رشيد السيد أحمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7106
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أمّ الأكاذيب هي ديمقراطيّة هذا الكيان.. و أقول " أمّ "مع اعتذاري لكل الأمهات في الوطن العربي، لأنّ والد المُستبضع مجهول كما هي حال لبنان و ديمقراطيته.
و إنّك كديمقراطي لبناني تستطيع أن تكون على رأس الدولة، و أنت مزدوج الجنسيّة، و لمّا يثبت الحال اللبناني أبناء السريلانكيات بعد، و عليه تبني صروح وجودك السياسي شرط وجود المال و أفضله المال السعودي.
و انّك كديمقراطي لبناني تستطيع أن تكون رئيس حزب أو تيّار أو هيئة، بعد أن كنت رئيس ميليشيا مسلحة، قتلت على الهويّة و استباحت الدماء، و الأعراض، و نهبت و سرقت و تآمرت و هجّرت و أن تتناسخ، و تتوالد رؤساء، و نواب من أبنائك، و أحفادك و مثالك " جنبلاط، و سمير جعجع، و أمين الجميل " و كلّ في سبيل الحفاظ على " ديمقراطيّة الكيان " باع دماء والده، أو أخيه، أو ابنه.. اللذان كانا بالأساس رؤساء إقطاع.. أو رؤوس فساد سياسي.. أو رؤساء ميليشيا.
و انّك كديمقراطي لبناني.. يمكن أن تكون وزيرا تعيش على الفساد.. و تبني امبراطوريّة من ذلك.. و أن تستفيد من اتفاق الطائف.. و من الوجود السوري.. و من الوجود الصهيوني.. ومن السفارة السعوديّة، و من كل شيء.. ثم تستطيع أن تنقلب عليهم بكل بساطة ديمقراطيّة .. فتصف اتفاق الطائف بشرعنة المثالثة.. و تصف الوجود السوري بالاحتلال .. و تتأسف على خروج الصهيوني.. و تشتم بالعلن، و ترسل رسائل الولاء بالخفاء.. حيث، و أنّك كمستفيد في كل الحالات فإنّ من أفضل الشرف الذي تنتسب إليه.. أن تكون تابعا لهذه السفارة أو تلك.
و انّك كديمقراطي لبناني.. تستطيع أن تكون مشروع نائب بواسطة قانون انتخابي " قرووسطي " متخلف.. يفرزك حسب الطائفة التي تنتمي.. و حسب المذهب.. و حسب المال.. و برعاية أمريكية - صهيونيّة.. ثم إذا ما تسلّحت بكمّ هائل من النفايات التي تختزنها في موروثك الثقافي الطائفي..و أظهرت نابك المذهبي..و حشّدت، و استثرت النعرات.. فالديمقراطيّة اللبنانيّة تضمن لك أن تكون " نائبا " لمدة أربع سنوات .. ثمّ إذا ما انزحت عن صدور الناس.. فإنّ هذا اللبنان يضمن لك صفة مخاطبتك " بمعالي النائب السابق "، و يستضيفك على قنواته.. فإذا ما شهد لك باللصوصيّة ... فإنّك تستطيع أن ترشح ابنك، و حفيدك.. كما تستطيع أن تكون جاسوس، صدر بحقّك قرار اتهام.. و أن ترفع صورتك في مهرجانات الفرح " بفوز " تيّارك، أو حزبك.. نكاية بالطائفة التي لا تنتمي إليها.
و انّك كديمقراطي لبناني.. تفوز بالانتخابات.. فإنّ رئيس مجلسك النيابي.. يجب أن يكون " مسلما شيعيّا حصرا " شئت أم أبت عليك ديمقراطيتك.. و إنّ عليك ان تختار رئيس مجلس وزراء " مسلما سنّيا حصرا " .. شئت أم أبت عليك هذه الديمقراطيّة.. و ان يكون رئيسك " مسيحيّا مارونيّا حصرا ".. و ان يكون المدير العام لهذه الشركة أو تلك درزيّا، و ان يكون رئيس الدرك أرثوذكسيا.. و ان يكون رئيس الجيش مارونيّا.. و أن نلحق الأرمن بالإدارة الفلانيّة لضمان تعدادهم الصوتي " و هؤلاء ينجح نائبهم بالتزكية "..و هي ديمقراطيّة.. سواء كانت السماء زرقاء.. أو برتفالية.. أو خضراء
و انّك لتحصل على رعاية أمريكية - سعوديّة - صهوينيّة طوال فترة " نيابتك ".. يجب عليك أن تهاجم سلاح حزب الله..الذي أفضل توصيفاته بناءا على " الشقّ الماروني الصهيوني " دولة داخل الدولة.. و انّك بالحذاء اليمقراطي الذي وضعته أمريكا على رأسك، و رأس إباءك من قبل، و بعد أن ماتوا عليك ذلك، و بالثلاثة.. و أنّ مشكلتك في ديمقراطيتك الطائفيّة..و أنّ هناك هياكل عظميّة لرؤساء عصابات، و قتلة..ألبستهم أمريكا لحما، و دوزنت عيار نباحهم على مهاجمة حزب الله...
و انّك كديمقراطي لبناني " معتر، و فقير " لن تحلم بأن تحقق حلمك في دولة المؤسسات.. طالما أنّ هناك أبناء لـ سمير جعجع، و أنطوان زهرة.. و ابن لـ وليد جنبلاط.. و ابن لـ أمين الجميّل.. و ابن لـ بشير الجميل.. و ابن لـ فؤاد السنيورة و ابن لـ بهيّة الحريري، و ابن لـ نبيه بري.. و ابن للـ صفدي
و انّك كديمقراطي مسيحي ماروني.. عليك أن تقف ضد مرجعيتك الدينيّة " صفير، و مجمع الكهنوت " لتنتخب من يمثل أمالك، و طموحك.. لأنّ رئيس هذا المجمع قرّر أن يكون صهيونيّا أكثر من " ليبرمان ".. و يهاجم حليف من يمثلك.
و انّك كديمقراطي " سني سلفي "..عليك لتبقى الهبات السعوديّة تنهمر على " جمعيتك " .. و مثلها الهبات الكويتيّة..أن تكون وهابيّا اكثر من ابن باز.. و أن تهاجم من يختلف معك بالمذهب.. و أن تتنطع بكل الأكاذيب، و أن تدير شرعك الإسلامي كما تريد الجهة الممولة.. و أن تتحايل على " المساكنة " مع الآخر " المشرك ".
و انك كديمقراطي " سني – سني " عليك أن تنتصر لعنطزتك.. و ان تستمع لشيوخك، و هم يبررون فعل الخيانة العظمى لمن هو من طائفتك لأنّه ضد حزب الله..و أن تقبض ثمن الصوت 5000 دولار من خزانة آل سعود.. لأنّ حزب الله لا يروق لبندر ابن سلطان، و حليفه عمر سليمان...و لأنّ مشروع الحريرية سيوصلك إلى بيع أولادك، و بيتك.. و من الجميل ان تكون وقود حرب طائفيّة جديدة... طالما أنّ السنة في لبنان عروبيون، و ضد الكيان الصهيوني.. و من جديد ضد سوريا.. و ان تضع على موقعك الالكتروني صورة من هو من غير مذهبك من ابناء لبنانك الديمقراطي، و تكتب تحتها اعرف عدوّك.
و انّك كديمقراطي " درزي " عليك أن ترضخ لتحالف الإقطاع " جنبلاط – ارسلان " طالما أنّ شيوخ العقل، و الفصل مع هذا، و مع هذا.. و طالما أنّ الاثنين يدفعان عن مصالح "الفقراء " و ينظران إلى غد لبنانيّ جديد.. يتم فيه الركوب عليك، و على أبنائك.. رغم أنّ هذا من 14، و هذا من 8.. و لكن مصالح الإقطاع لا تعرف دينا، و لا مذهبا، و لا انتماء.
و انّك كديمقراطي " شيعي " عليك أن تقبل بتحالف " نبيه بيك البري، و وليد بيك الجنبلاط " الذين قاما بانقلابات تكتيكيّة في اللحظات الصعبة.. و طالما أنّ وليد بيك.. يعرف اتجاه البوصلة على قول نبيه بيك.. فعليك أن تنسى اربع سنوات تمّ فيها تكفيرك.. و ربطك بالمشروع الصفوي.. و تمّ فيها استعداء كلاب الأرض عليك.. فقط لآنّ منك فصيلا مقاوما يزعج الكيان الصهيوني...
و بعد.. و لأنّك ديمقراطي لبناني تصدّق حفلة الكذب.. و الديمقراطيّة منك براء.. فبإمكانك أن تلف ديمقراطيتك، و تنام.. لتحلم بغد آخر... يعلوا صراخك فيه .. جوعا، و غلاءا.. و شتما.. و عداءا...و تحريضا طائفيّا.. فهذه هي صفات الديمقراطيّة في بلد يدعى جمهوريّة لبنان.. الذي هو اكبر من الكيان الصهيوني، و امريكا حين تريد المقاومة.. و الذي هو اصغر من صدر هيفاء وهبي.. حين تريد رئيسة الجمهوريّة اللبنانيّة في عوكر، و نواب جمهوريتها من فريق الـ 14...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: