافظة، فيحاكي باقي اعضاء السفارة اخلاقيات رئيس البعثة .

وعرفنا عن قرب ان بعض سفراء فلسطين في الخارج يرفضون أن يسكنوا في فيلات وبيوت إن لم يكن فيها حوض سباحة، ويصرون على البقاء أشهرا في فنادق ذوات خمس نجوم، محملين الشعب الفلسطيني تكاليف تغطية رفاهية عائلاتهم وذويهم . فهل ميزانية وزارة الخارجية الفلسطينية تستطيع تحمل مثل تلك النفقات ولا تستطيع تحمل عبئ إنقاذ الفلسطينيين من الجحيم ، واقصد بالجحيم هنا الجزء الغائب من الحقيقة عندما كشفت
الثورة المصرية بعض التداعيات على الجانب الفلسطيني، منها ضعف وهشاشة النظام والتمثيل الدبلوماسي الفلسطيني في الخارج، إذ عصفت تداعيات الثورة وآثارها بظروف الفلسطينيين في الخارج، اقلها: أن الفلسطيني مُنع من العودة لغزة لفترة ثلاث شهور على الأقل، حيث من جاء للعلاج، ومن جاء لإنهاء دورة تدريبية، ومن أنهى دراسته، لم يستطيع أي منهم العودة واضطر للبقاء رغما عنه، ودفع الكثير من التكاليف المترتبة على تجديد الإقامة والجواز وتكاليف إقامة هو في غنى عنها، والتي لم تكن بعض الدول على دراية كافية بظروف العالقين بها تقصيرا من سفاراتنا، حتى أن السفارة الفلسطينية في ماليزيا –كما باقي السفارات- لم تكن على دراية بالأمر وكانت آخر من يعلم، ولم تقدم شيئا يذكر للمواطنين العالقين الذين تقطعت بهم السبل واغلقت السفارات الفلسطينية ابوابها حتى امام استفساراتهم. وحتى كثير من السفارات لم تعلم بامر العالقين الا من الاخبار في الداخل! ولم تقدم السفارات الا اخبار توزيع المنح الدراسية التي تتسرب بعد ان يتم توزيعها على افراد الاجهزة الامنية السابقة وذوي اعضاء السفارة الذين يتعثرون في الدراسة ويتركون مقاعدهم كما رايت بام عيني لكي يضيعوا فرصة على الذين تم حرمانهم من ابناء الشهداء والجرحى ومن المتفوقين.

والتحرك السريع للسفارات أيام أزمة العالقين تم اختزاله في ( منح تسهيلات خاصة واستثنائية وهي السماح للدبلوماسيين الفلسطينيين فقط وزوجاتهم وموظفي السفارات بالتنقل والسفر لمصر والعودة وقتما شاءوا لغزة، أما المواطنين الفلسطينيين الذين ليس لديهم ثمن مكالمة او تكاليف اقامة اضافية فلا عزاء ولا بواكي لهم) .

الشعوب الأخرى كانت تتسابق في إرسال السفن عبر الموانئ وإرسال الطائرات والطواقم البشرية لكي تأتي بأبنائها العالقين في مصر ونحن لا نستطيع أن نستأجر طائرة لنقل العالقين، وليست لنا قوة ضغط على الدول المضيفة لكي يسعفونا وينقذونا من الموت! وذلك ليس عن نقص في الموارد بل إهمالا وتقصيرا من بعض السفارات التي ينعزل اعضاؤها داخل قصورهم العاجية غير مبال بامور العامة من الناس والمواطنيين..

ومن الاسئلة الصعبة التي تكشف وجه الحقيقة عن تقصير السفارات وتكشف فشل ذريع في ادائها؛ لماذا وحتى هذه اللحظة لا يسمح للفلسطيني في الخارج العودة لغزة إلا بحصوله على فيزا من سفارة مصر بالخارج؟؟ هل يحتاج المواطن الفلسطيني لكي يعود لأهله في غزة بان يصطف في طابور طويل أمام السفارة المصرية بين العديد من الجنسيات من الأعاجم والفرس والاعراب التي تريد أن تزور مصر، ويدفع الواحد منا مائة دولار على الأقل لكي يحصل على الفيزا؟ هل هي صفقة بين طرفين وجزء من مؤامرة سخيفة تحاك ضد من تقطعت بهم السبل وضاقت بهم الأرض بما رحبت من الفلسطينيين العالقين في الخارج؟ نريد تفسيرات .. ولا نريد تهديدات..

اذ كل ما خرج من جعبة البعض ووصلني عبر البريد الالكتروني هو ("خان يونس ليست بعيدة عن موسكو".. و"سنقتل كل من اسمه فهمي")، مع انني لم اخرج بعد ما لدي من "مخزون استراتيجي" املكه من قبل، اضافة لما وصل الي عبر اكثر من 300 ايميل في اقل من شهر.

واقول للذي امتشق حسام القلم مبارزا في الساحة الاعلامية من السفراء وكتابهم وكبار مستشاريهم الذين يعلمونهم فن الذود عن حياض اسوار ابراجهم العاجية وليضللونهم، بدل ان تهاجموني وتهاجموا شخصي ككاتب محاولين عبثا تشويه سمعتي، فاجئونا ببرامج جديدة وفعاليات ناجحة واعملوا لراحة المواطن ولا تقفلوا ابواب السفارة امام الناس ولا تجعلوا الكلمة الاولى لرجل الامن القابع في زاوية مراقبة في السفارة حيث يحقق مع الفلسطينيين كانهم اعداء محاولا انتزاع معلومات عن الفصائل الاخرى، فانتم لكم بفضل القضية الفلسطينية وعلو شأنها ودماء ابنائها نفوذا كبيرا في دول العالم ومحبة غامرة، فالفلسطيني له السبق وله درجة متميزة عن باقي الجنسيات من الرعايا، فلا تنتقصوا منها، وتتهموا اخرين بانهم يسحبون من تحت اقدامكم البساط. يجب ان تتسابقوا لتقديم الافضل.

فهمي شراب
كاتب واكاديمي من فلسطين


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، السلطة الفلسطينية، السفارات الفلسطينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-06-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  فضائح سـفارة فـلسطينية
  فضيحة السفارة الفلسطينية في ماليزيا
  خطاب أبو مازن فاجئنا وتجاوز كل نقد و استدراك
  في مثل هذا اليوم.. تم اعتقالي..
  رسالة مفتوحة لسفارة فلسطين بالقاهرة
  لا حرب على غزة.. رؤية إستشرافية
  ابتزاز شركة الكهرباء وتسييس الأزمة هي مؤامرة على مقومات الصمود الفلسطيني
  "فياض مع أسر الشهداء":عنوان غريب!
  رسالة مفتوحة للأخ القائد إسماعيل هنية
  قبل أن نهرم.. من يتصدى لفساد سفارات فلسطين؟
  مناشدة للرئيس عباس لعلاج قصور وترهل السفارات الفلسطينية بالخارج
  بعض سفارات فلسطين.. وصمة عار على الجبين.(الجزء الأخير)
  المصالحة الفلسطينية.. وسيلة أم هدف؟
  السفارات الفلسطينية.. دولة خارج السياق

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - الضاوي خوالدية، إسراء أبو رمان، سلوى المغربي، د. أحمد محمد سليمان، أحمد النعيمي، محمود سلطان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد بوادي، فوزي مسعود ، الناصر الرقيق، الهيثم زعفان، د- هاني ابوالفتوح، عبد العزيز كحيل، سفيان عبد الكافي، صفاء العربي، إياد محمود حسين ، محمد عمر غرس الله، بيلسان قيصر، صفاء العراقي، د - شاكر الحوكي ، كريم فارق، علي عبد العال، كريم السليتي، رضا الدبّابي، صالح النعامي ، مصطفي زهران، فتحي الزغل، ياسين أحمد، محمد يحي، محمود طرشوبي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، المولدي اليوسفي، حسن الطرابلسي، رافد العزاوي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عزيز العرباوي، أحمد ملحم، د - محمد بنيعيش، د.محمد فتحي عبد العال، د - محمد بن موسى الشريف ، سليمان أحمد أبو ستة، د - المنجي الكعبي، سعود السبعاني، عبد الله الفقير، مراد قميزة، سيد السباعي، خالد الجاف ، فتحـي قاره بيبـان، صلاح الحريري، نادية سعد، الهادي المثلوثي، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، محمد شمام ، حسن عثمان، طلال قسومي، د - عادل رضا، محمد أحمد عزوز، د. خالد الطراولي ، طارق خفاجي، العادل السمعلي، تونسي، رافع القارصي، د- جابر قميحة، صلاح المختار، يحيي البوليني، أشرف إبراهيم حجاج، فهمي شراب، سامر أبو رمان ، جاسم الرصيف، سلام الشماع، وائل بنجدو، عراق المطيري، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. عبد الآله المالكي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، مجدى داود، عبد الغني مزوز، أنس الشابي، ضحى عبد الرحمن، منجي باكير، إيمى الأشقر، عمار غيلوفي، أحمد الحباسي، أ.د. مصطفى رجب، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الرزاق قيراط ، فتحي العابد، حميدة الطيلوش، محمود فاروق سيد شعبان، د. طارق عبد الحليم، محمد علي العقربي، عبد الله زيدان، عواطف منصور، د - مصطفى فهمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، محمد الطرابلسي، سامح لطف الله، عمر غازي، محرر "بوابتي"، حاتم الصولي، محمد الياسين، د - صالح المازقي، صباح الموسوي ، أبو سمية، رمضان حينوني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مصطفى منيغ، رشيد السيد أحمد، المولدي الفرجاني، علي الكاش، د. أحمد بشير، ماهر عدنان قنديل، يزيد بن الحسين،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة