رشيد السيد احمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9419
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لقد حرّمت مكة على المشركين بنص قطعي.. و لو كان لدى فقهاء الوهابيّة ذرة من تحايل على هذا النص القطعي لكان على " باراك اوباما " أن يلقي خطابه من منبر الحرم المكّي، و لكان نافس " الكلباني "، و لكن ليس في الإسلام سماحة الدين اليهودي التي جعلت هذا الباراك " يتمايل أمام حائط المبكى " أيام كان بحاجة لدعم اللوبي الصهيوني.
و لو كانت أمريكا دولة " مثل مصر " يحكمها اوباما، و أهله، و حزبه.. لقلنا أنّ هذا الرجل يستطيع أن ينفّذ ما يَعد به بعد خمسين عاما من حكمه لأمريكا أسوة بالمومياء المتهالك الذي استقبله، و الذي لم تستطع عمليات التجميل أن تعيد لوجهه اشراقة الحياة.. و لكن أمريكا دولة مؤسسات و مخططات إستراتيجية بعيدة المدى، لا فرق أن حكمها زير نساء مثل " جون كندي " أو مشلول مثل " أيزنهاور " أو غبي " مثل بوش " أو زنجي كان أسلافه عبيدا.
و هذا مربط الفرس، الذي يزيح الغشاوة عن عيون الكثيرين من أبناء هذه الأمّة، و الذي توجه اوباما في خطابه إليهم لقناعة المؤسسة الأمريكيّة بعدم جدوى الحديث إلى القيادات التي تحكم هذه الأمّة، و هذا برأيي قمّة الذكاء لمن اعدّ خطاب اوباما، و الذي حفل بالأكاذيب، و التناقضات و تزوير الحقائق، و أنا على ثقة أنّ مستشاريه، قد نبهوه إلى أن من سيخطب بهم ليسوا أكثر من " منافقين ".. سيصفقون له لإكمال مسرحية العلاقات العامة التي يقوم بها لتلميع صورة أمريكا التي بحاجة إلى عامل "ورنيش " يفوق مقدرات اوباما لإعادة لمعة الجلد السوداء لكي تصبح صالحة للاستعمال.
السلام عليكم، هذه بداية الأكاذيب تمّ دعمها بقصف قرآني غير مسبوق المثيل من فم " مشرك " تنكّر لأصوله المسلمة وشفعها بـ "اتقوا الله، و قولوا قولا سديدا" و الذي لم ينطبق أي حرف منها على هذه الملزمة التي لم يكن شريفا فيها غير نصوص الآيات التي استعان بها علينا هذا الاوباما، و التي أشرق لها وجه " شيخ الأزهر " الذي يبدو أنّ بينه و بين الإسلام عداءا تاريخيا، أثبته في مديح هذا التخريف الذي تشدّق به على مدى ساعة رئيس الولايات المتحدة الأمريكيّة.
من جملة الأكاذيب التي حام بها حول " قولا سديدا " تحويل مفهوم الإرهاب العائم أمريكيا إلى العنف "للخارجين على الإسلام" و الإسلاميون فقط، متناسيا عن عمد كل العنف الذي تمارسه "إمبراطورية الشيطان" ضد كل المسلمين منذ ما قبل أكذوبة 11 – 9.. و مرورا بها، و اتخاذها ذريعة لتدمير العراق، و ما تبقّى من أفغانستان.
كما تناسى عن عمد كلّ العنف الذي يمارسه الكيان ضد كل الفلسطينيين، و بالتالي فبإمكاننا وفق تنظيرات اوباما أن نقول "عنف الإمبراطورية و كلبها الأمين"، و لا نقول إرهاب "الامبراطوريّة المارقة على القانون الدولي و كل شرائع الانسانيّة".
و من جملة الأكاذيب التي حام بها حول "قولا سديدا" حال العراق كذبا و دجلا، فالعراق لم يكن في يوم من الأيّام بأسوأ منه الآن، و إن أيام صدام هي أيام اللبن و العسل بالنسبة لما يعيشه أخوتنا في العراق، و لمّا تنشر صور الاعتداءات على الماجدات في أبو غريب بعد، ناهيك عن أعداد الأرامل، و المهجرين، و الشهداء، و المغيبين، و المسيحيين، و المياه، و الكهرباء، و الفساد الذي أصبح ماركة مسجلة لمن يعيشون ضمن المحميّة الخضراء.
و في ذات سياق الأكاذيب عن العراق، هذا الإيحاء بحديث الانسحاب في نهاية 2012 ، نطقها ابن الأريبة،و كأنّ جيش الاحتلال سينسحب من نزهة كرمى لعيون العراقيين و ليس تحت ضغط ضربات المقاومة العراقيّة الباسلة التي أوجعته يمبنا و شمالا و من فوقه، و من تحته، و أنىّ تلفت، و أنّ من يُقتل من جنود الاحتلال يقتل لأنّه محتّل، و ليس كمن يُقتل من الناس جميعا..؟؟؟
و من جملة الأكاذيب التي حام حول " قولا سديدا " حال فلسطين، لقد أبكانا ابن (...) و هو يتحدث عن جهل الذي ينكر المحرقة، و كراهيته للإنسانيّة، مبررا حق الكيان الغاصب في وطن، هو في الواقع اغتصبه بعصاباته الأشدّ نازيّة من "هتلر"، و وسم المقاومة الفلسطينيّة بالعنف، و ضرب مثلا بأسلافه من العبيد لتكون خطوة في نيل الحقوق من كيان لا يستمر وجوده وفق " ارحم نظرياته " دون إبادة الفلسطينيين و طردهم من أراضيهم، و إلاّ ماذا يدعى جدار العزل العنصري و المجازر و قتل الأطفال، و استخدام الفوسفور على أهل غزّة، و فلتان سكان المغتصبات و حصار غزّة بالتواطؤ مع نظام حسني مبارك، و نظام آل سعود، و النظام الهاشمي.
لقد أدارت أمريكا ظهرها لحق الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور و ستبقى كذلك، طالما كان في مصلحة أمريكا أن يبقى حال العربان على ما هو عليه.
و من جملة الأكاذيب التي حام حول " قولا سديدا " الفتنة السنيّة الشيعيّة، و قد ضرب مثلا بالعراق متناسيا أيضا أنّ إيقاظ الفتنة هذه كان سببها " نغروبنتي " ، و أنّ من يغذيها الآن هي ماكينة الإعلام الصهيو- أمريكي، متناشيا ايضا الحريق الذي يأتي على الباكستان و صولا إلى حق المسيحيين، الذين لم يأت على ذكر العراقيين منهم، بل تحدث عن الموارنة، والأقباط، و كلا الاثنين ينتخب منهم من يعادي عروبته، و مسيحيته الشرقيّة، و يرتبط بمشاريع الغرب ابتداءا من بطرك الموارنة في لبنان و ليس انتهاءً بأصغر قمّص في صعيد مصر يثير الفتنة و يحرض على أبناء جلدته من غير دين.
و بعد، فإنّ خطاب اوباما لم يكن أكثر من حديث لغو فنّده من فنّد، أو اعتبره ذا قيمة من اعتبر، لأنّ الإمبراطورية الأمريكيّة لا يمثلها شخص، و كاذب أيضا، بل يمثلها مشروع سيطرة على منافذ الطاقة تديره مؤسسات تصنيع سلاح و شركات نفط، تضحي فيها بكل المقدسات من اجل منفعتها، كما تضّحي بكل الرؤوس التي تساعدها حينما تحترق ورقتها، و ما يثير الغضب انّه لم يرتفع صوت من جميع الجالسين المستمعين احتجاجا على أي كذبة احتراما للذيمقراطيّة التي يعيشها إخوتنا المصريون.
الم نقل في البداية أنّ الإسلام غير متسامح
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: