البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من قواعد النصر في القران الكريم – 5 – كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله

كاتب المقال د - أحمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5268


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


" بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء"( مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه )
قال النووي رحمه الله : " إن الإسلام بدأ في آحاد من الناس وقلة ثم انتشر وظهر ثم سيلحقه النقص والإخلال حتى لا يبقى إلا في آحاد وقلة أيضا كما بدأ "
وقال الألباني رحمه الله : " وفيه رد على من احتج بالكثرة وكتل كتل وجمع جمع وهذا مخالف لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم لأن الناجون هم الذين على الحق وإن كانوا أقل القليل فهم السواد الأعظم فإنهم الأعظمون قدرا عند الله وإن قلوا "

" كان لي خصوم ظلمة، فشكوتهم إلى أحمد بن أبي داود، وقلت: قد تضافروا عليَّ وصاروا يدًا واحدة، فقال: يد الله فوق أيديهم، فقلت له: إن لهم مكرًا، فقال: ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، قلت: هم من فئة كثيرة، فقال: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله " ( أبو العيناء )

***************
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد،

وما زال الحديث موصولا حول قواعد النصر وسننه في القرآن الكريم، ولقاؤنا ايوم مع القاعدة الخامسة من قواعد النصر كما جاء بها القرآن الكريم، وهي القاعدة التي يتضمنها قول الله تعالى : { ......كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ{249}( البقرة )
إنها سنة ربانية، وناموس إلهي، يجسد لنا حقيقة قد يغفل عنها الكثيرون، وقد تلتبس على كثير من الناس مؤداها أن الغلبة والنصر والفوز ليس مرتبطا بكثرة العدد، وكذلك الهزيمة ليست مرتبطة بقلة العدد، وهذا جانب من جوانب تفرد المفهوم الاسلامي للنصر والغلبة، والهزيمة والانكسار،
فمعايير الدنيا ومقاييسها تقول أن الكثرة تغلب القلة، لا بل إن مقاييس البشر تقول أن الكثرة تغلب الشجاعة !!!وهو مثل سائر بين عامة الناس، فجاءت هذه القاعدة لتصحح لنا هذا الفهم،
السياق القرآني الذي وردت فيه القاعدة :

جاءت هذه القاعدة الذهبية في سياق إحدى قصص القرآن الكريم وهي قصة " طالوت وجالوت " والتي عرضها القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة البقرة : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ{246} وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{247} وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{248} فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ{249} وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ{250} فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ{251} تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ{252} ( البقرة : 246 – 252 )،

إنها قصة بنى اسرائيل مع نبيهم وملكهم طالوت، حيث طالبوا بملك يحاربوا معه كى يستعيدوا قوتهم وامجادهم على أرض الله عز وجل،
والمعنى الاجمالي للقصة كما جاء في كتب التفسير هو : أن بني إسرائيل في زمن هذه القصة كانوا في حالة الاستضعاف في فترة من فترات حياتهم في الأرض المقدسة، حيث كانوا مضطهدين مهزومين أمام أعدائهم، وقد سلب أعداؤهم منهم " التابوت " الذي فيه سكينة من الله، وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون، وقد شعر القوم بالذل ومرارة الهزيمة والهوان، وكان هذا الشعور عند العامة والملأ، فأرادوا أن يغيروا واقعهم الذليل وأن يبدلوا ذلهم عزة، وهزيمتهم نصراً، وعلموا أن السبيل الوحيد لذلك هو الجهاد في سبيل الله، فماذا فعلوا ؟

- ذهبوا إلى نبي لهم – لا نعرف اسمه ولم يذكره القرآن - فقالوا له ابعث لنا ملكاً نقاتل معه في سبيل الله، فهم أرادوا أن يقاتلوا مع ملك ولم يريدوا أن يقاتلوا مع النبي،

- ولما كان نبيهم يعلم طبيعتهم المائعة، وهمتهم الرخوة، وأنهم لو أمروا بالقتال فسوف يرتدون عنه، وينكصون ويقعدون ويتقاعسون عن القتال، أخبرهم بذلك فأظهروا له الإيمان، وحب الجهاد، وإرادة الخلاص من الذل والصغار،

- فأخبرهم نبيهم – بوحي من الله تعالى – أن الله اختار لهم " طالوت " ملكا عليكم،

- فما كان منهم لأول وهلة إلا أن اعترضوا – كما هي طبيعتهم وعادتهم – وتبين الآيات أن سر اعتراضهم أن طالوت ليس من بيت الملك، ثم إنه فقير، ليس لديه المال الوفير الذي يؤهله للملك، فبين لهم نبيهم أن هذا هو اختيار الله تعالى لهم، وأن الله فضله عليهم بعلمه الغزير، وقوته الجسمية،
وأراد نبيهم أن يبين لهم بالتأكيد آية وعلامة على صحة تولي هذا الملك عليهم، بأنه سيأتيهم التابوت بدون قتال ولا حرب، ستحمله الملائكة وتأتي به إليهم، وهذا سيكون الدليل على أن طالوت هو الملك من عند الله تعالى،

- وفعلا وقعت المعجزة وجاءهم التابوت كما قال لهم نبيهم، فسلم القوم مكرهين ووافقوا على تملك طالوت، وتسلم الملك والسلطان،

- وعبأ طالوت ( الملك ) قومه للقتال وجهزهم لمحاربة الأعداء، وسار الجيش طويلا حتى أحس الجنود بالعطش.. فأراد طالوت أن يختبر حماستهم وطاعتهم، فقال الملك لجنوده من بني اسرائيل وقد أخذ منهم العطش كل مأخذ : سنصادف نهرا في الطريق، فمن شرب منه فليخرج من الجيش فإنه ليس مني، ومن لم يذقه، وإنما بل ريقه فقط فليبق معي في الجيش فإنه مني ..

- ولما وصلوا النهر عصوا طالوت وانكبوا على الماء وشربوا منه إلا قليلاً منهم التزموا الأمر وأطاعوه، فترك طالوت جموع العصاة المخالفين، وكانت هذه هي التصفية الأولى، وسار بالقلة الباقية المطيعة حتى وصل بهم إلى أرض المعركة، قال بعض المفسرين : لم يبق مع طالوت إلا ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا، لكن جميعهم كانوا من الشجعان، وكان جيش العدو كبيرا وقويا..

- فماذا حدث عندما تراءت الفئتان، شعر بعض - هؤلاء الصفوة - أنهم أضعف كثيرا وأقل عددا من جالوت وجيشه ( العدو ) وقالوا : كيف لنا أن نهزم هذا الجيش الجبار..فلا طاقة لنا اليوم بهم ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍!

- فشاء الله أن تحدث التصفية الثانية، فتراجع من جبن منهم ولم يبق مع طالوت إلا القلة القليلة المؤمنة الموقنة بنصر الله تعالى، الذين يظنون أنهم ملاقوا الله تعالى، وهم الذين قالوا : إن النصر ليس بالعدة والعتاد، إنما النصر من عند اللهتالى ..فــ { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ }، إنه الإيمان يفعل فعله العجيب في القلوب فيجعلها ثابتة راسخة كالجبال الراسيات،

- فدخلوا المعركة مؤمنين بالله متوكلين عليه، واثقين في نصره ، صابرين على بلواه، وبدأت المعركة، فطلبوا النصر من الله واستغاثوا به وتضرعوا إليه قائلين : { رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }(البقرة :250)،

- وحقق الله وعده، وأنزل نصره، فهزموهم بإذن الله، وبرز في المعركة داود عليه السلام ولم يكن نبياً ولا ملكاً وقت ذاك، برز بقوته وشجاعته وقتل جالوت وآل إليه الأمر بعد طالوت، ومن الله على داود بالملك والحكمة، وعلمه مما يشاء.
وتدل هذه القاعدة على عدد من الفوائد التي تؤسس لمفهوم النصر والهزيمة في الرؤية الاسلامية وهو ما يمثل جانبا هاما من جوانب تميزها عن الرؤية الوضعية، نوجزها فيما يلي :

- أن العبرة في النصر ليست بكثرة العدد والعدة، وإنما بالتأييد الإلهي، فالإيمان في المعارك والحروب بين المسلمين وأعدائهم هو العامل الأساسي والمرجح، ولذلك قال أبو الدرداء رضي الله عنه : " إنما تقاتلون بأعمالكم ..." ( أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد )، وفي الحديث : " هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم " ( أخرجه البخاري في صحيحه )، فإذا كانت الأعمال فاسدة، والضعفاء مهملون، والصبر قليل، والتوكل ضعيف، والتقوى زائلة، فلا سبيل إلى النصر البتة فإن الله ذكر أسباب النصر وشروطه فقال : { اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ } ( آل عمران :200)، وقال : { وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا } ( المائدة :23)، وقال : { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } ( النحل :128)، وقال : { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ } ( الحج :40 )، وقال : { إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }( الأنفال :45 )، فهذه بعض أسباب النصر وشروطه، وإذا كانت تلك الأسباب معدومة، وضعيفة وضئيلة لن يتأتى النصر، ولذلك انحسر سلطان المسلمين اليوم وكان ما كان، إن هذه القاعدة تبرز لنا دراسا مؤداه : أن بالإيمان يجبر النقص والضعف في العدد والعدة لدى المسلمين أمام أعدائهم، فإن اتصاف هذه الفئة القليلة – كما جاء في الآية الكريمة - بالصبر وتحليها به، وصد لجوئها إلى الله وتضرعها إليه عوضها النقص العددي لديها فنصرها الله تعالى .

- عدم الاغترار بالكثرة، ففي غزوة بدر غلبت الفئة القليلة الفئة الكثيرة وهم المشركون، وكذلك في غزوة حنين حين اغتر المسلمون بكثرة عددهموا هزموا وانكسروا في البداية، حتى تداركوا الأمر وصححوا الفهم فتداركهم الله بعونه وتوفيقه، فإذا جاءت الهزيمة فلا ينفع كثرة العدد، وإذا جاء النصر فلا يمنعه قلة العدد، والواقع الذي نعيشه يؤكد هذه القضية فلو كانت الغلبة بالكثرة وكبر العتاد والعدة لأنتصرت جيوش العرب على الكيان الصهيوني، فكم من الجيوش العربية لدينا، فكم ينفق عليها؟ لماذا لم تستطع أن تصمد أمام الصهاينة أكثر من 4 أيام في حرب 1967م، إذن العملية هي إيمان وتوكل وثقة في الله تعالى، وصبر وتخطيط وإنهاك وإستنزاف لقوى الأعداء، ولجوء إلى الله وتضرع لاستجلاب نصره للفئة المؤمنة،

- ومن دروس قصة طالوت وجنوده والمرتبطة بما نحن بصدده، أنه مهما كان التفاوت بين عدد المسلمين وعدد الكافرين في المعارك، ومهما مال ميزان القوة لصالح الكفار، فإن للإيمان قيمة كبرى، وللدعاء والتضرع وطلب النصر من الله تعالى وصدق اللجوء إلى الله فعله العجيب في استجلاب المدد الالهي وتغيير مجريات الحرب لصالح المؤمنين، ولننظر إلى ما جاء في قصة " طالوت " وكيف أن الفئة القليلة لجأت إلى رافع السماء بلا عمد فقالوا كما حكى القرآن الكريم : { رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً ( البقرة :250 )، وفي هذا – كما قال بعض أهل العلم - فائدة بلاغية بليغة وهي : أنهم طلبوا من الله أن يفرغ عليهم الصبر أي : يغمرهم به من فوقهم ؛ فتستقر قلوبهم وتثبت ولا تقلق ولا تضطرب، { وثبت أقدامنا ..}، أي أن يثبت أقدامهم من الأسفل، أفرغ علينا صبراً من فوقنا، يعني : أنزله علينا كثيراً غامراً كما يفرغ الإنسان الإناء كله : أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ( البقرة :250 )، فسألوا الله تثبيت الظاهر والباطن، فإذاً جاء الصبر من فوق، وثبات الأقدام من الأسفل جاء النصر الإلهي،

ولذلك قال الحق تعالى بعدها : { ...فَهَزَمُوهُمْ ..} ( البقرة :251 )، يعني : هزم هؤلاء الأقلون أولئك الكثيرين : { بِإِذْنِ اللَّهِ } يعني : ليس بقوتهم ولا بعددهم، وإنما بإذن الله وحده فهو الذي شجع القليلين وخذل الكثيرين،
وهذا يؤكد أن التوجه إلى الله تعالى بقلوب متوكلة على الله تعالى مهم جداً حال القتال في استجلاب النصر، ولذلك رأينا كيف أنهم بعد أن سألوا الله تعالى وتوجهوا إليه بالدعاء، قال على الفور : { فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ }، وجاءت عاطفة على آية الدعاء : { رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ }، إذاً الفاء هذه التي تفيد التعقيب معناها : أن الله يستجيب الدعاء بسرعة، لكن المهم أن يكون الدعاء من قلب خالص مؤمن واثق بالله تعالى متوكل عليه،

- أن هذه القاعدة القرآنية تشكل جانبا مما يمكن أن نطلق عليه السنن العامة والاساسية للتغيير في التصور الاسلامي والرؤية القرآنية : فلعل من ابرز تلك السنن كما يقول " حسين " : " ان التغيير ليس مناطا بقضية الاقلية و الاكثرية.. فان القران الكريم لم يشترط ذلك بل على العكس اشار الى خلافه، نقول ان التغيير دائما يكون مناطا بالقلة المؤمنة بدليل قول الله عز وجل : { ....وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } ( سبأ : 13 )،، وقوله سبحانه : {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } ( الأنعام : 116 )، وتلك سنة الله فى ارضه فمن أين سنأتى بهذه الكثره المأمولة ..؟ ويقول سبحانه : {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }( يوسف : 103 )، كما أن الاسلام لم ينتصر بالغلبة العددية، فالله سبحانه وتعالى يقول : {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }( البقرة : 249 )، ويقول سبحانه : {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ } ( التوبة : 25 )، وفي ألحديث : يقول صلى الله عليه وسلم : " .....ولينزعن الله الهيبة من قلوب أعدائكم وليقذفن فى قلوبكم الوهن "، وبعد أن سألوه : أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال " بل انتم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل" (1)،

ويستطرد " حسين " قائلا : ولو تأملنا فى هذه السنة من سنن الله تعالى .. فى مجال العمل السياسى.. نقول : نعم القلة الصلبة الإيمان هى نواة وقائدة التغيير, ومن عوامل نجاحها أن تجذب إليها الأغلبية الصامتة بالتأييد النشيط فى الحد الاقصى او التعاطف والحياد فى الحد الادنى.. ويتصور البعض أن مصطلح " الاغلبية الصامتة " يمس الحياة السياسية المعاصرة فى بلادنا.. والحقيقة أن هذه الاغلبية من طبائع الأمور.. وإن صمتها هو " موقف " لصالح الامر الواقع.. وخروجها عن الصمت هو علامة النهاية للنظام القائم. على الدوام فإن المشتغلين فى العمل العام- سواء الصالحين أو الطالحين.. من أهل الحق أو اهل الباطل - أقلية فى المجتمع.. أما الغالبية الساحقة فتنشغل فى أمورها اليومية عادة، إلا فى اللحظات التاريخية للتحول وهذا ما أصبح يسمى فى عصربا بـ( الثورة) (2)،

- أن هذه القاعدة تبرز لنا قضية هامة ينبغي ألا تغيب عن أذهان القائمين على العمليات المعنية ببناء وتنمية الانسان الذي نريد مثل عملية التنشئة الاجتماعية، والتربية والتعليم، والدعوة والتغيير، والتوجيه الفردي والمجتمعي، والتنمية البشرية ....وغيرها، أفرادا كانوا أم مؤسسات، وهي تلك القضية المتعلقة بــ " الكم والكيف "، و " العدد والنوعية "، فكثيرا ما نجد مؤسساتنا تعطي الأهمية والأولوية للكم على حساب النوع، مع أن القرآن الكريم كان واضحا أشد الوضوح وحاسما كل الحسم فيما يتعلق بتلك المسألة، ومن ذلك الآية التي تشير إلى القاعدة التي نحن بصددها، وهي قول الله تعالى : { كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين (البقرة : 249)، أي أن العبرة بالنوع لا بالكم والعددج، وكذلك قول الله تعالى : { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبو مئتين } (الأنفال : 65)، وقوله عز وجل : { إن إبراهيم كان أمة } (النحل : 120)، وفي الحديث : عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة " ( أي لا تكاد تجد فيها ما يصلح لأن تكون راحلة ) ( أخرجه البخاري ومسلم )، وعلى هذا فجوهر الإنسان في الحقيقة نوعه قبل كمِّه، وعمله قبل وجوده، وأثره قبل حضوره، وباطنه أو حقيقته قبل ظاهره،

فالعبرة بالايمان والتجرد والتوحيد الخالص والتوكل الحق، ومما جاء في كتاب " ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب " قول المؤلف : " ... اعتقدوا أن الله لم يجعل الظهور مقرونا بعدد كثير، وجراد مزرعة أثارها مثير، إنما هو إخلاص لا ينبغي لغير الله افتقارا، ونفوس توسع ما سوى الحق اختصارا، ووعد يصدق، وبصائر أبصارها إلى مثابة الجزاء تحدق، وهذا الدين ظهر مع الغربة، وشطب القربة، فلم ترعه الأكاسرة وقيولها، والأقاصرة وفيولها، دين حنيف، وعلم منيف، من وجوه شطر المسجد الحرام تولى، وآيات على سعة الأحرف تتلى، وزكاة من الصميم تنتقى، وصوم به إلى المعارج يرتقى، وحج وجهاد، ومواسم وأعياد، ليس إلا تكبير جهير، وأذان شهير، وقوة تعد، وثغور للإسلام تسد، ونبي يقسم، وفجر يرسم، ونصيحة تهدى، وأمانة تبدى، وصدقة تخفى وتبدى، وصدور تشرح وتشفى، وخلق من خلق القرآن تحدى، قبض النبي {صلى الله عليه وسلم} وهذا العقد تسجل، والموعد به قد عجل { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }، ولا ينقطع لهذا الفرع عادة وصلة، ما دام شبيها بأصله، وإنما هو جلب لكم زبدته المخضوضة، وخلاصته الممحوضة، والعاقبة للمتقين ولتعلمن نبأه بعد حين " (3)

وختاما

أود أن أشير إلى أنني قرأت يوما أن أحد الأجانب كان مهتما بدراسة الاسلام دراسة متعمقة، فأعجب به وقاده اعجابه الى اعتناق الاسلام، فقال كلمة تلخص لنا وضع المسلمين اليوم، وحقيقة هذا الدين، فكتب يقول عن الاسلام : " :" ما أعظمه من دين لو كان له رجال!!" دين عظيم لكنه يحتاج إلي رجال عظماء, عقلاء أقوياء كرماء , والعجيب أنني قرأت – أثناء مطالعتي لبعض كتب التراث – كلمات لبعض السلف تحمل ذات المعنى والمضمون، فلقد جاء في كتاب " سير أعلام النبلاء " أن إبراهيم بن بشار قال سمعت " إبراهيم بن أدهم " رحمه الله يقول : " وأي دين لو كان له رجال، من طلب العلم لله كان الخمول أحب إليه من التطاول، والله ما الحياة بثقة فيرجى نومها، ولا المنية بعذر فيؤمن عذرها، ففيم التفريط والتقصير والاتكال والإبطاء، قد رضينا من أعمالنا بالمعاني، ومن طلب التوبة بالتواني، ومن العيش الباقي بالعيش الفاني " (4)، ولقد ذكر " ابن القيم " رحمه الله تعالى في كتاب " مفتاح دار السعادة " أيضا هذه العبارة فقال : ... وكان بعض السلف يقول : يا له من دين لو أن له رجالا " (5)،

وإذا كانت أمتنا الاسلامية تعيش اليوم حالة من الاستضعاف والانزواء والتراجع الحضاري مما أيقظ أطماع القوى العالمية للنيل منها والقضاء عليها، فعلينا أن نتذكر كيف أن القرآن الكريم - والسنة النبوية – يؤكد والتاريخ يشهد بانتصارات الأمم الضعيفة المغلوبة، حيث يحدثنا التاريخ الانساني أن كثيرا من الأمم المغلوبة والمقهورة انتفضت وقامت من غفوتها وردت الكرة على غالبيهم، وأذاقوهم من نفس الكأس التي شربوها، وذلك بعد أن حصل لهم الوعي بحقيقة واقعهم، وتطلعت نفوسهم إلى مستقبل مشرق وضاء، فكان لهم ما أرادوا ولا يعني ظهور قوى غاشمة ومتجبرة نهاية التاريخ كما يدعون ويزعمون (6)، بل هي نهاية تاريخهم هم بإذن الله ، وها هو كتابنا الخالد ينير لنا الطريق ويهدينا للتي هي أقوم، ويأخذ بأيدينا إلى الحق والرشاد، وينبهنا إلى أن الأمة إذا عادت إلى إيمانها، وأعدت العدة التي تستطيع، يمكن أن تنهض وأن تستعيد عافيتها من جديد، وهو ما يؤكده قول الحق جل جلاله : {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ( آل عمران : 123 )، وقال تعالى : {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }( الأنفال : 26 )، وقال عز من قائل : {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } ( القصص : 5 )،

وأخيرا لا يفوتنا أن نؤكد - كما أكدنا مرارا في هذه الحلقات – أن القاعدة التي نحن بصددها، وأن هذه النصوص التي سقناها لا تفيد على الإطلاق ما قد يظنه البعض من أن النصر والرفعة تتم من غير عدد ولا عدة، بل أمر سبحانه أمرا صريحا حاسما بإعداد أكبر قدر مستطاع من القوة، وبذل أقصى الوسع في تهيأة أسباب النصر، وتوفير شروطه، كما ينبغي أن تتوافر لدى الأمة نية النصر والتشوق إلى طلوع فجر جديد، والعمل لذلك، والتلبس بكل ما هو خليق بأن يحدث عودة الحياة الإسلامية إلى الواقع، فلو أن الأمة ملكت كل أنواع السلاح، ولديها الرجال والمال، لكن لا نية لديها لبث فكرها، ونشر مبادئها، وأداء الرسالة التي أناط الله بها مهمة أدائها، أو حتى الدفاع عن حياضها، فإن تلك الأعداد و العتاد لا تغني عنها شيئا، بل وتكون وبالا عليها،
ولا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد وتملكهم لأسباب القوة والمنعة، فإن سنن الله في الذين خلو من قبل تبين عاقبة الظالمين، والآيات القرآنية ملآى بعرض صور الحلقة الأخيرة للأمم الغاشمة والظالمة، أنظر إلى قوله تعالى : {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ }( آل عمران : 196 )، وقال تعالى : {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ } ( غافر : 4 )، وقال أيضا : {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ } ( إبراهيم : 42 )، وقال تعالى : {أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ }( الأنعام : 6 )،
فهذه – وغيرها كثير - نصوص قاطعة تدل دلالة قاطعة على أن الأمم المتسلطة والمتجبرة ستكون عاقبتها وخيمة ولا شك، وأن انهيارها سيكون سريعا وحتميا، وما على المسلمين إلا أن يسرعوا في انهيارها والتخلص من ظلمها وجبروتها.

**************

الهوامش والاحالات :
============
(1) حديث صحيح : رواه أبو داود (4297)، وأحمد (5 / 287)، من حديث ثوبان رضي الله عنه، وصححه بطريقيه الألباني في الصحيحة (958)
(2) - مجدى أحمد حسين : " فقه التغيير السياسى فــى الإســـلام "، المركز العربى للدراسات، القاهرىة، ط5، 2011م، ص ص : 18 – 19،
(3) - لسان الدين بن الخطيب : " ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب "، تحقيق : محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1980م، ط1، ج2، (د.ت)، ص : 67
(4) - محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي : " سير أعلام النبلاء "، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، 1422هـ / 2001م، ج7، ص : 394،
(5) - محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله ابن قيم الجوزية : " مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة "، دار الكتب العلمية – بيروت، ( د .ت )، ج2، ص : 309،
(6) – إشارة إلى كتاب " نهاية التاريخ والإنسان الأخير " The End of History and the Last Man) هو كتاب فلسفي إجتماعي من تأليف العالِم والفيلسوف السياسي الأميركي " فرانسيس فوكوياما " والفكرة الأساسية التي يدور حولها الكتاب هي أن الديمقراطية الليبرالية بقيمها عن الحرية الفردية، المساواة، السيادة الشعبية، ومبادئ الليبرالية الاقتصادية هي نقطة نهاية التطور الأيديولوجي للإنسان، وبالتالي عولمة الديمقراطية الليبرالية كشكل نهائي للحكومة البشرية، بغض النظر عن كيفية تجلي هذه المبادئ في مجتمعات مختلفة، ونهاية التاريخ ليس بمعنى توقف الأحداث أو العالم عن الوجود، ولا تبني كافة مجتمعات العالم للديمقراطية، بل وجود إجماع عند معظم الناس بصلاحية وشرعية الديمقراطية الليبرالية، أي إنتصار الليبرالية على صعيد الأفكار والمبادئ، لعدم وجود بديل يستطيع تحقيق نتائج أفضل، وعلى المدى البعيد، ستغلب هذه المبادى، أنظر : الموسوعة الحرة – ويكيبيديا، المصدر : https://ar.wikipedia.org/wiki/


--------
أ.د/ أحمد بشير – جامعة حلوان، القاهرة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تأملات، النصر الإلاهي، الفاعلية، العمل الإسلامي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حميدة الطيلوش، وائل بنجدو، د. أحمد بشير، محمد يحي، ياسين أحمد، يحيي البوليني، ضحى عبد الرحمن، د - عادل رضا، عبد الله الفقير، صالح النعامي ، د. صلاح عودة الله ، المولدي الفرجاني، طلال قسومي، عواطف منصور، رافد العزاوي، د - شاكر الحوكي ، محمود طرشوبي، حاتم الصولي، عبد الله زيدان، أبو سمية، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود فاروق سيد شعبان، جاسم الرصيف، عراق المطيري، رحاب اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، مصطفى منيغ، محمد العيادي، صفاء العراقي، صلاح الحريري، د - محمد بنيعيش، محمد شمام ، خالد الجاف ، د- هاني ابوالفتوح، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد الحباسي، إسراء أبو رمان، الناصر الرقيق، خبَّاب بن مروان الحمد، د. خالد الطراولي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. طارق عبد الحليم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد ملحم، صفاء العربي، فتحي الزغل، مراد قميزة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أشرف إبراهيم حجاج، نادية سعد، عزيز العرباوي، سيد السباعي، طارق خفاجي، سفيان عبد الكافي، إياد محمود حسين ، سعود السبعاني، علي الكاش، د- جابر قميحة، بيلسان قيصر، د - مصطفى فهمي، فتحي العابد، رافع القارصي، محمود سلطان، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بوادي، إيمى الأشقر، صباح الموسوي ، عبد الرزاق قيراط ، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، العادل السمعلي، د - الضاوي خوالدية، مصطفي زهران، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد محمد سليمان، أ.د. مصطفى رجب، مجدى داود، الهادي المثلوثي، محمد عمر غرس الله، منجي باكير، رمضان حينوني، كريم فارق، عمار غيلوفي، د. عبد الآله المالكي، حسن عثمان، د- محمود علي عريقات، رشيد السيد أحمد، تونسي، عمر غازي، محرر "بوابتي"، فتحـي قاره بيبـان، عبد الغني مزوز، محمد الياسين، سلوى المغربي، الهيثم زعفان، محمد علي العقربي، فهمي شراب، سلام الشماع، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد العزيز كحيل، صلاح المختار، كريم السليتي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - صالح المازقي، سليمان أحمد أبو ستة، د - المنجي الكعبي، حسن الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، سامر أبو رمان ، يزيد بن الحسين، المولدي اليوسفي، أنس الشابي، رضا الدبّابي، أحمد النعيمي، علي عبد العال، محمد أحمد عزوز، ماهر عدنان قنديل، د- محمد رحال، محمد الطرابلسي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة