البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من قواعد النصر في القران الكريم – 6 – ولينصرن الله من ينصره

كاتب المقال د - أحمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4440


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


" ...ونصر الله من المؤمنين هو : اتباع شريعته ونصر دينه والقيام بحقه، وليس هو سبحانه في حاجة إلى عباده بل هم المحتاجون إليه كما قال عز وجل :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ } ( فاطر : 15 – 17 )، فالناس كلهم جنهم وإنسهم ملوكهم وعامتهم كلهم في حاجة إلى ربهم وكلهم فقراء إلى الله والله سبحانه هو الغني الحميد، فنصره سبحانه هو نصر شريعته وهو نصر دينه هذا هو نصره، نصر ما بعث به رسوله وأنزل به كتابه الكريم، فإذا قام المسلمون بنصر دينه والقيام بحقه ونصر أوليائه نصرهم الله على عدوهم ويسر أمورهم وجعل لهم العاقبة الحميدة كما قال تعالى : {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }( هود : 49)، وقال سبحانه :{ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } ( آل عمران : 120 )، والصبر والتقوى يكونان : بنصر الله، والقيام بدينه سبحانه، والتواصي بذلك في السر والجهر في الشدة والرخاء في حال الجهاد وما قبله وما بعده وفي جميع الأحوال " ( الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز )

" هناك قوانين عند الله لا تتعطل، ومؤدى هذه القوانين : من نصر الله نصره الله، ومن نصر دين الله نصره الله عز وجل، ومن حافظ على دين الله حافظ الله عليه، ومن اتقى الله سار في بلاد الله آمناً، وعاش مطمئناً، ومات منصوراً، ومن يتق الله خاف الناس منه وتهيبوه وأحبوه ......." ( عمر عبد الكافي )

***************
الحمد لله ربع العالمين، نحمده سبحانه ونشكره على ما أولانا من النعم، فأوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية، وأشد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى، المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للسالكين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :

هذا هو موعدنا مع القاعدة السادسة من قواعد النصر الإلهي لهذه الأمة كما جاءت في آيات القرآن الكريم، ومؤدى هذه القاعدة :
أن نصر الله للأمة متوقف على نصرها لله عز وجل، { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }( الحج : 40 )، أي : من اجتهد في نصرة دين الله، فإن الله ناصره على عدوه، إن الله لَقوي لا يغالَب، عزيز لا يرام، قد قهر الخلائق وأخذ بنواصيهم، وهي سنة كونية ثابتة، وقانون سار لا يتغير ولا يتبدل،
سياق الآية :
ولما كان السياق القرآني (1) يعد من أبرز القرائن المعينة على فهم النص وتفسيره تفسيراً صحيحاً يكشف – الى حد بعيد - عن المراد منه، إذ من المهم أن تُربَط الآية بالسّياق الذي وردت فيه، ولا تُقطَع عمّا قبلها و ما بعدها، للوصول إلى الفهم الصحيح لها، فإننا لو نظرنا إلى سياق الآية التي نحن بصددها والتي تبرز لنا القاعدة المشار إليها لوجنا أنها جاءت في السياق التالي، قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ{38} أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ{39} الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ{40} الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ{41}( الحج )،

وبالنظر إلى هذه الآيات، وما جاء بصددها في كتب التفسير نجد أنها بدأت بإبراز حقيقة قرآنية هامة، والتأكيد على إحدى السنن الربانية ذات الصلة الوثيقة بالقاعدة التي نتحدث عنها، تلك السنة التي من شأنها أن تشيع الطمأنينة والثقة والسكينة في قلوب المؤمنين، حيث تقرر الآيات : أن الله تعالى يتولى الدفاع عن عباده المؤمنين وأوليائه الصالحين، فيدفع عنهم عدوان الكفار، وكيد الأشرار ; وتدبير الفجار، وهو سبحانة القادر على ذلك لأنه عز وجل لا يحب كل خوَّان لأمانة ربه، جحود لنعمته سبحانه،
وتنتقل الآيات إلى الإذن للمسلمين بقتال أعدائهم لرد ظلمهم وعدوانهم، فلقد كان المسلمون في أول أمرهم ممنوعين من قتال الكفار طيلة الفترة المكية من الدعوة، مأمورين بالصبر على أذاهم، فلما بلغ أذى المشركين مداه، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم من " مكة " مهاجرًا إلى "المدينة "، وأصبح للإسلام قوة، أَذِنَ الله للمسلمين في القتال ؛ بسبب ما وقع عليهم من الظلم والعدوان، وتطمئن الآيات قلوب المؤمنين حتى لا يعتريها أدنى ريب أو أقل شك حين تقرر لهم أن الله تعالى قادر على نصرهم وإذلال عدوِّهم وخذلانه،

وتنتقل الآيات إلى ملمح آخر : حين تصف حال المسلمين وواقعهم يومئذ حيث أُلجئوا إلى الخروج من ديارهم، لا لشيء فعلوه إلا لأنهم أسلموا وقالوا : ربنا الله وحده، ثم تقرر الآيات سنة ربانية أخرى وهي " سنة التدافع " ومؤداها أنه لولا ما شرعه الله من دَفْع الظلم والباطل بالقتال، لَهُزِم الحقُّ في كل أمة، ولخربت الأرض، وهُدِّمت فيها أماكن العبادة من صوامع الرهبان، وكنائس النصارى، ومعابد اليهود، ومساجد المسلمين التي يصلُّون فيها، ويذكرون اسم الله فيها كثيرًا،
ثم تأتي القاعدة التي نحن بصددها فتقرر أن من اجتهد في نصرة دين الله، فإن الله ناصره على عدوه لا محالة،

ويختم السياق الذي أشرنا إليه بذكر بعض صفات وسمات أولئك الذين وعدهم الله بنصره، إنهم أولئك " الذين إنْ مكَّنَّاهم في الأرض، واستخلفناهم فيها بإظهارهم على عدوهم، أقاموا الصلاة بأدائها في أوقاتها بحدودها، وأخرجوا زكاة أموالهم إلى أهلها، وأمروا بكل ما أمر الله به مِن حقوقه وحقوق عباده، ونَهَوْا عن كل ما نهى الله عنه ورسوله، ولله وحده مصير الأمور كلها، والعاقبة للتقوى والمتقين "( التفسير الميسر )،

ولمزيد من الإيضاح نقول : إننا إذا نظرنا إلى الواقع الذي سجلته الآيات السابقة للآية المتضمنة لقاعدة النصر هنا لوجدنا : " أن قوى الشر والضلال والاستكبار والطغيان كانت تعمل عملها في تلكالبقعة من الأرض , والمعركة مستمرة بين الخير والشر، والهدى والضلال ; والصراع قائم بين قوى الإيمان وقوى الطغيان منذ أن خلق الله الإنسان وسيظل قائما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالشر جامح والباطل مسلح . وهو يبطش غير متحرج , ويضرب غير متورع ; ويملك أن يفتن الناس عن الخير إن اهتدوا إليه , وعن الحق إن تفتحت قلوبهم له، فلا بد للإيمان والخير والحق من قوة تحميها من البطش , وتقيها من الفتنة وتحرسها من الأشواك والسموم،

ولم يشأ الله أن يترك الإيمان والخير والحق عزلا تكافح قوى الطغيان والشر والباطل، اعتمادا على قوة الإيمان في النفوس وتغلغل الحق في الفطر , وعمق الخير في القلوب، فالقوة المادية التي يملكها الباطل قد تزلزل القلوب، وتفتن النفوس، وتزيغ الفطر، وللصبر حد وللاحتمال أمد , وللطاقة البشرية مدى تنتهي إليه . والله أعلم بقلوب الناس ونفوسهم، ومن ثم لم يشأ أن يترك المؤمنين للفتنة , إلا ريثما يستعدون للمقاومة، ويتهيأون للدفاع , ويتمكنون من وسائل الجهاد، . وعندئذ أذن لهم في القتال لرد العدوان .

وقبل أن يأذن لهم بالانطلاق إلى المعركة آذنهم أنه هو سبحانه الذي سيتولى الدفاع عنهم فهم في حمايته ورعايته وكنفه وكلاءته : { إن الله يدافع عن الذين آمنوا }، وأنه تعالى يكره ويمقت أعداءهم لكفرهم وخيانتهم فهم مخذولون حتما : {إن الله لا يحب كل خوان كفور }، وأنه حكم لهم بأحقية دفاعهم وسلامة موقفهم من الناحية الأدبية فهم مظلومون غير معتدين ولا متبطرين ولا متجبرين : {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا }، وأن لهم أن يطمئنوا إلى حماية الله لهم ونصره إياهم : {وإن الله على نصرهم لقدير }، وأن لهم ما يبرر خوضهم للمعركة فهم منتدبون لمهمة إنسانية كبيرة , لا يعود خيرها عليهم وحدهم , إنما يعود على الجبهة المؤمنة كلها ; وفيها ضمان لحرية العقيدة وحرية العبادة ، وذلك فوق أنهم مظلومون أخرجوا من ديارهم بغير حق : { الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا : ربنا الله }. . وهي أصدق كلمة أن تقال , وأحق كلمة بأن تقال، ومن أجل هذه الكلمة وحدها كان إخراجهم، فهو البغي المطلق الذي لا يستند إلى شبهة من ناحية المعتدين، وهو التجرد من كل هدف شخصي من ناحية المعتدى عليهم , إنما هي العقيدة وحدها من أجلها يخرجون , لا الصراع على عرض من أعراض هذه الأرض , التي تشتجر فيها الأطماع ; وتتعارض فيها المصالح ; وتختلف فيها الاتجاهات، وتتضارب فيها المنافع ! ووراء هذا كله تلك القاعدة العامة . . حاجة العقيدة إلى الدفع عنها : {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا }، والصوامع أماكن العبادة المنعزلة للرهبان , والبيع للنصارى عامة وهي أوسع من الصوامع , والصلوات أماكن العبادة لليهود . والمساجد أماكن العبادة للمسلمين، وهي كلها معرضة للهدم - على قداستها وتخصيصها لعبادة الله - لا يشفع لها في نظر الباطل أن اسم الله يذكر فيها , ولا يحميها إلا دفع الله الناس بعضهم ببعض . أي دفع حماة العقيدة لأعدائها الذين ينتهكون حرمتها , ويعتدون على أهلها . فالباطل متبجح لا يكف ولا يقف عن العدوان إلا أن يدفع بمثل القوة التي يصول بها ويجول . ولا يكفي الحق أنه الحق ليقف عدوان الباطل عليه , بل لا بد من القوة تحميه وتدفع عنه . وهي قاعدة كلية لا تتبدل ما دام الإنسان هو الإنسان .." (2) !
الحق جل جلاله يقسم على نصر من نصره :
نحن إذا أمام قاعدة قرآنية جليلة تفتح أبواب الأمل على مصراعيه أمام هذه الأمة لتراجع مسيرتها وواقعها في المرحلة الحرجة التي تمر بها اليوم، وتصحح من خلالها نظرتها للأمور، فهذا قَسَمٌ من رب العزة جل جلاله على نصر من ينصره سبحانه، ولذلك كانت اللام ونون التوكيد الثقيلة، وكان القسم من ذي العزة والجلال أن ينصر من ينصره بأن ينصر دينه ويطيع أوامره، ويجتنب نواهيه، ويكون معليا لكلمة الحق والإيمان {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} ( الروم :6 )، والكل اليوم في أمة الاسلام من أقصاها إلى أقصاها وهو يعايش تلك الهجمة الشرسة من أعدائها، الكل يتساءل في حيرة ودهشة : متى نصر الله؟ أما آن لهذا الليل أن ينجلي؟ أما آن للفجر أن ينبلج؟ أما آن للقيد أن ينكسر؟!، وهي تساؤلات لا شك أنها مشروعة، ولكن هذه القاعدة تجعلنا نعلم أننا غفلنا عن أن نسائل نفسنا مخلصين : ما دورنا في انجلاء الظلمة، وانبلاج الفجر، وتحطيم القيد؟!الطريق واضح ومحدد أن ننصر الله تعالى حتى يتحقق لنا النصر الذي نبغي ونريد (3)،

إن وعينا بهذه القاعدة القرآنية التي تربط نصر الله للمؤمنين بنصرهم لله يساعدنا على حل الإشكال الذي يعبر عنه الكثير من المسلمين اليوم إن تصريحا أو تلميحا، والمتعلق بالهزائم المتوالية التي منيت بها الأمة منذ سقوط دولة الخلافة وإلى اليوم، تلك الهزائم التي لم تترك مجالا من مجالات الحياة إلا وأصابته، وليس آخر تلك الهزائم ما نراه اليوم من تكالب الأعداء على مقدرات الأمة والحروب المستعرة اليوم في أغلب المجتمعات الاسلامية، فالكثير من المسلمين يتساءلون اليوم لماذا تأخر النصر الموعود للإسلام وأهله ؟، ولماذا لا يأذن الله تعالى بنشل الأمة وهدتها السيحقة، وحاضرها المظلم، وواقعها المهين ؟ أقول أن هذه القاعدة التي نحن بصددها تصحح الوضع وتغير السؤال إلى سؤال آخر يسبقه، مؤداه ما فعلنا كي ينصرنا الله على أعدائه وأعدائنا ؟ وهل نحن الآن حقا نستحق نصر الله ؟

وثمة مجموعة من الاجراءات التي يمكن لنا أن نستخلصها من القاعدة التي نحن بصددها، والتي نحسب أنه لا مجال لتغيير الوضع الراهن الذي تعيشه الأمة إلا بإعمال تلك الاجراءات ووضع السياسات والخطط للنهوض بها، تلك الاجراءات يمكن لنا أن نوجز بعضها فيما يلي :
- التغيير الذاتي والإعداد الذاتي، امتثالا لقول الله تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ( الأنفال : 53 )، وقوله تعالى : {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } ( الرعد : 11 )،

- إعادة بناء الوعي الإسلامي من جديد فكرا وأدبا وثقافة، وصولا بأفراد الأمة وجماعاتها ومجتمعاتها – حكاما وشعوبا - إلى "بناء قيمهم وفق نسق القيم الإسلامي" على أساس أن هذا هو الأصل الذي بدونه لا صلاح ولا إصلاح للمجتمع المسلم، وخصوصا ونحن في زمن شاع فيه داء التّخــــــاذل والهزيمة النفسية والانبهار بالآخر إلى حد الذوبان فيه، وتفشت فيه ثقافة الالتحاق، في أوساط المسلمين، تحتاج الأمة إلى وقفة مع النفس، لمعرفة ما تملك من كنوز لعل أثمنها وأعظمها وأخطرها على الإطلاق هذا الدين العظيم الإسلام، وهذا الكتاب الكريم الخالد الذي يحمل كلمة الله الوحيدة الصحيحة الباقية في دنيا الناس، يفجر طاقاتها إن أرادت، ويوجه مسيرتها، ويدفعها دفعا إلى تحصيل العلم النافع في الحياة الدنيا والآخرة، والإقبال على العمل الصالح في كافة دروب وجوانب الحياة لتحقيق النصر الذي تنشد، والتقدم الذي تريد، والنهضة التي تسعى إليها، وأن تعمل جاهدة على تحقيق شروط الصالح مع الله بعد أن طالت غفلتها، وبعدت الشقة بين واقعها وما كان من ماضيها التليد، تلك الشروط التي أوجزها قول الله تعالى : {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } ( الحج :41 )، فهل آن الأوان لتعود الأمة إلى رشدها، وتدرك : " أن المشروع الحضاري الغربي بما يقوم عليه من توجهات مادية علمانية، وما يعانيه من "خواء روحي" - على حد تعبير فرانسيس فوكوياما أحد كبار المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية في مقاله الشهير عن " نهاية التاريخ " ( والذي بالمناسبة يشير في ثناياه ضمنا إلى أن الإسلام يمثل الفكر والوعي الوحيد الذي يقدم بديلا سياسيا منافسا للمشروع الحضاري الغربي على الساحة الأيديولوجية في العالم المعاصر) - نقول أن على الأمة الاسلامية أن تدرك بيقين أن النموذج الغربي ليس صالحا في المدى البعيد لتوجيه المسيرة البشرية، خصوصا بعد ظهور الآثار المدمرة لهذا التوجه على الكثير من جوانب حياة المجتمعات الغربية بل وغير الغربية في مختلف دول العالم " (4)
- التأكيد على أهمية ومحورية دور علماء الأمة ودعاتها ومفكريها في بناء الوعي الاسلامي، ومواجهة الهجمات الشرسة الموجهة للدين الاسلامي ومقدسات الأمة ورموزها؟ إذ أن دورهم في هذا الصدد جد عظيم، وواجبهم كبير، وعليهم التصدي بكل ما أوتوا من قوة لبيان الحق والمنافحة عنه بالصفيح الأملج، ومواجهة محاولات تزييف الوعي، وإهدار ثوابت الأمة من قبل أعداء هذا الدين ومناوئيه من الخارج والداخل، والتصدي لمحاولات تثبيط الأجيال الشابة وبث عوامل اليأس والقنوط في نفوسهم، وكما قال العلامة ابن الوزير رحمه الله تعالى: (ولو أن العلماء رضي الله عنهم تركوا الذّبّ عن الحق خوفًا من كلام الخلق، لكانوا قد أضاعوا كثيرًا وخافوا حقيرًا) (5)
إن صمت فريق من العلماء والدعاة على ما يجري اليوم من تشويه لحقائق الاسلام، وقدح في ثوابته، وتقاعسهم عن معاضدة العدل، ونصرة الحق، لهو أمر جد خطير انطلاقا من أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، ولقد قال الله تعالى في كتابه الكريم : {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } ( آل عمران : 187 )، والأخطر من ذلك هو الدور الذي يمارسه فريق آخر من هؤلاء العلماء والدعاة فيما يعرف بـ " علماء السلطة " الذين لم يكتفوا بالصمت المرفوض والمستهجن، وإنما تمادوا في المجادلة عن المبطلين والمبتدعين، والمساهمة في تمرير أفكار ومشاريع الطغاة والمستبدين، والله سبحانه قد نهى عن ذلك صراحة فقال تعالى : فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِّلْكَافِرِينَ }( القصص : 86 )، وقال حكاية عن موسى عليه السلام : {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ } ( القصص : 17 )، أو ما قرأ هؤلاء المغرورين المخادعين قول الله تعالى : { فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ }الأنعام89 )، وقوله تعالى : { وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ( التوبة : 39 )،
وقال " العز بن عبد السلام " : "... أوجب الله على العلماء إعزاز الدين وإذلال المبتدعين، فسلاح العالم علمه، كما أن سلاح الملك سيفه وسنانه، فكما لا يجوز للملوك إغماد أسلحتهم عن الملحدين والمشركين؛ لا يجوز للعلماء إغماد ألسنتهم عن الزائغين والمبتدعين، فمن ناضل عن الله وأظهر دين الله، كان جديرًا أن يحرسه الله تعالى بعينه التي لا تنام، ويُعزَّه بعزّه الذي لا يُضام، خصوصا، وقد قال القشيري : سمعت أبا علي الدّقّاق يقول : من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس، فالسّاكتون عصاة آثمون، مُندرجون تحت قوله تعالى: كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون (6)

وأزعم أننا في زمان قلّ فيه من يساعد على نصرة الحق، والتحذير من أهل الباطل، وكثُر فيه المثبّطون عن ذلك، فلا حول ولا قوة إلا بالله،

- العناية بدراسة السيرة النبوية المشرفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، فبالدراسة المتعمقة لمواقف السيرة واستخلاص دروسها وعبرها يستعيد المسلمون ثقتهم بأنفسهم، ويستعيدون ثقتهم بنصر الله، ويوقنون بأن الله تعالى معهم وناصرهم، إن هم قاموا بحقيقة العبودية له، والانقياد لشريعته، ونصرة دينه وكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،

- أنه لا بد للأمة الإسلامية أفراداً وجماعات، من أن تنصر الله تعالى في الرجوع إلى دينه بحق وصدق، وتأخذه بقوة وجد ؛ فتتمسك بأوامره، وتنتهي عن نواهيه وزواجره، لتستحق بعد ذلك نصر الله تعالى وتأييده وعونه والتمكين والاستخلاف، لماذا لأنها نصرت الله تعالى بطاعته وتوحيده، والدخول في سلم الإسلام كافة، وهذا شرط لا بد من تحقيقه واستيفائه ابتداءً وأولاً ليتحقق النصر لهذه الأمة ؛ لأن مفهوم المخالفة للقاعدة التي نحن بصددها يقتضي أن من لا ينصر الله لا ينصره الله , وهذا أمر مهم جداً، لا يجوز نسيانه أو التفريط و والاستهانة به .. والقرآن يعلمنا قاعدة هامة مؤداها أن من نسي الله، نسيه الله وتركه لنفسه الضعيفة قال تعالى : {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }( السجدة : 14 )، .. وقال تعالى : {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }( طه : 126 )، وقال تعالى : {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }( التوبة : 67 )، وقال تعالى : {الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }( الأعراف : 51 )، وثمة قاعدة أخرى مؤداها أن من نسي الله أنساه الله نفسه، قال تعالى : {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }( الحشر : 19 )،
- أن يوقن المؤمنون بأن النصر قد يبطئ عن الأمة المؤمنة لحكمة : فالنصر قد يبطى ء على الذين ظلموا وأخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا : ربنا الله، فيكون هذا الإبطاء لحكمة يريدها الله تعالى :
- قد يبطى ء النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها , ولم يتم بعد تمامها، ولم تحشد بعد طاقاتها , ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات، فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكا لعدم قدرتها على حمايته طويلا !
- وقد يبطى ء النصر حتى تبذل الأمة المؤمنة آخر ما في طوقها من قوة , وآخر ما تملكه من رصيد , فلا تستبقي عزيزا ولا غالبا , لا تبذله هينا رخيصا في سبيل الله .
- وقد يبطى ء النصر حتى تجرب الأمة المؤمنة آخر قواها , فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من اللهلا تكفل النصر . إنما يتنزل النصر من عند الله عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعدها إلى الله .
- وقد يبطى ء النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله , وهي تعاني وتتألم وتبذل ; ولا تجد لها سندا إلا الله , ولا متوجها إلا إليه وحده في الضراء . وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن به الله . فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها به الله .
- وقد يبطى ء النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها وتضحياتها لله ولدعوته فهي تقاتل لمغنم تحققه , أو تقاتل حمية لذاتها , أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها . والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله , بريئا من المشاعر الأخرى التي تلابسه . وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل ليرى . فأيها في سبيل الله . فقال:" من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " .
كما قد يبطى ء النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير , يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصا , ويذهب وحده هالكا , لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار !
وقد يبطى ء النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماما . فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصارا من المخدوعين فيه , لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله ; فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة . فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عاريا للناس , ويذهب غير مأسوف عليه من ذي بقية !
وقد يبطى ء النصر لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الحق والخير والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة . فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها معها قرار . فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر , ولاستبقائه ! ،
من أجل هذا كله , ومن أجل غيره مما يعلمه الله , قد يبطى ء النصر , فتتضاعف التضحيات , وتتضاعف الآلام . مع دفاع الله عن الذين آمنوا وتحقيق النصر لهم في النهاية (7)
- أن للنصر تكاليفه وأعباؤه :

وللنصر تكاليفه وأعباؤه حين يتأذن الله به بعد استيفاء أسبابه وأداء ثمنه , وتهيؤ الجو حوله لاستقباله واستبقائه : {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز . الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة , وآتوا الزكاة , وأمروا بالمعروف , ونهوا عن المنكر ; ولله عاقبة الأمور). .
فوعد الله المؤكد الوثيق المتحقق الذي لا يتخلف هو أن ينصر من ينصره . . فمن هم هؤلاء الذين ينصرون الله , فيستحقون نصر الله , القوي العزيز الذي لا يهزم من يتولاه ? إنهم هؤلاء : {الذين إن مكناهم في الأرض}. . فحققنا لهم النصر , وثبتنا لهم الأمر . . {أقاموا الصلاة } فعبدوا الله ووثقوا صلتهم به , واتجهوا إليه طائعين خاضعين مستسلمين . . { وآتوا الزكاة }. . فأدوا حق المال , وانتصروا على شح النفس , وتطهروا من الحرص , وغلبوا وسوسة الشيطان , وسدوا خلة الجماعة , وكفلوا الضعاف فيها والمحاويج , وحققوا لها صفة الجسم الحي - كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " . . {وأمروا بالمعروف }. . فدعوا إلى الخير والصلاح , ودفعوا إليه الناس . . {ونهوا عن المنكر }. . فقاوموا الشر والفساد , وحققوا بهذا وذاك صفة الأمة المسلمة التي لا تبقى على منكر وهي قادرة على تغييره , ولا تقعد عن معروف وهي قادرة على تحقيقه . .

هؤلاء هم الذين ينصرون الله , إذ ينصرون نهجه الذي أراده للناس في الحياة , معتزين بالله وحده دون سواه . وهؤلاء هم الذين يعدهم الله بالنصر على وجه التحقيق واليقين . فهو النصر القائم على أسبابه ومقتضياته . المشروط بتكاليفه وأعبائه . . والأمر بعد ذلك لله , يصرفه كيف يشاء , فيبدل الهزيمة نصرا , والنصر هزيمة , عندما تختل القوائم , أو تهمل التكاليف: {ولله عاقبة الأمور}. .
إنه النصر الذي يؤدي إلى تحقيق المنهج الإلهي في الحياة . من انتصار الحق والعدل والحرية المتجهة إلى الخير والصلاح . المنظور فيه إلى هذه الغاية التي يتوارى في ظلها الأشخاص والذوات , والمطامع والشهوات . .
وهو نصر له سببه . وله ثمنه . وله تكاليفه . وله شروطه . فلا يعطى لأحد جزافا أو محاباة ولا يبقى لأحد لا يحقق غايته ومقتضاه . .(8)

وقد جاءت فى القرآن الكريم آيات – يتعلق بها المتمنون على الله الامانى – تربط نصر الله لعباده المؤمنين بمجرد تحقق الايمان كقوله تعالى ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) وقوله عز شأنه ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ) وكل ما كان من هذا القبيل يجب أن يحمل على ارادة الايمان بحوافزه وشرائطه، لأن مجرد الايمان من غير إعداد نفسى وفكرى بالعمل الصالح والعلم النافع ودون إعداد مادى بالقوة المرهبة للعدو، ونصرة الله ورسوله ودينه وشرعه، أقول أن مجرد الإيمان إذا خلا من كل هذا فإنه لا يعد إيمانا حقيقيا، والتعويل عليه وحده لا يتفق مع سنن الله تعالى فى إنزال نصره على المجاهدين فى سبيله، فيجب توحيد النصوص فى ظل السنن الالهية أن يُرد المطلق إلى المقيد، والعام إلى الخاص تحقيقاً للتوازن العملى بين موقف المسلمين وموقف أعدائهم، غير أن القرآن قد يعنى فى النصوص المطلقة بيان أن الايمان هو الاساس فى تحقيق النصر على أعداء الاسلام،

ألا فليتق الله المسلمون في دينكم، وليعملوا على نصرته، ورفع رايته، والذود عن حياضه، فمن ينصر الله ينصره، فيرفع قدره، ويعلي شأنه، ويتولى أمره، ويخذل عدوه، ويكبت خصمه، ويخزي من كاده.
ولعله من المناسب أن نذكر هنا بأن التقصير في الأمة ليس بالشرط حاصل ممن يقع عليهم كيد الأعداء وتنكيلهم وذبحهم, بل ربما كانوا هم من الأقرب إلى الله، وكان ما يحدث لهم رفع لدرجاتهم وإكرام من الكريم لهم. ولكن المشكلة مشكلة أمة بكاملها عجزت عن حماية أبنائها وإخوانها وهم يذبحون ويشردون ويضطهدون أمام أعينها, وهذا العجز ناتج عن التقصير في التمسك الحق الكامل بأوامر الله, والذي يجعلنا في وضع ضعيف؛ لأننا نُبعدُ بذلك عن أهم سلاح وأهم مصدر قوة لنا.. صدقنا مع الله وإرضاؤنا له, والذي هو أساس فلاحنا وتقدمنا الحقيقي في كل الأمور.
بل حتى الفتن التي تحدث لنا وبيننا لا شك في علاقتها بهذه السنة الربانية، وهي قربنا من الله أو بعدنا عنه سبحانه, وإن كنا بلا شك نلمس دور أعداء الدين الكبير في بث الفتن بين المسلمين وإثارتها وزرعها وتأجيجها.
ولكن لا ولن يضرنا كيد الأعداء إن كنا حقاً متقين لله ولو تألمنا قليلاً. فبصبرنا وبتقوانا لله يكون النصر والعاقبة والفلاح والسلامة لنا, قال تعالى : {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا} ( آل عمران :120), ووقتها ستحدث وستُبارك وحدة الأمة التي من أهم أسباب عدم تحققها ذنوب ومعاصي وانحرافات عن شرع الله وما يرضاه. فأمة الإسلام لا فلاح لها ولا نصر بدون تحقيق إرضاء الله والسير على نهجه في كل الأمور, وهذا الطريق هو الذي سيقودها لكل خير, ويقودها للتقدم حتى في النواحي المادية والعسكرية التي تعينها على التمكين.
ولنتذكر أنه حتى لو حصل تقدم علمي وعسكري وحتى لو افترضنا أن الأمة اتحدت فلا فلاح ولا نصر حقيقي بدون تحقيق الأوبة للكريم وإرضائه والسير في الطريق {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}..الآية (الرعد:11).
فإلى طريق الفلاح يا أمة الخير لنُعَزَّ ونُمكَّن ونَحْمِي إخواننا المضطهدين في شتى بقاع العالم, بل ونحمي أنفسنا من شرور قد تصلنا, ونرد كيد الكائدين وفتنهم, ونعود قادة للعالم ليسعد كل العالم,.. {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} (الحج:40) (9)،

وختاما : فإننا نقرر أن الأمة بفهمها للقاعدة القرآنية التي أوردناها في هذه الحلقة من سلسلة قواعد النصر : { ولينصرن الله من ينصره }، ستؤجل السؤال ما انفك المسلمون يطرحونه منذ عشرات السنين، وسيحل محله السؤال الأولى : إذا كان الله تعالى أقسم على أن ينصر من ينصره، وأكد القسم، فهل بالفعل نصرنا الله تعالى حقا حتى يتحقق لنا وعد الله،

هل نصرنا الله إيمانا وتوحيدا وإخلاصا وقولا وعملا وجهادا وتمكينا لدينه، وتطبيقا لشرعه والتزاما بمنهجه، هل نصرنا الله في أنفسنا بامتثال أوامره واجتناب نواهيه حتى يتحقق لنا النصر، نصرنا الله عز وجل على أرضنا ؟ هل نصرنا الله عز وجل فيما بيننا ؟
هل نصرنا الله بإقامة شرعه وتطبيقه على أنفسنا فالتزمنا بأوامر ربنا واتبعنا سنة نبينا ؟! لا شك أننا جميعًا نعرف الإجابة على هذا السؤال لأن كل واحد منا أدرى بنفسه من غيره، أوما قرأنا قول الله تعالى : { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ } ( الأنبياء :105)، فهل نحن صالحون بحيث تنطبق علينا هذه الآية فيورثنا الله الأرض؟! أوما قرأنا قول الله تعالى : { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ }( الحج :41 )، فهل أقمنا الصلاة وأدينا الزكاة، وأمرنا بالمعروف، ونهينا عن المنكر، أم أن الكثير منا قد ضيع الصلاة وتحايل على الزكاة ورأى المنكرات فسكت ولم يأمر بالمعروف حتى أقرب الناس إليه؟!

وهكذا ستجد الأمة نفسها أمام قائمة طويلة من الأسئلة الهامة التي تثيرها هذه القاعدة وهي أسئلة معروفة الإجابات غفلنا عنها كثيرا، وعن طريق الاجابة على تلك القائمة من الأسئلة ستظهر لنا الإجابة على ذلك السؤال الكبير، لماذا تأخر النصر ؟ ولماذا لم يتحقق وعد الله للأمة بالنصر ؟ وهنا سيتبين لنا يقينا أن الأمة اليوم بحاجة إلى عودة حقيقية إلى ربها ودينها وكتابها وسنة رسولها، بحاجة ماسة إلى توبة صادقة ليتحقق لها موعود الله بالنصر. ومع ذلك كله نقول: إننا على ثقة بأن الأمة الإسلامية اليوم وإن هزمت في كثير من الميادين فإن الغلبة لها بإذن الله، والعزة والنصر والتمكين، وعدًا من الله والله لا يخلف الميعاد، وإلا فسيتحقق فينا قول الله تعالى : {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التوبة39 )، والمعنى : إن لا تنفروا أيها المؤمنون إلى قتال عدوكم ينزلِ الله عقوبته بكم, ويأت بقوم آخرين ينفرون إذ ا استُنْفروا, ويطيعون الله ورسوله, ولن تضروا الله شيئًا بتولِّيكم عن الجهاد, فهو الغني عنكم وأنتم الفقراء إليه. وما يريده الله يكون لا محالة. والله على كل شيء قدير من نصر دينه ونبيه دونكم.( التفسير الميسر )، وقوله تعالى : وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }محمد38 )، والمعنى : وإن تتولوا عن الإيمان بالله وامتثال أمره يهلكُّم, ويأت بقوم آخرين, ثم لا يكونوا أمثالكم في التولي عن أمر الله, بل يطيعونه ويطيعون رسوله, ويجاهدون في سبيله بأموالهم وأنفسهم.( التفسير الميسر )،
والله تعالى نسأل أن يرد الأمة إليه ردًا جميلًا، والله القادر والمستعان،

***************************

الهوامش والاحالات :
=============
(1) - السياق القرآني هو جزء من السياق بعمومه في معناه العام، ومن مجموع المعاني اللغوية التي ذكرها علماء اللغة يتضح لنا أن كلمة السياق تدور حول عددٍ من المعاني منها : التتابع واللحوق، والانقياد، وحدْو الشيء، والجلب للشيء، والسرد، وهذا ما تؤكده قراءة المعاصرين لمعنى السياق، ويقول صاحب كتاب " دلالة السياق منهج مأمون لتفسير القرآن": "إن كلمة ساق تثير في الذهن معنى لحوق شيء لشيء آخر، واتصاله به، واقتفائه أثره كما تثير معنى الارتباط، والتسلسل، والانتظام في سلك واحد." أنظر :
- عبد الوهاب الحارثي : " دلالة السياق منهج مأمون لتفسير القرآن الكريم " ،عمان، ط1، 1989م،
ويضيف صاحب كتاب " نظرية السياق القرآني " معنىً آخر لهذه الكلمة فيقول : إنّها تدل على : "انتظام متوالٍ في الحركة لبلوغ غاية محددة،" أنظر :
- المثنى عبدالفتاح محمود : " نظرية السياق القرآني، دراسة تأصيلية دلالية نقدية "، دار وائل للنشر، ط1،2008م،
وكثيرا ما يستعمل بعض المفسرين لفظة السياق بعبارات مرادفة يطلقونها في معنى السياق، ومنها : نظم الآية، نسق الآية، روح الآية، ظاهر الآية، ملاءمة الكلام، مقتضى الكلام، فحوى الكلام، الإطار العام، الجو العام، المعنى العام، القرينة، المقام، ونحوها، وهذه المصطلحات كلها معتمدة على النص الذي هو مناط السياق، أنظر :
- أحمد أبو زيد : " التناسب البياني في القرآن .. دراسة في النظم المعنوي والصوتي "، منشورات كلية الآداب - جامعة محمد الخامس، سلسلة رسائل وأطروحات رقم 19، مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء، 1992م
(2) - سيد قطب : " صراعنا مع اليهود فى ظلال القرآن "، جمع وإعداد: أنس عبد الرحمن، مكتبة دار البيان بالكويت ... وأصله : " فى ظلال القرآن" المجلد الرابع، ص ص 2424- 2428،
(3)- خالد أبو شادي : " يَنابيعُ الرَّجاء (30) سنة ربانية وبشارة إلهية "، المصدر :
http://ar.islamway.net/collection/10731/%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D8%A1
(4) – إبراهيم عبد الرحمن رجب : " الاسلام والخدمة الاجتماعية "، الثقافة المصرية للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 1421هـ /2000م، ص : 6،
(5) - ابن الوزير، محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل الحسني القاسمي، أبو عبد الله، عز الدين، من آل الوزير ( ت : 840هـ)، حققه وضبط نصه، وخرج أحاديثه، وعلّق عليه : شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط3، 1415 هـ - 1994 م، ج1، ص : 223،
(6) - الامام احمد بن حنبل ( ت : 241 ) : " الرد على الزنادقة والجهمية "، تحقيق : دعش بن شبيب العجمي، دار غراس للطباعة والتوزيع، الكويت، ط1، 2005م، مقدمة المحقق، ص : 13،
(7) - سيد قطب : " في ظلال القران "، دار الشروق، القاهرة، ط 38، 2005م، ج5، ص ص : 200 – 201،
(8) - سيد قطب : " نفس المرجع السابق "، دار الشروق، القاهرة، ط 38، 2005م، ج5، ص ص : 201 – 202،
(9) - احمد امين الشجاع : " دور الغرب في ازمات العالم الاسلامي تقارير وتحليلات " سلسلة أزمات العالم الاسلامي، موقع عودة ودعوة، الطبعة الأولى 1430هـ - 2009م، المصدر :
www.awda-dawa.com/link/daoor-algarb-book.doc

--------
أ.د/ أحمد بشير – جامعة حلوان، القاهرة



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تأملات، النصر الإلاهي، الفاعلية، العمل الإسلامي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - عادل رضا، علي عبد العال، إسراء أبو رمان، أبو سمية، صفاء العربي، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د. مصطفى رجب، منجي باكير، رشيد السيد أحمد، محمد شمام ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مجدى داود، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد عمر غرس الله، د - محمد بن موسى الشريف ، سيد السباعي، تونسي، د- هاني ابوالفتوح، صلاح الحريري، صلاح المختار، عبد الله الفقير، العادل السمعلي، رافع القارصي، ياسين أحمد، د. أحمد بشير، ضحى عبد الرحمن، عبد الله زيدان، فوزي مسعود ، مراد قميزة، د - محمد بنيعيش، رافد العزاوي، محمود طرشوبي، د- محمود علي عريقات، فتحـي قاره بيبـان، رمضان حينوني، محمد الطرابلسي، عبد الغني مزوز، إياد محمود حسين ، حاتم الصولي، محمود فاروق سيد شعبان، مصطفى منيغ، خبَّاب بن مروان الحمد، يزيد بن الحسين، د - مصطفى فهمي، محمد يحي، سلوى المغربي، صالح النعامي ، أحمد الحباسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - الضاوي خوالدية، صباح الموسوي ، حميدة الطيلوش، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الرزاق قيراط ، جاسم الرصيف، سفيان عبد الكافي، عمار غيلوفي، الناصر الرقيق، المولدي اليوسفي، عمر غازي، نادية سعد، مصطفي زهران، د- جابر قميحة، عزيز العرباوي، د. أحمد محمد سليمان، د.محمد فتحي عبد العال، محرر "بوابتي"، الهادي المثلوثي، د. خالد الطراولي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أنس الشابي، طارق خفاجي، خالد الجاف ، فتحي العابد، أشرف إبراهيم حجاج، محمد اسعد بيوض التميمي، سلام الشماع، فهمي شراب، حسن الطرابلسي، صفاء العراقي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، طلال قسومي، د - صالح المازقي، عواطف منصور، عراق المطيري، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامح لطف الله، إيمى الأشقر، وائل بنجدو، محمد العيادي، علي الكاش، يحيي البوليني، د. صلاح عودة الله ، المولدي الفرجاني، رضا الدبّابي، محمود سلطان، كريم فارق، د - شاكر الحوكي ، محمد أحمد عزوز، الهيثم زعفان، ماهر عدنان قنديل، حسن عثمان، د - المنجي الكعبي، سعود السبعاني، د. عبد الآله المالكي، فتحي الزغل، أحمد ملحم، د. طارق عبد الحليم، محمد علي العقربي، كريم السليتي، عبد العزيز كحيل، أحمد بوادي، محمد الياسين، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، أحمد النعيمي، بيلسان قيصر،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة