رشيد السيد أحمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6840
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نستطيع أن نقول أنّ الأقنعة سقطت تباعا، و المكلبة التي صنعها " الختيار " بعد أوسلو بدأت تظهر درجات إخلاصها فإذا ما حسب القدومي أنّه قد طهّر ضميره فهو " ملتبس "، لأنّ الساكت عن الحقّ شيطان أخرس، و أكثر من خمس سنوات تجعل الساكت شيخ الشياطين.
لقد علمنا الآن ( و من فمهم ) أنّ الختيار أخيرا كان قد دفع ثمن قناعاته التي دافع عنها حتى مؤتمر مدريد، و سقوطه في أوحال أوسلو، و فخ الدولتين و حلم الدولة، و لو على شبر ارض، ثم حين أحس بفخ تهويد القدس و توطين اللاجئين و كل الأكاذيب التي وضعه فيها المسمّن ( عباس ) و طاقمه الصهيوني، كان القدر يرسم خطوته الأخيرة نحو القبر شهيدا، أو فقيدا، و لئن كان الختيار قد عاش حياته منتصرا حينا، و مكسورا حينا، و مخذولا من الأقربين، و محاصرا حتى السمّ في مقاطعته، فيكفيه فخرا معركة الكرامة، و كتائب الأقصى التي أراد لها، ما لا يريدونه الآن، و هو يعرف تماما أنّ فلسطين، و بعد اكثر من خمسين عاما جرّب فيها كلّ شيء لن تحررها الاّ زنود المقاومين، انبطح من انبطح، و لحس من لحس، و خان من خان
يستطيع أن يقول الشامتون الآن، و بصوت عال : إنّ هذه المنظمة؟، باستثناء البرغوثي، و باقي أسرى فتح تحمل في رأس هيكلتها زعماء عصابات و قتلة، و هذا وصف يضاف إلى سلسلة المزايا الجرميّة التي تحملها هذه الطغمة الصهيونيّة المستكلبة، بداية من اللعب بمصير فلسطين، و انتهاءا بكل الدماء البريئة التي سقطت بواسطة هؤلاء الجواسيس، و لا استثني القدومي
كما يستطيعون أن يقولوا بنفس الشماته : إنّ هذه المنظمة المترهلة بدأت تأكل نفسها و بدأت هذه الهياكل النخرة التي ركبت على صدر فلسطين، و تحت ضغط مصالحها في نهب كل ما يتصل بفلسطين تفضح نفسها، و رويدا رويدا ستنكشف عناوين كل الدماء التي دلّت عليها، و محال أن ينسى الدم تاريخه، أمّا فيما يتعلق بسرايا الأقصى، فيبدو أن تبديل البندقية من كتف الى آخر قد بدا يلعب لعبته، و بدأت بوصلة البندقيّة تنحرف عن المسار الذي وضعه الختيار للحالكات من الأيّام، و ما كنّا نؤمله منها ذهب إدراج الرياح، فجرثومة الصهيونيّة استوطنت في الرأس، و عندما يحرف الثوريّ مسار بندقيته و يقف على حدود المتشابه، فمن الشرف إن ظل بقيّة منه أن يسلّم بندقيته لغيره، لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه...
إنّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ عندما اختار حماس كان يعرف أين يضع أوراقه، و ما هذا الهجوم ( الفتحاوي ) عليها إلاّ دليل على إفلاس " منظمة النهب المستكلبة " هذه من كلّ ما يمثل آمال، و طموحات الشعب الفلسطيني، فلقد عرف هذا الشعب ان " مسلّة اوسلو " لن تستطيع أن تخيط هذه " الثقوب " في ثوب فلسطين، الذي أراده لها " عباس " و الصفّ الأوّل من عصابته المنظّمة...
و إنا اجزم الآن أنّ خطّة " دبح غزّة " كانت بيد ( عباس – دحلان – دايتون ) منذ البداية، و حتى تغطيتها بيد رأس النظام المصري، و العصابات الأخرى ممن يبرك على صدر مصر، و أنّ الختيار كان لا يعرف من " يسمّن " أو عرف، و لكن متأخرا، و عندما وضع الدليل بيد من يحسبه أقرب المسمّنين خان الأمانة، و كذبة التحقق من الوثيقة ما هي إلاّ ورقة التوت التي تحدث عنها " الختيار الشهيد " كثيرا...
و الآن، و بعد أن وضعت "الجزيرة" يدها على الموضوع، يتصرف المسمّنون بغباء فاضح فيزيدون النار، و أنا لا أبريء الجزيرة، فغدا، و عندما يبلغ الضغط مداه في سبيل الحفاظ على رأس عباس الذي يخدم مخططات الصهاينة، و من يدور في فلكهم من ( عربان – متصهينين)، ستبلع الجزيرة لسانها ( صونا لعرض الحقيقة )، و عندما تنتهي مساومات القدومي سيبلع لسانه أيضا ( صونا لعرض القضيّة )، و سيضيع دم " الختيار " بين القبائل الصهيونيّة المتحالفة على فلسطين، و شعبها. مرّة أخرى.. و لا بواكي عليه، و لا دموع..
دم الختيار هو دم أي فلسطيني تم اغتياله، أو تمّ الدلّ عليه، و قد خرج من يدافع عن دمه نفاقا، فهل من مدافع حقيقي عن الدم الفلسطيني المستباح، و قديما قيل " سمّن كلبك يأكلك " وقد كان رهان الختيار الأوّل على المسمنّين ممن عاشوا الثورة في بدايتها، ثم تسللت إليهم جرثومة الصهيونيّة، فهل راهن " الختيار " على اسود فلسطين بعد أن اكتشف ما يطبخ له في السرّ، يبقى الرهان على حاملي البندقيّة من غير المسمّنين، فهل تثأر سرايا أبو عمار لدمائه ؟؟؟؟ أم تبلع لسانها
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: