البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (1) A brief Analytical Vision on the theoretical framework of Social Service

كاتب المقال أ. د/ احمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6530


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


" الخدمة الاجتماعية تقع في منطقة التماس بين الفرد ( الانسان ) والنظم الاجتماعية، إذ تعمل الخدمة الاجتماعية مستخدمة قاعدتها المعرفية ومهاراتها الفنية بجانب قيمها لمساعدة الأفراد على التوافق الاجتماعي مع النظم الاجتماعية، وفي نفس الوقت تحاول أن تعدل ( تغير ) من تلك النظم الاجتماعية لتصبح أكثر قدرة على إشباع الاحتياجات الانسانية " ( جون . م. رومانيشاين John. M. Romanyshyn ، في كتاب : الرعاية الاجتماعية : من الاحسان إلى العدالة )

**************
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،
وبعــد :
تمهيــد :
هذه الورقة تستهدف - في المقام الأول - إلقاء الضوء على بعض الجوانب والحقائق الاجتماعية، التي تعتبر نقطة الانطلاق، ومحور اهتمام العلوم الإنسانية والاجتماعية بوجه عام، وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم النفس الاجتماعي بوجه خاص، والتي نحسب ألا غنى عنها لكل دارس أو مهتم بتلك العلوم، والدارسين والممارسين لمهن المساعدة الإنسانية، ونخص من هؤلاء – بحكم التخصص - طلاب الخدمة الاجتماعية ومعلميها وممارسيها، فهي – أي الورقة - معنية أساسا بما يمكن أن نطلق عليه : " ما قبل الخدمة الاجتماعية " Pre – Social Work، أي الحقائق والمفاهيم الأساسية التي لابد من الوقوف عليها كحد أدنى من المعرفة لمن أراد أن يعي ماهية الخدة الاجتماعية، وطبيعة عملها ومهمتها الموكلة إليها من قبل المجتمع، ودورها في المجتمع الإنساني بوجه عام، وفي مجتمعاتنا المعاصرة بوجه خاص، ولكل طالب او ممارس للمهنة في شتى مجالات الممارسة المهنية،
- ولعل الباعث على كتابة هذه الورقة ما لاحظناه من أن دارسي العلوم الاجتماعية، والخدمة الاجتماعية على وجه الخصوص، غالبا ما يجدون أنفسهم – من خلال دراساتهم التقليدية لعدد كبير من فروع العلم والمعرفة الإنسانية، والتي لابد لهم من دراستها كجانب هام من الجوانب التي تشكل الأساس النظري والقاعدة المعرفية للخدمة الاجتماعية Social Work Knowledge Base - أمام ركام هائل من الأفكار والمصطلحات والحقائق والمفاهيم والنظريات المتنوعة، والتي تتسم في الغالب بالخلط والتشويش والضبابية، وبالتالي فهي تحتاج إلى تجلية وتحديد دقيق، ووضعها في ناظم يمكن من خلاله الوصول إلى فهم أعمق، وإدراك أوضح لما تعنيه تلك الأفكار والمعلومات والمفاهيم والمصطلحات، وكيف يمكن توظيفها لتكون جزءا لا يتجزأ من القاعدة المعرفية للخدمة الاجتماعية، وأساسا ترتكز عليه وتنطلق منه خطط وبرامج وعمليات التدخل المهني Professional Intervention Process على كافة مستويات الممارسة ( الأصغر Micro، والأوسط Mezzo، الأكبر Macro )، ومن هنا تأتي أهمية هذه الورقة التي نحاول من خلالها أن نستجلي أهم الأفكار والحقائق التي نحسب أنها من الأهمية بمكان بالنسبة للمهتمين بقضايا الخدمة الاجتماعية والمشتغلين بها تعليما وتعلما، وتنظيرا، وممارسة، كما نحاول أن نحرر بعض المفاهيم المحورية انطلاقا من المصطلحات والتعريفات المتفق عليها ( أو على الأقل تحوز قدرا من الاتفاق ) في محيط العلوم الاجتماعية في هذا الصدد،
- ومن المعلوم لكل من له صلة ببرامج تعليم الخدمة الاجتماعية Social Work Learning Programs، والاعداد المهني للأخصائيين الاجتماعيين أن تلك البرامج تتضمن الإعداد النظري Theoretical preparation، والاعداد العملي Practical preparation ( التدريب الميداني Field Training )، أما الإعداد النظري فيتضمن – في جانب هام منه – دراسة العديد من العلوم الاجتماعية والسلوكية كعلم الاجتماع، وعلم النفس، وعلم الاقتصاد، والعلوم السياسية ....وغيرها من ألوان الدراسات التي تمثل الاطار العلمي Scientific framework، أو الأساس المعرفي Knowledge base الذي ينبغي أن ينبي عليه التدخل المهني للخدمة الاجتماعية، ولكي تتحقق الاستفادة المثلى من هذه القاعدة العلمية الواسعة، فلابد أن يتم نوع من التكامل والترابط الوثيق بين كل هذه الفروع المتباينة بحيث تكون – في نهاية المطاف – اطارا متماسكا للممارسة المهنية Professional Practice مع الأفراد Individuals، أو الأسر Families ، الجماعات Groups، أو المنظمات Agencies، أو المجتمعات المحلية Communities، أو المجتمع على المستوى القومي أو الدولي National Or International Levels ( الخدمة الاجتماعية الدولية International Social Work )،
- ولعل من ابرز السلبيات التي تعاني منها برامج الاعداد المهني – وخصوصا في شقها النظري – هو ان تدريس تلك المواد التأسيسية يتم بشكل منعزل عن المواد الأخرى، والأخطر من ذلك هو تدريس تلك المواد في عزلة شبه تامة عن المواد المهنية كخدمة الفرد Case Work، والعمل مع الجماعة ( خدمة الجماعة ) Group Work، وتنظيم المجتمع Community Organization ، والسياسة الاجتماعية Social Policy والتخطيط الاجتماعي Social Planning، وإدارة المؤسسات الاجتماعية Social Agencies Administration،
ولذلك يلاحظ ان كلا من تلك المواد المهنية تنحت لنفسها مجموعة من المصطلحات والمفاهيم Terms & Concepts التي تتداولها دونما صلة كبيرة بمفاهيم العلوم الاجتماعية المرتبطة بكل تلك التخصصات، ومن هنا فان الاخصائي الاجتماعي يجد - في أحيان كثيرة - انه قد درس بالفعل أشياء كثيرة يحس في قرارة نفسه ان لها قيمتها الكبرى، ولكنه لا يعرف كيف يستخدمها أو يوظفها في ممارسته لعمله المهني، ولا كيف يبني عليها او ينميها،
- ولعل احد أسباب تلك العزلة بين مفاهيم المواد التأسيسية ( العلوم الاجتماعية والسلوكية Social and Behavioral Sciences )، وبين مفاهيم المواد المهنية Professional courses يرجع الى تاريخ الخدمة الاجتماعية نفسها، باعتبارها مهنة نشأت وتبلورت من خلال الممارسة الميدانية، واستخدمت مصطلحات خاصة بها يسرت على الممارسين التفاهم فيما بينهم في ذلك الوقت بناء على خبرتهم المشتركة التي كانت تمثل الاطار المرجعي الوحيد الذي يمكن ان يتفقوا عليه جميعا، في الوقت الذي كانت فيه مفاهيم العلوم الاجتماعية والسلوكية موغلة في التجريد Abstract (1)،
- إن تقدم المهنة وانتقالها من مرحلة الاعتماد على " حكمة الممارسة " (2) Practice Wisdom الى الاعتماد على نتائج وحقائق ونظريات العلوم الاجتماعية والسلوكية التي تقدمت تقدما هائلا وكبيرا في العقود والسنوات الأخيرة، وخصوصا فيما يتصل بزيادة الاهتمام بالنواحي التطبيقية قد أدى الى ضرورة الربط المنظم والمستمر بين المفاهيم المهنية Professional Concepts، والمفاهيم المستخدمة في تلك الفروع العلمية التي هي الأساس الذي ينبغي ان تتأسس وتبنى عليه الممارسة المهنية، فذلك فوق انه ييسر عملية انتقال واستخدام المعرفة العلمية في مجال التطبيق الاجتماعي، فانه أيضا ييسر عملية التفاهم والتواصل بين المهنيين مختلفي التخصصات " أعضاء فريق العمل المهني " Professional Team Work (3)،
وهذا الامر الأخير له أهميته الخاصة بالنسبة للعمل مع الأنساق والوحدات الكبرى Macro Systems ( من خلال طريقة تنظيم المجتمع وتنميته، والسياسة الاجتماعية، والادارة والتخطيط الاجتماعي ) حيث أن الأخصائي الاجتماعي في عمله مع هذا المستوى، وتلك الأنساق لا يقدم خدمة مباشرة لعميل ذي حاجة قد اتى اليه طالبا الحصول على تلك الخدمة، بل يتعامل مع قيادات المجتمع Community Leaders المهنية والشعبية، ومعظمهم مثقفون وعلى درجة من التعليم والتخصص في مختلف مجالات الحياة الإنسانية، ويتعين على الأخصائي الاجتماعي ( المنظم، أو المخطط، أو المنمي ) لكي ينجح في عمله ان يتوصل الى لغة مشتركة للتفاهم معهم، تساعده على توضيح ماهية تنظيم المجتمع، أو التخطيط الاجتماعي، أو تنمية المجتمع لهم، بل ويتعين عليه الاشتراك في عملية تعليمية ( او إعادة - تعليمية Re- education) لهم، مما يتعين معه – بل ويستوجب - عدم استخدام مصطلحات خاصة بالخدمة الاجتماعية ( ولا دلالة لها خارجها ) الا في اضيق الحدود،
- فنحن اذا – ومن خلال هذه الورقة – أمام محاولة – جد متواضعة ومحدودة وتمثل رؤية خاصة واجتهادا شخصيا إلى حد كبير – لتلمس السبيل نحو وضع اطار نظري تصوري للخدمة الاجتماعية A Conceptual Framework For Social Work بوجه عام، وللعمل المهني على مستوى الوحدات الكبرى بوجه خاص، يستخدم / ويقوم على مجموعة من المصطلحات والمفاهيم والحقائق المتعارف عليها في العلوم الاجتماعية، وبصفة خاصة علم الاجتماع، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم الاقتصاد، والعلوم السياسية،......وغيرها،
- ويستهدف هذا الاطار مساعدة الاخصائي على إيجاد نوع من التكامل Integration في معارفه العلمية، وييسر عليه عملية الاتصال Communication Process مع غيره من المهنيين، كما تساعده على فهم المادة المهنية التي تجمعت في نطاق الخدمة الاجتماعية ووضعها في صورة ذات معنى، يمكن الإضافة اليه ( أي الإطار ) بشكل منظم كلما تقدمت المعارف وتراكمت الخبرات، كما يساعده على القياس والانتقال من المعلوم الى المجهول عندما يواجه مواقف جديدة في الممارسة لم يتعرض لها اثناء اعداه المهني،
- وثمة ملاحظة جديرة بالإثبات والتنويه هنا وهي انه من المستحيل في مثل هذه العجالة استقصاء كل معارف العلوم الاجتماعية، لوضعها في خدمة تخصصنا المهني ( الخدمة الاجتماعية )، ولذلك كان من الضروري اللجوء إلى الانتقاء والاختيار الواعي من بين تلك المعارف والمفاهيم للتوصل الى اقربها وأوثقها صلة بموضوعنا، ونؤكد أيضا على أن اهتمامنا سينصب على ما نعتبره هيكلا أساسيا للموضوع يمكن للقارئ ان يستزيد منه بالرجوع الى المصادر التفصيلية في تلك العلوم،
ولعل من المناسب هنا أن نشير أمر نحسب أنه شديد الارتباط بموضوع الورقة الراهنة، وشديد الأهمية بالنسبة للممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية، وهو أن الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية تقوم وتتأسس على توليفة من المعارف متنوعة المصادر والروافد كما هو معلوم للمشتغلين بالخدمة الاجتماعية، حيث تضم تلك المصادر : ( العلوم الاخرى، نتائج البحث في الخدمة الاجتماعية، حكمة الممارسة )، ولذلك فهي تعتمد على ما يعرف لدى الأخصائيين الاجتماعيين بالانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية (4) Theoretical Eclecticism In Social Work، حيث تنطلق تلك " الانتقائية " من النموذج الانتقائي Eclectic Model وهو نتاج محاولات المزج والدمج النظري في الخدمة الاجتماعية الذي يتم فيه مزج أجزاء متفرقة ومنتقاة من نظريات مختلفة، وفقا لطبيعة الموقف، لتفسير سلوك العملاء Clients Behavior وتقديم العلاج الكلينيكـي لهم Clinical Therapy (5)،
هذا ويمكن تعريف الانتقائية على أنها : " استخدام أكثر من إطار نظري، أو أكثر من نظرية، أو أكثر من نموذج نظري أثناء الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية وفقا لطبيعة الموقف "(6)
وعلى هذا فالانتقائية النظرية هي عبارة عن توليفة أو خلطة تختلف مقاديرها ومكوناتها من حالة لأخرى، ومن عميل لأخر، ومن موقف لآخر، كما يختلف تطبيق تلك المكونات ( حتى لو تشابهت أسماً وشكلاً ) من ممارس مهني لأخر تبعا لعوامل عديدة، منها خبرة الممارس المهني، وخلفيته النظرية، وقدرته على توظيف النظرية في الممارسة، وطبيعة المشكلة أو الموقف، وطبيعة ونوعية العميل والمستفيد، وكيفية تجاوب العميل ...إلخ، الأمر الذي يجعل الممارسة المهنية باستخدام وتوظيف الانتقائية النظرية مع الحالات المختلفة التي يتعامل معها الممارس المهني، أمر متجدد باستمرار، ويصعب إعادة تطبيقه لكثرة العوامل المتغيرة الداخلة في تكوينه، فطبيعة الانتقائية النظرية - بغض النظر عن مزاعم المنادون بها - تجعلها فريدة في كل مرة، وبالتالي يعد الاعتماد على ما تم التحقق منه تجريبياً في الممارسة المهنية، وما ثبتت فاعليته، أمر ربما يكون من الصعوبة بمكان، وهو ما يشجع على الاجتهاد في الممارسة في كل مرة، والاستمرار في الاجتهاد أثناء الممارسة المهنية لمهنة الخدمة الاجتماعية (7)،
وفي نهاية هذا التمهيد الذي نحسب أننا أطلنا فيه بعض الشئ - ومن باب الاعتراف بالفضل لذويه - نود الإشارة إلى أن كاتب هذه السطور قد أفاد كثيرا مما أورده الدكتور / إبراهيم عبد الرحمن رجب في بحث له بعنوان : " الاطار النظري لطريقة تنظيم المجتمع " (8)
والآن فلنشرع بفضل الله تعالى وتوفيقه في المطلوب فنقول وبالله التوفيق :
- لما كانت الخدمة الاجتماعية في حقيقتها هي مهنة إنسانية تندرج ضمن مجموعة مهن المساعدة الانسانية، بمعنى أنها تعمل أساسا مع الانسان في كافة صور تواجده في الحياة، ولما كان من أهم ما يميزها عن سائر مهن المساعدة الانسانية الأخرى أمران جوهريان :
الأول : أنها مهنة تعمل مع الانسان باعتباره وحدة كلية لا تتجزأ ( وحدة بيولوجية، نفسية، عقلية، اجتماعية، روحية )،
الآخر : أنها مهنة تقوم – كما تقول بارتلت – بوظيفة ثنائية القطب حيث تتحرك بين قطبين هما : الناس والبيئة، فالناس في حالة تفاعل مستمر مع البيئة التي يوجدون فيها ويشكلون جزءا ومكونا أساسيا من مكوناتها، ويتم ذلك التفاعل خلال قيام الناس بأدوارهم الاجتماعية Social Roles ، وممارستهم للعلاقات فيما بينهم، ذلك حتى يتم تبادل وتفاعل متوازن بين هذه العلاقات الاجتماعية وبين البيئة (9)،

ولما كانت الخدمة الاجتماعية تهدف - من خلال العمل التعاوني مع التخصصات والمهن الأخرى – إلى تحسين وتنمية وتطوير نوعية حياة الانسان من خلال مساعدته على إشباع احتياجاته الأساسية، ومواجهة مشكلاته الفردية والاجتماعية، وتنمية قدراته وطاقاته وملكاته واستثمارها على الوجه الأكمل،
أقول لما كان ذلك كذلك، لفإن من المناسب أن نعرض أولا – وبإيجاز – للحديث عن الإنسان والطبيعة الانسانية، والاحتياجات الانسانية، والمجتمع الانساني، والمشكلات الانسانية، والقدرات الانسانية،
أولا : الانسان، والاحتياجات الإنسانية Human Needs والمجتمع الإنساني Human Society
* الانسان كائن اجتماعي بطبعه :
نقطة البدء في تناول طبيعة الاجتماع الإنساني ( العمران البشري )، وماهيته، وكيفية نشأته، والعمليات والمفاهيم التي لابد من التعرض لها عند مناقشة قضية التنظيم الاجتماعي، أقول نقطة البدء في هذا الموضوع هي الإنسان نفسه، باعتباره محور التجمع البشري، ونقطة الارتكاز فيه،
وإلى الحلقة القادمة بإذن الله،


**********************
الهوامش والإحالات :
==================
(1) – مصطلح " التجريد " Abstraction يشير إلى تلك العملية التي يتم من خلالها اشتقاق المفاهيم من استخدام وتصنيف المفاهيم الحرفية ("الحقيقية" أو "المادية")، أو المبادئ الأولى أو وسائل أخرى، و"التجريد" هو نتاج هذه العملية - التي تعد مفهومًا يعمل كاسم فائق الشكل لجميع المفاهيم التابعة، كما أنها تربط أي مفاهيم متصلة مثل مجموعة أو مجال أو فئة، يمكن تشكيل المجردات من خلال تقليل محتوى معلومات مفهوم أو ظاهرة يمكن ملاحظتها، وعادة ما يحدث ذلك من أجل الاحتفاظ بالمعلومات المتصلة بغرض معين فقط. فمثلاً، تجريد كرة القدم المصنوعة من الجلود لتشمل الفكرة الأعم وهي أنها كرة لا يحتفظ إلا بالمعلومات التي تخص السمات والسلوك العام للكرة، ويتجاهل خصائص تلك الكرة المعينة،
التجريد abstraction، هو عملية الفصل بين ما هو رئيس، وما هو ثانوي عارض ومتغير. ويعد التجريد عملية حاسمة، تساعد على الانتقال من المستوى الحسّي التراكمي، ومن التعامل مع خليط الخبرة، وتداخل عناصرها ومكوناتها (حسّية، حركية، إدراكية، مشخّصة، مجرّدة، وغير ذلك) إلى المستوى المعرفي النظري، القائم على إدراك ما هو مشترك بين أنواع الخبرة هذه، أي المستوى الذي يشتمل من حيث التكوين والبناء على مفهومات ومبادئ وقواعد وقوانين ونظريات،
وبالنسبة للتجريد في علم الاجتماع يرى " ثيودورسون " Theodorson أنَّ التجريد "عملية عقلية، يستخدمها الباحث استخداماً إدراكياً انتقائياً، بهدف الوصول إلى تعميمات، مرتكزاً على جانب معين من الواقع الذي يختار من البيئة عدة ظواهر مدركة "،
أنظر :
- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة،
ـ سعدية محمد علي بهادر : " في علم نفس النمو "، دار البحوث العلمية، الكويت 1986م،
ـ فؤاد زكريا : " التفكير العلمي "، منشورات ذات السلاسل، الكويت 1986م،
- New Mark. E. D. Et al : " The Development of Logical Problem - Solving Strategies, Child Development", 1974.,
(2) – حكمة الممارسة : Practice Wisdom مصطلح يعني تلك المعارف الناجمة عن التجربة والخبرات الميدانية ، والمقبولة مهنياً وذات تعميمات واسعة، أي هي "خبرات" الممارسة التي يمكن تعميمها،
(3) - إبراهيم عبد الرحمن رجب وآخرون : " تنظيم المجتمع – أسس نظرية وتطبيقات عملية "، دار عالم الكتب للنشر والتوزيع، القاهرة، 1986م، ص : 4،
(4) - وتعد الانتقائية النظرية eclecticism Theoretical إحدى الإستراتيجيات التي يتم من خلالها توظيف أكثر من نظرية أثناء الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية، لذا فهي طريقة في التفكير، وطريقة في الممارسة أيضا، ولا تحوي مفاهيم أو فرضيات، كما هو الحال في بقية النظريات والنماذج النظرية المتاحة لمهنة الخدمة الاجتماعية،
(5) - سامي بن عبد العزيز الدامـغ : " الخدمة الاجتماعية الإكلينيكية : التخصص الجديد في الخدمة الاجتماعية "، المصدر على الانترنت : http://www.noorsa.net/file.php?f=905
نقلا عن :
- P. Malcolm, ; " Modern Social Work Theory " : A Critical Introduction.
London: The Macmillan Press LTD. 1991
(6)- سامي بن عبد العزيز الدامغ : " الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية : مراجعة نقدية " كلية الآداب – جامعة الملك سعود – ص ص : 2-3، المصدر :
http://printpress.ksu.edu.sa/researches/V45M361R3348.pdf
(7) - سامي بن عبد العزيز الدامغ : " الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية : مراجعة نقدية " نفس المصدر السابق ، ص ص : 14 - 15
(8) – إبراهيم عبد الرحمن رجب وآخرون : " تنظيم المجتمع – أسس نظرية وتطبيقات عملية "، مرجع سبق ذكره، ص ص : 2 – 35،
(9) – أنظر :
- Harriett M. Bartlett,:" The Common Base Of Social Work Practice ", N.Y. : NASW, 1970,PP: 101-104


*************
أ.د / احمد بشير – جامعة حلوان، القاهرة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الخدمة الإجتماعية، دراسات إجتماعية، بحوث علمية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-04-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد عمر غرس الله، عبد الله زيدان، د- جابر قميحة، د - محمد بن موسى الشريف ، يزيد بن الحسين، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد شمام ، د - صالح المازقي، محمد اسعد بيوض التميمي، بيلسان قيصر، علي الكاش، المولدي الفرجاني، حاتم الصولي، عزيز العرباوي، محمد أحمد عزوز، مراد قميزة، حسني إبراهيم عبد العظيم، رضا الدبّابي، الهيثم زعفان، د - محمد بنيعيش، حميدة الطيلوش، صباح الموسوي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلوى المغربي، أ.د. مصطفى رجب، د. مصطفى يوسف اللداوي، طلال قسومي، د. أحمد بشير، عبد الرزاق قيراط ، مصطفي زهران، محمد علي العقربي، د - مصطفى فهمي، محمد الياسين، رافع القارصي، حسن الطرابلسي، فتحـي قاره بيبـان، رافد العزاوي، فتحي العابد، محمود سلطان، ياسين أحمد، سيد السباعي، حسن عثمان، يحيي البوليني، عمر غازي، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي، د - المنجي الكعبي، أحمد الحباسي، إسراء أبو رمان، إيمى الأشقر، الناصر الرقيق، د. خالد الطراولي ، نادية سعد، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم فارق، صالح النعامي ، العادل السمعلي، ضحى عبد الرحمن، أبو سمية، د. صلاح عودة الله ، عبد الغني مزوز، خالد الجاف ، عمار غيلوفي، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العراقي، محمد الطرابلسي، صفاء العربي، عبد الله الفقير، منجي باكير، كريم السليتي، أحمد ملحم، ماهر عدنان قنديل، صلاح المختار، رشيد السيد أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي اليوسفي، عبد العزيز كحيل، سفيان عبد الكافي، د- هاني ابوالفتوح، د. أحمد محمد سليمان، د. طارق عبد الحليم، د. عبد الآله المالكي، فوزي مسعود ، سامح لطف الله، أحمد النعيمي، سعود السبعاني، محمود فاروق سيد شعبان، تونسي، محمد يحي، علي عبد العال، طارق خفاجي، أحمد بوادي، خبَّاب بن مروان الحمد، عراق المطيري، د - شاكر الحوكي ، د.محمد فتحي عبد العال، محمد العيادي، وائل بنجدو، عواطف منصور، محرر "بوابتي"، د- محمود علي عريقات، د - الضاوي خوالدية، فتحي الزغل، مجدى داود، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمد رحال، أنس الشابي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فهمي شراب، صلاح الحريري، سلام الشماع، مصطفى منيغ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، رمضان حينوني، د - عادل رضا، سامر أبو رمان ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة