من قواعد النصر في القران الكريم – 22 – ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين
أ. د/ احمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5199
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
" إن مصدر عزة المؤمن إنما هو الإيمان الحق الذي يستعلي به على كل صنوف الأذى والشهوات والمغريات والطواغيت، ولقد ضرب الرعيل الأول من الصحابة الأجلاء المثل الأعلى في هذا المقام، حيث تؤكد مواقفهم الخالدة المشرفة على مدى عزتهم بالاسلام، وترفعهم بالإيمان على الباطل، واستعلائهم بمنهجهم الحق على كافة المناهج الأخرى، فهو الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال ؟ "
****
" إن المؤمن هو الأعلى سنداً ومصدراً .. فما تكون الأرض كلها ؟ وما يكون الناس ؟ وما تكون القيم السائدة في الأرض؟ والاعتبارات الشائعة عند الناس؟ وهو مِنْ الله يتلقى، وإلى الله يرجع، وعلى منهجه يسير؟"
*********
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة المؤمنين الموقنين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أدى الرسالة، وبلغ الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، فكان صلى الله عليه وسلم كما أرسله الله تعالى : مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، ورضي الله عن الصحابة الطيبين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين،
أما بعد :
فها نحن نقف اليوم مع القاعدة الثانية والعشرين من قواعد النصر كما جاءت في القرآن الكريم، والتي تفيد أن الله تعالى يخبرنا في كتابه الكريم أن المؤمنين هم الأعلى على كل ما سواهم بما يملكون من الحق، ولهذا كان عليهم ألا يهنوا ولا يضعفوا عن الذود عن الحق، ولا يحزنوا على ما أصابهم في هذا السبيل، وذلك ما نفهمه من قول الله تعالى : { وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}( آل عمران : 139 )،
ولقد نزلت هذه الآية في أجواء عزوة أحد (1) التي شهدت ما شهدت من انكسار المسلمين نتيجة تعجلهم للفرح بالنصر على أعدائهم، حيث خالف الرماة بذلك أوامر وتعليمات القائد الأعلى لجيش الموحدين (2)، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، فكان الدرس الإلهي العظيم الذي ينبغي أن تعيه الأمة وتستصحبه في شتى مراحل حياتها،
وعن المعنى العام للآية - اعتمادا على ما جاء في كتب التفسير - فإننا نقول إن الله تعالى ينادى عباده المؤمنين به ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وبالقرآن إماما ودليلا وهاديا، أن يوطنوا أنفسهم بموجب هذا الإيمان أن لا يضْعُفوا عن قتال عدوكم , ولا يحزنوا لما أصابهم في "أُحد", ولا يستسلموا للهزيمة التي لحقتهم، ويطمئنهم ربهم جل جلاله أنهم هم الغالبون والعاقبة لهم في نهاية المطاف , إن كانوا صادقين في إيمانهم بالله ورسوله، واتباع شرعه ومنهجه،
وهكذا تضمنت الأية نهيين للمؤمنين، وخبر، أما النهي الأول : ألا يضعفوا ولا يصيبهم الوهن في منواجهة أعدائهم، وأما النهي الثاني : ألا يحزنوا على ما أصابهم في سبيل الله، وأما الخبر فهو تقرير أنهم الأعلون على أعدائهم إن كانوا مؤمنين حقا، فالعلو هنا، والغلبة والنصر والفوز على أعدائهم مشروط بالايمان الحق، والالتزام بمقتضيات هذا الايمان،
- ولقد تكرر هذا المعنى في ( سورة محمد ) حيث قال الله تعالى : {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }( محمد : 35 )، فهو خطاب للمؤمنين أيضا حول ذات القضية، بأنه ينبغي لهم ألا يصيبهم الضعف والوهن فيقعدوا عن جهاد المشركين , ويجْبُنوا عن قتالهم , ويدعوهم إلى ( السلم ) – بفتح السين وكسرها – أي الصلح والمسالمة , ويقرر الحق أيضا أن المؤمنين بالله ورسوله هم القاهرون للمشركين والكافرين والعتاة، والعالون عليهم , ويطمئنهم الله تعالى بأنه معهم بنصره وتأييده، وفي ذلك بشارة عظيمة بالنصر والظَّفَر على الأعداء، كما أن الله تعالى لن يُنْقص المؤمنين المجاهدين ثواب أعمالهم،
يقول الغزالي عن هذه الآية (3) : " وانتهت السورة ( أي سورة محمد ) بوصاة للمؤمنين ألا يستسلموا مهما اشتدت المعركة وطالت، فليقاوموا أسباب الضعف وليتحملوا أعباء القتال " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم "
- هذا ولقد قال الله تعالى لموسى عليه السلام، وهو يواجه سحرة فرعون في يوم المباراة : {قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى }( طه : 68 )، أي لا تَخَفْ يا موسى من شيء , فإنك أنت الأعلى على هؤلاء السحرة وعلى فرعون وجنوده, وستغلبهم بإذن الله، وقد كان، نعم أنت الأعلى يا موسى، فلا تخف ولا ينبغي لك أن تخاف، وكيف تخاف ومعك الحق ومعهم ( أي السحرة ) الباطل، معك العقيدة ومعهم الحرفة، معك الإيمان بصدق ما أنت عليه، ومعهم الأجر على المباراة ومغانم الحياة، أنت متصل بالقوة الكبرى وهم يخدمون مخلوقا بشريا فانيا مهما يكن طاغية جبارا لا تخف. (4)
سياق الآية :
ولقد جاءت هذه الآية الكريمة التي نحن بصددها في السياق التالي :
قال تعالى : { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ{137} هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ{138} وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{139} إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ{140} وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ{141}( آل عمران )،
وفي هذا السياق نلاحظ الآتي :
- تعزية للمؤمنين لـمَّا أُصيبوا به يوم "أُحد" بأنه قد مضت من قبلهم أمم , ابتُلي المؤمنون منهم بقتال الكافرين فكانت العاقبة لهم , ولذلك أمرهم الله بالسير في الأرض معتبرين بالسنن الإلهية، وبما آل إليه أمر أولئك المكذبين بالله ورسله، وأن الله تعالى يمهل ولا يهمل، وفي هذا تذكير للمؤمنين بسنن الله الماضية في الخلق والكون،
- التأكيد على أن هذا القرآن بيان وإرشاد لعموم الناس، وهداية لهم من الضلالة إلى طريق الحق, وتذكير تخشع له قلوب المتقين , وهم الذين يخشون الله , وخُصُّوا بذلك ; لأنهم هم المنتفعون به دون غيرهم.
- النهي عن الضعف والهوان عن قتال العدو، وعن الحزن على ما أصابهم في أحد، لماذا ؟ لأن الله تعالى حكم في عليائه أن المؤمنين هم الغالبون، وأن العاقبة لهم, إن كانوا مؤمنين حقا كما يزعمون،
- وفي إطار تسلية المؤمنين وتعزيتهم لما وقع يوم أحد، فإن الله تعالى يخبرهم ويطمئنهم أنهم لئن أصابتهم جراح أو قتل في غزوة "أُحد" فحزنوا لذلك , فقد أصاب المشركين جراح وقتل مثل ذلك في غزوة "بدر"، ثم يقرر الحق سنة ربانية سارية مؤداها : أن الأيام يُصَرِّفها الله بين الناس , نصر مرة وهزيمة أخرى , وتلك هي سنة الله في خلقه، لما في ذلك من الحكمة الكبرى , ليتعظ الناس، وحتى يظهر ما علمه الله في الأزل ليميز الله المؤمن الصادق مِن غيره, ويُكْرِمَ أقوامًا من المؤمنين بالشهادة في سبيل الله، وليعلم المؤمنون أن الله لا يحب الذين ظلموا أنفسهم, وقعدوا عن القتال في سبيله، وقيل : { والله لا يحب الظالمين) أي الكافرين، حيث سيعاقبهم على كفرهم وظلمهم، وما ينعم به عليهم إنما هو استدراج لهم من حيث لا يعلمون،
- وحول هذه القاعدة يقول " الشعراوي " (5) رحمه الله : " مادام المقاتلون في سبيل الله هم جنود الحق، وعرفوا ذلك بتأييد الله لهم ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بينهم، وهو حامل المعجزة الدالة على صدقه ؛ لذلك فالذي حدث في معركة أٌحُد لا يصح أن يضعفكم ؛ لأنكم تعرفون كيف يسند الله الحق ويقويه، وتعرفون حملة الله على الباطل، وقد أوضحنا لكم السنن والبيان، ولذلك يقول الحق سبحانه بعد ذلك: { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }، والمقصود بقوله: { وَلاَ تَهِنُوا } أي لا تضعفوا، وهي أمر خاص بالمسألة البدنية؛ لأن الجراحات أنهكت الكثيرين في موقعة أُحُد لدرجة أن بعضهم أقعد، ولدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقدر أن يصعد الجبل، وحمله طلحة بن عبيد الله على ظهره ليقوم، لذلك قال الحق: { وَلاَ تَهِنُوا }، لأنك عندما تستحضر أنك مؤمن، وأن الله لن يخلي بينك وبين جنود الباطل لأنك نصير للحق، والحق من الله وهو الحق لا يسلم نبيه وقومه لأعدائهم فيوم تأتي لك هذه المعاني إياك أن تضعف، والضعف هو نقصان قوة البدن، { وَلاَ تَحْزَنُوا } والحزن مواجيد قلبية، وهم قد حزنوا فقد مات منهم كثير، مات منهم خمسة وسبعون شهيداً، خمسة من المهاجرين، وسبعون من الأنصار، وهذه عملية صعبة وشاقة، وقد حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم على الشهداء، وغضب لمقتل حمزة - رضي الله عنه – وقال : " لن أُصاب بمثلك أبداً! وما وقفت موقفا قط أغيظ إلىّ من هذا " ثم قال : " لئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم مكانك "، فقال الحق : { وَلاَ تَحْزَنُوا }؛ لماذا؟ لأنك يجب أن تقارن الحدث بالغاية من الحدث، صحيح أن القتل صعب وإزهاق للنفس، ولكن انظر إلى أين ذهب، وانظر ماذا خلف من بعده، أما هو فقد ذهب إلى حياة عند ربه وهي ليست كالحياة عندكم، إن الحياة عندنا لها مقاييس، والحياة عند ربنا لها مقاييس، فهل مقاييسنا أعلى من مقاييسه؟ لا، حاشا لله.
إذن فإذا نظرت إليه هو فاعلم أنه ذهب لخير مما ترك، فلا تحزن عليه بل تفرح له؛ لأنه ما دامت الغاية ستصل إلى هذه المسألة، إذن فقد قصر له مسافة الحياة، وما دامت الغاية أن يصل إلى رحمة الله وإلى حياة عند الله بكافة معانيها، فهو سعيد بجوار ربه، لقد استشهد، إياك أن تقول : إنّ الله حرمني قوته في نصرة الحق، لا، هو أعطى قوة أخرى لكثير من خلقه نصر بهم الحق، إنك عندما تعرف أن إنساناً باع نفسه لله، لا بد أن تعرف أن الغاية عظيمة ؛ ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة بدر، يقدم أهله ؛ لأنه يعرف أنه إن قُتل واحد منهم إلى أين سيذهب، إذن فهو يحب أهله، لكنه يحبهم الحب الكبير، والناس تحب أهلها هنا أيضاً لكن الحب الدنيوي، { وَلاَ تَحْزَنُوا } على ما فاتكم من الغنائم، أو لا تحزنوا على ما فاتكم من النصر لماذا؟ وتأتي الإجابة، { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ }.. ولذلك جاء مصداق ذلك حينما نادى أبو سفيان فقال : " اعل هبل " أي أن إلههم صار عالياً، فقال الرسول لأصحابه : ألا تردون عليهم؟، قالوا : بماذا نرد قال : قولوا لهم : الله أعلى وأجلّ، فقال أبو سفيان : " لنا العزى ولا عزى لكم "، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أجيبوه " قالوا : ما نقول؟ قال : " قولوا الله مولانا لا مولى لكم "، ثم قال أبو سفيان : إن موعدكم " بدر " العام المقبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه : " قل نعم هو بيننا وبينك موعد "، فــ { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } فما دمتم على الإيمان فأنتم الأعلون، وإذا أردتم أن تعرفوا معنى " الأعوان " حقاً، فقارنوا معركة " أُحُد " بمعركة " بدر "، هم قتلوا منكم في أُحُد، وأنتم قتلتم منهم في بدر. ولكنكم أسرتم منهم في بدر، ولم يأسروا منكم أحداً في " أُحُد "، وأنتم غنمتم في بدر، ولم يغنموا شيئاً في أُحُد، وأنتم الأعلون لأن الله حمى مدينتكم مع أنه لا محامية فيها ممن يكون فيه معنى الجندية، كل ذلك وأنتم الأعلون، هذا إذا نظرنا إلى معركة بمعركة، وإن نظرنا إلى المعركة نفسها " أُحُد " وندع بدراً وحدها، في ظل قوله تعالى : { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } لقد ثبتت تلك القضية لأنكم حينما كنتم مؤمنين - ومن شرط الإيمان اتباع أمر الذي لا ينطق عن الهوى – انتصرتم، وانتصرتم انتصاراً رائعا؛ لأنكم قتلتم في أول جولة للحرب بضعاً وعشرين من صناديدهم وفيهم صاحب الراية، ولكنكم حينما خالفتم أمرالنبي صلى الله عليه وسلم، تلخلخ الإيمان في قلوبكم، إذن فالعملية التي حدثت تؤكد صدق { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }، فأنتم علوتم في أول الأمر، وعندما خالفتم الأمر صار لكم ما صار؛ فقد صدقت القضية في قول الله : { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }، وأيضا فإنكم لو نظرتم إلى المعركة نفسها لوجدتم أن عدوّكم لم يبق في أرض المعركة، بل أنتم الذين بقيتم في موضع المعركة. وأين ذهب هو؟ أذهب إلى موقع آخر ينال فيه غلبة ونصرا؟ لم يكن هناك إلا المدينة، والمدينة ليس فيها أحد، ولم يذهب عدوكم إلى هناك، وإنما ذهب ناحية مكة، إذن فهو الذي هرب "،
المسلم والاستعلاء بالايمان :
- أن الاسلام حريص على بناء المسلم على قيمة الاستعلاء بالايمان، والثقة بنصر الله تعالى لعباده المؤمنين، وليس شئ أضر على استقامة المسلم من يأسه من النصر والفرج، لهذا تأتي هذه القاعدة لتبث الثقة في نفوس المسلمين في كل عصر ومصر، ومهما كانت الظروف والملابسات، وتثبتهم وتبشرهم بالنصر القريب، والفرج الآكد،
- فلقد كانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم واضحة جلية منذ أيامها الأولى، كما يثبت القرآن الكريم، ومصادر السيرة النبوية الشريفة، فحينما رأى المشركون قوة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم والتفاف الناس حوله : أرادوا أن يجروه إلى التفاوض على المبدأ، وسياسة الترقيع والقبول بالحلول الوسط والمنافع المشتركة، أنزل الله تعالى قوله : { قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } ( الكافرون : 1- 6)، ولهذا كان من المبادئ الهامة للدخول في دين الإسلام : الكفر بالطاغوت، قال الله تعالى : { فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا} (البقرة: 256)، وكان من الطبيعي أن يتربى الصحابة رضي الله عنهم على هذه الحقيقة الراسخة أعزة شامخين بإيمانهم، فها هم أولاء يخرجون من غزوة أحد وقد أثقلتهم الجراح، لأول مرة في تاريخ الدعوة الوليدة، وفقدوا جمعاً كريماً من أجلّة الصحابة، ومع ذلك يتنزل عليهم قول الله تعالى ليسري عنهم، ويثبت القلوب والأقدام : { وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } ( آل عمران: 139)، صحيح أنّ ذلك قد يجرّ مزيداً من التسلط والتضييق والملاحقة لأولياء الله الصالحين، ولكن هذه هي طبيعة هذا الدين، وتلك سنة الله مع الرسل والأنبياء وأصحاب الدعوات الكريمة، فما من نبي من الأنبياءعليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام إلا وقد تسلط عليه قومه بالسخرية والإيذاء، والتمرد والعداء، بل بالضرب والقتل أحياناً، وصدق الله تعالى إذ يقول { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُواً مِّنَ المُجْرِمِينَ } (الفرقان: 31)، ولذلك ثبت في كتب السيرة أن " ورقة ابن نوقل " (6) رضي الله عنه لما سمع ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء، قال له : هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى، ياليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حيّاً إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : " أو مخرجيّ هم ؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي " ( أخرجه البخاري في صحيحه )، ولننظر أيضا إلى ما قاله قيصر الروم في حواره مع أبي سفيان بن حرب : " سألتك كيف قتالكم إياه، فزعمت أنّ الحرب سجال ودول، فكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة " ( أخرجه البخاري في صحيحه )،
وغني عن البيان أن من شأن صاحب الايمان الحق، والقيم والمبادئ الدينية المنبثقة عن هذا الايمان أن يخدم ويجسد بفاعلية قيم الأمانة والاستقامة والعدالة والعمل الصالح، وأن يرفع بعلومه وعمله الدؤوب لواء الحق خفافا، ومن شأنه أن يكون محافظا على الحقوق والواجبات، لأنه يشعر أنه مسئول أمام الله وأمام الناس عن الأحداث والأزمات، وإن أعماله تعتبر، تارة خطيرة إذا ضآدت الأوامر والتعاليم والقيم الدينية، وتعتبر جسيمة عظيمة فاضلة إذا وافقت الشريعة وعاونت البشرية وناضلت عنهما بكل الإيمان، وعندئذ يكون قد أعطى واجبه، ويصير مطمئن القلب، قويا بعقيدته الطاهرة مؤيدا بإيمانه بالله عالي الدرجة عند الله تعالى، انطلاقا من قوله تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين }،
إن من ثمرات تلك القاعدة : أن الله تعالى شاء للمسلم أن لا يرضى بالدون، وأن تحقق شعور الاستعلاء بالايمان لدى الأمة الإسلامية من شأنه أن يخرج المسلمين من وهدة التخلف والتراجع التي ألمت بها، ويحررهم من الهزيمة النفسية التي تكبل حركتهم وتعوق مسيرتهم نحو تحقيق ما تتطلع إليه الأمة من العودة إلى سالف مجدها وعزها،
فلقد خلق الله المسلم ليكون في المرتبة الأعلى وفي المكانة الأعلى ولا يكون في المرتبة التالية، أو المكانة الدونية، لا يكون تابعا وإنما يكون متبوعا، لا يكون مقودا وإنما يكون قائدا، ولا يكون في ذيل القائمة وإنما يكون في الصدارة، لماذا؟!!
لأنه إنما يستمد ذلك من الله الواحد الأحد الذي يؤمن به ويوحده ويعبده ويخضع له، ويستمد ذلك من دين الحق الذي هو الاسلام الذي أظهره الله تعالى على الدين كله ولو كره المشركون،
ولأنه يستمد ذلك من إيمانه بخاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، واتباع منهجه، والإقتداء بسنته التي هي الطريق الأقوم،
ولأنه يستمد ذلك من إيمانه وتلاوته وتدبره لكتاب الله الخالد الذي يهدي للتي هي أقوم، والذي يهدي إلى الرشد والسداد،
ان المسلم ينتمي إلي امة الخيرية ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ...﴾ (آل عمران: 110 )، وأمة الفوقية ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ ( النساء : 141 )، أي : ولن يجعل الغلبة والقهر للكافرين على المؤمنين.. إنه وعد من الله قاطع، وحكم من الله جامع أنه متى استقرت حقيقة الإيمان في نفوس المؤمنين، وتمثلت في واقع حياتهم منهجا للحياة، ونظاما للحكم، وتجردا لله في كل خاطرة وحركة وعبادة لله في الصغيرة والكبيرة، فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا، وهذه حقيقة لا يحفظ التاريخ الإسلامي كله واقعة واحدة تخالفها، ....
ولذلك فالهزيمة لا تلحق بالمؤمنين ولم تلحق بهم في تاريخهم كله إلا وهناك ثغرة في حقيقة الإيمان، إما في الشعور، وإما في العمل، ومن الإيمان أخذ العدة وإعداد القوة في كل حين بنية الجهاد في سبيل الله ، وتحت هذه الراية وحدها مجردة من كل إضافة ومن كل شائبة، وبقدر هذه الثغرة تكون الهزيمة الوقتية، ثم يعود النصر للمؤمنين حين يوجدون...
كذلك حين يقرر النص القرآني أن الله لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا، فإنما يشير إلى أن الروح المؤمنة هي التي تنتصر، والفكرة المؤمنة هي التي تسود، وإنما يدعو الجماعة المسلمة إلى استكمال حقيقة الإيمان في قلوبها تصورا وشعورا، وفي حياتها واقعا وعملا، وألا يكون اعتمادها كله على عنوانها، فالنصر ليس للعنوانات إنما هو للحقيقة التي وراءها، وليس بيننا وبين النصر في أي زمان وفي أي مكان إلا أن نستكمل حقيقة الإيمان، ونستكمل مقتضيات هذه الحقيقة في حياتنا وواقعنا كذلك ومن حقيقة الإيمان أن نأخذ العدة ونستكمل القوة، ومن حقيقة الإيمان ألا نركن إلى الأعداء، وألا نطلب العزة إلا من الله، ووعد الله هذا الأكيد يتفق تماما مع حقيقة الأيمان وحقيقة الكفر في هذا الكون، إن الإيمان صلة بالقوة الكبرى التي لا تضعف ولا تفنى، وإن الكفر انقطاع عن تلك القوة وانعزال عنها، ولن تملك قوة محدودة مقطوعة منعزلة فانية أن تغلب قوة موصولة بمصدر القوة في هذا الكون جميعا (7)
وختاما نقول : أما آن لهذه الأمة أن تقف ملياً عند هذه القاعدة القرآنية، وأن تتدبر وتعي مضامين الآية الكريمة التي تشير إليها، حين يخاطبها الله تعالى من فوق سبع سماوات هذا الخطاب الإلهي الكريم الذي هو البلسم الشافي، والدواء الناجع لمشاعر الهزيمة النفسية التي أصبحنا فريسة لها منذ عقود عديدة، وسنوات طال أمدها، وخصوصا تلك العقود التي تلت سقوط دولة الخلافة، أما آن لنا أن نتدبر ونفهم ونستشعر عظمة الخطاب الإلهي للأمة في قول الله تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين }، وقوله تعالى : { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم }
فلنحقق هذا الشرط للعلو والغلبة والنصر في الآية الأولى، ولنراجع إيماننا، ولنحول الأقوال إلى أفعال، ولنجسد العقيدة واقعا نعيشه في الحياة، ولنتأسى بإمام الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم فنكون قرآنا يمشي على الأرض، لنكون أهلا لوعد الله لنا بالغلبة والعلو، وما ذلك على الله ببعيد إذا صحت المقاصد، وسلمت النوايا،
فالمؤمن الحق قوي لا يضعف أمام أعتى الصعاب، لأنه يأوي إلى ركن شديد، ويستمد قوته من القوي المتين،
والمؤمن الحق لا يحزن على ما فاته لأن رجاءه في الله تعالى وحده،
والمؤمن الحق هو الأعلى بإيمانه على كل قوى الأرض،
إن الايمان الحق بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من الهدى والنور، والقائم على التوحيد الخالص لله تعالى نقطة الانطلاق في الإصلاح والإرشاد، وتحقيق النقلة النوعية التي تتطلع إليها الأمة للخروج من " جحر الضب " الذي عاشت فيه طويلا بفعل ثقافة الالتحاق والاستلاب، وغياب ثقافة الاستقلالية والانعتاق، خاصة مع يقيننا الذي لا يتزعزع بمقولة الامام مالك رحمه الله : " لا يصلح آخر هذه الأمة الإسلامية إلا بما صلح به أولها "، ومن ثم يصبح من المهم الرجوع إلى نقاوة الإسلام الأولى، وبها نستطيع أن نتسلط على المخاوف والأحزان وندحض براهين المنافقين الجهلاء.
وعن غفلة الأمة، وتفرق كلمتها، وما أدى إليه ذلك من واقع أليم تعيشه الأمة اليوم يقول " الغزالي " (8) رحمه الله : " .....وشر المعارك أن يكون المرء معتلا، إذا لم يقع لقوة عدوه، وقع لخور فى نفسه !! أو أن يكون سيئ الحظ فتزل قدمه، أو يختلج عرق فى بدنه فيتراجع !! ومعارك المسلمين على امتداد التاريخ تتعرض لهذه الأنواع، على أن العلة الدائمة لهزائمهم لا تجئ من كلب العدو عليهم، قدر ما تجئ من تفرق كلمتهم، واختلال صفوفهم، فمصائبهم من أنفسهم دائما، فإذا صحوا من غفوتهم رجعت لهم الدولة، وهذا ما أكده قوله تعالى : " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "،
إن هذه القاعدة التي تناولناها في هذه الحلقة تهتف بالمسلمين في كل زمان ومكان هتافا مباركا كريما ملؤه الأمل والرجاء وهما أمران تحتاجهما الأمة اليوم بشدة، إنه الهتاف الذي يستحث المسلمين : " أيها المسلمون، أيها المؤمنون ما عليكم إلا أن تحققوا حقيقة الإيمان شعورا وعقيدة وعملا وسلوكا، فإذا ما حققتم شرط الايمان فأنتم الأعلون فلا تحزنوا، وأنتم الأعلون فلا تهنوا، وأنتم الأعلون، على كل الأمم، ومنهجكم الأعلى على كل المناهج، ...!! ولن يجعل الله للكافرين علي المؤمنين- الذين حققوا شرط الإيمان - سبيلا.
والمسلم – كما نعلم - يتقلب بين الخوف والرجاء، والترهيب والترغيب، والوعد والوعيد، والإنذار والابشار، لذلك عليه أن يجعل دنياه مزرعة لآخرته، فيعمل لمعاده كما يعمل لمعاشه، ويعمل لغده كما يعمل ليومه، ويعمل لآخرته كما يعمل لدنياه، هكذا يوجه الله عباده في القران..الذي نزل من عل..! من فوق سبع سماوات..!.
والمؤمن في الجنة يرجو كذلك الفردوس الأعلى... فلقد ثبت عن أنس رضي الله عنه أن أم الربيع بنت البراء رضي الله عنها، وهي أم حارثة بنت سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ألا تحدثني عن حارثة، وكان قتل يوم بدر فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه بالبكاء، فقال يا أم حارثة إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى " ( رواه البخاري )
*************
الهوامش والاحالات :
===========
(1) - محمد متولي الشعراوي : " تفسير الشعراوي "، مطابع أخبار اليوم، القاهرة، ج 1، ص ص : 529 – 530،
(1) - غزوة احد وقعت في يوم السبت السابع من شوال في السنة الثالثة للهجرة، والتي تصادف 23 مارس 625 م بين المسلمين في يثرب بقيادة الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واهل مكة من قريش وبعض كنانة والاحابيش وثقيف، كانت قوة المسلمين تقدر بحوالي 700 مقاتل، وقوة اهل مكة واتباعها تقدر بحوالي 3000 مقاتل، منهم 1000 من قريش، و2000 من الاحابيش وهم بنو الحارث بن عبد مناة من قبيلة كنانة، و100 من ثقيف، وكان في الجيش 3000 بعير، و200 فرس، و 700 درع، وكانت القيادة العامة في يد ابي سفيان بن حرب سيد كنانة وعهدت قيادة الفرسان لخالد بن الوليد يعاونه عكرمة بن ابي جهل،
ولقد تمكن جيش المشركين من تحقيق نصر عسكري بواسطة هجمة مرتدة سريعة بعد نصر اولي مؤقت للمسلمين، الذين انشغل بعضهم بجمع الغنائم وترك مواقعهم الدفاعية التي تم التخطيط لها قبل المعركة، وتمكن بعض افراد جيش مكة من الوصول الى الرسول محمد واصابته فشج جبهته عبد الله بن شهاب الزهري القرشي، واستطاع عبد الله بن قمئة الليثي الكناني اصابة انفه، وكسر عتبة بن ابي وقاص الزهري القرشي رباعية النبي عليه السلام وجرح شفته السفلى، ويعتقد المؤرخون ان من الاسباب الرئيسية للهزيمة العسكرية للمسلمين هو مغادرة المواقع الدفاعية من قبل 40 راميا من اصل 50 تم وضعهم على جبل يقع على الضفة الجنوبية من وادي مناة، وهو ما يعرف اليوم بجبل الرماة، والاشاعة عن مقتل النبي محمدا صلى الله عليه وسلم، و " صرخة الشيطان " التي كان مفادها " الا ان محمدا قد قتل "، ورجوع عبد الله بن قمئة الكناني الى المشركين قائلا: " الا قتلت محمدا " بحسب المصادر التاريخية الاسلامية
(2) – كما في الحديث الصحيح عن البراء رضي الله عنه قال : لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النبي صلى الله عليه وسلم جيشا من الرماة، وأمر عليهم عبد الله، وقال: (لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا). فلما لقيناهم هربوا حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل، رفعن عن سوقهن، قد بدت خلاخلهن، فأخذوا يقولون، الغنيمة الغنيمة، فقال عبد الله: عهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن لا تبرحوا، فأبوا، فلم أبوا صرفت وجوهم، فأصيب سبعون قتيلا، وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: (لا تجيبوه). فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: (لا تجيبوه). فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال إن هؤلاء قتلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه، فقال: كذبت يا عدو الله، أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيإن: اعل هبل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أجيبوه). قالوا: ما نقول؟ قال:(قولوا: الله أعلى وأجل). قال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أجيبوه). قالوا: ما نقول؟ قال: (قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم). قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، وتجدون مثلة، لم آمر بها ولم تسؤني.( أخرجه البخاري في صحيحه )،
(3) - محمد الغزالي : " نحو تفسير موضوعي للقرآن الكريم "، دار الشروق، القاهرة، 2000م، ط4، ص : 396
(4) - سيد قطب : " في ظلال القران "، دار الشروق، القاهرة، ط 38، 2005م، تفسير الآية،
(5) - محمد متولي الشعراوي : " تفسير الشعراوي "، مطابع أخبار اليوم، القاهرة، ج 1، تفسير سورة آل عمران،
(6) - ورقة بن نوفل، هو أحد الحنفاء في الجاهلية اسمه : ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى بن قصى الذى يجتمع نسبه مع نبي الاسلام في قصى بن كلاب الجد الرابع لنبي الاسلام . و في صحيح مسلم، خبر ذهاب خديجة و محمد له، فقالت له خديجة : أي عم! اسمع من ابن أخيك، قال ورقة بن نوفل : يا ابن أخي! ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله خبر ما رآه، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا ( فيها أي : النبوة، والمعنى : يا ليتني أكون عند ظهورها حتى أبالغ في نصرتها وحمايتها، وجذعا : الجذع أصله في أسنان الدواب ما كان شابا فتيا )، يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَوَمُخْرِجِيَّ هم؟ " قال ورقة : نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عُوْدِيَ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا " ( أخرجه مسلم في صحيحه )،
(7) - سيد قطب : " مرجع سبق ذكره "، ج2، ص : 65 – 266،
(8) - محمد الغزالي : " نحو تفسير موضوعي للقرآن الكريم "، دار الشروق، القاهرة،، ط4، 2000م ، ص : 36،
****************
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: