رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية(7)
A brief Analytical Vision on the Theoretical Framework of Social Service
أ. د/ احمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4655
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الحلقة السابعة :
خصائص التغير الاجتماعي Social Change Characteristics
تحدث علماء الاجتماع عن خصائص التغير الاجتماعي وسماته التي يتميز بها كظاهرة انسانية على غيرها من الظواهر، تلك الخصائص التي تباينت حولها آراء هؤلاء العلماء وتختلف تلك الخصائص العامة باختلاف المجتمعات والثقافات السائدة فيها والمميزة لها، ويرجع هذا إلي تأثير وتأثر المجتمع بأفكار التي تسيطر على أبنائه قوة وضعفا، ونوع التربية والقيم والسلوك الذي يتلقونه من المجتمع خلال عملية التنشئة الاجتماعية، ويمكن لنا أن نوجز أهم تلك الخصائص إجمالا على النحو التالي :
- التغير الاجتماعي ظاهرة عامة ( العمومية ) : General phenomenon
فالتغيّر الاجتماعي ظاهرة تحدث في قطاع عريض من أفراد المجتمع، ولدى فئات واسعة منه، وتتصف بالانتشار الواسع، ولا تقتصر على حالات محدودة في بعض الأفراد أو الجماعات.
- يصيب البناء الاجتماعي : It affects the social construction
فهو تحول في بنية المجتمع، لا بنية فرد بعينه، ولا يُقال لتحول حصل لدى شخص أو عدد محدود من الأشخاص أنّه تغيّر اجتماعي.
- يقاس بفترة زمنية، حتى يمكن معرفته وتقويم آثاره : Measured Time period
فعنصر (الزمن) معيار هام في كشف ما يحدث في المجتمع من تغيرات، فقد نشهد مجتمعاً ما.. وهو مجتمع أمي، أو زراعي، أو تستفحل فيه ظاهرة القتل، أو لا يعرف (الإنترنت)، ونشهده في فترة زمنية أخرى متعلماً يتأبط أبناؤه شهاداتهم الجامعية، تسكنه الصناعات المتنوعة ، وينشر عليه التسامح جناحه، وتستقر (الإنترنيت) في عمق تقاناته التواصلية والمعرفية.
- الثبات النسبي (الديمومة والاستمرار): The Relative Stability
أي أنّ التغير الحاصل في المجتمع ليس مؤقتاً أو عرضيًّا أو سريع الزوال، وإنّما يستقر مدة من الزمن بحيث يبدو ذلك فيه ملمحاً بارزاً.
- الإيجاب والسلب : Positive & Negative
ومن خصائص التغيّر الاجتماعي أنّه قد يكون إيجابيًّا (تقدماً وازدهاراً)، وقد يكون سلبيًّا (نكوصاً وانحداراً وتقهقرا وتخلفا )، ولا يختصّ التغيّر الاجتماعي بالإيجاب فقط، أو بالسلب فقط.
- التلقائية والقصد : Automatic & Intended
فالتغيّر الاجتماعي قد يحدث بشكل تلقائي وعفوي، هنا يسمى " تغير اجتماعي " أو بشكل مقصود ومخطط له، وهنا يسمى " تغيير اجتماعي "،
أما التغيير الاجتماعي المقصود والمخطط فله عدة خصائص نجمل أهمها فيما يلي :
- أنه يكون تغييرا ذاتيا : Self- Change أي أنه ينبع من ذات الجماعة أو من فئة منهم تعانى من مشكلات المجتمع المحيط.
- غالبا ما يكون جذريا : Radica Changeأي أنه يغير الظاهرة من أساسها ويتعمق في تغير المشكلة من جذورها فيعالج الأسباب والنتائج معا.
- سريعا : Quick Change أنه يتم بسرعة سواء علي مرحلة واحدة أو عدة مراحل.
- واقعيا : Realistic Change أي أنه لابد أن يعالج واقعا في المجتمع وأن يلمسه في حياة الجماعة.
- شاملا : Comprehensive Change أي أنه يتناول جميع جوانب الحياة في المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وتربويا وثقافيا.
- إيجابيا : Positive Change أي أنه يكون هادف ويقوم علي تخطيط سليم لحياة الجماعة.
- تقدميا : Progressive Change أي متمشيا مع الحياة الحديثة وناقلا الإفراد والمجتمع من العصور القديمة إلي الحديثة.
- علميا : Scientific Change أي أنه يقوم علي الأسلوب العلمي فكرا وعملا. (1)،
وهكذا يتجلى التغير في كلّ مظاهر الحياة الاجتماعية ومجالاتها ؛ مما حدا ببعض المفكرين وعلماء الاجتماع على القول بأنه لا توجد مجتمعات، وإنما الموجود تفاعلات وعمليات اجتماعية، في تغير وتفاعل دائبَين. أمّا الجمود نفسه، في أيّ ناحية من نواحي الحياة الإنسانية، فأمر لا يمكن التسليم، ولا الموافقة عليه؛ إذ المجتمعات الإنسانية المختلفة، منذ فجر نشأتها، تعرضت للتغير خلال فترات تاريخها.
كما لا يقتصر التغير الاجتماعي على جانب واحد من جوانب الحياة، الإنسانية والاجتماعية؛ وإذا بدأ، فمن الصعب إيقافه، نتيجة لِما بين النظُم الاجتماعية والتنظيم الاجتماعي بعامة، من ترابط وتساند وظيفي.
وفى هذا الصدد، حدد " ولبرت مور " Moore أهم سمات التغير، كما يلي (2):
أ. يَطَّرِد التغير في أيّ مجتمع أو ثقافة، ويتسم بالاستمرارية والدوام.
ب. يطاول التغير كلّ مكان، حيث تكون نتائجه بالغة الأهمية.
ج. يكون التغير مخططاً مقصوداً، أو نتيجة للآثار المترتبة على الابتكارات والمستحدثات المقصودة.
د. تزداد قنوات الاتصال في حضارة ما بغيرها من الحضارات، بازدياد إمكانية حدوث المستحدثات الجديدة.
هـ. تكون سلسلة التغيرات التكنولوجية المادية، والجوانب الاجتماعية المخططة، منتشرة على نطاق واسع، على الرغم من الجنوح السريع لبعض الطرق التقليدية،
وثمة من يحدد خصائص التغير الاجتماعي في :
- أن له صفة الانتشار الواسع،
- أنه يحدث اثرا عميقا في شبكه العلاقات الاجتماعية، والمؤسسات الاجتماعية القائمة في المجتمع،
- يتحدد التغير الاجتماعي بفترة زمنيه معينة،
- أن التغير الاجتماعي قد يكون ايجابيا أي ( تقدما وازدهارا )، وقد يكون سلبيا او نكوصا وانحدار،
- أن التغير الاجتماعي قد يحدث تلقائيا بطريقه عفويه، وقد يكون التغير مخططا وفق برامج ومراحل منتظمة وهنا نطلق عليه ( تغيير )،
- وقد يحدث التغير الاجتماعي عن عوامل داخليه نتيجة الاختراعات والاكتشافات التي يقوم بها ابناء المجتمع، مثل اختراع السيارة والطائرة ....وغيرها، وقد يحدث التغير الاجتماعي نتيجة اتصال المجتمع بغيرة من المجتمعات الاخرى،
ويرى " مور Moore " ان التغير الاجتماعي في عالم اليوم غدا اكبر قدرا، واكثر عموميه عما كان عليه الحال قبلها، حيث يرسم شكل التغير المعاصر على النحو التالي :
- بالنسبة لأي مجتمع او ثقافة، فإن التغير السريع Rapid change اصبح واقعا يعايشه الناس بصورة متكررة ودائمة،
- أن التغير لا يعتبر ظاهرة مؤقتة او منعزلة بل يحدث في سلسلة متلاحقة الحلقات، بدلا من كونه عمليات مؤقتة،
- أن التغير المقصود Intended Change في عالم اليوم بوسائـطه المخطط لها باتت معدلاته أعلى بكثير مما كان عليه الحال في الماضي،
- انتظام ايقاعات التغير الاجتماعي في المجتمع الحديث، يؤثر في قطاعات كبيرة من خبرات الافراد وبناء ووظائف النظم الاجتماعيه في المجتمع (3)،
التغير الاجتماعي وعلاقته بالمشكلات الاجتماعية :
وثمة علاقة وثيقة بين التغير الاجتماعي والمشكلات الاجتماعية، حيث يذهب بعض العلماء إلى أن هناك علاقة ذات اتجاه واحد بين المشكلات الاجتماعية والتغير الاجتماعي، بحيث تحدث المشكلات الاجتماعية نتيجة لعملية التغير الاجتماعي، التي هي كما سبق وأشرنا عملية حتمية لا يخلو منها أي مجتمع في أي عصر من العصور، والواقع أن هناك علاقة ذات اتجاهين بين التغير الاجتماعي والمشكلات الاجتماعية . فمن ناحية، يؤدي التغير الاجتماعي إلى حدوث المشكلات الاجتماعية، أي أن التغير الاجتماعي عامل هام من عوامل حدوث المشكلات الاجتماعية، ومن الناحية الأخرى نجد أن العمل على حل هذه المشكلات الاجتماعية، يتطلب إحداث بعض التغيرات الاجتماعية ، إذ أن عملية حل المشكلة تتضمن تغيير الظروف المؤدية إلى ظهورها، إلى درجة القضاء عليها نهائياً، أو التخفيف من حدتها على الأقل، وقد يؤدي حل المشكلات الاجتماعية إلى تغير كلي لطابع الحياة الاجتماعية، وكلما زادت سرعة واستمرار وعمق عملية التغير الاجتماعي، زادت احتمالات ظهور المشكلات الاجتماعية داخل المجتمع، وقد تظهر هذه المشكلات على مستوى المجتمع المحلي أو الإقليمي، أو على مستوى المجتمع بأسره ( القومي ) وقد تزداد حدة ظهور المشكلات الاجتماعية ـ كما يذكر " روبرت دنتلر " ( Robert Dentler ) ـ على مستوى المجتمعات المحلية .
ــ وتشير كثير من الدراسات التي أجريت على المجتمعات المحلية إلى حقيقتين أساسيتين : أولهما، أنه خلال السنوات الأخيرة شهدت غالبية المجتمعات المحلية تغيرات اجتماعية سريعة ومستمرة ، وقد ترتب على هذه التغيرات نتائج متعددة منها، حدوث تعديلات في كل من الخصائص السكانية لهذه المجتمعات، والنسق الايكولوجي، والبناء الاقتصادي، والأنماط التنظيمية .
ــ أما الحقيقة الثانية التي تشير إليها دراسة المجتمعات المحلية، فهي أن معظم هذه المجتمعات المحلية الحديثة قد عانت ـ أثناء حدوث هذه التغيرات الاجتماعية ـ من كثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسكانية والايكولوجية . ومن بين هذه المشكلات، مشكلة الازدحام السكاني، والفساد، والفقر، وعدم الاستقرار في المناطق الحضرية، وتناقص السكان، والانهيار الاقتصادي في كثير من المناطق الريفية،
المشكلات الاجتماعية :
المشكلة الاجتماعية : مصطلح مركب من كلمتين : مشكلة، Problem وهي تعني ببساطة سلوك أو موقف أو وضع غير مرغوب فيه و متكرر الحدوث، ويتطلب المواجهة،
وتعني أيضا : وجود عائق أمام الطريقة المألوفة و المقبولة والمرغوبة للوصول إلى الأشياء والأهداف الاجتماعية،
و أما كلمة اجتماعية : Social فهي تشير إلى أن هذا السلوك أو الموقف يدركه عدد كبير من أفراد المجتمع، و هذه الكلمة تدل على المظهر الاجتماعي أو الجمعي في المجتمع، وتعبر عن التفاعل المباشر والعلاقات المتبادلة بين أفراد المجتمع .
- ويحدد " قاموس علم الاجتماع " المشكلة الاجتماعية بأنها ” موقف يؤثر في عدد كبير من الأفراد بحيث يعتقدون - أو يعتقد الاعضاء الاخرون في المجتمع - بأن هذا الموقف هو مصدر الصعوبات و المساوئ ” (4)
ولقد اهتم علماء الاجتماع بتحديد ووصف المشكلات الاجتماعية بأساليب وطرق مختلفة، إلا أن هناك ثمة اتفاق بأن هناك مجموعة من العناصر العامة التي يجب توافرها في أية حالة أو ظرف أو موقف أو وضع حتى يمكن الحكم بأن هذه الحالة تعد مشكلة اجتماعية، ولعل أهم هذه العناصر ما يلي :
- موقف أو حالة أو شكل متكرر من السلوك .
- أن هذا الموقف أو السلوك يؤثر في عدد كاف من الناس سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة .
- أن الحكم التقديري للموقف أو السلوك الاجتماعي يحدد باعتباره أمرا غير مرغوب فيه في المجتمع .
- أن هذا الموقف أو السلوك يهدد قيما اجتماعية معينة .
- ثقة وإيمان عدد كاف من أعضاء المجتمع بأن شيئا ما يمكن القيام به بشأن تحسين أو تعديل الموقف غير المرغوب فيه من خلال العمل المشترك والحل الجماعي .
- أن هذا الحل الجماعي أو العمل الجماعي يجب أن يتم من خلال فعل اجتماعي مناسب، بمعنى أن لا يكون الحل مستعارا من خارج البيئة التي خلقت المشكلة ولكن يجب أن يكون في الإطار الاجتماعي الذي تخلقت فيه .
- ومن الطبيعي أن تكون هناك اختلافات في تحديد ماهية المشكلة الاجتماعية وتعريفها و ذلك لعدة أسباب منها :
0 صعوبة انطباق تعريف واحد يصلح لتفسير كافة المشاكل الاجتماعية .
0 نسبية المشاكل الاجتماعية .
0 ارتباط ميدان الدراسة في مجال المشكلات الاجتماعية بواقع وظروف المجتمع الذي توجد فيه وبالرؤية والتوجيه الفكري للباحث المهموم بها والملتزم بدراستها من جهة أخرى .
هذا وهناك أربع مسلمات اساسية يطرحها علماء الاجتماع حول حدوث المشكلات الاجتماعية وهي كما يلي :
- أن المشكلات الاجتماعية تعد بمثابة نتاج لتأثيرات غير مباشرة أو غير متوقعة لأنماط سلوكية شائعة،
- أن للبناء الاجتماعي دور في انحراف بعض الأفراد في المجتمع عن المعايير التي ارتضاها المجتمع لسلوكيات وتصرفات أفراده،
- أن التنوع الطبقي الذي يتضمنه البناء الاجتماعي لأي مجتمع يؤدي إلى تناول متباين للمشكلات الاجتماعية السائدة،
- أنه من الصعب التوصل إلى اتفاق عام حول ما هيه المشكلات الاجتماعية وأساليب مواجهتها
ومن أهم خصائص وسمات المشكلات الاجتماعية نذكر ما يلي :
- إن المشكلة الاجتماعية نسبية ، وغير مطلقة، وهذا يعني أنها تختلف وتتنوع حسب متغيرات الزمان والمكان،
- أن أسباب المشكلات الإجتماعية اسباب وعوامل مركبة ومتداخلة ومتعددة ومتفاعلة،
- أن المشكلات الإجتماعية ربما تحدث نتيجة أسباب غير معروفة،
- أن المشكلات الإجتماعية مرتبطة ببعضها البعض، ومتداخلة في بعضها البعض، فالمشكلة في المجتمع لا توجد منفصلة كوحدة مستقلة،
- أن المشكلة الإجتماعية غير منفصلة عن الوظيفة التي تقوم بها في سياق التفاعل والمشاركة،
- تتميز المشاكل الإجتماعية عن غيرها من المشاكل الأخرى بعلاقتها الوثيقة بالسياقات النظامية والمعيارية،
- إن حل المشكلات الإجتماعية قد يتضمن صراعاً مع قيم إجتماعية راسخة أخرى،
- ان المشكلات الاجتماعية ترتبط باحكام بالتغير الاجتماعي .
* التغير الاجتماعي والتفكك الاجتماعي : Social Change and Social Disintegration
- ذكرنا أن التغير سنة الحياة، وبينا أن الانسان والمجتمع والكون دائم التغير، ومن البديهي أن التغير الاجتماعي Social Change يؤدى إلى تغير الظروف والأوضاع التي أقيمت النظم الاجتماعية لإشباع الحاجات في ظلها ... ومن هنا فإن تلك النظم تعجز جزئيا عن القيام بوظائفها، وهذا هو ما نسميه بعملية التفكك الاجتماعي Social Disorganization،
حيث يشير مفهوم " التفكك الاجتماعي "، أو " الوهن الاجتماعي " كما يطلق عليه البعض إلى كل ما يصيب النسق الاجتماعي من قصور أو خلل في أدائه لوظائفه الأساسية، وهي تحقيق الاستمرارية والاستقرار واشباع احتياجات الأفراد والجماعات،
ومن هنا فإن التفكك الاجتماعي يتضمن عدم فاعلية أو ضعف في أدوار ومراكز بنائية داخل التنظيم، أو عدم أدائها لأدوارها كما هو مطلوب منها هيكلياً، وهذا بدوره يؤثر على وظيفة النسق أو أنساق البناء، أو يحدث توتر شخصي ناجم عن العيش ضمن نسق تنظيمي يصعب التحكم فيه بشكل تام. كما يشير أيضاً إلى معاناة الأفراد في تحقيق ذواتهم داخل التنظيم بسبب جمود بعض من قيمه. ومن الإفرازات التي يحدثها الوهن التنظيمي الفساد الإداري.
وترى المدرسة الإيكولوجية Eco- School التي اهتمت بدراسة التفكك الاجتماعي، أن التفكك الاجتماعي ينشأ عندما يتعرض المجتمع لتغير اجتماعي سريع وحاد فيؤدي إلى انهيار النظام القيمي في المجتمع..
لاحظ " بارك وزملاءه " في دراسته انتشار مظاهر من التفكك الاجتماعي كالفقر والجريمة في مناطق معينة في المدينة، وتزداد المظاهر في وسط المدينة وتقل في أطرافها.
هذا ويقسم ميرتون Merton المشكلات الاجتماعية إلى نمطين:
الأول: يطلق عليه التفكك الاجتماعي ويقصد به الوهن التنظيمي.
الثاني : يطلق عليه السلوك المنحرف
وهذا التقسيم لا يعني أن كل نمط يركز على ظواهر متباينة، وإنما يتناولان جوانب مختلفة من نفس الظاهرة.
كما يحدد مصادر للتفكك الاجتماعي وهي :
- صراع المصالح والقيم : Interests and Values Conflict يرتبط بجماعتين كل واحدة منهما تسعى بالدرجة الأولى لتحقيق مصالحها.
- صراع المكانة والتزامات الدور : Status And Commitments Role Conflict يرتبط بالتغير التطوري، ونظراً لتباين مكانة الأفراد داخل المجتمع الواحد، وتعدد الأدوار الاجتماعية للفرد داخل المجتمع الواحد، يحدث له صراع بين الأدوار بسبب غموض الدور فينتج عن هذا الصراع فشل في أداء الدور وبالتالي يظهر التفكك الاجتماعي.
- القصور في عملية التنشئة الاجتماعية : Socialization Process Insufficiency التنشئة الاجتماعية هي عملية يكتسب منها الأفراد الاتجاهات والقيم التي تتوافق مع أدائهم لأدوارهم الاجتماعية، ويترتب على القصور في عملية التنشئة الاجتماعية تفكك اجتماعي ناتج عن عدم وضوح للتوقعات المتبادلة بين الأفراد في المجتمع، بسبب الصراع القيمي، والصراع بين السلوك الجديد والسلوك القديم للأدوار.
- قصور قنوات الاتصال الجماعي : Collective Communication Channels Insufficiency يظهر التفكك الاجتماعي بسبب قصور أو خلل في أداء الأفراد لوظائفهم داخل التنظيم الاجتماعي حتى ولم يكن هناك صراع بين المصالح أو القيم.
ويفرق ميرتون بين مفهوم التفكك Disorganization وبين مفهوم اللاتنظيم
Un organization حيث يرى أن نسق العلاقات الاجتماعية في اللاتنظيم لم يتشكل بينما في حالة التفكك فالعلاقات الاجتماعية قائمة بالفعل والخلل يصيب تلك العلاقات الموجودة.
ويقصد ميرتون بالوهن التنظيمي فشل الأفراد في تحقيق التوقعات الاجتماعية للأدوار التي يحددها المجتمع لأفراده، فيحصل صراع بين ما يقوم به الفرد من سلوك يومي وبين توقعات المجتمع. وعادة ما يحدث الوهن التنظيمي بسبب التغير الاجتماعي المفاجئ فيحدث عدم توازن أو عدم انسجام بين أجزاء النظام الاجتماعي العام في المجتمع. أي عدم توازن في وظائف النظم الاجتماعية كأجزاء للنظام الاجتماعي العام.
وينتج عدم التوازن من فشل الأفراد في أدوارهم، ويحدث الفشل من خلال ثلاثة طرق هي: الفشل معياري، الفشل الثقافي، الشعور بالإحباط.
وبالتالي نرجع المشكلة الاجتماعية المتضمنة في التفكك الاجتماعي إلى إخفاق النسق في أن يجعل التنظيم الاجتماعي للمراكز ملتحماً ومتماسكا مع الأدوار المتوقعة،أي عدم قدرة النسق على القيام بمتطلباته الوظيفية بطريقة فعالة.
التداخل بين المشكلات الاجتماعية والانحراف والتفكك الاجتماعي :
- إذا فشل المجتمع في إشباع احتياجات الأفراد وتحديد الأدوار الاجتماعية بفعالية يشعر الأفراد بالإحباط نتيجة الإخفاق في تحقيق الأهداف وبالتالي تظهر الصراعات في الأدوار.
- إذا ازدادت الاحباطات وتفجرت الصراعات أفرزت التفككات الاجتماعية .
- إذا تفشى التفكك الاجتماعي وامتد بين قطاعات مجتمعية لها ثقلها شكل مشكلة اجتماعية.
- إذا أثرت المشكلة الاجتماعية سلبا في الأفراد أو الجماعات أصبحت سلوك انحرافي وتطلب مواجهة وتدخل.
نظرية التفكك الاجتماعي Social Disorganization Theory
حاول بعض العلماء الربط بين التفكك الاجتماعي وبين عمليات التغير أو التحول أو التطور داخل المجتمع المتغير، على أساس أن التغير سيتبعه شيء من الاهتزاز في بعض ما هو موجود في المجتمع، ما لم يكن هذا التغير محكوما ومضبوطا. على اعتبار أن المجتمع مبني على أسس منظمة ومتضمناً أدوات ووسائل ضبطية (الضبط الاجتماعي) من أجل تماسكه وبقاء تنظيمه، وأي تغير في بنائه أو في احد مكونات بنائه سيؤدي إلى تفكك.
ويشير مصطلح التفكك الاجتماعي إلى معاناة الأفراد في تحقيق ذواتهم داخل التنظيم بسبب جمود أو تكلس بعض من قيمه.
ويتضمن التفكك الاجتماعي عدم كفاءة النسق الاجتماعي أو فشله في تحديد مراكز الأفراد وأدوارهم الاجتماعية المترابطة بشكل يؤدي إلى بلوغهم أهدافهم بصورة مرضية. ولا يعني الوهن التنظيمي غياب التنظيم الاجتماعي أو زواله.
إن عدم تحديد الأدوار الاجتماعية بكفاءة يؤدي إلى صراعات داخل المجتمع، ينتج عنها تفكك اجتماعي يعاني منه جماعات وأفراد المجتمع.
المعايير الاجتماعية التي يحدد في ضوئها التفكك الاجتماعي:
- درجة اتزان النسق الاجتماعي : Social System Equilibrium Degree
على سبيل المثال: الأسرة نسق اجتماعي والعلاقة الزوجية الناجحة تساعد على اتزان النسق لأن كل من الزوجين يقوم بدوره الوظيفي، وإذا حدث خلل في أدوار أحدهما بسبب تعدد الأدوار وصراعهم يختل النسق وتحدث المشاكل الأسرية بسبب التقصير في الحقوق والواجبات الزوجية.
- تفكك في المجتمع المحلي : على سبيل المثال التقصير في وظائف النسق المتمثل في فقدان تعاون الأسرة مع المدرسة، والفساد السياسي، وارتفاع معدل الجريمة، والبغاء.
- البطالة التي تساعد على انتشار السلوك الإجرامي والإدمان على المخدرات وغيرها من السلوكيات الشاذة.
التحليل السوسيولوجي لمشكلة التفكك الاجتماعي:
- يحدث التفكك الاجتماعي عندما يكون هناك تغير في توازن القوى التي كانت تساند التنظيم في مرحلة معينة منه وتؤدي في نفس الوقت إلى فعالية قوى الضبط الاجتماعي المتعددة. فمثلاً: إذا ازدادت عوامل التغير الاجتماعي شدة في المجتمع الدينامي تؤدي إلى تفكك في العلاقات النظامية والأنماط السلوكية، وبالتالي يصعب بناء أنماط جديدة من السلوك أو العلاقات.
- عندما يتغير البناء الاجتماعي دون تحديد واضح للأدوار والمراكز تكون الفرصة مهيأة لظهور التفكك الاجتماعي، .
- التغير الاجتماعي يؤدي إلى إعادة ترتيب أجزاء البناء الاجتماعي عن طريق إيجاد قيم جديدة وأهداف جديدة تنعكس بدورها على البناء الاجتماعي.
مثال على عدم وضوح الدور وصراعه بسبب عوامل التغير الاجتماعي على المجتمع الدينامي:
- أثرت عوامل التغير الاجتماعي والثقافي على دور الزوجة في الأسرة العربية مما أدى إلى عدم انسجام توقعات الدور داخل الدور ذاته. فمثلاً:
- دور الزوجة في الأسرة العربية يتوقع لها الإنجاب ليكسبها المكانة الاجتماعية في النسق الأسري، ويتوقع لها الرشاقة وهذا يتعارض مع الحمل والرضاعة.
- دورها كأم يتوقع لها تربية الأبناء، وفي نفس الوقت دورها كموظفة أو طالبة يتوقع لها المواظبة في العمل ومذاكرة الدروس وفي نفس الوقت الاهتمام بالزوج والمساهمة بميزانية الأسرة والزيارات العائلية ..الخ
- هذه التوقعات لدور الزوجة في العصر الراهن يجعلها في صراع مستمر مما يؤدي إلى خلل في أداء الدور فيحدث التفكك بسبب النسق البنائي الذي وضع هذه التوقعات غير المنسجمة لتمارسها الزوجة العربية فأوجد لنفسه تفككاً في نسقه الأسري.
علاقة الحراك الاجتماعي (5) بالتفكك الاجتماعي :
يحدث التفكك الاجتماعي بسبب الحراك الاجتماعي العمودي في المجتمع الدينامي الذي يفتح باب التنافس لكل المؤهلين لشغل المراكز والمناصب فينجح في دوره كموظف ولكن قد لا يصاحبه نفس النجاح في دوره كزوج أو أب فتحصل صراعات متماشية مع الحراك الاجتماعي العمودي.
وقد يحدث التفكك الاجتماعي بسبب الحراك الاجتماعي الأفقي المبني على العلاقات القرابية والطائفية والتي لا تخدم المؤسسة الرسمية وإنما تخدم شاغلي المواقع الهرمية العليا في تنفيذ مصالحهم على حساب أفراد المجتمع فيحدث التفكك الاجتماعي ويفرخ تفككات فرعية داخل الأنساق مثل: الواسطة / المحسوبية/ الرشوة/ النفاق/ الطلاق/ انحراف الأبناء (5)
- أن نظرية التفكك الاجتماعي تركز على التغير الاجتماعي وما يؤدى إليه من اضطراب المعايير والنظم الاجتماعية
وتتحدد مصادر التفكك الاجتماعي في صراع المصالح والقيم، وعادة ما يرتبط هذا الصراع بجماعتين كل واحدة منهما تسعى بالدرجة الأولى لتحقيق مصالحها.
وإذا كان التغير الاجتماعي عملية مستمرة في كل المجتمعات، وفي كل العصور والأزمان، فإننا نتوقع استمرار عملية التفكك الاجتماعي في كل الأوقات أيضا، كما يترتب على ذلك أنه كلما ازدادت سرعة التغير الاجتماعي فإننا نتوقع أن تزداد سرعة عملية التفكك الاجتماعي، ولعل السبب الأساسي في هذا أن عملية التنظيم الاجتماعي تستغرق عادة وقتا طويلا حتى تقوم باستخلاص عبر وخبرات التفاعل الاجتماعي، واختبارها مرات ومرات، وتنظيمها في شكل معايير وقيم وغيرها من منتجات عملية التنظيم الاجتماعي في جانبها غير المادي، أما الجوانب المادية فتتغير بشكل أيسر وأسرع، ولعل هذا يوضع لنا مفهوم "الفجوة الثقافية" أو الهوة الثقافية Cultural Lagالذي عزى إليه " ويليام أوجبورن " عملية التفكك الاجتماعي .
* المشكلات الاجتماعية :
- وإذا كانت عملية التفكك الاجتماعي تعنى – كما اشرنا - عجز النظم الاجتماعية عن القيام بوظائفها جزئيا، فإن النتيجة التي تترتب على ذلك هي وجود قصور في إشباع الحاجات الإنسانية بالنسبة لقطاعات عريضة من السكان، وهنا نبدأ في الحديث عن وجود "مشكلات اجتماعية" Social Problems، وهذا مصدر مضاف بطبيعة الحال للقصور في إشباع الحاجات الناشئ عن ندرة الموارد اللازمة لإشباعها في كل المجتمعات.
- غير أن المشكلات الاجتماعية تعنى أكثر من مجرد وجود "حاجات غير مشبعة" لقطاعات عريضة من السكان، فلكي نتكلم عن مشكلة اجتماعية فلابد أن "يتصور" الناس توفر أنواع من التكنولوجيا أو الوسائل الفنية التي يمكن استخدامها في إشباع تلك الحاجات غير المشبعة، كما لابد أن " يتصوروا " أن تكون التكلفة اللازمة لاستخدام هذه التكنولوجيا في نطاق الممكن، ذلك أن شعور الناس بالضيق وتحركهم للسعي لإشباع الحاجات غير المشبعة، أو المطالبة بإشباعها مرهون بأن يتصوروا – بحق أو بغير حق – أن هناك وسيلة ممكنة لإشباعها، وأن يتصوروا – أيضا بحق أو بغير حق – أن الموارد اللازمة لاستخدام هذه التكنولوجيا لإشباع الحاجات متوافرة أو يمكن توفيرها... أما إذا تصور الناس أنه ليس هناك من وسيلة لتحقيق الإشباع، أو لم يوجد لديهم أمل في إمكان توفير الموارد اللازمة بشكل مقبول، فإنهم عادة ينظرون إلى الحاجة غير المشبعة على أنها أمر "طبيعي" لابد من قبوله، ويتعودون على احتمال العيش مع وجوده،
فسكان قرية يقوم اقتصادها على زراعة الأرز - مثلا - يأخذون وجود البعوض كأمر دائم مسلم به (صحيح أنهم قد يقومون بمحاولات موضعية داخل منازلهم لتقليل المضايقة الناشئة عن لدغ البعوض، ولكنها على أي حال محاولات محدودة للتحكم في الموقف ولكنها لا تتناول الموقف الكلى )، إما لأنهم لا يتصورون وجود طريقة للقضاء على البعوض في المساحات الشاسعة المزروعة أرزا، أو لأنهم لا يتصورون وجود موارد لديهم أو لدى الحكومة للقضاء على البعوض قضاء تاما،
- وهنا يتحدث البعض عن الحاجات أو المشكلات التي لا يحس الناس بها، وتلك التي يحس بها الناس Felt Needs، وحقيقة الأمر أنه من الصعب تصور وجود مشكلات أو حاجات لا يحس الناس بها، فمن الصعب أن نفترض أن الناس يكونون "بحاجة" إلى شيء ولا يحسونه، ولكن وفقا للتحليل السابق فإنهم قد لا ينظرون إلى الموقف على أنه مشكلة، لأنهم يتصورون أنه لا يمكن حله، أو أن الحل يتطلب موارد لا قبل لهم بها،
- كما أنه ينبغي لنا أن ندرك أن الحاجات تتفاوت في أهميتها بالنسبة للفرد، فلا يمكن أن نتصور أن الجائع الذي لا يجد قوتا يتبقى لديه اهتمام يصرفه على مظهره أو مظهر مسكنه، ومن هنا فإن بعض ما نسميه نجن حاجات لا يحس بها الناس إنما هو في الحقيقة أمر يتصل بتقييم الناس للموقف ووضع ما نتصور نحن أنهم لا يحسون بأهميته في ذيل قائمة حاجاتهم، في حين أننا كمهنيين نتصور ترتيبا للحاجات غير ذلك،
- كما أن هناك أخيرا مصدرا لما يطلق عليه البعض حاجات غير محسوس بها يتمثل في الفرق بين رؤية الموقف من زاوية قومية وبين التصرفات الفردية للناس، فالقرارات المتصلة بالإنجاب مثلا قرارات فردية، ولكن تراكمها له بعد مجتمعي، ومن هنا فإن ما يتصور المهنيون أو موظفو الحكومة أنه مشكلة سكانية لا يشعر بها الناس مثلا هو في حقيقة الأمر – من زاوية الناس أنفسهم – قد لا يمثل مشكلة كبيرة وفقا لحسابات كل منهم على انفراد.
************
الهوامش والاحالات :
============
(1) – راجع :
- السيد الحسيني : " مفاهيم علم الاجتماع "، دار قطري بن الفجاءة، الدوحة، ط2، 1987م،
- عبد الباسط عبد المعطي - عادل الهواري : "علم الاجتماع والتنمية، دراسات وقضايا "، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1985م،
- عبد الحميد محمود سعد : "دراسات في علم الاجتماع الثقافي، التغير والحضارة "، مكتبة نهضة الشرق، القاهرة، 1980م،
- عبدالباسط محمد حسن : "علم الاجتماع "، مكتبة غريب، القاهرة، 1982م،
- علياء شكري : "التغير والتطور والتقدم "، في كتاب التغير الاجتماعي، تأليف محمد الجوهري وآخرون، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1995.
- محمد الجوهري وآخرون : "التغير الاجتماعي "، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1995م
- Davis, K., " Human Society" , Macmillan Co. Press N. Y, 1950.
- Firth , R., " Elements of Social Organization" , London ,Pergamon Press, 1961.
- Moore , W.E. , " Social Change" , Prentice Hell, New. Jersey, 1963.
(2) – المصدر : موقع الانترنيت www.moqatel.com
(3) - إسماعيل خليل كتبخانة، محمد عثمان الأمين نوري : " مظاهر واتجاهات التغير الاجتماعي وبعض المتغيرات المرتبطة بها في المجتمعات الحضرية السعودية "، سلسلة أبحاث مركز بحوث كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز، مركز النشر العلمي، جدة، السعودية، المصدر :
http://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=6073
(4) - محمد عاطف غيث : " قاموس علم الاجتماع "، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1979م، ص : 433،
(5) – تتعدد مفاهيم "الحِرَاك الاجتماعي" Social Mobility كغيره من مصطلحات العلوم الاجتماعية، إلاَّ أنَّ من أشهرها مفهوم "بتريم سوركين"، حيث يرى أنَّ "الحراك الاجتماعي" هو : "انتقال الفرد أوِ الجماعة مِنْ طبقةٍ أو مستوى اجتماعي اقتصادي مُعَيَّن إلى طبقة أخرى أو مستوى اجتماعي اقتصادي آخر، بحيث يرتبط بهذا الانتقال تغيُّر في مستوى وظيفة ودخل الفَرْد، وقد يكون هذا الانتقال إلى أعلى أو إلى أسفل.
وبمراجعة تعريفات الحراك الاجتماعي نجد أنها خلصت بوجه عام في مجملها إلى أنه حركة الأفراد بين الطبقات والجماعات المهنية المختلفة والفرص المتاحة أمامهم للدخول في هذه الحركة. فالحراك الاجتماعي ليس مجرد حركة للفرد أو الجماعة، ولكنه يتضمن أيضا الفرص المتاحة أمام الفرد أو الجماعة لإمكانية تحركه، إذن فظاهرة الحراك الاجتماعي تتيح للفرد حرية الحركة عبر هرم التدرج الاجتماعي بناء على ما يتوافر للفرد من قدرات وخبرات وفقا لما يبذله من جهد بغض النظر عن مكانته الاجتماعية الموروثة،
والحراك الاجتماعي عبارة عن إيجاد بيئة محفزة للعمل تتيح للمواطن تنمية قدراته واستعداداته وتكون فيه الفرص على أساس القدرات والمواهب والجهد الذاتي للحصول على مكانة وظيفية واجتماعية راقية داخل المجتمع، ومن ثم يصبح المجتمع مجالا خصبا لتنافس أعضائه.
واذا كان مفهوم الحراك الاجتماعي يشير إلى حركة الأفراد والجماعات بين مختلف المواقع الطبقية، أو هو انتقال الفرد او الجماعة سواء إلى أعلى أو إلى أسفل فى البناء الطبقى الاجتماعى، وبعبارة أخرى هو عبارة عن الانتقال الذي يمكن أن يحدث للفرد في سلم المستويات أو الطبقات أو الأوضاع الاجتماعية السابق الاشارة إليها والموجود في المجتمع، نتيجة لما تتيحه قدراته واستعداداته وجهده الذاتي.
فإن هذا الانتقال ( الحراك ) قد يكون صاعداً أو هابطاً تبعاً لما يحققه الفرد من مكتسبات ومكانات او فقدانه لها، كما أنه وطبقا لحدوثه على مدى زمنى معين فإنه ينقسم إلى نوعين :
أ- الحراك الاجتماعي داخل الجيل الواحد – يشير إلى انتقال الفرد نفسه من وضع اجتماعي إلى آخر سواء إلى أعلى أو إلى أسفل خلال حياته من حيث الدخل والوضعية والمكانة.
ب- الحراك الاجتماعي بين الاجيال – ويشير الى مقارنة الوضع الاجتماعي للآباء بالوضع الاجتماعي للأبناء أو الأحفاد من حيث الوظيفة أو الدخل أو المكانة الاجتماعية.
وثمة مجموعة من العوامل المؤثرة على الحراك الاجتماعي يمكن لنا ان نوجزها فيما يلي :
1- التعليم.
2- التكنولوجيا: تسهم في الحراك الاجتماعية من خلال:
3- المكانات المحركة للمجتمع ونظامه.
4- المكانة المتوارثة والمكتسبة:
5- الهجرة.
6- عدد أفارد الأسرة.
7- التقدير الاجتماعي للوظيفة.
8- العوامل الشخصية ( الموهبة – السمات الشخصية – مفهوم الذات لدى الفرد ).
راجع :
- محمد حمدي السعيد : " الحراك الاجتماعي والتحديات الأمنية "، المركز الإعلامي الأمني، المنامة، مملكة البحرين، (د.ت)،
- مولود زايد الطبيب : " دور حراك الاجتماعي في الحصول على المكانة الاجتماعي وعلاقة ذلك ببنية ونظام المجتمع "، جامعة الزاوية، ليبيا، (د.ت)،
- احمد زايد : التعليم والحراك الاجتماعي في مصر، مطبوعات مركز البحوث والدراسات الاجتماعية – كلية الاداب –جامعة القاهرة – القاهرة – 2008م، ص : 38،
- أحمد زايد، رأس المال الاجتماعي لدى الشرائح المهنية من الطبق الوسطى - مطبوعات مركز البحوث والدراسات الاجتماعية – كلية الاداب –جامعة القاهرة – القاهرة –2006م، ص : 57،
(5) - أنظر :
- معن خليل عمر : "التفكك الاجتماعي"، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن،2005م،
- عبد المنعم محمد بدر : "مشكلاتنا الاجتماعية ـ أسس نظرية و نماذج خليجية "، اكتاب الاول، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية،1985م،
- طلعت إبراهيم لطفي : " مبادئ علم الاجتماع "، مؤسسة الأنوار، الرياض، 1996م،
- عدلي السمري - ومحمد الجوهري وآخرون : " علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية "، دار المعرفة الجامعية، القاهرة، 1998م،
- معن خليل عمر : "علم المشكلات الاجتماعية"، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن،1998 م،
***************
أ.د / احمد بشير – جامعة حلوان، القاهرة
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: