رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (1) A brief Analytical Vision on the theoretical framework of Social Service
أ. د/ احمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6530
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
" الخدمة الاجتماعية تقع في منطقة التماس بين الفرد ( الانسان ) والنظم الاجتماعية، إذ تعمل الخدمة الاجتماعية مستخدمة قاعدتها المعرفية ومهاراتها الفنية بجانب قيمها لمساعدة الأفراد على التوافق الاجتماعي مع النظم الاجتماعية، وفي نفس الوقت تحاول أن تعدل ( تغير ) من تلك النظم الاجتماعية لتصبح أكثر قدرة على إشباع الاحتياجات الانسانية " ( جون . م. رومانيشاين John. M. Romanyshyn ، في كتاب : الرعاية الاجتماعية : من الاحسان إلى العدالة )
**************
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،
وبعــد :
تمهيــد :
هذه الورقة تستهدف - في المقام الأول - إلقاء الضوء على بعض الجوانب والحقائق الاجتماعية، التي تعتبر نقطة الانطلاق، ومحور اهتمام العلوم الإنسانية والاجتماعية بوجه عام، وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم النفس الاجتماعي بوجه خاص، والتي نحسب ألا غنى عنها لكل دارس أو مهتم بتلك العلوم، والدارسين والممارسين لمهن المساعدة الإنسانية، ونخص من هؤلاء – بحكم التخصص - طلاب الخدمة الاجتماعية ومعلميها وممارسيها، فهي – أي الورقة - معنية أساسا بما يمكن أن نطلق عليه : " ما قبل الخدمة الاجتماعية " Pre – Social Work، أي الحقائق والمفاهيم الأساسية التي لابد من الوقوف عليها كحد أدنى من المعرفة لمن أراد أن يعي ماهية الخدة الاجتماعية، وطبيعة عملها ومهمتها الموكلة إليها من قبل المجتمع، ودورها في المجتمع الإنساني بوجه عام، وفي مجتمعاتنا المعاصرة بوجه خاص، ولكل طالب او ممارس للمهنة في شتى مجالات الممارسة المهنية،
- ولعل الباعث على كتابة هذه الورقة ما لاحظناه من أن دارسي العلوم الاجتماعية، والخدمة الاجتماعية على وجه الخصوص، غالبا ما يجدون أنفسهم – من خلال دراساتهم التقليدية لعدد كبير من فروع العلم والمعرفة الإنسانية، والتي لابد لهم من دراستها كجانب هام من الجوانب التي تشكل الأساس النظري والقاعدة المعرفية للخدمة الاجتماعية Social Work Knowledge Base - أمام ركام هائل من الأفكار والمصطلحات والحقائق والمفاهيم والنظريات المتنوعة، والتي تتسم في الغالب بالخلط والتشويش والضبابية، وبالتالي فهي تحتاج إلى تجلية وتحديد دقيق، ووضعها في ناظم يمكن من خلاله الوصول إلى فهم أعمق، وإدراك أوضح لما تعنيه تلك الأفكار والمعلومات والمفاهيم والمصطلحات، وكيف يمكن توظيفها لتكون جزءا لا يتجزأ من القاعدة المعرفية للخدمة الاجتماعية، وأساسا ترتكز عليه وتنطلق منه خطط وبرامج وعمليات التدخل المهني Professional Intervention Process على كافة مستويات الممارسة ( الأصغر Micro، والأوسط Mezzo، الأكبر Macro )، ومن هنا تأتي أهمية هذه الورقة التي نحاول من خلالها أن نستجلي أهم الأفكار والحقائق التي نحسب أنها من الأهمية بمكان بالنسبة للمهتمين بقضايا الخدمة الاجتماعية والمشتغلين بها تعليما وتعلما، وتنظيرا، وممارسة، كما نحاول أن نحرر بعض المفاهيم المحورية انطلاقا من المصطلحات والتعريفات المتفق عليها ( أو على الأقل تحوز قدرا من الاتفاق ) في محيط العلوم الاجتماعية في هذا الصدد،
- ومن المعلوم لكل من له صلة ببرامج تعليم الخدمة الاجتماعية Social Work Learning Programs، والاعداد المهني للأخصائيين الاجتماعيين أن تلك البرامج تتضمن الإعداد النظري Theoretical preparation، والاعداد العملي Practical preparation ( التدريب الميداني Field Training )، أما الإعداد النظري فيتضمن – في جانب هام منه – دراسة العديد من العلوم الاجتماعية والسلوكية كعلم الاجتماع، وعلم النفس، وعلم الاقتصاد، والعلوم السياسية ....وغيرها من ألوان الدراسات التي تمثل الاطار العلمي Scientific framework، أو الأساس المعرفي Knowledge base الذي ينبغي أن ينبي عليه التدخل المهني للخدمة الاجتماعية، ولكي تتحقق الاستفادة المثلى من هذه القاعدة العلمية الواسعة، فلابد أن يتم نوع من التكامل والترابط الوثيق بين كل هذه الفروع المتباينة بحيث تكون – في نهاية المطاف – اطارا متماسكا للممارسة المهنية Professional Practice مع الأفراد Individuals، أو الأسر Families ، الجماعات Groups، أو المنظمات Agencies، أو المجتمعات المحلية Communities، أو المجتمع على المستوى القومي أو الدولي National Or International Levels ( الخدمة الاجتماعية الدولية International Social Work )،
- ولعل من ابرز السلبيات التي تعاني منها برامج الاعداد المهني – وخصوصا في شقها النظري – هو ان تدريس تلك المواد التأسيسية يتم بشكل منعزل عن المواد الأخرى، والأخطر من ذلك هو تدريس تلك المواد في عزلة شبه تامة عن المواد المهنية كخدمة الفرد Case Work، والعمل مع الجماعة ( خدمة الجماعة ) Group Work، وتنظيم المجتمع Community Organization ، والسياسة الاجتماعية Social Policy والتخطيط الاجتماعي Social Planning، وإدارة المؤسسات الاجتماعية Social Agencies Administration،
ولذلك يلاحظ ان كلا من تلك المواد المهنية تنحت لنفسها مجموعة من المصطلحات والمفاهيم Terms & Concepts التي تتداولها دونما صلة كبيرة بمفاهيم العلوم الاجتماعية المرتبطة بكل تلك التخصصات، ومن هنا فان الاخصائي الاجتماعي يجد - في أحيان كثيرة - انه قد درس بالفعل أشياء كثيرة يحس في قرارة نفسه ان لها قيمتها الكبرى، ولكنه لا يعرف كيف يستخدمها أو يوظفها في ممارسته لعمله المهني، ولا كيف يبني عليها او ينميها،
- ولعل احد أسباب تلك العزلة بين مفاهيم المواد التأسيسية ( العلوم الاجتماعية والسلوكية Social and Behavioral Sciences )، وبين مفاهيم المواد المهنية Professional courses يرجع الى تاريخ الخدمة الاجتماعية نفسها، باعتبارها مهنة نشأت وتبلورت من خلال الممارسة الميدانية، واستخدمت مصطلحات خاصة بها يسرت على الممارسين التفاهم فيما بينهم في ذلك الوقت بناء على خبرتهم المشتركة التي كانت تمثل الاطار المرجعي الوحيد الذي يمكن ان يتفقوا عليه جميعا، في الوقت الذي كانت فيه مفاهيم العلوم الاجتماعية والسلوكية موغلة في التجريد Abstract (1)،
- إن تقدم المهنة وانتقالها من مرحلة الاعتماد على " حكمة الممارسة " (2) Practice Wisdom الى الاعتماد على نتائج وحقائق ونظريات العلوم الاجتماعية والسلوكية التي تقدمت تقدما هائلا وكبيرا في العقود والسنوات الأخيرة، وخصوصا فيما يتصل بزيادة الاهتمام بالنواحي التطبيقية قد أدى الى ضرورة الربط المنظم والمستمر بين المفاهيم المهنية Professional Concepts، والمفاهيم المستخدمة في تلك الفروع العلمية التي هي الأساس الذي ينبغي ان تتأسس وتبنى عليه الممارسة المهنية، فذلك فوق انه ييسر عملية انتقال واستخدام المعرفة العلمية في مجال التطبيق الاجتماعي، فانه أيضا ييسر عملية التفاهم والتواصل بين المهنيين مختلفي التخصصات " أعضاء فريق العمل المهني " Professional Team Work (3)،
وهذا الامر الأخير له أهميته الخاصة بالنسبة للعمل مع الأنساق والوحدات الكبرى Macro Systems ( من خلال طريقة تنظيم المجتمع وتنميته، والسياسة الاجتماعية، والادارة والتخطيط الاجتماعي ) حيث أن الأخصائي الاجتماعي في عمله مع هذا المستوى، وتلك الأنساق لا يقدم خدمة مباشرة لعميل ذي حاجة قد اتى اليه طالبا الحصول على تلك الخدمة، بل يتعامل مع قيادات المجتمع Community Leaders المهنية والشعبية، ومعظمهم مثقفون وعلى درجة من التعليم والتخصص في مختلف مجالات الحياة الإنسانية، ويتعين على الأخصائي الاجتماعي ( المنظم، أو المخطط، أو المنمي ) لكي ينجح في عمله ان يتوصل الى لغة مشتركة للتفاهم معهم، تساعده على توضيح ماهية تنظيم المجتمع، أو التخطيط الاجتماعي، أو تنمية المجتمع لهم، بل ويتعين عليه الاشتراك في عملية تعليمية ( او إعادة - تعليمية Re- education) لهم، مما يتعين معه – بل ويستوجب - عدم استخدام مصطلحات خاصة بالخدمة الاجتماعية ( ولا دلالة لها خارجها ) الا في اضيق الحدود،
- فنحن اذا – ومن خلال هذه الورقة – أمام محاولة – جد متواضعة ومحدودة وتمثل رؤية خاصة واجتهادا شخصيا إلى حد كبير – لتلمس السبيل نحو وضع اطار نظري تصوري للخدمة الاجتماعية A Conceptual Framework For Social Work بوجه عام، وللعمل المهني على مستوى الوحدات الكبرى بوجه خاص، يستخدم / ويقوم على مجموعة من المصطلحات والمفاهيم والحقائق المتعارف عليها في العلوم الاجتماعية، وبصفة خاصة علم الاجتماع، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم الاقتصاد، والعلوم السياسية،......وغيرها،
- ويستهدف هذا الاطار مساعدة الاخصائي على إيجاد نوع من التكامل Integration في معارفه العلمية، وييسر عليه عملية الاتصال Communication Process مع غيره من المهنيين، كما تساعده على فهم المادة المهنية التي تجمعت في نطاق الخدمة الاجتماعية ووضعها في صورة ذات معنى، يمكن الإضافة اليه ( أي الإطار ) بشكل منظم كلما تقدمت المعارف وتراكمت الخبرات، كما يساعده على القياس والانتقال من المعلوم الى المجهول عندما يواجه مواقف جديدة في الممارسة لم يتعرض لها اثناء اعداه المهني،
- وثمة ملاحظة جديرة بالإثبات والتنويه هنا وهي انه من المستحيل في مثل هذه العجالة استقصاء كل معارف العلوم الاجتماعية، لوضعها في خدمة تخصصنا المهني ( الخدمة الاجتماعية )، ولذلك كان من الضروري اللجوء إلى الانتقاء والاختيار الواعي من بين تلك المعارف والمفاهيم للتوصل الى اقربها وأوثقها صلة بموضوعنا، ونؤكد أيضا على أن اهتمامنا سينصب على ما نعتبره هيكلا أساسيا للموضوع يمكن للقارئ ان يستزيد منه بالرجوع الى المصادر التفصيلية في تلك العلوم،
ولعل من المناسب هنا أن نشير أمر نحسب أنه شديد الارتباط بموضوع الورقة الراهنة، وشديد الأهمية بالنسبة للممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية، وهو أن الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية تقوم وتتأسس على توليفة من المعارف متنوعة المصادر والروافد كما هو معلوم للمشتغلين بالخدمة الاجتماعية، حيث تضم تلك المصادر : ( العلوم الاخرى، نتائج البحث في الخدمة الاجتماعية، حكمة الممارسة )، ولذلك فهي تعتمد على ما يعرف لدى الأخصائيين الاجتماعيين بالانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية (4) Theoretical Eclecticism In Social Work، حيث تنطلق تلك " الانتقائية " من النموذج الانتقائي Eclectic Model وهو نتاج محاولات المزج والدمج النظري في الخدمة الاجتماعية الذي يتم فيه مزج أجزاء متفرقة ومنتقاة من نظريات مختلفة، وفقا لطبيعة الموقف، لتفسير سلوك العملاء Clients Behavior وتقديم العلاج الكلينيكـي لهم Clinical Therapy (5)،
هذا ويمكن تعريف الانتقائية على أنها : " استخدام أكثر من إطار نظري، أو أكثر من نظرية، أو أكثر من نموذج نظري أثناء الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية وفقا لطبيعة الموقف "(6)
وعلى هذا فالانتقائية النظرية هي عبارة عن توليفة أو خلطة تختلف مقاديرها ومكوناتها من حالة لأخرى، ومن عميل لأخر، ومن موقف لآخر، كما يختلف تطبيق تلك المكونات ( حتى لو تشابهت أسماً وشكلاً ) من ممارس مهني لأخر تبعا لعوامل عديدة، منها خبرة الممارس المهني، وخلفيته النظرية، وقدرته على توظيف النظرية في الممارسة، وطبيعة المشكلة أو الموقف، وطبيعة ونوعية العميل والمستفيد، وكيفية تجاوب العميل ...إلخ، الأمر الذي يجعل الممارسة المهنية باستخدام وتوظيف الانتقائية النظرية مع الحالات المختلفة التي يتعامل معها الممارس المهني، أمر متجدد باستمرار، ويصعب إعادة تطبيقه لكثرة العوامل المتغيرة الداخلة في تكوينه، فطبيعة الانتقائية النظرية - بغض النظر عن مزاعم المنادون بها - تجعلها فريدة في كل مرة، وبالتالي يعد الاعتماد على ما تم التحقق منه تجريبياً في الممارسة المهنية، وما ثبتت فاعليته، أمر ربما يكون من الصعوبة بمكان، وهو ما يشجع على الاجتهاد في الممارسة في كل مرة، والاستمرار في الاجتهاد أثناء الممارسة المهنية لمهنة الخدمة الاجتماعية (7)،
وفي نهاية هذا التمهيد الذي نحسب أننا أطلنا فيه بعض الشئ - ومن باب الاعتراف بالفضل لذويه - نود الإشارة إلى أن كاتب هذه السطور قد أفاد كثيرا مما أورده الدكتور / إبراهيم عبد الرحمن رجب في بحث له بعنوان : " الاطار النظري لطريقة تنظيم المجتمع " (8)
والآن فلنشرع بفضل الله تعالى وتوفيقه في المطلوب فنقول وبالله التوفيق :
- لما كانت الخدمة الاجتماعية في حقيقتها هي مهنة إنسانية تندرج ضمن مجموعة مهن المساعدة الانسانية، بمعنى أنها تعمل أساسا مع الانسان في كافة صور تواجده في الحياة، ولما كان من أهم ما يميزها عن سائر مهن المساعدة الانسانية الأخرى أمران جوهريان :
الأول : أنها مهنة تعمل مع الانسان باعتباره وحدة كلية لا تتجزأ ( وحدة بيولوجية، نفسية، عقلية، اجتماعية، روحية )،
الآخر : أنها مهنة تقوم – كما تقول بارتلت – بوظيفة ثنائية القطب حيث تتحرك بين قطبين هما : الناس والبيئة، فالناس في حالة تفاعل مستمر مع البيئة التي يوجدون فيها ويشكلون جزءا ومكونا أساسيا من مكوناتها، ويتم ذلك التفاعل خلال قيام الناس بأدوارهم الاجتماعية Social Roles ، وممارستهم للعلاقات فيما بينهم، ذلك حتى يتم تبادل وتفاعل متوازن بين هذه العلاقات الاجتماعية وبين البيئة (9)،
ولما كانت الخدمة الاجتماعية تهدف - من خلال العمل التعاوني مع التخصصات والمهن الأخرى – إلى تحسين وتنمية وتطوير نوعية حياة الانسان من خلال مساعدته على إشباع احتياجاته الأساسية، ومواجهة مشكلاته الفردية والاجتماعية، وتنمية قدراته وطاقاته وملكاته واستثمارها على الوجه الأكمل،
أقول لما كان ذلك كذلك، لفإن من المناسب أن نعرض أولا – وبإيجاز – للحديث عن الإنسان والطبيعة الانسانية، والاحتياجات الانسانية، والمجتمع الانساني، والمشكلات الانسانية، والقدرات الانسانية،
أولا : الانسان، والاحتياجات الإنسانية Human Needs والمجتمع الإنساني Human Society
* الانسان كائن اجتماعي بطبعه :
نقطة البدء في تناول طبيعة الاجتماع الإنساني ( العمران البشري )، وماهيته، وكيفية نشأته، والعمليات والمفاهيم التي لابد من التعرض لها عند مناقشة قضية التنظيم الاجتماعي، أقول نقطة البدء في هذا الموضوع هي الإنسان نفسه، باعتباره محور التجمع البشري، ونقطة الارتكاز فيه،
وإلى الحلقة القادمة بإذن الله،
**********************
الهوامش والإحالات :
==================
(1) – مصطلح " التجريد " Abstraction يشير إلى تلك العملية التي يتم من خلالها اشتقاق المفاهيم من استخدام وتصنيف المفاهيم الحرفية ("الحقيقية" أو "المادية")، أو المبادئ الأولى أو وسائل أخرى، و"التجريد" هو نتاج هذه العملية - التي تعد مفهومًا يعمل كاسم فائق الشكل لجميع المفاهيم التابعة، كما أنها تربط أي مفاهيم متصلة مثل مجموعة أو مجال أو فئة، يمكن تشكيل المجردات من خلال تقليل محتوى معلومات مفهوم أو ظاهرة يمكن ملاحظتها، وعادة ما يحدث ذلك من أجل الاحتفاظ بالمعلومات المتصلة بغرض معين فقط. فمثلاً، تجريد كرة القدم المصنوعة من الجلود لتشمل الفكرة الأعم وهي أنها كرة لا يحتفظ إلا بالمعلومات التي تخص السمات والسلوك العام للكرة، ويتجاهل خصائص تلك الكرة المعينة،
التجريد abstraction، هو عملية الفصل بين ما هو رئيس، وما هو ثانوي عارض ومتغير. ويعد التجريد عملية حاسمة، تساعد على الانتقال من المستوى الحسّي التراكمي، ومن التعامل مع خليط الخبرة، وتداخل عناصرها ومكوناتها (حسّية، حركية، إدراكية، مشخّصة، مجرّدة، وغير ذلك) إلى المستوى المعرفي النظري، القائم على إدراك ما هو مشترك بين أنواع الخبرة هذه، أي المستوى الذي يشتمل من حيث التكوين والبناء على مفهومات ومبادئ وقواعد وقوانين ونظريات،
وبالنسبة للتجريد في علم الاجتماع يرى " ثيودورسون " Theodorson أنَّ التجريد "عملية عقلية، يستخدمها الباحث استخداماً إدراكياً انتقائياً، بهدف الوصول إلى تعميمات، مرتكزاً على جانب معين من الواقع الذي يختار من البيئة عدة ظواهر مدركة "،
أنظر :
- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة،
ـ سعدية محمد علي بهادر : " في علم نفس النمو "، دار البحوث العلمية، الكويت 1986م،
ـ فؤاد زكريا : " التفكير العلمي "، منشورات ذات السلاسل، الكويت 1986م،
- New Mark. E. D. Et al : " The Development of Logical Problem - Solving Strategies, Child Development", 1974.,
(2) – حكمة الممارسة : Practice Wisdom مصطلح يعني تلك المعارف الناجمة عن التجربة والخبرات الميدانية ، والمقبولة مهنياً وذات تعميمات واسعة، أي هي "خبرات" الممارسة التي يمكن تعميمها،
(3) - إبراهيم عبد الرحمن رجب وآخرون : " تنظيم المجتمع – أسس نظرية وتطبيقات عملية "، دار عالم الكتب للنشر والتوزيع، القاهرة، 1986م، ص : 4،
(4) - وتعد الانتقائية النظرية eclecticism Theoretical إحدى الإستراتيجيات التي يتم من خلالها توظيف أكثر من نظرية أثناء الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية، لذا فهي طريقة في التفكير، وطريقة في الممارسة أيضا، ولا تحوي مفاهيم أو فرضيات، كما هو الحال في بقية النظريات والنماذج النظرية المتاحة لمهنة الخدمة الاجتماعية،
(5) - سامي بن عبد العزيز الدامـغ : " الخدمة الاجتماعية الإكلينيكية : التخصص الجديد في الخدمة الاجتماعية "، المصدر على الانترنت : http://www.noorsa.net/file.php?f=905
نقلا عن :
- P. Malcolm, ; " Modern Social Work Theory " : A Critical Introduction.
London: The Macmillan Press LTD. 1991
(6)- سامي بن عبد العزيز الدامغ : " الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية : مراجعة نقدية " كلية الآداب – جامعة الملك سعود – ص ص : 2-3، المصدر :
http://printpress.ksu.edu.sa/researches/V45M361R3348.pdf
(7) - سامي بن عبد العزيز الدامغ : " الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية : مراجعة نقدية " نفس المصدر السابق ، ص ص : 14 - 15
(8) – إبراهيم عبد الرحمن رجب وآخرون : " تنظيم المجتمع – أسس نظرية وتطبيقات عملية "، مرجع سبق ذكره، ص ص : 2 – 35،
(9) – أنظر :
- Harriett M. Bartlett,:" The Common Base Of Social Work Practice ", N.Y. : NASW, 1970,PP: 101-104
*************
أ.د / احمد بشير – جامعة حلوان، القاهرة
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: