رشيد السيد أحمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6952
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أفضل ما في هذه الانتخابات "المال السياسي"، و إنّه من اجل "ديمقراطية عرجاء"، استطاع المواطن اللبناني المصاب بكل أنواع " التعتير" أن يستردّ جزءا من ماله المنهوب، و إنّ ماكينة هذه الانتخابات استطاعت أن تضخّ في عروق الاقتصاد المهدّم من 400 – 500 مليون دولار من أجل شراء الأصوات، و مثل نصفها تمّ صرفه على صور المرشحين و قماش الدعايات بغض النظر عن كل " القذارات " التي كتبت عليها و تحت تلك الصور، أي بمعنى آخر، و بتجاوز موضوع الضمائر و الذمم النظيفة، فإنّ عجلة الاقتصاد تحركت خلال أزمة عالميّة، و دون الاعتماد على خطط اقتصاديّة أو خطط استثماريّة، بل على خدعة اسمها " الانتخابات النيابيّة اللبنانيّة "، و على حفلة دجل، و أكاذيب اسمها "الديمقراطيّة اللبنانيّة "، و التي تمخضت فولدت "ديمقراطية توافقيّة " و التي هي قبل كلّ ذلك محاصصة طائفيّة، .يرأس كتلها النيابيّة " باستثناء اورانج ، و حزب الله رؤساء عصابات طائفيّة و رؤساء عصابات مسلحة قتلت اللبنانيين، بالإضافة إلى كوكبة من المنافقين، و بعض الكتبة، و ماسحي الأحذية، و محترفي عهر يسمونه "سياسة"، و بعض رجال الأعمال ممن اعتاش على مصائب اللبنانيين الاقتصاديّة و هؤلاء أصحاب كتلة "طرابلسيّة " يدخلون برلمان "الأستاذ نبيه" من اجل الحفاظ على ما كنزوه خلال أيام الاستفادة من هذه المصائب.
نعم، كما يمكنك أن تلاحظ مظهرا من مظاهر أكل الكتف و هو صحوة بطرك الطائفة المارونيّة الذي يمثل " الشقّ الصهيو – سعودي"، فخالف قانون الانتخاب "الديمو – طائفي" و بكى على العروبة، و استبكى و دعى بالويل و الثبور أمام صمت مطبق من معارضة، لم يلمع منها غير "ماكينة عون"، و يبدو أن الجنرال يأخذ الأمر اللبناني " اليمقراطي " بجديّة فائقة.
و رغم كل الهرطقات البطركيّة، و الدعوة إلى النعرات التي قام بها "المجمع الماروني الصهيوني" فإنّها لم تؤثر على محازبي و محبّي الجنرال عون، و الذي ما زال يثبت أنّ كلمته ذات وزن "أثقل" من كل تحريضات بطرك الموارنة و رؤوس عصابته التي انتشرت في كل مكان لتخذّل الناس عن نصرة الجنرال عون.
نعم، و يمكنك أن تلاحظ مظهرا آخر من مظاهر "أكل الكتف" في نجاح المستنسخين عمّن تصهين ، و باع عروبة لبنان التي يبدو أن البطرك قد أحس بها متأخرا، و اقصد ثنائي الجميّل بالإضافة إلى نايلة التويني، التي جمعت مجد الطائفة الأرثوذكسية من أطرافه، و التي تحمل جيناتها اتحاد "المرّ – تويني"، و هنا لعبة طائفيّة جميلة حيث تختلط هذا الجينات أيضا بجينات الطائفة الدرزيّة لطرف جدّتها و هذا الاختلاط الجيني له ما له، من طول باع في التكسّب السياسي و الإعلامي و ما يرتبط به من هوامش عادت بالنفع على الصرح المجيد.
نعم، كما يمكنك ان ترى الشهيد الحيّ مروان حمادة مرّة اخرى، و ستصدم ديمقراطيتك بعنف عندما يستكمل كشف شبكات التجسس الصهيونيّة، لتجد نائبا "جاسوسا ديمقراطيّا "، و ستصدم عندما سينفض "وليد بيك" يده من عار هذا "الدرزي – الصهيوني"، و الذي هو في الواقع خال لطرف والد النائبة "تويني" صاحب القسم الأرزيّ المشهور و الذي كان نائبا سابقا قبل أن يغيّب الثرى، و يدخل الى قائمة "الشهداء الصهاينة" بشير الجميل، و بيار الجميل الذي صنعت زوجة عمه صحن تبولة لشارون "جعلته جودة الإعداد" يقرر احتلال بيروت، و لن أدخلك في هذه الحلقة الديمقراطيّة حتى لا تصاب بالغثيان
نعم، و لأقنعك أنّ هذه الديمو – طائفية هي أكل كتفٍ بأكل كتف، سأدخلك في جولة رقميّة مذهلة تشير إلى أي مدى ديمقراطي وصل إليه هذا الكيان، و سنأخذ مثالنا نائبين، احدهما جرذ أوساخ أنتجته بالوعة البريستول، و ضخّمته السفارة الأمريكيّة في عوكر و هو فارس سعيد، و قد سقط في هذه الحفلة الديمقراطيّة بالضربة الشيعيّة القاتلة، و الثاني سيمون ابي رميا
ثمّ انني سأختصر في لعبة رقميّة ثانية حتى لا تملّ عزيزي القاريء، فعلى صعيد هذا الكيان تستطيع أن ترى العجب اذ أنّه في دائرة بنت جبيل ، و في دائرة صور ليس هناك أيّ مرشح لفريق الـ 14 .. لأنّ المسيطرين هم شيعة من فريق الـ 8، كما أنّك اذا دخلت في لعبة النسب المئويّة لأصوات الناخبين، فإنّ الخاسر نال 55 % ، و إنّ الأكثرية النيابية حصلت على 45% من أصوات الذين أدلوا بأصواتهم .. و هؤلاء كانوا أكثر المستفيدين من المال السياسي .. و عليك الآن ان تقتنع أن هذا البلد ديمقراطي .. يفوز به النائب إن عرفت كيف تشتري الأصوات له .. أو كيف تجيّر أصوات الطائفة السنيّة " الكريمة " .. أو أصوات الطائفة الشيعيّة " القادمة من المكسيك " .. ناهيك عن الصفقة الدرزيّة .. او صفقة نبيه بري – وليد جنبلاط .. ثم تنتظر انتخاب رئيس مجلس النواب " الشيعي حصرا " و الذي لن يكون غير احد اثنين " نبيه بري ، او نبيه بري " و تفاجأ في الطريق بلغم سمير جعجع " من المبكر القول انّ نبيه بري هو رئيس المجلس " ثم تفاجأ بلغم الشيخ بطرس حرب " و الشيخ هنا لا علاقة لها بالإسلام ، و لكن بحيثيات ديمقراطيّة لبنانيّة " يقول بأنّ نبيه بري لن يكون رئيسا للمجلس إلا بشروط ، و عقود .. و تستمع ، و أنت تعرف أنّ نبيه بري هو الرئيس ، و بالثلاثة.. فإذا ما دخلت في أروقة تشكيل الوزارات فستصاب بالذهول .. و ستستمع إلى مفردات مرعبة لا يحتويها إلاّ قاموس الديمقراطيّة اللبنانيّة .. ثم عليك أن تترجم : (حكومة اكثريّة – حكومة بالثلث المعطّل – حكومة بالثلث الضامن – حكومة نسبيّة " لا علاقة لها هنا بأنشتاين " – حكومة بثلث لرئيس الجمهوريّة – حكومة بـ سبع وزراء مارونيين للعماد عون – "حكومة تكنوقرا – طائفي " – حكومة سعد الحريري – سعد الحريري على خطى والده في دعم المقاومة – الاقتصاد للسعوديّة ، و الأمن لسوريّا – سعد الحريري انتصر لخطاب البطرك صفير ) و عليك ان تعرف أن حكومة وحدة وطنيّة تعني " وزراء من كل الطوائف " و أن حكومة أكثرية تعني غياب الطائفة الشيعيّة عن الوزارة " لأنّ جميع الفائزين الشيعة هم من جماعة الـ 8 .. و أنّ قطوع الانتخاب مرّ عبر توافق " سوري – سعودي " .. و أنّ الموالاة فازت لأنّ أمريكا ضغطت .. و أن وزراء الكيان الصهيوني حذروا قبل الانتخابات من فوز المعارضة .. و أنّهم ذاتهم فرحوا لفوز الموالاة .. و أنّ طويل العمر باراك اوباما هنّأ رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة " على هذا الفتوش الديمقراطي " و غمز من قناة القرار 1701 الذي يعني أنّ على الحكومة اللبنانيّة " تشليح حزب الله سلاحه " و الذي تقرّ المعارضة على أنّه ضرورة للبنان ، و الذي تراجعت عن ضرورة تشليحه الموالاة " و تركته لجلسات الحوار الوطني " التي تشبه " جلسات الزار " و الأخرس يحكي ، و الأطرش يسمع .. ثم تسمع أنّ احدهم يشكك في هكذا انتخابات " ديمقراطيّة " ، و احدهم يلوم ماكينة المعارضة الانتخابيّة .. و آخر يتحدث عن مال " إيراني للمعارضة " ، و آخر يتحدث عن " مال سعودي للموالاة " و المال أبو الديمقراطيّة ، و أمّها في لبنان .. و لكي تكون لبناني .. عليك أن تكون ناخبا ديمقراطيّا تعرف من أين تؤكل الكتف
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: