نفاق مصر الرسميّة، بين محكمة الحريري و محكمة البشير
رشيد السيد أحمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7245
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
جميع كتّاب العربان، و العرب، و المستعربون .. معتدلون .. أو ممانعون .. شامتون .. أو مدافعون يشهرون في وجوهنا نحن البسطاء من هذا الوطن مثلا هنديّا نقله مثقف "مسلم" الى العربيّة، و تمّ إعدامه بعد التمثيل به بتهمة الزندقة، و ربما كان بيدبا الفيلسوف الذي نطق بلسان "ابن المقفع" حكمته في (كليلة و دمنة ) قد نظر الى المستقبل البعيد .. و شاهد ما يجري على ساحة العربان من المحيط الى الخليج .. و استخلص زبدة مثله "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض" ..
و رغم قراءة هذا الكتاب، و آلاف من الكتب غيره ..و منذ بدء التدوين على حجارة "سومر" الى الآن لم تنفع في منع انقسام العربان، و تآمرهم على بعضهم .. كما لم تنفع الشواهد التاريخيّة الفعليّة في استخلاص العبر وظلت حروب المصالح الضيقة لمن يحكم في هذا الوطن مساحة "فتر" أو اقل هي الخيار الاستراتيجي للبقاء في حكمه و الدفاع عن مصالحه بعد تحويل هذا "الفتر" الى مزرعة خاصّة له، و لعائلته، و للمتنفذين من حاشيته، أي بشكل تطبيق فعلي في التآمر على "اخوانه" من اصحاب "الفتر" فما فوق .. فإنّ حال العربان ما يزال في هوان ... و مازالت قصة قابيل و هابيل تعيش في الذهن العربيّ الجمعيّ منذ "حادثة القتل" مرورا "بتاريخ" ذكر القرآن الكريم لها .. الى يومنا الحاضر ؟؟؟؟
لقد هللت مصر الرسميّة "لمحكمة الحريري" و صفّقت للقانون الدولي الذي سينفذ العدالة "الترالا ليّة" رغم معرفتها بظروف و أكاذيب و تلفيق الشهود .. و انكشاف حسب و نسب "ديتلف ميليس"، و إصرارها على هذا التهليل لم يكن حبّا "بالعدالة الدوليّة" و لكن كرها "بالنظام السوري" لقبول – حسني مبارك – أن يكون رأس حربة المشروع الصهيوني ضمن منظومة ما يطلق عليه محور الاعتدال العرباني و اختيار بشار الأسد مشروع الممانعة، الذي أدخله هو و سوريّا العربيّة في " محور الشرّ " وفق توصيف "بوش المضروب بالحذاء" .. والذي كانت سوريّا ستدفع فيه أكلافا عالية .. لولا فشل المشروع الأمريكي في الاطمئنان لاحتلال العراق .. بفضل مقاومته التي كانت ستكون طبق الأصل في سوريّا .. و التي جعلت أمريكا تعيد حساباتها .. رغم تأييد السعوديّة، و تابعتها مصر الرسميّة لهذا الاحتلال، و تأليبهما على سوريّا .
فعليّا .. و حسب العدالة الدوليّة كان يجب تقديم حسني مبارك و وزير خارجيته "ابو الغائط" و وزير داخليته .. لمحكمة جرائم الحرب هذه بسب إصرارهم على إغلاق معبر رفح، و اشتراكهم في التخطيط مع رموز الكيان الصهيوني لحرب غزّة التي تمّ فيها تنفيذ جرائم إبادة جماعيّة، و استخدام أسلحة محرمة دوليّا – الكيان الصهيوني يستخدم سلاح الفوسفور، و مصر الرسميّة التي تستخدم سلاحي التجويع، و منع المساعدات الطبيّة التي رفعت بسببهما عدد الشهداء – و هذا المثل يبن بشكل واضح طريقة وضع العصابة على عيني حاملة ميزان العدالة "الدوليّة "، و شكل هذا الميزان .. واترك هنا للقاريء تخيّل هذا الشكل
الشعرة التي قصمت ظهر البشير كانت أطماع الغرب في نفط "دارفور"، و التي تنبّه لها بعد فوات الأوان .. وبعد أن تراضيا هو و البائس الآخر "حسني مبارك" على فكّ التحالف الاستراتيجي (الذي لم يكن أصلا) بين دولتين عربيتين يمر النيل في أراضيهما .. و تتحكم في منابعه دول غير معروفة شكل، و لون الانتماء .. وكان ذلك تحت وطاة عوامل شخصيّة (غضب حسني مبارك لمحاولة اغتياله في السودان، و غضب حكومة السودان من قبول هذا الحسني لجوء "جرذ الأوساخ المتضخم في السودان" جعقر النميري .. صاحب صفقة " الفالاشا " لاجئا معارضا في مصر)، والذي لو كان مازال على رأس الحكم "على عادة تأبيد معظم الحكّام العربان" لما كانت هناك محاكمة لمسؤولين سودانيين في محاكم العدالة الدوليّة المزدوجة المعايير القانونيّة، و الخاضعة لعصا امريكا، التي ترفعها في وجه من يخالف قرارت تقسيمها لبلده .. و التي يستفيق عليها هذا الحاكم بعد فوات الأوان ثورا مأكولا على مائدة لئام المحكمة الدوليّة .. أصحاب الخلفيات الصهيونيّة ...سواء نصبت هذه المحكمة "لمحاكمة قتلة الحريري" و تلفيق حيثياتها . أو نُصبت لمحاكمة طرف واحد فقط من قتلة الشعب السوداني، و تهجيره تحت أي مبرر ..
و مصر الرسميّة العمياء استراتيجيّا، و المشغولة بتهيئة ظروف "توريث السلطة" مازالت تنافق هنا حيث بازار قتلة الحريري برسم المحكمة الدوليّة .. وهناك حيث بعض قتلة الشعب السوداني برسم المحكمة الدوليّة .. و لكن للأسف مازلنا نعتبر "البقر المثقوبين" من حكامنا العربانيين "ثيرانا ً... و البقر العرباني برتقالي اللون .. عديم الطعم
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: