البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المصالحة الفلسطينية.. وسيلة أم هدف؟

كاتب المقال فهمي شراب - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5505 Fahmy1976@yahoo.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إن "المصالح" التي كان يأمل في تحقيقها كل من أطراف الخلاف الفلسطيني الفلسطيني من فتح وحماس كانت من أهم أسباب التوقيع على الاتفاقية في مصر.

فدراسة فاحصة وواقعية للظروف التي تعيشها كل من الحكومتين في الضفة وغزة كانت تنبؤنا باستحالة وقوع مصالحة شاملة. لذا، كان التوقيع المفاجئ في اوائل الشهر الماضي في القاهرة يعتبر تحقيقا لمعجزة لم تكن لتتحقق لولا عوامل خارجية وداخلية. فهذي المعجزة تحققت ولكن لم نلمس نتائجها بعد، وقد يقال عن الاتفاقية بأنها حفلة لأخذ الصور أو رد فعل نتيجة التحركات المحلية أو مبادرة لذر الرماد في العيون، حيث لا يخفى على احد ان الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وصل لمرحلة اليأس من قياداته والتي يراها من افرازات الفصائل التي تدنى طموحها السياسي و القيمي وأنها قيادة لا تعمل إلا لصالحها ولصالح بقائها واستمرارها مهما كانت العواقب.

وحتى كتلة المستقلين التي كان من المتوقع أن تكون جزء من الحل وتقريب وجهات نظر المختلفين قد داخلها ما داخلها من مرض الطموح للصعود لأعلى السلم السلطوي، فبات الواقع لا يبشر بخير في ظل تنافس الجميع على سلطة دون سيادة لشعب بلا وطن!

فمما حرك السلطة الفلسطينية برئاسة ابو مازن نحو المصالحة ان الطرف المفاوض يحتاج بشدة لغزة لكي يمكنه التحدث باسم الشعب الفلسطيني كله وليس باسم الضفة فقط، كما لا يستطيع ابو مازن أن يبت في أمور تسوية شاملة مع الطرف الاسرائيلي دون غزة وموافقة قيادة غزة، وعلى أن تكون أيضا غزة جزء من المعادلة وليس جزء من الممانعة.

أيضا ما حرك القيادة في غزة وجعلها تبدي مرونة غير متوقعة هو تداعيات الربيع العربي، والتحرك الشعبي، وان ذرائع تأجيل المصالحة باتت واهية، وزيادة الإدراك بان المصالحة في ظل قيادة مصرية مختلفة الان وسوف تكون لها فوائد ومصالح اكبر واهم. وان المصالحة والاقتراب من الطرف الفتحاوي سيكون طوق نجاة للخروج من مأزق الحصار السياسي الذي تعيشه الحركة.
ولان الدوافع للتوقيع على المصالحة في غالبيتها كانت بدون قناعة، فقد بدأت الامال العريضات في الانهيار بسبب الضغط الامريكي على السلطة والتهديد بوقف المساعدات، وما خطابات اوباما ونتانياهو الاخيرة الا خير دليل، وهذا الضغط الامريكي والاسرائيلي لم يكن لينجح لولا الضعف العربي الذي ما زلنا نعيشه.

ما عقد المشهد السياسي في الايام السابقة هو رهن نجاح الحكومة المقبلة بشخص من يرأسها، وتحديدا في اختيار د. سلام فياض، وهذه النظرية خاطئة، اذ لا يجب ان نرهن نظامنا السياسي كله بشخص واحد، وخاصة ان هذا الشخص ليس له تاريخ ثوري ونضالي ومرجعية لها سقف عال، اي قيادي من حركة فتح افضل منه لانه قد يحسب حسابه قبل التفكير في التنازل ورهن القضية برمتها للشروط الاوربية والغربية، اذ فياض يمكنه تجاوز اي خطوط حمراء دون دراسة وتفكير، بينما اثق تماما بان من حركة فتح من يستطيع ان يحمل الراية ويكون كفؤا اكثر من فياض، لانه حينئذ سوف تكون له مرجعية ثابتة لا تفرط ولا تتنازل بالسهولة التي قد نجدها لدى فياض ونقوده المشروطة.. وارى بان مثل فياض يقبل بما رفضه الشهيد الراحل ياسر عرفات عام 2000 حين رفض مشروع السلام الاسرائيلي ورفض التوقيع وعاد من امريكا ليتخلصوا منه فيما بعد، لانهم ادركوا بانه لن يقدم تنازلات.

واعتقد جازما ان الاصرار على شخصنة موضوع اختيار رئيس الوزراء قد يكون دافعه تاجيل المصالحة لفترة من الزمن حتى تتأتى لابو مازن فرصة استئناف المفاوضات بعد الحصول على شيء ملموس كضمانات من الجانب الامريكي او حلحلة في اي قضية من القضايا العالقة بملف التفاوض الذي تعثر منذ شهور طويلة. كما ذكرنا سابقا بان اعلان الذهاب للامم المتحدة قد يكون اكبر مناورة من الطرف الفلسطيني، وقد تكون المصالحة مرحلة او طريق يسير عليه ابو مازن لحين تحقيق هدف معين.
لا شك بان المصالحة تعتبر هدف للشعب الفلسطيني، بينما تعتبر وسيلة للقيادات، وهذا يدل على الفجوة بين الشعب والقيادة وان القيادة لا تعبر عن اراء غالبية المجتمع.

ما ينذر بالخطر، هو ان حكومة الضفة وحكومة غزة اصبحت لها مؤسسات، وبالفعل اخذت شكل دولتان صغيرتان باستقلال نسبي، ووجه التعاون بينهم ينحصر في وزارة التعليم ووزارة الصحة فقط وهذا الامر جد خطير، اذ عند اول مطب او خلاف ستجد حكومة ظل تنتقل في يوم وليلة الى حكومة امر واقع، ونعود من جديد لنغرق في جدلية الشرعية والخلافات الدستورية والغاء الاخر.

نحتاج الى توحيد اهدافنا، فبرنامج حماس اقترب من برنامج فتح، فعندما قال السيد مشعل " نعطي ابو مازن فرصة عام للتفاوض" على اسس الشرعية الدولية ولتحقيق دولة على حدود 1967 يكون قد اقترب ولامس البرنامج السياسي لفتح. وكي لا نضيع الوقت فالمسألة مسألة تحاصص وشراكة سياسية، فحماس تريد حكم ومقاومة عقلانية لا تختلف معها فتح في ذلك وان اختلفت الاساليب.

بقي ان تستجيب القيادات للشعب، لان الشعب قد لا يحتمل اي صدمة اخرى، وقد مزقته سياسات الاستقطاب الحاد طوال فترة الاربع سنوات الماضية مما اتلف النسيج الاجتماعي الذي يحتاج لوقت طويل لكي يستعيد عافيته.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، السلطة الفلسطينية، غزة، فتح، حماس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-07-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  فضائح سـفارة فـلسطينية
  فضيحة السفارة الفلسطينية في ماليزيا
  خطاب أبو مازن فاجئنا وتجاوز كل نقد و استدراك
  في مثل هذا اليوم.. تم اعتقالي..
  رسالة مفتوحة لسفارة فلسطين بالقاهرة
  لا حرب على غزة.. رؤية إستشرافية
  ابتزاز شركة الكهرباء وتسييس الأزمة هي مؤامرة على مقومات الصمود الفلسطيني
  "فياض مع أسر الشهداء":عنوان غريب!
  رسالة مفتوحة للأخ القائد إسماعيل هنية
  قبل أن نهرم.. من يتصدى لفساد سفارات فلسطين؟
  مناشدة للرئيس عباس لعلاج قصور وترهل السفارات الفلسطينية بالخارج
  بعض سفارات فلسطين.. وصمة عار على الجبين.(الجزء الأخير)
  المصالحة الفلسطينية.. وسيلة أم هدف؟
  السفارات الفلسطينية.. دولة خارج السياق

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلام الشماع، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، أنس الشابي، كريم السليتي، علي الكاش، فتحي العابد، د. عبد الآله المالكي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفى منيغ، د - صالح المازقي، تونسي، صفاء العربي، د - الضاوي خوالدية، د - شاكر الحوكي ، إيمى الأشقر، أحمد الحباسي، عبد الله الفقير، إسراء أبو رمان، صالح النعامي ، مصطفي زهران، حاتم الصولي، عمر غازي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - المنجي الكعبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، د. طارق عبد الحليم، أحمد النعيمي، فهمي شراب، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، الهيثم زعفان، جاسم الرصيف، د- جابر قميحة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الياسين، عراق المطيري، د. أحمد بشير، صلاح المختار، ضحى عبد الرحمن، منجي باكير، سامح لطف الله، د- هاني ابوالفتوح، حسن عثمان، عواطف منصور، د.محمد فتحي عبد العال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، سعود السبعاني، الناصر الرقيق، سليمان أحمد أبو ستة، محمود سلطان، أحمد بوادي، صفاء العراقي، رشيد السيد أحمد، د - محمد بنيعيش، يحيي البوليني، فوزي مسعود ، رافع القارصي، محمد عمر غرس الله، سلوى المغربي، عمار غيلوفي، عبد الله زيدان، العادل السمعلي، رضا الدبّابي، أشرف إبراهيم حجاج، حميدة الطيلوش، محمد أحمد عزوز، د - مصطفى فهمي، أ.د. مصطفى رجب، سامر أبو رمان ، مجدى داود، مراد قميزة، حسني إبراهيم عبد العظيم، سفيان عبد الكافي، عزيز العرباوي، عبد الرزاق قيراط ، كريم فارق، د. خالد الطراولي ، د. صلاح عودة الله ، أبو سمية، رافد العزاوي، د. عادل محمد عايش الأسطل، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمد رحال، وائل بنجدو، أحمد ملحم، نادية سعد، يزيد بن الحسين، سيد السباعي، محمد يحي، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بن موسى الشريف ، طلال قسومي، محمد العيادي، محمد الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، د. أحمد محمد سليمان، المولدي الفرجاني، علي عبد العال، فتحي الزغل، د - عادل رضا، محمد شمام ، محمود فاروق سيد شعبان، رمضان حينوني، ماهر عدنان قنديل، صباح الموسوي ، د- محمود علي عريقات، خالد الجاف ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة