وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى - 1 - حول رؤية الله تعالى
أ. د/ احمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3841
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قال تعالى : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } ( القيامة : 22 – 23 )
- حول رؤية الله تعالى واختلاف العلماء حولها، ظن البعض أن ثمة تناقض بين ما جاء في قول الله تعالى عن موسى عليه السلام حين قال : { رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي ...} ( الأعراف : 143 )، وما جاء من قول الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، { ولقد رآه نزلة أخرى } ( النجم : 13 )،
قال مقاتل رحمه الله في تفسيره عن هذه القضية (1): " ..... فكان هذا عند من يجهل التفسير ينقض بعضه بعضا، وليس بمنتقض ولكنهما فى تفسير الخواص فى المواطن المختلفة، فاما تفسير قوله جل اسمه لموسى لَنْ تَرانِي، قال موسى لما سمع كلام ربه بأرض القدس اشتاق الى رؤيته فقال رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ، فقال الله عز وجل لَنْ تَرانِي يعنى فى الدنيا، فاما فى الجنة فان موسى وغيره يرونه فى الجنة معاينة، واما تفسير قوله لمحمد صلى الله عليه وسلم : وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى فقال : رآه فى الجنة ليلة اسرى به، تصديق ذلك قوله تعالى : { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى }، فذلك قوله : { ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى} (سورة النجم/ 14- 17) يقول ما زاغ بصر محمد عن رؤية ربه حين رآه، نظر اليه فى جنة المأوى وما ظلم، كما قال موسى { تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ..} إلخ.
- وتجدر الإشارة إلى أن هذا الموضوع يعد من الموضوعات التي غلط فيها أقوام، وضلت فيها أفهام، وزلت بسببه أقدام كالمعتزلة (2) والجهمية (3) ومن نحا نحوهم حيث أنكروا رؤية أهل الجنة ربهم جل جلاله (4)،
الهوامش والاحالات :
============
(1) - أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى ( ت : 150هـ) : " تفسير مقاتل بن سليمان "، تحقيق : عبد الله محمود شحاته، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، ط1، 1423 هـ، ج5، ص : 116
(2) - المعتزلة : هم أصحاب واصل بن عطاء البصري الغزال المتكلم البليغ قديم المعتزلة وشيخها، وأول من أظهر المنزلة بين المنزلين، وقد اعتزل عن الحسن ( البصري ) لما خالفه وجلس إليه عمرو بن عبيد فقيل لهما ولأتباعهما معتزلون، ولد بالمدينة سنة ثمانين وتوفي سنة مائة واحدى وثلاثين من الهجرة :
- أنظر : - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشهير ( ابن حجر ) : " لسان الميزان "، تحقيق : عبد الفتاح أبي غدة، 1423 هــ - 2002 م، ج 6، ص : 313 .
(3) - الجهمية : هم أصحاب جهم بن صفوان وهم من الجبرية الخالصة ظهرت بدعته بترمذ، وقتله سام بن أحوز المازني بمرو في آخر ملك أمية وافق المعتزلة في نفي الصفات وزاد عليهم بأشياء " أنظر : محمد بن عبد الكريم بن أبى بكر أحمد الشهرستاني : " الملل والنحل "، تحقيق : عبد العزيز محمد الوكيل، مؤسسة الحلبي وشركاه، القاهرة، 1968 م، ج1، ص : 86،
(4) - أنظر تفصيل ذلك في : عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل : " عِظَمُ المِنَّةْ في رؤيَةِ المؤمنِيْنَ رَبهم في الجنَّةِ "، الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة، الطبعة الثانية 1407 هـ _ 1987 م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: