قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -11- الاستبداد - الاستبدادية – نظرية سياسية Absolutism
أ. د/ احمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3650
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
" ما من مستبد سياسي إلا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله أو تعطيه مقاما ذا علاقة بالله.. !" ( عبد الرحمن الكواكبي - طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد " ص : ٣ )
***
نظرية سياسية Absolutism
حكومة استبدادية Absolutist
استبداد – الحكم المطلق – الطغيان : Despotism
***
الاستبداد في قواميس اللغة الانجليزية :
* استبد : To be despotic
To rule tyrannically oppress
To overcome
To absorb engross preoccupy
أما في اللغة العربية :
فالإستبداد لغة : التبديد: التفريق ؛ يقال: شَملٌ مُبَدَّد، استبَدَّ بالأَمر يستبدُّ به استبداداً إِذا انفرد به دون غيره، واستبدَّ برأْيه: انفرد به
وقال " الكواكبي " : الاستبداد لغةً هو : غرور المرء برأيه، والأَنَفَة عن قبول النصيحة، ويُراد بالاستبداد عند إطلاقه استبداد الحكومات خاصةً، لأنها أعظم مظاهر أضراره التى جعلت الإنسان أشقى ذوى الحياة.. ويستعملون فى مقام كلمة (استبداد) أحيانا كلمات : استعباد، واعتساف، وتسلُّط، وتحكُّم، عكسها كلمات : مساواة، وحِسّ مشترك، وتكافؤ، وسلطة عامة، ويستعملون فى مقام صفة ( مستبد ) كلمات : جبار، وطاغية، وحاكم بأمره، وحاكم مطلق، عكسها كلمات : عادلة، ومسؤولة، ومقيّدة، ودستورية، ويستعملون فى مقام وصف الرعية الذين يمارَس ضدهم الاستبداد كلمات : أسرى، ومستصغرون، وبؤساء، وفى مقابلتها : أحرار، وأُبَاة، وأعزاء "
وجاء في معجم المعاني الجامع :
- اِستِبداديّ : ( اسم ) اسم منسوب إلى استبداد
حُكْمٌ استبداديٌّ : يقوم على التسلُّط والتعسّف المطلق والتَّفرّد بالحكم
واستبداد مصدر اِسْتَبَدَّ،
واِنْتَفَضَ ضِدَّ الاسْتِبْدَادِ : أَي الظُّلْمِ، القَهْر، العُدْوَان، التَّعَسُّف
استبداد زوجي : تعسُّف وظلم، فرض الإرادة من دون مبرر بحسب الرغبة والأهواء
استبداد أدبيّ : تعسّف، تحكُّم، سلطة مطلقة،
وجاء في قاموس المعاني : استبدادي : " حكم يكون فيه قسط كبير من السلطة بيد الدولة على حساب الحقوق الشخصية . وغالبا ما تكون السلطة في الأنظمة الاستبدادية حكرا على فئة صغيرة من الحكام وهي كلمة تستعمل بمفهوم سلبي "
واستبدادي أو مطلق : حكم تكون فيه السلطة المطلقة بيد الرئيس أو بأيدي أقلية .
وفي معجم اللغة العربية المعاصر : " حُكْمٌ استبداديٌّ : يقوم على التسلُّط والتعسّف المطلق والتَّفرّد بالحكم "،
والاستِبْدادُ في جوهره كلمةٌ تطلق عبر التاريخ لتصف أشكالاً متعددة من الحكم، على رأسها حكام لديهم سلطة لاقيد عليها، وعلى سبيل المثال، كان الاستبداد في بلاد الإغريق يعني ببساطة الحكم المطلق لشخص واحد، إلا أن العديد من المستبدين الإغريق كانوا حكَّاماً رحماء ومقتدرين.
كذلك تشير كلمة استبداد إلى نوعٍ من الحكم يكون فيه لشخص واحد الحكم المطلق المكتسب عن طريق القوة العسكرية أو الخداع السياسي، مثل هؤلاء الطغاة لا تؤيدهم أغلبية الشعب وعليهم استخدام القوة للحفاظـ على الحكم،
وثمة تعريف آخر للاستبداد وهو : " حكومة يحكم فيها شخص واحد أو مجموعة من الناس بطرق قاسية وقمعية أو غير عادلة، وفي الكثير من الحالات، نجد أن الطغاة يستخدمون سلطتهم في الأساس لخدمة منافعهم. ويمكن أن نسمي الحكام ذوي السلطة المطلقة والذين يريدون الارتقاء بمصالح المجتمع المستَبِدِّين إذا كانوا يكبتون حرية الشعب. وفي يومنا هذا، كثيرًا ما تُستخدم كلمة استبداد لتعني نوعًا ما من الدكتاتورية "،
***
الاستبدادية Absolutism : نظرية سياسية تقول بأن السلطة المطلقة يجب أن تناط بحاكم واحد أو اكثر، أو المناداة بضرورة الحكم الاستبدادي المؤبد للاستبداد او الحكم المطلق
يقول " البشري " : " من معالم الاستبداد أن تنتقل الدولة من كونها تعبيرا عن جماعة وأداة للحكم بين الناس إلى التمركز حول شخص الحاكم، والتعبير عن مصالح نخبة ضيقة من بطانته، دونما اعتبار للناس ومصالح المواطنين، فلا يبقى ثمة وجود لقوى سياسية اجتماعية تتجاوز إرادة الدولة وهيمنتها.
وتعني شخصنة الدولة : أن النظام السياسي والاقتصادي والبيروقراطي بمؤسساته يتحول من نظام قانوني يناط به الفصل بين الناس بالعدل، وإدارة دولاب الحكم، إلى الاندماج في المؤسسات القائمة على التنفيذ المحض لإرادة الحاكم المستبد، وخاضعة للإرادة الشخصية المتوحدة المتسيدة على قمة هرم الدولة، وتسود في هذا النظام التفسيرات والاجتهادات التي تدعم الوضع القائم، وتفرغ الدلالات القانونية المرتبطة بعمومية القاعدة القانونية وتجريدها، فتفرغ القانون من هذا المحتوى الموضوعي ليصير ذا مؤدى شخصي ومشخصن لصالح أفراد وأناس بعينهم ذوي علاقات شخصية برأس الدولة ومن يحيطون به.،
- والاستبداد أحد أفراد عائلة الطغيان Oppression Family، وهي الأنظمة السياسية اللاديمقراطية، التي تشمل عددا كبيرا من الأنظمة السياسية التي تتفق في أصول وتختلف في فروع ضئيلة القيمة، ومن هذه الأنظمة : الطغيان، الدكتاتورية Dictatorship ، الشمولية Inclusiveness ، السلطة المطلقة Absolute Authority، الأوتقراطية Autocratic،
الاستبداد Despotism
كلمة المستبد Despot مشتقة من الكلمة اليونانية ديسبوتيس Despotes
التي تعني رب الأسرة، أو سيد المنزل، أو السيد على عبيده، ثم خرجت من هذا النطاق الأسري إلى عالم السياسة لكي تطلق على الحكم المطلق الذي تكون فيه سلطة الملك على رعاياه مماثلة لسلطة الأب على أبنائه في الأسرة أو السيد على عبيده. وهذا الخلط بين وظيفة الأب في الأسرة التي هي مفهوم أخلاقي ووظيفة الملك الذي هو مركز سياسي يؤدي في الحال إلى الاستبداد، ولهذا يستخدمه الحكام عندنا في الشرق للضحك على السذج فالحاكم " أب " للجميع أو هو " كبير العائلة "، وهذا يعني في الحال أن من حقه أن يحكم حكما استبداديا لأن الأب لا يجوز- أخلاقيا - معارضته ولا الاعتراض على أمره، فقراره مطاع واحترامه واجب مفروض على الجميع.. . الخ. فينقل هذا التصور الأخلاقي إلى مجال السياسة ويتحول إلى كبت للمعارضة أيا كان نوعها! ! وتصبح الانتقادات التي يمكن أن توجه إليه "عيبا " فنحن ننتقل من الأخلاق إلى السياسة، ونعود مرة أخرى من السياسة إلى الأخلاق، وذلك كله محاولة لتبرير الحكم الاستبدادي. والواقع أن الحاكم الذي يبرر حكمه " بأبوته " للمواطنين، يعاملهم كما يعامل الأب أطفاله على أنهم قصر غير بالغين أو قادرين على أن يحكموا أنفسهم ومن هنا كان من حقه توجيههم بل عقابهم إذا انحرفوا لأنهم لا يعرفون مصلحتهم الحقيقية،
- وتشير أدبيات علم السياسة إلى أن ظهور مصطلح الاستبداد في قاموس الفكر السياسي في النصف الثاني من القرن الثامن عشر يرجع في الواقع إلى " مونتسكيو " ( ١٦٨٩ م - ١٧٥٥ م ) الذي جعل الاستبداد أحد الأشكال الأساسية الثلاثة للحكم ( إلى جانب الحكومتين الجمهورية والملكية ) ودان الرق والاستعباد بكل أشكاله بصورة حاسمة، وإن كان مونتسكيو ينتهي إلى أن الاستبداد نظام طبيعي بالنسبة للشرق، لكنه غريب وخطر على الغرب،
وهي نفسها الفكرة الأرسطية القديمة : قسمة العالم إلى شرق وغرب للشرق أنظمة سياسية خاصة لا تصلح إلا له، وهي بطبيعتها استبدادية يعامل فيها الحاكم رعاياه كالحيوانات أو كالعبيد.. وللغرب أنظمة سياسية خاصة تجعل تطبيق الاستبداد يهدد شرعية النظام الملكي، لاسيما ما يتطلع منه إلى أن يصبح نظاما مطلقا.
ولقد وضعت مكانة مونتسكيو الكبيرة في الفكر السياسي مفهوم الاستبداد في بؤرة النظرية السياسية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. غير أن الكتاب والمفكرين السياسيين جميعا-في الأعم الأغلب - هاجموا نظرية مونتسكيو وعلى رأسهم فولتير Voltaire (١٦٩٤ م - ١٧٧٨م ) الذي سخر من نظرية مونتسكيو عن الاستبداد الشرقي، وقال إنه وضع نظاما لا مثيل له في آسيا ولا في أي مكان آخر بل ذهب إلى أنه كان الأجدر به أن يتأمل الكثير من نظم الحكومات الآسيوية كالإمبراطورية الصينية مثلا ويحاول تقليدها.
وتجدر الإشارة إلى أن مهنة الخدمة الاجتماعية نشأت وترعرعت في أحضان المجتمعات الديمقراطية، وتأثرت بقيم الديمقراطية وتبنتها، ومن ثم فهي صاحبة موقف أخلاقي مناهض للاستبداد، والقهر والطغيان، وتسعى الى المساهمة في ارساء القيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية واعتماد الاسلوب الديمقراطي في الممارسة المهنية،
****
الهوامش :
======
- عبد الرحمن بن أحمد بن مسعود الكَوَاكِبي يلقب بالسيد الفراتي ( ت : 1320هـ) : " طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد "، تحقيق : محمد عمارة، دار الشروق، القاهرة، 2009م،
- طارق البشري : " حول شخصنة الدولة.. متون على هامش الاستبداد "، 12/12/2004م، المصدر : www.tark-bishry.com/Essays/06.DOC
The Blackwell‘s Encyclopedia of Political Thought P. 120
Dictionary of he History of the ldeas: Studies of Selected Pivotal ldeas, Vol. II. (Despotism)
- امام عبد الفتاح امام : " الطاغية دراسة فلسفية لصور من الإستبداد السياسي "، عالم المعرفة، العدد 183 - 1994م -الكويت
***
أ.د/ أحمد بشير، جامعة حلوان، القاهرة،
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: