البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

خطاب أبو مازن فاجئنا وتجاوز كل نقد و استدراك

كاتب المقال فهمي شراب - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5531 Fahmy1976@yahoo.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لقد فاجئنا خطاب أبو مازن، فقد كان قوي وجريء ووطني بامتياز، وقد فاق سقف التوقعات المرتقبة، فبرغم أن العالم كان يحبس أنفاسه مع لحظات تقديم طلب نيل العضوية الكاملة إلا أنني لم أك على ذلك المستوى من التحمس والاتقاد إلا عندما استمعت لكل الخطاب. ففي كل فقرة كان ابو مازن يتحدث عن مأساوية الوضع في فلسطين وكنت أظن بان أحدا سوف يأخذ عنوة منه المايك او يضطره للنزول كما حدث مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مؤتمر دافوس قبل حوالي عامين. كان كلما تحدث أبو مازن انظر الى سوزان رايز لأحاول أن اسبر أغوارها وارى ملامحها التي بدت عليها الضيق والتذمر و كسا وجهها الشحوب والخوف من قادم الأيام وخاصة عند كل موجة تصفيق لابو مازن.

ومن ناحية أخرى، كنت أتمنى أن لا تبدي حركة حماس أو الحكومة في غزة وخاصة الدكتور صلاح البردويل أو سامي ابو زهري أي موقف تجاه هذا النشاط الذي لا يعرف احد أين سينتهي وكيف؟ ولا يمكن أيضا التنبؤ بمدى النجاح ولكنه يعتبر على اقل تقديرعرس وطني أو مظاهرة وطنية كبيرة أمام أهم منبر أممي، ولكن الإخوة في حماس لم يتنبهوا بان حتى الحديث من على منبر الأمم المتحدة يختلف عن أي منبر وطني محلي، فهناك لغة في الأمم المتحدة خاصة برع أبو مازن بالأمس في استعمالها لإيصال الرسائل للعالم.

حقيقة لقد مثل غالبية الشعب الفلسطيني بخطابه الشامل الذي لم ينسى خلاله أن ينوه إلى شهيد اليوم ، ولم ينسى اللاجئين وذكرهم أكثر من مرة، وأكد على أن اللاجئين تهجروا أكثر من مرة في بلادهم، وذكر المعتقلين لدى الاحتلال، وذكر أن الاحتلال جاثم على صدورنا منذ أكثر من 63 عاما مما دعا نتانياهو في كلمته التالية للتساؤل بقلق وحيرة ، ماذا يقصد أبو مازن؟ هل يقصد حيفا وعكا وتل ابيب؟ بهذا السقف المرتفع كان خطاب أبو مازن ناجح بامتياز.

يقال إن إحقاق الحق أصعب بكثير من إبطال الباطل، وصراحة إنني كان بإمكاني السكوت، ولكن ومع أنني لست مع اتجاه أبو مازن التفاوضي ولا أريد أن يضيع كثير من الوقت في مفاوضات عبثية تأتي على جميع أراضينا في الضفة والقدس الشرقية وبرغم أنني لا أحب أبو مازن وشخص أبو مازن ولا بعض مقربيه ورجالاته وسفرائه الذين ضيعوا أكثر مما كسبوا لفلسطين ولأبناء فلسطين، ولكن الحق انه كان رائعا وتميز خطابه بالوضوح والجرأة والتحدي. وقد تمسك بالثوابت ومنها: لا ليهودية الدولة الاسرائيلية، ولا شرعية للمستوطنات ولا لإلغاء حق العودة واللاجئين، وأكد على الإفراج عن الأسرى والمعتقلين وإقامة الدولة على حدد 1967. إنها نفس مجموعة الثوابت التي تنادي بها حماس والجهاد وباقي الفصائل.

وفي تحليلنا للأسباب التي جعلت أبو مازن يصر على التوجه للأمم المتحدة نتبين التالي:
1- لفترة كان التوجه للأمم المتحدة تكتيكا ومناورة، وتحول في النهاية إلى واقع بسبب عدم تقديم أي عرض إسرائيلي مقنع وعدم إسقاط الشروط الإسرائيلية التعجيزية التي يضعها المفاوض الإسرائيلي دائما على طاولة المفاوضات.
2- الضغط الكبير الذي سببه الربيع العربي على "إسرائيل" وخاصة أحداث السفارة المصرية الذي كشف فشل "إسرائيل" في التطبيع مع الشعوب، واستمرارية تبني نهج مضاد للمصالح الإسرائيلية في المنطقة والشعور بان مثل هذا الحدث يمكن أن يتكرر بدءا بالأردن وباقي المنطقة. وما بدا من الضعف الإسرائيلي والخوف الذي يتكرس يوما بعد يوم في المجتمع الإسرائيلي.

3- النجاحات التي حققها الجانب الفلسطيني في الحصول على اعتراف دول جديدة بفلسطين رفع التمثيل الدبلوماسي والوعود التي تلقاها وحيث تحولت الأحلام والطموحات بعد رحلات الدعم والتضامن إلى أرقام واضحة ومطمئنة.

4- الفشل الذريع الذي مني به الجانب الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة في قضايا التسوية، وان المفاوضات كانت تمثل " مهزلة" حقيقية،، وخسارة القيادة الفلسطينية لثقة الشعب الفلسطيني حيث جميع الفصائل بما فيها فصيل ابو مازن يأس من المفاوضات وفقد منها الأمل.

5- إيصال الرسالة بان القيادة الفلسطينية قد فعلت كل ما بوسعها وان العرب والأصدقاء والمحيط يجب أن يقوموا بدورهم بدل إلقاء التهم والتشكيك في النوايا. حيث أن العدو هو الحكومة الإسرائيلية .

قد تكون هذه من أهم الأسباب التي دفعت بالرئيس إلى المضي قدما في تقديم طلب العضوية الذي أراه مفيدا في كل الأحوال، ففي حال تدخلت الولايات المتحدة في مجلس الأمن وقامت بالاعتراض فسيكون ذلك فضيحة أخرى لها وعمل لا يخدم السلام والأمن الدوليين، وسوف تكون إجابة كافية لمن يتساءل من الغرب و من الأمريكان: لماذا يكرهوننا؟"

وفي حالة ما نلنا ثلثي أصوات الجمعية العمومية فسنحصل على دولة غير كاملة العضوية لا يمكنها التصويت، فسيكون ذلك جيدا، ولكن هذه النتائج ليست نهاية المطاف، وأملنا أن لا نعود للمربع الأول، وهو مربع المفاوضات الغير ندية وان لا نعود لنفس ذات المسلسل الهزلي وان نبدأ بسرعة بتطبيق بنود المصالحة الوطنية طالما أن السلطة الفلسطينية في حالة تحدي للإرادة الإسرائيلية والأمريكية وطالما أن الوعود بالدعم المادي بدأت من السعودية وتركيا التي قالت على لسان رئيس وزرائها اردوغان الذي وعد بسد أي فراغ ينشأ، ووعد بتغطية ما يتم إيقافه من دعم ومساعدات خارجية والبقية بالتأكيد ستأتي.

فهمي شراب
كاتب وأكاديمي فلسطيني


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-09-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  فضائح سـفارة فـلسطينية
  فضيحة السفارة الفلسطينية في ماليزيا
  خطاب أبو مازن فاجئنا وتجاوز كل نقد و استدراك
  في مثل هذا اليوم.. تم اعتقالي..
  رسالة مفتوحة لسفارة فلسطين بالقاهرة
  لا حرب على غزة.. رؤية إستشرافية
  ابتزاز شركة الكهرباء وتسييس الأزمة هي مؤامرة على مقومات الصمود الفلسطيني
  "فياض مع أسر الشهداء":عنوان غريب!
  رسالة مفتوحة للأخ القائد إسماعيل هنية
  قبل أن نهرم.. من يتصدى لفساد سفارات فلسطين؟
  مناشدة للرئيس عباس لعلاج قصور وترهل السفارات الفلسطينية بالخارج
  بعض سفارات فلسطين.. وصمة عار على الجبين.(الجزء الأخير)
  المصالحة الفلسطينية.. وسيلة أم هدف؟
  السفارات الفلسطينية.. دولة خارج السياق

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رحاب اسعد بيوض التميمي، إيمى الأشقر، د. عادل محمد عايش الأسطل، عراق المطيري، سليمان أحمد أبو ستة، عمار غيلوفي، فهمي شراب، عبد الغني مزوز، أشرف إبراهيم حجاج، ماهر عدنان قنديل، د - مصطفى فهمي، خالد الجاف ، سلوى المغربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، نادية سعد، د - محمد بنيعيش، محمود سلطان، جاسم الرصيف، سيد السباعي، رشيد السيد أحمد، د - صالح المازقي، حسني إبراهيم عبد العظيم، إسراء أبو رمان، د. عبد الآله المالكي، أحمد النعيمي، د. أحمد محمد سليمان، سفيان عبد الكافي، د- هاني ابوالفتوح، الهيثم زعفان، محمود طرشوبي، تونسي، د - محمد بن موسى الشريف ، د.محمد فتحي عبد العال، سعود السبعاني، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، وائل بنجدو، المولدي الفرجاني، مراد قميزة، محمد العيادي، د - الضاوي خوالدية، فتحـي قاره بيبـان، فوزي مسعود ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. صلاح عودة الله ، عبد الله الفقير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يحيي البوليني، أ.د. مصطفى رجب، عواطف منصور، أحمد الحباسي، حاتم الصولي، حسن الطرابلسي، عزيز العرباوي، محمد اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، د - شاكر الحوكي ، رافع القارصي، كريم فارق، ياسين أحمد، سامح لطف الله، سامر أبو رمان ، د. طارق عبد الحليم، مصطفي زهران، أحمد بوادي، سلام الشماع، صالح النعامي ، حسن عثمان، منجي باكير، حميدة الطيلوش، أنس الشابي، د. أحمد بشير، صلاح الحريري، د- جابر قميحة، محمد الطرابلسي، رضا الدبّابي، علي عبد العال، إياد محمود حسين ، مجدى داود، يزيد بن الحسين، محمد يحي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، طلال قسومي، أبو سمية، فتحي العابد، د. خالد الطراولي ، رمضان حينوني، د- محمود علي عريقات، الهادي المثلوثي، د - عادل رضا، ضحى عبد الرحمن، عمر غازي، صفاء العربي، كريم السليتي، محمد الياسين، العادل السمعلي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صلاح المختار، رافد العزاوي، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله زيدان، محمد عمر غرس الله، محمود فاروق سيد شعبان، الناصر الرقيق، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد أحمد عزوز، صفاء العراقي، محمد شمام ، فتحي الزغل، أحمد ملحم، صباح الموسوي ، مصطفى منيغ، علي الكاش، د - المنجي الكعبي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة