ابتزاز شركة الكهرباء وتسييس الأزمة هي مؤامرة على مقومات الصمود الفلسطيني
فهمي شراب - فلسطين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4927 Fahmy1976@yahoo.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ما زلت اعتبر السكوت على المؤامرة جزء منها، ومشاركة فيها، إذ يعيش المواطن بقطاع غزة معاناة تتفاقم يوما بعد يوم، هذه المعاناة يفسرها البعض بأنها مسيسة بامتياز، وجزء من مؤامرة تستهدف مقومات صمود الشعب الفلسطيني. وأي كان المسبب في هذه المعاناة التي نخصص جزء منها عن ازمة التيار الكهربائي وانقطاعه الشبه دائم، فان المواطن في قطاع غزة أصبح عبارة عن خد يتلقى اللطمات واللكمات من جميع الاتجاهات، فالمواطن في القطاع يتناول وجبات إفطاره في ظل ارتفاع درجات الحرارة مغمسة بنقاط العرق المتصببة من على جبينه، فيمتزج العرق بالزيت، ويمتزج العرق بكل لقمة يتناولها المواطن الذي يتناول طعام السحور في العتمة وعلى عجل لكي لا يتسبب في إشعال حريقة بسبب الشموع أو الموتور الكهربائي الذي أصبح الخطر والشر المستطير الذي لا يمكن الاستغناء عنه.
المواطن في غزة ضحية السياسة، فالسياسة للأسف هي التي تقود، في المجتمعات المتقدمة الاقتصاد هو الذي يقود والسياسة تابعة، ولكن عندنا للأسف العكس هو الصحيح.
لا يراودنا أدنى شك بان أي حكومة مهما كان انتمائها الأيديولوجي تتكاسل وتتهاون في حل أزمة الكهرباء تكون متواطئة مع الاحتلال بشكل مباشر، لأنه من يستهدف حياة الناس في غزة يكون شريكا للاحتلال، لان الكهرباء هي الحياة وهي من أهم دعائم الصمود.
فقبل كثر من عام قرأت خبرا مفاده أن السعودية تستسمح شعبها في قطع التيار الكهربائي ساعة واحدة فقط من اجل هدف سام ونبيل، وكان الخبر والإنذار بالقطع قبل ثلاثة شهور من موعد القطع.
أما في غزة فلا حياة في أي مجتمع تشبه حياتنا، إذ تدخل الأيد الخفية الفلسطينية لتشارك خيوط المؤامرة التي تصب في مصلحة الاحتلال مباشرة،، ومعروف أن شركة الكهرباء قد زادت نسب جبايتها بشكل متضاعف في العام السابق وهذا العام مما يدفعنا للتفكير وتوجيه إصبع الشك والريبة تجاه شركة الكهرباء وأسلوبها العشوائي والغير مسئول في التعامل مع المواطنين،، وخاصة أن موظفي القطاع يدفعون إجباريا باقتطاع 170 شيكل من كل راتب سواء كان المواطن يستهلك النسبة أم لا ، وهناك من يدفع للشركة وفي نفس الوقت ما زال يقتطع من راتبه، إضافة إلى استهتار شركة الكهرباء بحياة المواطنين ووجود المحسوبيات حيث لا تنقطع الكهرباء في بعض المناطق التي يكون ساكنيها على علاقة وطيدة مع بعض موظفي شركة الكهرباء وهناك من يهاتف شركة الكهرباء ليقول لهم اليوم عندي ضيوف أتمنى أن لا تقطعوا الكهرباء عنا اليوم برغم أن اسمه ليس في الجدول في هذا اليوم، هذه هي ثقافة الواسطة والمحسوبية التي دخلت في كأس الشاي الذي نشربه !
واضح أن الأزمة تفاقمت بعد طلب الدكتور سلام فياض قبل أكثر من عام من الاتحاد الأوربي بان يتوقفوا عن دفع الأموال كثمن وقود تشغيل المحطة ليتم تحويلها إلى خزينة المال برام الله،، حيث كان المبرر أن السلطة الفلسطينية تعرف أكثر من غيرها كيفية الاستفادة من هذه الأموال وان السلطة سوف تدفع هذه الأموال التي تأتي للكهرباء لمشاريع تعتبر هي على رأس الأولويات والأهمية!
عموما نستغل هذه الفرصة لنحذر كل مسئول سواء في غزة أو الضفة وسواء في الداخل أو الخارج بان كل روح أزهقت حرقا في قطاع غزة بسبب المولدات الكهربائية، فالذنب بلا شك ذنبك، والمسئولية مسئوليتك، نسبة كبيرة من الشعب الفلسطيني ماتت حرقا بسبب اشتعال المولدات أثناء تزويدها بمواد الاشتعال كالبنزين، هؤلاء الذين سقطوا ضحية الاستهتار الحكومي والرسمي واستهتار شركة الكهرباء لهم أقارب يرفعون اكفهم إلى السماء بالدعاء عليك ليل نهار، يا من تسببت في قتلهم وتنصلت من المسؤولية، كل المرضى الذين تزعجهم أصوات المولدات ولا يستطيعون النوم أيضا يرفعون اكفهم بالدعاء عليك، فأين ستهرب ؟ فان الله يمهل ولا يهمل، ويملي للظالم، ولكم في الرئيس المخلوع مبارك العبرة والمثل الأعلى!
----------- فهمي شراب
كاتب وأكاديمي فلسطيني
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: