البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حين يحاكي البشر الطيور
4 محاولات رائدة بين الأسطورة والواقع

كاتب المقال د- ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 929


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ما نراه اليوم من منجزات عظيمة، في مجال الطيران، وصولاً إلى اكتشاف الأفلاك البعيدة، بمركبات فضائية تطير إلى مسافات خيالية (9 ترليون و461 كم في السنة) تقاس بالسنوات الضوئية، هي منجزات باهرة وتعد بالكثير في السنوات المقبلة، فلا يكاد يمضي يوم، إلا والبشرية تضيف إلى معارفها، ومنجزاتها إضافة أنهت حلم الإنسان بالتحليق والطيران، وجعلت ما كان الإنسان يطمح أن يحققه، واقعاً، وفي خدمة الإنسان، فطيران 3 أو 4 ألاف كيلومتر في غضون ساعات قليلة قد أصبح أمراً يومياً، وبمجرد مراقبة موقع الرادار العالمي على الانترنيت، نشاهد مئات، بل ألوف الطائرات تقطع الأجواء بين القارات تحمل البشر والبضائع. وقريباً جداً سيستعيد البشر تجربة "الكونكورد / الطائرة الفرنسية البريطانية" التي تطير بسرعة تفوق سرعة الصوت(1235 كم / ساعة)، لتختصر زمن الطيران النفاث إلى ما يقارب النصف أو أقل.

أما الطيران الحربي، فقد قطع مساحة هائلة من المنجزات، فالطائرة المقاتلة / القاصفة اليوم تمتلك قدرات هائلة من الحمولة والمسافات التي تصلها، والسرعة الخارقة بحيث تتفوق بكثير على قدرات طائرات الحرب العالمية الثانية ، وعلى سبيل المثال يبلغ مدى القاصفة (B52) حوالي 18,000 ألف كيلومتر، أما حمولتها من القنابل والأعتدة فيبلغ نحو 221,300 كغم من المتفجرات.

كل هذه المنجزات تدين بالفضل إلى الجهد الإنساني الذي فكر بجرأة، وعمل بعبقرية، ومارس أولى المحاولات بشجاعة، دفع بعضهم حياته ثمناً للتطلع والتقدم، وقد أعتبر أولى تلك الأعمال على محمل المغامرات والمجازفات، إلا أن الواقع أن الأمر لم يكن كذلك تماماً، فالإنسان يسعى منذ قدم البشرية للارتقاء بفكره وأنماط حياته، وفي ذلك راقب النجوم، وتحولات الليل والنهار، والفصول، والتأقلم مع تبدل الطقس، وبالطبع وجد أمامه الطبيعة، ووجد الحيوانات، وكان لتبادل التجارب أثر مهم في التقدم، ومن ذلك أن البشر تعلم من الغراب أن يدفن موتاه ...

والبشر كان يتطلع (ربما بحسد) إلى الطيور وهي تطير مستمتعة بالفضاء، والسرعة والرؤية من علو .. فهنا بدأ حلمه المشروع بمحاولاته أن يطير مقلداً الطيور، ولم يكن أمراً بسيطاً أن يدرك أن الجناحان هما العنصر الأساسي الذي يحمل الإنسان ممتطيا التيارات الهوائية فيحلق وحتى دون أن يرفرف بجناحاه، بل يتوازن بهما في الجو ...لذلك ارتبطت أولى المحاولات البشرية بضرورة أن يكون للجسم الطائر جناح يحمله ... كما أستغرق وقتا طويلاً لأن يدرك الإنسان أهمية الذيل للطائر، وهكذا بدأت المحاولات واستغرقت مئات من السنوات دفع في الإنسان الكثير من الجهد والمال، وحياة الطيارين الرواد.



في هذا البحث المختصر، نستعرض 4 محاولات رائدة، إذا كانت المحاولة الأولى هي محض أسطورة ومن صنع خيال الإنسان، إلا أنها انطوت على فكرة جريئة وهي، أن يحاكي الإنسان الطيور أمر ممكن، وابتداء ذلك هو أن يصنع له جناحين ليحلق بهما ... تلك كانت فحوى نظرية إيكاروس ... والتي وإن كانت أسطورة خيالية، إلا أنها صنعت حلما للإنسان، حلم برسم التحقيق ونقله للواقع ..

(الصورة: أسطورة طيران إيكاروس)
وهذا التقرير ليس بحثا في علم الطيران، بل هو استعراض لأجرأ المحاولات الإنسانية لتحقيق الحلم ..

ضرغام الدباغ

*******************************************
أيكاروس : من الأساطير اليونانية

في كل الأساطير وفي كل الأمم، هناك أفكار وعبر تكمن في إحدى زوايا الحكاية (الأسطورة) يكتشفها العقلاء ويتفكرون بها ويتأملون، وكثرة القراءات المفيدة تخلق ثقافة، والثقافة تفيد الإنسان بأن تمنحه بعد نظر، والقدرة على التنبؤ من خلال تجار الناس الآخرين الذي قرأ تجاربهم.
العلم يقول : هناك من يتعلم من قراءة الكتب، وهناك من يتعلم من تجارب غيره المقربين، وبعض الناس يتعلم من مشاهدة تجربة مرت على غيره، وأخيراً وهذا الدرك الأسفل من لا يتعلم من كل هذه المار ذكرها، بل يتعلم من تجربة دفع ثمنها، هذا إن كان قاد على الاستفادة منها، فلربما يكون قد دفع حياته ثمناً للتجربة التي ليس بوسعه أن يعيدها ..!

ولكن ما قولكم حاشاكم وحاشا القارئين والسامعين، أن هناك من لا يتعلم حتى من تجربته التي دفع ثمنها، فيعيدها ... نسأل الله لنا وللجميع العافية ...!



يحكى في الأساطير الإغريقية أن ملكاً كان أسمه مينوس طلب من أحد مهندسيه وكان أسمه ديدالوس أن يشيد له متاهة ... لا يخرج منها من يدخلها ... سجن ... أو منفى ... وهذه في جزيرة كريت في البحر الأبيض المتوسط، فيها من الوحوش ومن آيات الرعب يرسل إليها من يريد عقابهم، أو تقديمهم كقرابين لوحوش المتاهة .

فحدث أن أرتكب المهندس خطيئة، بأن ساعد أحد الشبان القرابين، الذي تولهت ابنة الملك في عشقه، فساعده ديدالوس على الفرار من الجزيرة، ولما علم الملك مينوس أراد أن يعاقب المهندس ديدالوس فحبسه وأبنه في نفس المتاهة / السجن.

وكان على دبدالوس أن يعين نفسه هذه المرة فيهرب وأبنه إيكاروس من الموت بين أنياب الوحوش، فبدأ يجمع الشمع، حتى تمكن من صنع جناحان يثبتهما على كتفه وكتف أبنه ويحلقان في الجو بعيداً من جزيرة كريت القاتلة، صوب جزيرة صقلية بعيداً عن سلطان الملك مينوس.

أخبر ديالوس أبنه إيكاروس أن عليهما الطيران فجراً ...! قبل شروق الشمس التي إن أشرقت ستذيب الشمع الذي يثبت الريش على أجنحتهما، ويسقطان في البحر لا محالة، وعليهما أن يحلقا عالياً التماسا لبرودة الجو.

وفي اليوم الموعود، حلق الأب ديالدوس وأبنه إيكاروس وابتعدا عن الجزيرة وتوغلا في البحر، إلا أن إيكاروس الشاب الغر .. شاهد فتيات رائعات الجمال يسبحن في البحر(ولم تكن في تلك الأيام مايوهات بعد)، فهبط وأخذ يراقبهن، فحذره والده بأن الفتيات ما هن سوى جند الملك ومن وسائله.. ولم يستمع إيكاروس لنداء والده الذي واصل طيرانه، حتى أذابت الشمس المشرقة الشمع من جناحه، فسقط في البحر هالكاً .. ووصل أبوه إلى صقلية لكن ليقضي عمره حزيناً على أبنه إيكاروس الذي دفع ثمن طيشه بحياته.
للهرب من عقاب مينوس، استعان الاثنان بأجنحة ثبّتاها على ظهريهما بالشمع. وأثناء هروبهما من المنفى / المتاهة، حلّق الابن إيكاروس قريبا من الشمس، متجاهلا نصيحة والده، فهوى لليم صريعا بعد أن أذابت أشعة الشمس الشمع المثبّت لجناحيه.
هذه الأسطورة مليئة بالعبر .. والأفكار تأملها يا قارئي العزيز

******************************************

عباس بن فرناس الأندلسي

أبو القاسِم عَبَاس بن فِرناْس بن وِرداس التاكِرنيْ هو عالم مخترع موسوعي مسلم أندلسي.  ولد في رندة بالأندلس، في زمن الدولة الأموية في الأندلس، واشتهر بمحاولته الطيران. إضافة إلى كونه شاعراً وعالمًا في الرياضيات والفلك والكيمياء.
عُرف ابن فرناس في الغرب باللاتينية باسم: Armen Firman‏، إلا أن مصادر أخرى تشير إلى أنهما شخصان مختلفان نهائيا عن بعضهما

ولد عباس بن فرناس بن ورداس التاكرني في تاكُرنّا من أعمال رندة، اصله من أسرة أمازيغية، نشأ في قرطبة ودرس بها، وبرع في الفلسفة والكيمياء والفلك. وعاصر الأمراء الحكم بن هشام وابنه عبد الرحمن وحفيده محمد، وكان منهم مقربًا ومن شعراء البلاط، حتى أن عبد الرحمن بن الحكم اتخذه معلمًا له لعلم الفلك وكانوا يطلقون عليه لقب "حكيم الأندلس".كما كان شاعرًا لبيبًا استطاع فك كتاب العروض للفراهيدي، إضافة إلى براعته في فن الموسيقى وضرب العود.

وقد ذاع صيت ابن فرناس باختراعاته التي سبقت عصره. واتهم ابن فرناس بالكفر والزندقة، وعقدت محاكمته بالمسجد الجامع أمام العامة، إلا أنها انتهت بتبرئته لما كان في الاتهامات من مبالغات وجهل. وقد توفي عباس ابن فرناس في أواخر عهد الأمير محمد بن عبد الرحمن.

عبقرية متعددة الوجوه
صمم ابن فرناس ساعة مائية عرفت باسم "الميقاتة"، وتوصل إلى طريقة لتصنيع الزجاج الشفاف من الحجارة، كما صنع  نظارات طبية، إضافة إلى ذات الحلق التي تتكون من سلسلة من الحلقات تمثل محاكاة لحركة الكواكب والنجوم، وطور طريقة لتقطيع أحجار المرو في الأندلس عوضًا عن إرسالها إلى مصر لتقطيعها. وفي مجال الكتابة، صنع ابن فرناس أول قلم حبر في التاريخ، حيث صنع أسطوانة متصلة بحاوية صغيرة يتدفق عبرها الحبر إلى نهاية الأسطوانة المتصلة بحافة مدببة للكتابة.



في منزله، بنى ابن فرناس غرفة كنموذج يحاكي السماء، يرى فيها الزائر النجوم والسحاب والصواعق والبرق، التي كان يصنعها من خلال تقنيات يديرها من معمله أسفل منزله. كما ابتكر بعض أنواع رقاص الإيقاع.

أما أعظم إنجازاته، فهي استخدامه جناحين في محاولة منه للطيران، بالقرب من قصر الرصافة في بغداد، والتي تحدث عنها المقري، ليسبق ابن فرناس بذلك محاولة إلمر المالمسبوري للطيران بطائرة شراعية في إنجلترا بين عامي 1000-1010 التي لم تجد من يوثقها.

تكريمه
حديثًا، وتكريمًا لاسمه، سميت فوهة قمرية باسمه.  كما وضع تمثال له أمام مطار في بغداد، كتب عليه "أول طيار عربي ولد في الأندلس". وأصدرت ليبيا طابعاً بريدياً باسمه، وأطلق اسمه على فندق مطار طرابلس، وسمي نادي للطيران ومطار آخر شمال بغداد باسمه "عباس بن فرناس " . وفي 14 يناير 2011، افتتح جسر عباس بن فرناس في قرطبة على نهر الوادي الكبير، في منتصفه تمثال لابن فرناس مثبّت فيه جناحين يمتدان إلى نهايتي الجسر، وهو من تصميم المهندس خوسيه لويس مانثاناريس خابون. وفي رندة، افتتح مركز فلكي يحمل اسمه. وهناك من المؤرخين من يعتبر محاولات بن فرناس الأولى في تاريخ البشرية.



*****************************************************

هزار فن أحمد شلبي

المصدر : ترك برس
ولد العالم المسلم التركي "هزارفن أحمد شلبي" في عام 1609، وعاش طول حياته تحت ظل الدولة العثمانية في القرن 17 في عهد السلطان مراد الرابع. 

تميّز هزارفن من بين علماء العالم بأنّه كان الشخص الأول الذي نجح بقطع مسافة 3358 مترا بالطيران باستخدام أجنحة اصطناعية من سطح برج غلطة ووصل إلى منطقة أوسكودار، وذلك في رحلته الشهيرة التي قام بها في مدينة إسطنبول عام 1632. ومع هذه التجربة أصبح شلبي من أهم الشخصيات في تاريخ الجوية التركية.

يُعرف أنّ هزارفن كان يقوم بالتّجارب المختلفة بمنزله، كما يذكر أنّه يملك معرفة واسعة حول كل الفنون، وخاصةً أنّه كان يهتم بعلم الفضاء كثيرا، ولذلك أطلق النّاس عليه اسم "هزارفن"، وهذا الاسم يعني بالفارسية "الذي يعرف عن كل شي أكثر من اللازم".

شكّلت تجربة هزارفن في الطيران بدايةً للتجارب الإنسانية للطيران، ولذلك فقد وجدت صدًى واسعًا في التاريخ العثماني وفي أوروبا بشكل عام.

وكان ذلك في عصر السلطان مراد الرابع، الذي أُعجِب بعملية الطيران لهزارفن. ويُقال أنّ السلطان كان يشاهد هذا الحدث المميز في قصر "سنان باشا" حيث كان مهتما به كثيرا. وحسب ما كُتِبَ في كتاب الرحلة لـ"أوليا جلبي"،  كوفِئ هزارفن بكيس من الذهب من قبل السلطان مراد.



أحمد تشلبي وطيرانه من برج غلطة؟
يعتبر برج غلطة أحد رموز ومعالم السياحة في إسطنبول، والذي يوحي بالذكرى الأبرز والتي يرددها رعاته حتى اليوم أنه المكان الذي أوحى لأحمد تشلبي فكرة الطيران.

نبذة عن حياة هزارفن أحمد تشلبي
هو طيار تركي، ولد سنة 1609 وعاش طول حياته تحت ظل الدولة العثمانية في القرن 17 في القسطنطينية في عهد السلطان مراد الرابع، وهو واحد من أبرز الشخصيات التركية التي نجحت في قطع مسافة 3358 مترا بالطيران حوالي 3.50 كم من خلال أجنحة صناعية فصلها وركبها بنفسه من سطح برج غلطة سراي ووصل إلى الجانب الأسيوي (منطقة أسكدار) عام 1632، وبهذا نجح في محاولته إذ قطع مضيق البسفور ( 3358 متراً ) بالطيران الشراعي(بدون محرك).

وقد قيل أن أحمد شلبي استمد فكرة الطيران من إسماعيل جوهري الذي عاش في القرن العاشر للميلاد، حيث قام بتحليل و تدقيق النتائج التي وصل إليها الجوهري قبل الطيران، مما جعله يفكر بالطيران وعمره 22 سنة، فهو لم يغامر بل قام بدراسات كثيرة، فدرس الفيزياء وحركة الرياح فصار يراقب الطيور حتى يعرف كيفية الطيران فصنع أجنحة عبارة عن قماش وأخشاب.

يقال أنه كان هناك أكبر تجمع لم تشهده إسطنبول من قبل، وهو أثناء صعود أحمد تشلبي إلى برج غلطة وعزمه على طيران بطريقة انتحارية، حيث شاهده السلطان مراد الرابع الذي أعجب بفكرته وتنفيذه للطيران، كافئه على نجاح إنجازه العظيم بكيس مملوء بالذهب كجائزة له على إكماله رحلة الطيران التي كان يراقبها السلطان ومعه الصدر الأعظم رئيس الوزراء جالسين في قصر سنان باشا باهتمام، ما سيحدث والعيون شاخصة نحو قمة البرج. وفي ذلك اليوم المشهود تجمع أهالي إسطنبول على الساحل، وبعد مدة أصبح هناك زحام شديد لم تشهده اسطنبول من قبل، وكان السلطان مراد ومعه الصدر الأعظم -رئيس الوزراء- جالسين في قصر سنان پاشا في “سراي بورنو” يراقبون ما سيحدث والعيون شاخصة نحو قمة البرج..

قفز “أحمد چلبي” من فوق قمة البرج بعد التلفظ بالبسملة تاركًا نفسه للفراغ، وبالأجنحة التي ركبها، طار متوجهًا نحو مضيق البوسفور، وعقدت الدهشة والذهول ألسنتهم وهم يتطلعون إلى هذا المنظر المذهل. طار “أحمد چلبي” من البرج قاطعًا مضيق البوسفور وحط أخيرًا في حي “دوگانجيلار” في منطقة أُسكدار بنجاح متفوقًا على عباس بن فرناس.

إن “أحمد چلبي” بجانب كونه أول عالم حقق خطة طيران، يعد في نفس الوقت رائد الطيران الشراعي في التاريخ؛ لأنه في أثناء طيرانه أخذ في حساباته -كأي طيار في طائرة شراعية- عامل هبوب الريح و اتجاهها، وعلى إثر هذا النجاح المذهل أطلق عليه الشعب اسم “هِزار فن” أي صاحب “ألف فن” أو “ألف علم”. وقد أتخذ “أحمد چلبي” في تجربة طيرانه هذه “إسماعيل جوهري” في مدينة “فاراب” في تركستان قدوة له.
شكلت تجربة أحمد شلبي في الطيران بداية للتجارب الإنسانية للطيران وحافزا كبيرا لتجارب أخرى، وصدى واسعا في التاريخ العثماني خاصة وفي أوروبا عامة. وتؤكد دراسات وأبحاث العلماء أنه من المستحيل تصديق طيران أحمد تشلبي لأنه لا يمكن قطع مضيق البوسفور بأجنحة شراعية وبتلك المسافة والارتفاع، لكن هذا لا يعني أن التاريخ ينكر ما حققه إنجازه في الطيران الشراعي.

**********************************************

كارل فيلهيلم أوتو ليلينتال

كارل فيلهيلم أوتو ليلينتال (Otto Lilienthal) ولد عام 1848 في انكلام، مقاطعة بوميرانيا/ ألمانيا، وتوفى في 10 19 / آب / 1896، في برلين،  وهو واحد من رواد الطيران الذي أصبح يعرف باسم ملك الطائرة الشراعية الألماني. وكان أول شخص استطاع القيام برحلات متكررة ناجحة بطائرة شراعية. انتهج تجربة تم إنشائها في وقت سابق في القرن التاسع عشر عن طريق السير جورج كيلي والذي يلقب بأبو الديناميكا الهوائية ونشرت العديد من الصحف والمجلات في كثير من البلدان صورا لليلينثال وهو على متن الطائرة الشراعية عملت على التأثير بشكل ايجابي في الرأي العام وطرحت حلول علمية حول إمكانية الطيران بالآلات الطائرة فيما قد يصبح واقعاً عملياً بعد سنوات من الخيال حول إمكانية الطيران.
إن اختراع طائرة يعتبر لاشيء، وبناء واحدة يعتبر شيء، أما جعلها تطير فهو كل شيء.



كانت أكبر مساهمة له هو تطوير الطيران الأثقل من الهواء. كان ليلينتال يقوم بطيرانه الشراعي على تلة بالقرب من برلين، وأيضاً من التلال الطبيعية، وخاصة في منطقة رايهنو. كان يسعى طوال حياته وراء الطيران، وهو أيضاً مخترع ومصمم لمحرك صغير والتي كان يعتمد علي نظام الأنابيب البخارية. محركة الصغير كان أكثر أماناً من المحركات الصغيرة الأخرى حينها. أمن هذا الاختراع المورد المالي له مما جعله يفرغ ويركز على الطيران. لم يقوم أوتو بأي تجربة تخص الطيران حتي رجوع أخيه جوستاف (1849-1933) الذي كان يعيش في أستراليا في ذلك الوقت إلى ألمانيا.

في 1891-1982 قام أوتو بتصميم ثاني طائرة شراعية مستخدماً فيها هيكل مثلث للتحكم بشكل حرف A مزود بقضيب سفلي معقد الذي موصل بعارضتين طوقيتين (بالإنجليزية: Collar beam)‏ سفليتين ورأس المثلث موصل بعارضة طوقية واحدة، وحصل علي براءة اختراع من الولايات المتحدة عام 1894 الموجهة للطيارين للإمساك بالقضيب حتي يحملوا ويطيروا بالطائرة الشراعية المنزلقة.  كان تصميم هيكل أوتو وتطويرات بيرسي بيلتشار عليه تاركه أثر كبير في الطائرات الشراعية المنزلقة حتى يومنا هذا. بالعمل مع أخيه جوستاف استطاع أوتو القيام بـ2000 رحلة ناجحة بطائرات شراعية من تصميمه من عام 1891 بطائرتة الطائرة الشراعية ديرفايتزير حتى 1896 عندما توفي علي أثر حادث بإحدي طائراته.

قام ليلينتال بعدة أبحاث أساسية وصف فيها بدقة طيران الطيور. بالأخص طائر اللقلقيات، واستخدم رسوم بيانية قطبية لوصف ديناميكا هواء جناحها. وبعدها قام بالعديد من تجارب الطيران لمحاولة جمع المزيد من البيانات حول الطيران.

كانت التحكم في طائراته الشراعية يقوم على إزاحة مركز جاذبة الجسم، مثل الطائرات الشراعية اليوم. لكن بطريقته كان من الصعب القيام بالحركات الصعبة، بالإضافة إلى أن تلك الطريقة كانت تدفع الطائرة للنزول إلى أسفل أكثر من قدرتها علي الصعود لأعلى. يرجع ذلك لأن أوتو كان يعلق نفسه في الطائرة بكتفه ولا يعلق نفسه فيها بطريقة منزلقه مثلما يحدث في طائرات اليوم. بالإضافة إلي ذلك فكان يستطيع فقط تحريك رجليه وأسفل جسمه فقلل ذلك من كمية الوزن المزاح المستطاع تحقيقه.

قام ليلينتال بالعديد من المحاولات لتطوير وتحسين طائراته وجعلها أكثر استقراراً والعديد منها نجح. ذلك يتضمن عمل طائرة مزدوجة قسًم فيها باع الجناح إلي قسمين متساويين، وإضافة ذيل للطائرة، والذي جعل الطائرة تطير لأعلى أكثر. وتوقع أن جناح الطيور وقلاباتها(بالإنجليزية:) Flaps)‏ ضرورية لطيران أفضل، وقد عمل علي تصميم طائرات تستخدم هذا.

الطيران الأخير
كان آخر طيران له في 9 / آب / أوغست/ 1896 وقد سقط من ارتفاع 15 متر (50 قدم) وكسر عموده الفقري وتوفي في اليوم التالي من سقوطه. قال كلمة عميقة المغزى قبل أن يموت :
( Kleine Opfer müssen gebracht werden!) أي: يجب بذل التضحيات الصغيرة.

دفن في مقبرة لانكوتز وهي مقبرة عامة في برلين.

كان عمل ليلينثال مهم جدا للاخوان رايت وكان مصدر إلهام رئيسي لهم لاتخاذ قرارات متعلقة لعمل أول رحلة طيران مأهولة. لكن تخلى الأخوان عن البيانات التي قام بها ليلينثال وبدؤوا بقيام بيانات خاصة بهم واستخدام نفق الهواء الخاص بهم أيضا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الطيران، التاريخ، بحوث علمية، تاريخ المسلمين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-08-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم السليتي، سعود السبعاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - عادل رضا، محمد شمام ، سامر أبو رمان ، مصطفي زهران، محمود سلطان، علي الكاش، طلال قسومي، طارق خفاجي، أنس الشابي، د- محمود علي عريقات، فوزي مسعود ، رافد العزاوي، د - محمد بنيعيش، مجدى داود، حاتم الصولي، مصطفى منيغ، يحيي البوليني، د - مصطفى فهمي، سيد السباعي، صلاح الحريري، د.محمد فتحي عبد العال، علي عبد العال، صفاء العربي، عبد الله الفقير، د. أحمد محمد سليمان، د. صلاح عودة الله ، فهمي شراب، د. عادل محمد عايش الأسطل، خالد الجاف ، ضحى عبد الرحمن، أ.د. مصطفى رجب، سامح لطف الله، د - المنجي الكعبي، محمود طرشوبي، سفيان عبد الكافي، أحمد ملحم، نادية سعد، د - الضاوي خوالدية، عبد الرزاق قيراط ، الهادي المثلوثي، د- محمد رحال، رحاب اسعد بيوض التميمي، مراد قميزة، وائل بنجدو، رمضان حينوني، بيلسان قيصر، عمار غيلوفي، حسن عثمان، إيمى الأشقر، العادل السمعلي، تونسي، فتحي العابد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهيثم زعفان، عبد الله زيدان، د. أحمد بشير، عبد العزيز كحيل، يزيد بن الحسين، كريم فارق، د- هاني ابوالفتوح، د. عبد الآله المالكي، حسن الطرابلسي، سلام الشماع، رضا الدبّابي، أحمد الحباسي، محمد يحي، إسراء أبو رمان، محمد علي العقربي، ماهر عدنان قنديل، فتحي الزغل، فتحـي قاره بيبـان، أشرف إبراهيم حجاج، د - صالح المازقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الغني مزوز، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الطرابلسي، صلاح المختار، رشيد السيد أحمد، ياسين أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عراق المطيري، سليمان أحمد أبو ستة، د. مصطفى يوسف اللداوي، أبو سمية، المولدي اليوسفي، د- جابر قميحة، منجي باكير، محمد العيادي، صفاء العراقي، د - محمد بن موسى الشريف ، إياد محمود حسين ، عمر غازي، محمد الياسين، صباح الموسوي ، أحمد بوادي، الناصر الرقيق، د. طارق عبد الحليم، محمد عمر غرس الله، عزيز العرباوي، محمود فاروق سيد شعبان، المولدي الفرجاني، أحمد النعيمي، محمد أحمد عزوز، صالح النعامي ، محرر "بوابتي"، سلوى المغربي، محمد اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، جاسم الرصيف، حميدة الطيلوش، رافع القارصي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. خالد الطراولي ، د - شاكر الحوكي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز