رشيد السيد احمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7329
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بداية، و حتى لا يؤخذ هذا المقال إلى غير ما اقصد .. فأنا على قناعة كاملة بأن المسيحيين العرب " مسيحيّو الشرق .. هم إحدى رئتي هذه المنطقة .. و أنا كمسلم أفهم تماما ماهيّة التصرف الحكيم الذي قام به خليفة المسلمين " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه في عهده لأهل إيليا .. و أنا كمسلم أيضا أقرأ حالتين .. و أعيهما بشكل كامل :
1 – محاولة إفراغ هذا الشرق من مسيحييه .. و أمامنا حالتين متمايزتين " مسيحيو لبنان، و فلسطين " ، و مسيحيو عراقنا المحتل .. و الحالتان تشيران الى عرب وجدوا مذ وجد الإنسان في هذه المنطقة .. و كانت لهم إسهاماتهم المشرقة في نهضة المنطقة .. و مقاومة الاستعمار الغربي، و إنّ محاولة التفريغ هذه لها أبعادها، و مفاعيلها .. و خطرها على مستقبل هذه المنطقة، و أتمنى من الله أن يهيء من يقوم بدراسة، و تحليل، و إظهار خطورة هذه المحاولة .
2 – محاولات إثارة الفتنة المذهبية " الإسلامية – المسيحيّة " في مصر، و من خلال مسيحيين " أقباط " ليسوا أكثر من أداة في يد من يخطط لتمزيق هذا الوطن .. و هنا حالة ملتبسة يلعب بها النظام المصري .. و أقباط المهجر لعبة بالغة الخطورة .. تهدد الأمن القومي، و العربي المصري في الصميم .. و تقتل بذرة التعايش القائم في المنطقة مذ أمصرت .. هذه البلد .. و مذ فتحت ذراعيها للدين الجديد .
إنّ زيارة البابا بنديكتوس السادس إلى المنطقة .. تثير الكثير من إشارات التعجّب، و الاستفهام .. و لا تنفي الكثير من الأدوار السياسيّة التي يقوم بها الفاتيكان على كل صعيد .. و بشكل سياسي بعيد عن " الجانب الروحي " الذي يحاول أن يسوّق له هذا الرجل المرتدي لبوس الدين .. و الذي يشير اختيار لقبه " بنديكتوس " الى نوعية، و طريقة تفكير هذا الرجل في نظرته الى الدين الإسلامي .. إذ اختار لقب اشد الباباوات عداءا للإسلام، و المسلمين .. ثم كانت البدايات مع محاضرة هاجم بها رسول الإسلام " صلى الله عليه، و سلّم " معتمدا على دراسة اشد الناس عداوة للمسلمين .. ثم قام و بشكل سافر، و مستفز بتعميد " مرتد مصري " لا تعرف حتى حيثيته الإسلامية ، و على رؤوس الأشهاد .. و أنا هنا أيضا لا أحاول أن أحرض على هذا الرجل من موقف ديني .. بل من موقفه الشخصي المحض الذي يقوم به.. و بشكل يظهر تماما عداوته للإسلام، و المسلمين .. بعيدا عن الدين .. و انّما بتركيبة " جعل الدين مطيّة " للوصول إلى أهداف تظهر الدين الإسلامي بشكل متخلف، و ارهابي، و عدواني .. و هذه سنّة الباباوات مذ ضج " بطارقة هرقل " عند وصول كتاب رسول الله اليه .. مرورا بـ " اوربان الثاني " و دعوته لقيام " حروب الفرنجة " أو ما يسمى " بالحروب الصليبيّة " وحتى اعتذار " بولس الثاني "، و انتهاءا بحملة هذا البنديكتوس على الإسلام، و رسوله الكريم ... و التي حاولت الدولة الوهابيّة " مسحها " بزيارة " خادم كل شيْ ما عدا الحرمين " إلى الفاتيكان .. و تسويق كذبة ما عرف بحوار الأديان .. و على الطريقة " الخيبريّة " المعروفة .. و التي تبتعد عن الدين، و تدخل في سياسة " دمج " الكيان الصهيوني في المنطقة .. و تسويق مسوّغات وجوده الطاريء ...
إنّ عداوة " الباباوات " للدين الإسلامي .. لا يخفيها زيارة " بابا " أو " رأس كنيسة " لمسجد ما .. أو جامع .. فهي مؤصّلة وتنبع في اعتقادي من دراسة عميقة، و متأنيّة تمّت " في الغرب " ..و تقوم على فهم الدور الخطير للدين الإسلامي إذاما قام به أبناؤه، و كما تقتضيه أصول عقيدتهم .. و رحابتها، و سماحتها.. و عندها لن يبقى هناك أي دور للبابا أو الفاتيكان في خداع المؤمنين .. و عندها سيسقط هذا " الكهنوت السياسي " .. و يظهر وجهه الحقيقي .. كما أنّ زيارة هذا البابا لفلسطين .. لا تعني بالمحصلة " تقديم رشوة سياسيّة " للكيان الصهيوني .. بمقدار ما هي مباركة علنيّة لدوره الإجرامي .. من خلال عداوته " للعرب، و المسلمين " و قيامه بابشع المجازر، و التي لم يرف لها جفن أيّ من باباوات الفاتيكان .. فتلتقي مصالح " العدو الخفي " و يمثله بابا الفاتيكان مع " العدو الظاهر " و يمثله " الكيان الصهيوني " .. و إلا بماذا نفسر صمت القبور الذي يمارسه هؤلاء الباباوات .. في التغاضي عن عمليات القتل، و التهجير لمسيحيي فلسطين ؟؟؟ عند سيدنا عمر الخبر اليقين ...
إنّ البابا يعرف تماما مرحلة الكمون التي يمرّ بها الدين الإسلامي .. و يعرف تماما ماهيّة الوضع .. عندما يشمّر المسلمون عن سواعد الدفاع عن الدين، و العقيدة .. و هم ذاقوا ماذا يعني " القيام " بأمر الجهاد " لا علاء كلمة الله " و الذي هو ليس " الصائل " .. و يعرفون تماما ماذا تعني " وحدة المسلمين " .. و التي يبدع " فقهاء الوهابيّة " الآن بحرفها عن مقاصدها ..ارضاءا " لسلاطينهم، و و لاة أمرهم " المتضامنين مع اشد عدوين " للعروبة، و الاسلام " .. خدمة للشيطان، و طلبا لعرض الدنيا .. و هذه صورة الإسلام التي يحبّها " البابا بنديكتوس " .. و الذي يعرف حتميّة زوالها ما ان يعي المسلمون لحقيقة ما يجري من حولهم ...
و كنت كلما عدت لقراءة السيرة النبوية الشريفة .. أتأمل ثلاثة مواقف تحدثت عن رؤوس الكنيسة المسيحيّة .. و اقصد النجاشي .. و المقوقس .. و هرقل .. و كنت بحدس المسلم أفهم تماما ما الذي تعنيه هذه المواقف .. و عليها كنت أقيس تصريح البابا " بنديكتوس " عندما قام بتوجيه كلمته و التي قال فيها بأنّه " يحترم المسلمين " باللفظ، و الدلالة .. و هناك فرق كبير بين من يحترم " الإسلام " و بين من يحترم " المسلمين " .. ألم نقل أنّ البابا " عدوّ للإسلام " !!!
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: