البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من قواعد النصر في القرآن الكريم – 1 – إن ينصركم الله فلا غالب لكم

كاتب المقال د - أحمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4448


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تمهيـــد :
القاعدة الأولى : { إن ينصركم الله فلا غالب لكم } :
ما النصر إلا من عند الله تعالى :
يوم حنين : لن نغلب اليوم من قلة :
قد ينصر الله القِلَّة علي الكثرة – قصة طالوت وجالوت :
درس من غزوة بدر مُنَاشَدَةُ الرّسُولِ رَبّهُ النّصْرَ:
أسباب النصر وأهمية تصحيح المفاهيم :
- ضوابط عامّة في الجهاد تقود الى تحقيق النصر :

*********************

يقول " القرضاوي " في أحد كتبه :
"........... ..قال صاحبي ، والحيرة تطويه وتنشره ، والهم يقيمه ويقعده ، بعد ما رأي مجازر بيروت ، ومذابح صبرا وشاتيلا ، يُراق فيها الدم الإسلامي بلا حساب ، وتُذبح فيها النساء ، والأطفال والشيوخ بلا خوف ولا حياء ، وتُهدم البيوت ، وتُدَّمر المخيمات علي أهلها العزل بلامبالاة ، والعرب خاصة – والمسلمون عامة – في مشرقهم ومغربهم عاجزون عجز الموتى ، والعالم المتحضر يتفرج علي المأساة ولا يُحرَّك ساكنًا ، ولا يُسكَّن متحركًا : أما رأيت ؟ أما سمعت ؟ !! قلت : بلي ، رأيتُ وسمعتُ ، وعشتُ المأساة بقلب يتفطر ، وأعصاب تحترق ، لما رأيت من تخاذل العرب ، وعجز المسلمين ! وقبل ذلك غُزِيت بلاد إسلامية في عُقَّر دارها ، ودُمرِت مدن إسلامية عريقة علي أهلها ، وهُدمت مساجدها ، وقُتِل الراكعون الساجدون فيها ، وانتُهِكت أعراض المحصنات المؤمنات ، ولم نسمع ولم نر للعرب والمسلمين كلمة أو موقفًا فيه إنكار علي الطغاة ، أو نجدة للمستضعفين ، إنما هو صمت القبور الموحشة في الليل البهيم ! ، فإذا سمعتَ لهم صوتًا جهيرًا ففي شتم بعضهم بعضًا ، وإذا رأيتهم يومًا يتحركون بحماس وقوة ، ففي قتال بعضهم بعضًا ! كأنما أرادوا أن يكونوا علي النقيض من أصحاب رسولهم الكريم .. الذين كانوا { أشداءُ على الكفارِ رُحماءُ بينهمْ } ، ليكونوا هم أشداء علي أنفسهم ، رحماء بعدوهم ، أعزة علي المؤمنين ، أذلة للكافرين ! وكأنما أعجبهم من صفات اليهود ما وصفهم الله به من قبل : { بأسهم بينهم شديدٌ ، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتىَّ ، ذلك بأنهم قومٌ لا يعقلون } .
قال صاحبي : ولكن أما لهذا الظلام من آخر ؟ أما لهذا الليل من فجر ؟ أما آن لهذه الأمة أن تعرف غايتها ، وتهتدي إلي طريقها ؟ أما آن لها أن تجمع كلمتها ، لتقتل عدوها ، بدل أن يضرب بعضها رقاب بعض ؟ أما آن أن تذكر نفسها أن نسيت نفسها ؟ أما آن لها أن تغسل ذل الانكسار بعز الانتصار ؟ أما آن لها أن تمحو أيام الهزائم والنكسات السود ، بيوم أبيض ، كيوم خالد في اليرموك ، أو سعد في القادسية ، أو عمرو في أجنادين ، أو طارق في الأندلس ، أو صلاح الدين في حطين ، أو قطز في عين جالوت ، أو محمد الفاتح في القسطنطينية ؟ .
قلت له : لا تيأس يا صاحبي ، فسُنَّة الله أن يعقب الليل الغاسق بفجر صادق ، وأشد ساعات الليل حلكة وسوادًا هي السويعات التي تسبق بزوغ الفجر ، ولكن لله في خلقه قوانين صارمة لا تحابي ، وسُننًا ثابتة لا تتبدل ، ولابد لنا أن نعيها ، ونتعامل علي بصيرة معها
( يوسف القرضاوي : " جيل النصر المنشود " )
***

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على صاحب الذكرى العطرة سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ،
وبعـــد :
تمهيـــد :
في الوقت الذي تعيش فيه الأمة الاسلامية فترة من أحلك فترات تاريخها كله ، وفي الوقت الذي تكاد فيه قلوب المخلصين من أبناء الاسلام أن تنفطر من هول منا يتعرض له المسلمون في شرق المعمورة وغربها من عدوان صارخ ما ترك حرمة الا وانتهكها ، ولا ترك جرما معهودا إلا وارتكبه بحق المسلمين رجالا ونساءا ، وأطفالا وشيوخا ، يتساءل المسلم عن نصر الله عز وجل ، بعد أن اشتد الكرب ، وبلغت القلوب الحناجر ، وضاقت الأرض بما رحبت على كل من يرفع راية لا إله إلا الله ،

ولأننا أمةٌ نعاني ما نعاني من أعدائنا ، ولأننا أمةٌ قضيتنا الجوهرية اليوم أن نكون أو لا نكون ، ولأن المسلمون في شرق الأرض وغربها يتطلعون إلى النصر الذي طال انتظاره ، ويتساءلون عن سر تأخره ، خاصة وأنهم يقرأون في كتابهم المنزل من عند الله تعالى ، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن هذا الدين باق لا يزول ، وأن نصر الله تعالى قادم ، وأن هذه الأمة لا تموت ولا تستأصل ، في ظل هذه الاجواء التي يعيشها ويستشعرها كل مسلم في عالم اليوم ، كان موضوعنا الذي نحن بصدده عن قواعد النصر وقوانينه في القرآن الكريم ،
ولا بد أن نقرر بداية أننا أمة يربيها ربها بالمحن وصنوف الابتلاء ، وأننا إنما نكون إذا عرفنا الله عز وجل حق المعرفة ، نكون إذا اصطلحنا مع الله ، نكون إذا طبَّقنا منهج الله تعالى واستجبنا لداعي الله ،

إن للأمة الإسلامية مفاهيمها الخاصة ، فعليها أن تعيها على حقيقتها التي جاء بها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، إنها منظومة من المفاهيم ذات الخصوصية الإسلامية المتميزة ، تتميز بها الأمة عن سائر الأمم ، كمفهوم " القضاء والقدر " ، ومفهوم " التوكل " ، ومفهوم " الحياة والموت " ، ومفهوم " الدنيا والآخرة " ، ومفهوم " العلم " ، و " العمل " ، ومفهوم " النصر والهزيمة " ، ومفهوم " الربح والخسارة " ، ومفهوم " الإيمان والنفاق " ، ومفهوم " المنحة والمحنة " .......إلى غير ذات من المفاهيم التي تشكل قوام التصور الاسلامي للوجود ،

ومن المفاهيم التي تعلمها الصحابة رضي الله عنهم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مفهوم النصر ومفهوم الهزيمة ، قوانين النصر والهزيمة ........وغير ذلك من المفاهيم الإسلامية ، ولذا كان لزاما على المسلمين أن يراجعوا تلك المفاهيم وما تعرضت له في كثير من الأحيان من محاولات تشويه وتغيير قصودة في أحيان كثيرة ، وغير مقصودة في أحيان أخرى كنتيجة للفهم المبتور الذي شاع بين المسلمين في فترات التخلف والتراجع والانحطاط ،
ومن هنا فإننا نحاول في هذه الحلقات أن نجتهد في إلقاء الضوء على مفهوم النصر والهزيمة في الرؤية الإسلامية كما جاء في القرآن والسنة ، والكشف عن بعض قواعد النصر وسننه وقوانينه كما عرضها القرآن الكريم ،
- إن على المسلمين أن يعلموا يقينا أن النصركما علمنا القرآن الكريم لا يأتي عفوًا ، ولا ينزل اعتباطًا ، ولا يخبط خبط عشواء .... وإنما للنصر قواعد ثابتة ، وقوانين سارية ، وسُننًا ماضية لا تتغير ولا تتبدل ولا تتخلف ، ولا تحابي أحدا ، قواعد وسنن سجلها الله في كتابه الكريم ، ليعرفها عباده المؤمنون ، ويتربوا عليها جيلا بعد جيل ، ويتعاملوا معها ووفقا لها علي بصيرة ، ليتحقق لهم موعود الله تعالى ،

القاعدة الأولى : { إن ينصركم الله فلا غالب لكم } : ما النصر إلا من عند الله تعالى :

وتلك حقيقة قرآنية ثابتة ، وعقيدة راسخة ، مؤداها أن النصر من عند الله تعالي ، فمَنْ نصره الله عز وجل فلا غالب له ، ولن يُغلب أبدًا ولو اجتمع عليه مَنْ بأقطارها ، وفي المقابل فإن مَنْ خذله الله تعالى فلن يُنصر أبدًا ، ولو كان معه العَدد والعُدَّة ، ولو اجتمعت معه قوى الأرض جميعا ، هذا ما ينبغي أن نعتقده ونؤمن به ، وهذا ما نطقت به آيات القرآن واضحة بلا غموض ، قاطعة بلا احتمال ، جلية بلا أدنى لبس ، قال تعالى : { إِن يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } ( آل عمران : 160 ) ، والمعنى كما جاء في التفسير : " إن ينصركم الله ، ويعنكم على عدوكم – كما وقع لكم بالفعل يوم بدر - فلا غالب لكم ، وإن يخذلكم بيترك نصركم – كما وقع لكم يوم أحد حين خالفتم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم - فمن ذا الذي ينصركم من بعده ، أي بعد خذلانه لكم ، فاعلموا أنه لا ناصر لكم من دون الله عز وجل ، وإذا كان ذلك كذلك فعلى الله وحده لا غيره فليتوكل وليثق المؤمنون بالله تعالى ، المصدقون بما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم ،

ونفس المعنى جاء في قول الله تعالى : {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ ، وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ( الأنفال : 9 ) ، أي : " اذكروا – أيها المؤمنون - نعمة الله عليكم يوم "بدر" إذ تطلبون النصر على عدوكم , فاستجاب الله لدعائكم قائلا إني ممدُّكم بألف من الملائكة من السماء , يتبع بعضهم بعضًا ، وما جعل الله ذلك الإمداد إلا بشارة لكم بالنصر, ولتسكن به قلوبكم , وتوقنوا بنصر الله لكم , وما النصر إلا من عند الله , لا بشدة بأسكم وقواكم ، إن الله عزيز في ملكه ( فلا يغلبه غالب ) , حكيم في تدبيره وشرعه " ( التفسير الميسر ) ، وهذه القاعدة بنصها جاءت في القرآن الكريم في موضعين : الأول في سورة الأنفال : { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ( الأنفال : 10 ) ، والثاني في سورة آل عمران : { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } ( آل عمران : 126 ) ، ولذلك فإن هذه الحقيقة القرآنية – شأنها في ذلك شأن كافة الحقائق القرآنية – ينبغي أن تدخل في تركيب دمائنا ، ينبغي أن تكون خلية بين خلايا أجسامنا ، أن العامل الوحيد الحاسم في النصر هو الله ، وإن كان هذا لا ينفي أن لهذا النصر قواعد وأسبابا جلاها القرآن الكريم ، وسيأتي الحديث عنها تفصيلا في الحلقات القادمة باعتبارها من قواعد النصر وقوانينه في الرؤية الاسلامية ، ولا بأس أن نشير هنا إلى نماذج لتلك القواعد ، كقول الله تعالى : ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ ( محمد : 7 ) ، إن تنصروا دينه ينصركم ، إن تعزوا كتابه ينصركم، إن تعزوا سنة نبيه ينصركم ، وكقول الله تعالى : ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ( الروم : 47 ) ، وهكذا أنشأ الله – تبارك وتعالى - لنا حقاً عليه ، كن مؤمناً كما يريد الله عز وجل وخذ النصر، كما جاء في الأثر : عبدي أنت تريد ، وأنا أريد فإذا سلمت لي فيما أريد ، كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد " (1) ، لا ينبغي أن نتوهم النصر من شرق أو غرب ، ولا من شمال ولا من جنوب ، ولا من سلاح ولا من شيء إلا أن ننتظر النصر من الله عز وجل وأن نكون له كما يريد جل جلاله ، ثم نأخذ بالأسباب التي شرعها الله لنا وأمرنا بها ، وجعلها دينا نتعبد الله تعالى به ،

وصفوة القول إذا أن النصر الحاسم بيد الله وحده ، وهذا النصر له قواعد ، الله عز وجل يتعامل معنا بمنهج ، بقواعد ، بمبادئ ، علينا أن نلتزم بها ليتحق لنا ما نريد ،
يوم حنين : " لن نغلب اليوم من قلة " : كان هذا في جانب النص المقدس الذي يجلي تلك القاعدة القرآنية ويؤكدها ، أما في جانب التطبيق المقدس ، فلقد قص علينا القرآن الكريم خبر " يوم حنين " ، وأعطانا الدرس البليغ الذي ينبغي على المسلمين في كل عصر ومصر أن يضعوه نصب أعينهم ، إذ قال الله تعالى : {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ } ( التوبة : 25 ) ،

هكذا يعلمنا القرآن ، وهكذا يربينا القرآن ، وهكذا يمتن الله تعالى على عباده المؤمنين ، فيخبرنا أن الله تعالى نصر المؤمنين في مواطن ووقائع كثيرة للحرب ، وهي وقائع عاشوها بالفعل وسجلتها صفحات التاريخ بأحرف من نور : كيوم بدر ، وقريظة ، وبني النضير ، ويذكرنا يوم حنين (2) ، وهو اليوم الذي قاتل فيه المسلمون قبيلة هوازن ، فاغتر المسلمون بكثرة عددهم ( حيث كان عدد المسلمين اثني عشر ألفا والكفار أربعة آلاف ) أي كان المسلمون ثلاثة أضعاف الكافرين ، فنظروا إلى كثرتهم فأعجبوا بها حتى قال قائلهم : لن نغلب اليوم من قلة !!!، فماذا حدث ؟ يخبرنا القرآن أن هذه الكثرة التي أعجبوا بها ، واغتروا بها لم تنفعهم ، ولم تغن عنهم من الله تعالى شيئا ، وضاقت عليهم ( على المسلمين ) الأرض بما رحبت ، فلم يجدوا مكانا ولا ملجأ يلجأون إليه في الأرض الواسعة ، لشدة ما لحقهم من الخوف والشدة والضيق ، حتى أنهم لما اشتدت المعركة لم يجدوا سبيلا إلا أن يولوا مدبرين منهزمين ، وثبت النبي صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء وليس معه غير العباس ، وأبو سفيان آخذ بركابه ، إلى أن رجع من رجع من المسلمين وتحقق لهم النصر بعد أن مروا بالتجربة ، ووعوا الدرس ، وهو درس يمكن لنا أن نلخصه في أنه على ألإنسان ألا يغتر بحوله وقوته مهما بلغت ، وألا يعتمد على حوله وذكائه وفطنته.

ولذلك قال ابن القيم في كلام معناه : " فوض الأمر إلى الله عز وجل, وأعلن عجزك , فإن أقرب العباد من الله الذين يعلنون الانكسار بين يديه.

فأقرب العباد إلى الله أشدهم انكساراً إليه، وأقربهم إلى النصر أشدهم تواضعاً لله , وكلما ذل العبد وتواضع لله رفعه الله, وكلما تكبر، قال الله : اخسأ فلن تعدو قدرك, وعزتي وجلالي لا أرفعك أبداً.

فكان هذا الدرس في العقيدة : أن القوة من عنده تبارك وتعالى, وأنه هو الذي يهدي وينصر, ويسدد فلا قوة تأتي من غيره مهما أجلبوا بخيل ورجل وقوى واتصلوا بأمور فإنها كبيت العنكبوت: {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} ( العنكبوت :41 ) ،
هكذا كانت واقعة " حنين " نظر المسلمون إلى كثرة عددهم فأعجبتهم ، وتهللت أساريرهم ، وملأت الطمأنينة قلوبهم ، وظنوا أنهم لا شك منتصرون ، حتى قال قائلهم : لن نغلب اليوم من قلة !! وما إن بدأ القتال إلا وتغيرت مشاعرهم ، وتبدل حالهم ، أما كثرتهم فلم تغن عنهم شيئا ! وأما الإعجاب بالكثرة فانقلب إلى خوف شديد سيطر على قلوبهم وصفته الآية في إيجاز بليغ ، وفي بلاغة موجزة معجزة ، { وضاقت عليكم الأرض بما رحبت } ، فالأرض مع سعتها وامتدادها ورحبها ضاقت عليهم فلم يجدوا مكانا يطمئنون إليه لشدة ما لحقهم من الرعب والخوف ، يا الله ! فكيف كانت النتيجة ؟ {ثم وليتم مدبرين } فروا وتراجعوا منهزمين ،

وهذا يعني أن الغلبة في الإسلام إنما تكون بنصر الله وحده لا بكثرة العدد والعدة ، وصدق الله تعالى : { إن ينصركم الله فلا غالب لكم } ، وأن الهزيمة إنما تكون بإرادة الله لا بقوة العدو ولا عدته ولا عتاده ، وصدق الله تعالى : { وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده } ، وهذا ما نراه ونلمسه فلا أمريكا تستطيع ، ولا بريطانيا ، ولا فرنسا ، ولا كل قوى العالم مجتمعة تستطيع أن تنصركم يا حكام العرب والمسلمين إذا تخلى الله عن نصرتكم ، فاعفلوا ما شئتم ، حجوا إلى البيت الأبيض ، وطوفوا حول البنتاجون ، واسعوا بين واشنطن ونيويورك ، وبين باريس ولندن ، فلن تحصلوا على شيء ، لماذا ؟ لأن للكون ربا واحدا هو الله جل جلاله ،
تلك هي الحقيقة الساطعة ، وصدق القائل :
لا تنصروا اللات إن الله مهلكها ***وكيف ينصركم من ليس ينتصر
وما تنصرون على عدوكم أيها المؤمنون إلا إلا أن ينصركم الله عليهم ، لأن ذلك بيده وحده ، وإليه وحده ، ينصر من يشاء من خلقه ، سبحانه : { .....يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } ( الروم : 5 ) ،
قد ينصر الله القِلَّة علي الكثرة – قصة طالوت وجالوت :

ويعطينا القرآن الكريم درسا آخر يؤكد تلك الحقيقة ، ويرسخ تلك القاعدة التي نحن بصددها ، كما وقع لأصحاب طالوت الذين نصرهم الله تعالى – علي قلة عددهم – علي جند جالوت مع كثرتهم ، ورغم أن من أصحاب " طالوت " مَنْ قال حين رأي كثافة العَدد ، وقوة العُدَد في جيش جالوت لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده ، وهو ما حكاه القرآن الكريم في قول الله تعالى : {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }( البقرة : 249 ) ،

إن عقيدتنا الراسخة التي أكدها القرآن الكريم تقول : " قد ينصر الله تعالى العزيز الحكيم مَنْ ليس معه جيش ، ولا سلاح قط ، حتى ولو تنكر له جميع من في الأرض ، تماما كما نصر رسوله محمدًا صلي الله عليه وسلم يوم الغار : {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }( التوبة : 40 ) ،
درس من غزوة بدر - مُنَاشَدَةُ الرّسُولِ رَبّهُ النّصْرَ لعلمه أن النصر بيده وحده :
ولأن النصر من عند الله وحده ، كان هذا الدرس النبوي الكريم في غزوة بدر ، فبعد أن خطط المسلمون للحرب بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبعد أن أعدوا لكل شيء عدته في حدود قدراتهم واستطاعتهم ، وبعد أن أفرغوا وسعهم في الأخذ بالأسباب ، رفع الرسول صلى الله عليه وسلم أكف الضراعة إلى الله تعالى يدعوه ويلح في الدعاء ليحقق للمسلمين ما وعدهم به من النصر على أعدائهم ،

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ رحمه الله وهو يحدثنا عن غزوة بدر (3) : " ......ثُمّ عَدّلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الصّفُوفَ ، وَرَجَعَ إلَى العريش فَدَخَلَهُ وَمَعَهُ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ ، لَيْسَ مَعَهُ فِيهِ غَيْرُهُ ، وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُنَاشِدُ رَبّهُ مَا وَعَدَهُ مِنْ النّصْرِ ، وَيَقُولُ فِيمَا يَقُولُ : " اللّهُمّ إنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ الْيَوْمَ لَا تُعْبَدْ ، وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ : يَا نَبِيّ اللّهِ ، بَعْضَ مُنَاشَدَتِك رَبّك ، فَإِنّ اللّهَ مُنْجّزٌ لَك مَا وَعَدَك ، وَقَدْ خَفَقَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَفْقَةً وَهُوَ فِي الْعَرِيشِ ثُمّ انْتَبَهَ فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَتَاك نَصْرُ اللّهِ ، هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِعَنَانِ فَرَسٍ يَقُودُهُ عَلَى ثَنَايَاهُ النّقْعُ "

ومرة أخرى فإننا ومن خلال وقفتنا مع القانون الأول من قوانين النصر في منظور الاسلام ، يمكننا أن نوجز مجموعة من المعاني المحورية منها :
- أن النصر ابتداء وانتهاء ، بيد الله عز وجل, وليس ملكًا لأحد من الخلق ، يهبه الله لمن يشاء ، ويصرفه عمن يشاء ، تماما مثله مثل الرزق ، والأجل والعمل : { وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ( الأنفال : 10 ) ،
- حين يقدر الله تعالى النصر لأحد أو جماعة من الخلق ، فلن تستطيع قوى الأرض كلها – مهما بلغت من القوة والعنفوان والسيطرة - الحيلولة دونه ، وحين يقدر الله تعالى الهزيمة ، فلن تستطيع قوى الأرض جميعا أن تحول بينه وبين الأمة ,
- أن قياس النصر والهزيمة بالمقاييس المادية فقط ، هو شأن المنظومات الفكرية البشرية ، أما في التصور الاسلامي فالنصر والهزيمة إنما يقاس بالمقاييس الربانية والمادية معا ، وهو ما أكده القرآن الكريم ، فعن غزوة بدر قال تعالى : { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱلله بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ...} ( آل عمران : 123 ) ، أي مع قلة عددكم وعتادكم ، وهذا يعني أنه لو كان النصر يقاس بالمقاييس المادية فحسب ، لما كان لهم أن ينتصروا في بدر ، لماذا ؟ لأن عدد المسلمين كان ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، ولم يكونوا مهيئين نفسياً أو مجهزين عتاداً للقتال ، في حين كان عدد الكفار ما يقرب من ألف مقاتل كامل الجهوزية للحرب ، والجدير بالذكر أنه كان مع المسلمين في هذه المعركة فرسٌ واحد ، في حين كان مع المشركين ثلاثمائة فرس ، فبالمقاييس المادية كان من المستحيل أن ينتصر المسلمون في هذه المعركة ، وإنما العامل الوحيد الحاسم في قضية النصر في تصور الاسلام هو الله تعالى وحده ،

أسباب النصر وأهمية تصحيح المفاهيم :

ونود التأكيد في إطار القاعدة التي نحن بصددها على أهمية الفهم الصحيح لتلك القاعدة ، والعناية بتصحيح ما قد يعتريها من تشويه أو انحراف في الفهم والتصور لدى كثير من المسلمين ، ولذلك فإننا نؤكد أن للنصر بوجه عام سببين أساسيين في تصور الإسلام لابد من النظر اليهما معا حيث لا ينفصل احدهما عن الآخر :

- الأول : إرادة الله ومشيئته : وذلك يقتضي تحقيق مفهوم الإيمان والتوكل ، واليقين والاعتقاد الراسخ بأن النصر من عند الله عز وجل ، وإذا أرد الله النصر لفئة فلا يمكن لأي قوة أن تقف أمام إرادة الله ،

- الثاني : أن هذا لا ينفي دور الإنسان ومهمته في العمل المتقن والإعداد الذاتي ، والاجتهاد لامتلاك أسباب القوة بكل جوانبها استجابة لقول الله تعالى : {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }( الأنفال : 60 ) ، والأخذ بالأسباب ، والسعي الجدي لتقريب موازين القوى مع الأعداء ، بل والتفوق عليها إن كان ذلك ممكناً ، ووضع الخطط والدراسات وكل ما له تأثير مادي على النصر ، ولذلك يقول الله تعالى : ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱلله لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ( الأنفال : 53). فالآية تشير إلى أن الفعل في التأثير ليس إلا لله الواحد الأحد ، ولكن بشرط أن تأخذ بالأسباب ما أمكن ، ومن هنا يجب أن ندرك أن النصر بين أمرين : جهد البشر وعمل القدر - تدبير الله تعالى -.
إن بعض الناس يظنون أن النصر مجرد معجزة ربانية فقط ، ولا دخل لعمل الانسان في ذلك ، فتراهم يجأرون ويتضرعون لله تعالى لينصرهم وبعد ذلك يتساءلون عن سبب تأخير النصر ، وهؤلاء في الحقيقة لم يفهموا أن هناك أسباباً مادية ينبغي الأخذ بها من إعداد للقوة ، والأخذ بأدوات العلم وتخطيط ، وبذل الجهد وإتقان العمل ، فلا يكفي الدعاء واللجوء إلى الله – رغم أهميته - مع ترك الأخذ بالأسباب ، لأننا بذلك نكون مقصرين في فهمنا لطبيعة ديننا ولسنن الله تعالى في هذه الأرض.

وفي المقابل ، هناك نوع آخر من الناس يظنون أن النصر هو من عمل الانسان فتراهم يأخذون بالأسباب كلها من وضع الخطط والدراسات وجهد بالليل والنهار ، وبعد ذلك حين يريدون المقابلة والمقارنة مع قوة الكفار يجدون أنفسهم ضعفاء للغاية، فيظنون أنهم عاجزون عن فعل أي شيء والسبب في ذلك أنهم اعتمدوا على الأسباب المادية فقط ونسوا أن النصر من عند الله ، والاسلام يرشدنا إلى هذا التوازن الدقيق بين هذين النقيضين : أن نؤمن بتدبير الله أولاً، وأن نبحث عن الشروط المادية لتحقيق النصر.
هذا التوازن الدقيق والعجيب تثبته لنا آيات القرآن الكريم ، فإذا قرأنا سورة الأنفال وجدنا أنها ترشدنا إلى الأمرين معا ، ففيها إثبات أن النصر من عند الله وحده ، قال تعالى : {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }( الأنفال : 10 ) ، وفيها أيضا الأمر بالإعداد الذاتي والأخذ بالاسباب في قول الله تعالى : {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }( الأنفال : 60 ) ، وهكذا نفهم من هذه السورة أن قوانين النصر ربانية ومادية معا وفي ذات الوقت ، إنها تقول لنا أن النصر من عند الله ، وتقول لنا استعدوا وعليكم بأخذ الأُهبة والتهيأة النفسية والعسكرية، اعملوا، وغيروا ما بأنفسكم ، وهذا هو التوازن المطلوب ،

- ضوابط عامّة في الجهاد تقود الى تحقيق النصر :
- التأكيد على أهميّة الجانب المعنويّ الذي يحقّقه الارتباط بالله تعالى والتوكّل عليه، وأهميّة هذا الجانب في استنزال المدد والنّصر الإلهيّ ولو قلَّ المؤمنون وكثر أعداؤهم ، وذلك عن طريق إخلاص الدعاء والتضرع وطلب النصر من الله ، ولهذا كان النبي  يوم غزوة بدر يدعو ويدعو حتى ظهر بياض إبطيه ووقع الرداء عن ظهره ، فكان أبو بكر رضي الله عنه يقول له هوّن عليك يا رسول الله.

- ولأن النصر من عند الله فلا بد أن نستجيب لنداء الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }( الأنفال : 24 ) ، ومن الاستجابة لله تعالى إعداد القوة والأخذ بالأسباب ، والأخذ بالعلم والتخطيط في أرقى صوره ، ولابد أن تضرب المسلمون بسهم في كل ميدان ، لابد أن يتفوقوا في كل مجال وإلا فلا نصر لهم لتقصيرهم في الاستجابة لله تعالى ،

- ولقد ذكر الله تعالى ستّةً من الضوابط والقوانين لا بدّ من مراعاتها في الجهاد في سبيل الله حتى يتحقق نصر الله ، جاء ذلك في ثلاث آيات من سورة الأنفال يحدّد الله فيها قوانين النصر على الأعداء في جبهات القتال وهي قول الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ }( الأنفال : 45 ) ،
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }( الأنفال : 46 ) ،
{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }( الأنفال : 47 ) ،
وبقراءة تلك الآيات الثلاث وتدبرها يمكن لنا أن نستنبط الضوابط التالية :
• الثبات : حيث يقول تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ﴾ ( الأنفال : 45 ) ،
• ذكر الله : يقول تعالى: ﴿وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ﴾.( الأنفال : 45 ) ،
• طاعة الله ورسوله: يقول تعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ﴾.( الأنفال : 46 ) ،
• اجتناب التنازع والفرقة والاختلاف : يقول تعالى: ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾.( الأنفال : 46 ) ،
• الصبر: يقول تعالى: ﴿وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.( الأنفال : 46 ) ،
• اجتناب الغرور والرياء والبطر : يقول تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ﴾ ( الأنفال : 47 ) ،

- في مفهوم الاسلام لا يتحقق النصر إلا بإرادة الله وحده :

ففي منظور الاسلام مهما بلغت كثرة العدد ، وقوة العتاد ، وهما اجتمعت كافة الأسباب المادية التي تجعل النصر مضمونا ومرجحا في نظر الجنود ، لا يمكن أن يتحقق النصر إلا بإرادة الله وحده ، وتلك قاعدة عقدية لا تتزحزح ،

بل إن الأمر أبعد من هذا بكثير كما يعلمنا القرآن الكريم ، ففي موضعين من مواضع القرآن ، بين لنا الحق جل جلاله أنه حتى لو نزلت كل ملائكة السماء الذين { يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} ( الأنبياء :20 ) ، والذين وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " ليس هناك موضع شبر في السماء إلا وملك ساجد لربه أو راكع "، فلو نزل هذا العدد الكبير كله إلى الأرض ، يقاتلون مع المسلمين ، دون أن يحقق الله عز وجل النصر لهؤلاء المسلمين لما كانوا سيستفيدون من هذا العدد ، ولن يتحقق لهم النصر إلا بأمر الله ومشيئته وإرادته : فعن غزوة بدر ، قال تعالى : { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{123} إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ{124} بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ{125} وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ{126} لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ{127} لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ{128}( آل عمران ) ،

والضمير في قوله تعالى : { جعله } يعود إلى نزول الملائكة ، فإذا كان خمسة آلاف من الملائكة مدججين بالأسلحة لا يغنون من الله عز وجل شيئاً، فهل لو أتانا من بلاد الكفر ملايين البشر ليدفعوا الضر عنا يستطيعون ذلك دون إرادة الله عز وجل؟ لا أحد يستطيع ذلك، فإن الملائكة وهم الملائكة يقول الله تعالى عنهم : {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} ( آل عمران :126 )؛ وذلك حتى لا يعتمد أحد على غير الله عز وجل.

وقال في سورة الأنفال عن ذات الغزوة : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ{9} وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{10} إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ{11}( الأنفال ) ،

هكذا ينبغي أن يكون فهمنا لهذه القاعدة الذهبية ، وبهذا الفهم الصحيح ، والوعي التام بحقيقة مفهوم النصر والهزيمة في تصور الإسلام ، والعمل الجاد بموجب هذا الفهم ومقتضياته ، يمكن للأمة ساعتها أن تطلب النصر على أعدائها وتنتظر تحقيقه من مالك الملك وملك الملوك ، وصدق الله : { إِن يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } ( آل عمران : 160 )
وإلى قاعدة أخرى من قواعد النصر في الاسلام ،
*************

الهوامش والاحالات :
===========
(1) - حمدادوش ناصر : " اللطائف الإلهية من أسرار الحِكم العطائية " ، المصدر :
http://hmsalgeria.net/portal/articles/livres/hemdadouche/4460.html
(2) – " حنين " واد بين مكة والطائف ، التقى فيه المسلمون لقتال قبيلة هوازن ، وذلك في شوال سنة ثمان للهجرة النبوية ،
(3) - عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، أبو محمد، جمال الدين ( ت : 213هـ) : " السيرة النبوية لابن هشام " ، تحقيق : مصطفى السقا ، إبراهيم الأبياري ، عبد الحفيظ الشلبي ، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ، القاهرة ، ط2 ، 1375هـ - 1955 م ، ج1 ، ص : 626 ،
**************

أ.د / احمد بشير – جامعة حلوان ، القاهرة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تأملات، النصر الإلاهي، الفاعلية، العمل الإسلامي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-12-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفي زهران، أحمد النعيمي، د. عبد الآله المالكي، كريم فارق، أحمد بوادي، خالد الجاف ، تونسي، صفاء العراقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سفيان عبد الكافي، محمد الطرابلسي، د- محمد رحال، المولدي اليوسفي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مجدى داود، د - الضاوي خوالدية، فوزي مسعود ، عزيز العرباوي، د - محمد بنيعيش، عواطف منصور، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رشيد السيد أحمد، الهادي المثلوثي، عراق المطيري، فتحي العابد، عبد الغني مزوز، محمود طرشوبي، محمد أحمد عزوز، د - عادل رضا، نادية سعد، صباح الموسوي ، محمد علي العقربي، سامر أبو رمان ، د - صالح المازقي، حاتم الصولي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد عمر غرس الله، عبد الرزاق قيراط ، د. مصطفى يوسف اللداوي، يزيد بن الحسين، د - شاكر الحوكي ، أبو سمية، عبد الله الفقير، رافد العزاوي، محمد شمام ، سيد السباعي، جاسم الرصيف، إياد محمود حسين ، طلال قسومي، صفاء العربي، حميدة الطيلوش، علي عبد العال، علي الكاش، العادل السمعلي، عبد الله زيدان، محمد يحي، أ.د. مصطفى رجب، ضحى عبد الرحمن، يحيي البوليني، محمود سلطان، منجي باكير، طارق خفاجي، سعود السبعاني، سلام الشماع، محمد اسعد بيوض التميمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. أحمد بشير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إيمى الأشقر، مصطفى منيغ، د- هاني ابوالفتوح، بيلسان قيصر، وائل بنجدو، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد ملحم، عمر غازي، سلوى المغربي، رمضان حينوني، حسن الطرابلسي، د- محمود علي عريقات، الناصر الرقيق، محرر "بوابتي"، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد الحباسي، محمد الياسين، حسن عثمان، الهيثم زعفان، سامح لطف الله، د. صلاح عودة الله ، كريم السليتي، محمود فاروق سيد شعبان، سليمان أحمد أبو ستة، د - مصطفى فهمي، عبد العزيز كحيل، صلاح الحريري، د. طارق عبد الحليم، المولدي الفرجاني، فتحـي قاره بيبـان، ماهر عدنان قنديل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خبَّاب بن مروان الحمد، د- جابر قميحة، فهمي شراب، محمد العيادي، د - المنجي الكعبي، رضا الدبّابي، ياسين أحمد، فتحي الزغل، صالح النعامي ، صلاح المختار، أنس الشابي، إسراء أبو رمان، د. أحمد محمد سليمان، عمار غيلوفي، د.محمد فتحي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، مراد قميزة، رافع القارصي، د. خالد الطراولي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة