نبذة مختصرة حول مدخل أو منظور الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية Social Work Practice, A Generalist Approach
أ. د/ احمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 23509
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تمهيد
يعد أسلوب الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية من الأساليب الحديثة والمتقدمة – حاليا - في مهنة الخدمة الاجتماعية علي مستوي العالم، حيث يهدف هذا الاتجاه إلي تزويد الدارسين والباحثين في الخدمة الاجتماعية بمجموعة من المهارات والمعارف والقيم والخبرات والأساليب والنماذج التي تهدف إلي التعامل مع المشكلات الاجتماعية المعاصرة بمنظور شمولي يتضمن كافة أنساق العملاء ( العمل مع متصل الأنساق، أو متصل أنساق العملاء (1) Systems Continuum بدءا من مستوى الوحدات الصغرى Micro Level والتي تشمل (الفرد والأسرة) ثم مستوي الوحدات الوسطي Mezzo Level والتي تشمل(الجماعات الصغيرة) وانتهاء بمستوى الوحدات الكبرى Macro Level والتي تشمل(المنظمة والمجتمع).
هذا ولعل أهم ما يميز أسلوب الممارسة العامة ما يتسم به من إمكانية استخدامه مع مختلف الأنساق على تنوعها ( الأفراد والأسر والجماعات والمنظمات، والمجتمعات المحلية، المنظمات والمجتمعات الإقليمية، المنظمات الدولية والمجتمع الدولي )، وأن محور الممارسة ( كما تشير معظم الكتابات في هذا الاتجاه ) هو مدخل التمكين Empowering Approach لمختلف فئات السكان في المجتمع، مع التركيز على بناء واستغلال نقاط القوة والموارد في النظام الإيكولوجي،
وعلى الرغم من أن أسلوب الممارسة العامة هو من الأساليب الحديثة في ممارسة الخدمة الاجتماعية، التي نمت وتطورت مؤخرا بشكل هو أقرب ما يكون إلى نوع من " الانفجار العلمي " Scientific Explosion واسع النطاق حتى صارت تعد حاليا بالعشرات وتحت أسماء ومصطلحات متباينة ومتعددة ( من طرق Methods ، أو أساليب Techniques ، أو نظريات Theories، أو نماذج Models )، إلا أن من الكتاب والعلماء من يرجع جذور هذا الأسلوب وإرهاصاته إلى البدايات الأولى للخدمة الاجتماعية، في بدايات القرن العشرين، فلقد أشار كل من ( لاندون، وشيفور ) Landon & SheFor عام 1987م إلى أن الخدمة الاجتماعية ككل ما هي في الحقيقة إلا ممارسة عامة في أصلها، " Inherently Generalist " وذلك بالنظر إلى طبيعتها وماهيتها، وهو أمر يرجع إلى أن بؤرة اهتمامها، وجوهر عملها إنما يتمثل في : التركيز على الصلة والعلاقة البينية بين الناس من جهة، وبيئاتهم المحيطة من جهة أخرى ( الإنسان في بيئة )، فهي من هذه الزاوية عبارة عن ممارسة عامة شمولية، كما أكدا على أن الممارسين المهنيين ( للخدمة الاجتماعية ) يتعين عليهم أن يهتموا بدراسة العوامل التي تشكل المدى الممتد بين الاحتياجات الفردية، والسياسات الاجتماعية العريضة، كما قاما بتلخيص العناصر المتضمنة في ظهور فكرة " المنظور العام " Generalist Perspective "، وهناك قبول متنامي وملموس لفكرة الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية سواء على مستوى الممارسة أو التعليم أو البحث العلمي، (2)،
هذا وتجدر الإشارة إلى أن مجلس تعليم الخدمة الاجتماعية بالولايات المتحدة الأمريكية Council On Social Work Education قرر هذا الأسلوب كمتطلب إجباري لازم للحصول على درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، كما اشترطه أيضا في مستوى الماجستير منذ العام 2009م،
- إن الحديث عن الاتجاهات والأساليب الحديثة في الرعاية الاجتماعية كإطار عام، والخدمة الاجتماعية كمهنة تمارس – مع غيرها من المهن – داخل هذا الإطار، يتطلب في المقام الأول تحديد الظروف والأوضاع المجتمعية الجديدة والمتغيرات المستحدثة التي فرضت على كل من الاطار العام والمهنة نوعا من التغير لمواكبتها، كما أن الإلمام بتلك الأوضاع وفهمها على الوجه المطلوب وتحديد مدى انعكاساتها على حياة الانسان والمجتمع يعد أساسا ضروريا لإمكان تحديد مدى قدرة الخدمة الاجتماعية على الاستجابة لتلك الظروف المجتمعية بفاعلية، وكذلك تحديد المناهج والنماذج والأساليب الجديدة لتحقيق ذلك، خاصة وأن الخدمة الاجتماعية كما يؤكد " ويلنسكي و لوبو " إنما هي جزء لا يتجزأ "من الإطار الاجتماعي والثقافي الأشمل كما أنها إفراز له، وهي ( أي الخدمة الاجتماعية ) وإن كانت تساعد على تشكيل المجتمع الأكبر، إلا أنها تعكس طبيعة الكل الذي هي جزء منه أكثر من أن تقوم هي بتشكيله ( وفق رؤيتها )، وأننا كلما فهمنا طبيعة العلاقات بين المهنة والمجتمع والثقافة كلما كنا أكثر قدرة على رؤية الفرص المتاحة أمامنا للتأثير على خدمات الرعاية الاجتماعية، وعلى مهنة الخدمة الاجتماعية "،
جذور الممارسة العامة :
إن جذور مفهوم الممارسة العامة وبداياته تمتد لسنوات طويلة مضت شأنه في ذلك شأن الخدمة الاجتماعية ذاتها، وهو ما أكد عليه كل من : " شيفور ولاندون " Sheafor & Landon عام 1987م من أن الخدمة الاجتماعية تتضمن في طبيعتها الأساسية الممارسة العامة، إذ أن بؤرة اهتمامها الواسعة هي – كما أسلفنا – العلاقات بين الناس وبيئاتهم التي تحيط بهم، كما أن الممارسين المهنيين امتدت اهتماماتهم من التعرف على حاجات الأفراد وتحليل العوامل المؤدية إلى حدوث المشكلات ( الفردية أو الاجتماعية )، إلى الاهتمام بالسياسات الاجتماعية العريضة،
إن الأدبيات الكلاسيكية للخدمة الاجتماعية تشير إلى حقيقة مؤداها أن جميع الأخصائيين الاجتماعيين هم " ممارسين شاملين " Comprehensive Practitioner، يعملون في ضوء المفهوم المحوري الذي يتجلى في ( الانسان – البيئة )،
فلقد كان الرواد الأوائل للخدمة الاجتماعية يدركون بجلاء التزامهم الأساسي المضمر نحو الفقراء والمضطهدين والمحرومين من حقوقهم الشرعية من السكان في مجتمعنا، ولقد أشار جولدشتاين Goldstein عام 1990م إلى أنه عندما تحدثت " ماري ريتشموند " Mary Richmond عام 1917م، عن المساعدة الإنسانية للفقراء، وكذلك تحدثت " جان آدمز " Jane Addams عام 1902م عن التمسك بالقيم والأخلاقيات الاجتماعية، فإن كلاهما ناقش عنصرين أساسيين :
الأول : الهدف الثنائي المزدوج للمهنة، والمتمثل في الاهتمام المهني بتحسين عملية المساعدة للكفاءات أو القدرات الفردية، والدعم المجتمعي في نفس الوقت، أي العمل مع الإنسان والبيئة في آن معا،
الثاني : الاتجاهات العامة الشائعة في كافة التدخلات المهنية مع الناس بمختلف فئاتهم،
هذا وثمة تياران أساسيان ظهرا وتطورا من خلال هذا الاهتمام المزدوج للمهنة عبر تطورها التاريخي :
الأول : نشأ من خلال حركة جمعيات تنظيم الإحسان Charity Organization المبكرة والتي كانت السبب في ظهور خدمة الفرد المهنية،
والتيار الآخر : نبع من حركة المحلات الاجتماعية Social settlements، والجهود الباكرة لحركة الإصلاح الاجتماعي Social Reform، والتي نشأ عنها طريقة العمل مع الجماعات وتنظيم المجتمع،
وعلى مر السنين سعى الرواد الأوائل في كلا الاتجاهين نحو إيجاد هوية مهنية ومنهجية عامة وشاملة، إلى أن برز للوجود اتجاه الممارسة العامة في أواخر القرن العشرين، والذي هو بمثابة اتجاه تطبيقي حديث للخدمة الاجتماعية، يتمحور حول التعامل مع كافة الأنساق ( متصل أنساق الممارسة ) التي توجهها استراتيجيات محددة للممارسة، ولها أدوار وتكنيكات لتحقيق أهداف محددة، من خلال برنامج أو أكثر للتدخل المهني له أساليبه وأهدافه، إما مع الفرد، أو مع الأسرة، أو مع الجماعة، أو مع المنظمة، أو مع مجتمع محلى أو قومي،
سمات الممارسة العامة :
إن أهم ما يميز أسلوب الممارسة العامة عن الممارسة التقليدية للخدمة الاجتماعية، مجموعة من السمات نوجزها فيما يلي :
- أنها تعتمد على انتقاء بعض المداخل أو النماذج المهنية من جملة النماذج والمداخل العلمية المتاحة أمام الأخصائيين الاجتماعيين واستخدامها في التداخل المهني مع نسق الهدف Target System بما يتناسب مع نسق العميل Client System ونسق المشكلة Problem System،
- أنها تعطى للأخصائي الاجتماعي الممارس العام الحرية في اختيار نماذج وأساليب التدخل المهني واستراتيجياته، تلك التي يراها مناسبة لتحقيق الأهداف المهنية من عملية التدخل المهني، وهذا يتطلب من الأخصائي الاجتماعي مهارة خاصة في انتقاء المداخل أوالأسلوب المناسب في التدخل المهني
- أنها تؤكد على خمسة عناصر أساسية في الممارسة العامة هى :
1- الأساس العام Holistic Base
2- الأساس التعددي القائم على استخدام اتجاه حل المشكلة متعدد المستويات Multiple Base
3- الأساس الانتقائي Selective Base - Eclectic بمعنى الانطلاق من الإطار النظري المتعدد قائم على " الانتقائية "،
4- أسس معرفية وتنمية مهارية قابلة للتطبيق .
5- بيئات ومواقع مختلفة، وتقدير مفتوح غير محدد بأي مدخل نظري معين أو محدد،
وفيما يلى الأبعاد الأساسية للمعرفة الانتقائية للممارسة العامة :
Dimensions in the Definition of Generalist practice.
1- قيام الأخصائيون الاجتماعيون باكتساب أساس معرفي قائم على الانتقائية النظرية ( المعرفية ) يتكون من :
(أ) معارف تتصل بالأسس النظرية : نظرية الأنساق،
(ب)معارف تتصل بالسلوك الإنساني والبيئة الاجتماعية،
(ج) معارف تتصل بسياسات وخدمات الرعاية الاجتماعية .
(د) معارف تتصل بممارسة الخدمة الاجتماعية .
(ه) معارف تتصل بالبحث في الخدمة الاجتماعية .
(و) معارف تتصل بالتنوع البشرى، والتعددية الثقافية،
(ز) معارف تتصل بتدعيم العدالة الاجتماعية والاقتصادية
(ح) معارف تتصل بالناس في مواقف الخطر ( الفئات المعرضة للخطر At – Risc )،
2- قيام الأخصائيون الاجتماعيون باكتساب مجموعة من القيم المهنية تتضمن :
(أ) الميثاق الأخلاقي للخدمة الاجتماعية Social Work Code Of Ethics
(ب) توضيح المحددات الأخلاقية للصراع،
(ج) فهم أشكال الظلم أو القهر
(د) احترام التعددية السكانية في المجتمع ( العرقية والثقافية )
3- قيام الأخصائيون الاجتماعيون باستخدام مدى متسع من مهارات الممارسة فيما يتصل بالممارسة في إطار :
(أ) الممارسة مع الوحدات الصغرى، Micro
(ب) الممارسة مع الوحدات المتوسطة Mezo
(ج) الممارسة مع الوحدات الكبرى Macro
5- أن يتسم عملهم بالفعالية داخل البناء التنظيمي ( المؤسسة أو الجهاز ) الذي تتم فيه الممارسة، تلك الفعالية التي تتطلب :
- إشراف مناسب وفعال،
- أن يمارس الأخصائيون الاجتماعيون مدى متسع من الأدوار من الأدوار المهنية مثل أدوار :
(أ) الممكن،
(ح) الميسر،
(ب) الوسيط،
(ج) المبادر،
(ك )المكمل / المنسق،
(و) المفاوض،
(د) المدير العام،
(ه) المعين،
(ز) المعلم،
( ل) المدافع،
(ع) المحلل / المقوم،
(ص) الوسيط،
- توظيف مهارات التفكير النقدي
- استخدام عمليات التغيير المخطط،
عناصر الممارسة العامة : -
هذا ويعتمد منظور الممارسة العامة على أربعة عناصر رئيسة وهى :
1- أسس معرفية وتنمية مهارية تتميز في أنها تبنى على المعرفة الحرة للتراث الكمي للخدمة الاجتماعية، وتعتمد على الإطار النظري للنسق الايكولوجي، ومدخل الحاجات والمشكلات، وتتميز بقابليتها للتطبيق على مختلف مستوى أنساق العملاء العملاء،
2- إطار نظري متعدد يتضمن الاختيار ( الانتقاء ) الحر لنظريات ونماذج التدخل المهني، والتركيز على المشكلة وعلى مفهوم الإنسان في بيئة،
3- التقدير المتعدد الذي يتعامل مع الأنساق المتعددة ( متصل الأنساق )، وبيئات متعددة، وينبع من وجهة النظر النسق الايكولوجي، والذي لا يتقيد بإطار نظري معين، أو نموذج معين للتدخل المهني، أو نسق معين من أنساق العملاء،
4- أدوات متكاملة للتدخل المهني، واستراتيجيات ملائمة تعتمد على المشكلات والاحتياجات المتعددة لنسق العميل، والموارد والأهداف والظروف البيئية المتاحة، وعناصر نسق الهدف .
خطوات الممارسة العامة :-
وتتم عملية الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية على عدة خطوات ومراحل نذكرها بإيجاز فيما يلي (3) :
- التقدير Assessment
وتهدف هذه الخطوة إلى الفهم الواضح والعميق للمشكلة ( الموقف الإشكالي ) ومعرفة عواملها وأسبابها، والجهود الواجب بذلها للتقليل من حدتها أو مواجهتها، مع توظيف كامل للأنساق المرتبطة والتي يمكن أشراكها، مع بيان مناطق القوة فيها .
- تحديد أهداف حل المشكلة problem Solving Goals
وتتضمن توجيه جهود الممارس والأنساق الأخرى المشاركة لتحقيق الأهداف المرغوبة، كذلك التسهيل اختيار الإستراتيجية المرتبطة بالتدخل المهني وأساليبه المختلفة.
- صياغة التعاقد Contract
ويقصد به الاتفاق Agreement الذي يتم بين الممارس ونسق التعامل " العميل أولى / ثانوي حول الخطوات المهنية المستقبلية، والمهام المتفق عليها، وهذا يمثل التزاما من جانب أطراف المشكلة بتنفيذ الخطة المتفق عليها في الوقت المحدد وبدقة المطلوبة .
- اختيار الأساليب المناسبة للتدخل المهني :
يقوم الممارس باختيار الأساليب الفنية والآليات المناسبة لمواجهة المشكلات التي يعانيها نسق التعامل، وذلك من بين مجموعة الأساليب المتوفرة على المستويات دون الالتزام بنظرية أو نموذج بعينه ومن بين تلك الأساليب والآليات ما هو على المستوى الأصغر ( نسق الفرد Micro ) مثل العلاقة المهنية التأثيرية التصحيحية، التعاطف، المواجهة، تشكيل الاستجابة،لعب الدور التدعيم ...الخ، أساليب على المستوى الأوسط ( نسق الأسرة والجماعة Mezzo )، ومنها بناء الاتصالات، إعادة التوازن، وكذلك أساليب على المستوى الأكبر ( نسق المجتمع Macro ) ومنها الإقناع، والمدافعة، التعليم وغيرها
التقويم Evaluation
تعتبر هذه الخطوة هامة لأنها تحدد إلى أي مدى تحققت أهداف الممارسة مع العميل كما توضح مدى فاعلية الأساليب المستخدمة لتحقيق الأهداف،
* مسرد المصطلحات :
- الشبكات الاجتماعية Social Network
- مجموعة معينة من الروابط بين مجموعة محددة من الاشخاص،
- ارتباط رسمي او غير رسمي بين جماعة او جماعات من الناس او عدد من المنظمات والذي يمكنهم من تقاسم الموارد والمهارات والاتصالات المهارة والمعرفة كل منهم مع الاخر،
- مجموعة خاصة من الارتباطات بين مجموعة محددة من الاشخاص ويمكن استخدام تلك الارتباطات لتفسير السلوك الاجتماعي للأشخاص ربما تكون جيرة او اسرة ممتدة او ربما تكون شبكة العلاقات الشخصية للفرد وتعد شبكات المساعدة الطبيعية تنوع للظاهرة العامة للشبكات الاجتماعية،
- شبكات المساعدة الطبيعية Natural Helping Network
نسق غير رسمي للمعونة المتاحة للأفراد في مقابل النسق المهني الرسمي لتقديم الخدمات – وتشتمل على افراد مثل اعضاء الاسرة والاقارب والارحام والاصدقاء والمعارف والجيران وزملاء العمل والتقاء الافراد في اماكن العبادة،
- الانتقائية النظرية Eclecticism
تعد الانتقائية النظرية بمثابة استراتيجية يتم من خلالها توظيف أكثر من نظرية أثناء الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية. لذا فهي طريقة في التفكير وطريقة في الممارسة، ولا تحوي مفاهيم أو فرضيات، كما تحوي بقية النظريات والنماذج النظرية المتاحة لمهنة الخدمة الاجتماعية. ويمكن تعريف الانتقائية على أنها "استخدام أكثر من إطار نظري أو أكثر من نظرية أو أكثر من نموذج نظري أثناء الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية"،
- مفهوم الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية : Generalist Practice Of Social Work
- شأنه شأن غالبية المفاهيم المستخدمة في الخدمة الاجتماعية والعلوم الاجتماعية، تعددت وتنوعت التعريفات المعاصرة للممارسة العامة للخدمة الاجتماعية، ولا يوجد اتفاق على تعريف محدد لها حتى الآن، ولقد أقر مجلس تعليم الخدمة الاجتماعية ( CSWE ) Council On Social Work Education أن جميع البرامج الدراسية سوف تقدم تعريفاتها الخاصة وأسسها المنطقية، ولقد تمت الموافقة على بعض الخصائص والسمات المشتركة للممارسة العامة، ولكن هناك خلاف في الأساس المنطقي الذي يتم الانطلاق منه والاستناد إليه عند تعريفها،
- هذا ومن التعريفات المطروحة للممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية ذلك التعريف الذي يحددها بأنها " وجهة نظر معينة ومحددة لطبيعة ممارسة الخدمة الاجتماعية، ترتكز على إقرار العدالة الاجتماعية، وتؤكد على أن بؤرة اهتمام الأخصائي الاجتماعي ( الممارس العام ) تنصب على المشكلات الفردية والاجتماعية والحاجات الإنسانية، ( أي الموقف الإشكالي )، وليس على تفضيل المؤسسة لتطبيق طريقة مهنية معينة للممارسة ( أي المدخل المعتمد على الطرق المهنية Professional Methods )، ويؤكد هذا المنظور على عمل كل ما يمكن عمله لتحديد المشكلة، وعلى ذلك فإن الأخصائي الاجتماعي ينتقي ويختار النظريات والطرق مستخدماً منظور الأنساق البيئية Ecosystems Perspective وعملية حل المشكلة كموجهات للعمل والتدخل المهني "،
- وثمة تعريف آخر يرى أن الممارسة العامة هي : " أسلوب موحد، ومنظور يركز على العلاقات بين الإنسان وبيئته، مع تأكيد متساوي على أهداف العدالة الاجتماعية، والأنساق، وتحسين مستوى المعيشة والرفاهية للناس،
- ويستخدم قاموس " باركر " مصطلح الخدمة الاجتماعية العامة Generic Social Work ويعرفها بأنها : " توجه في الخدمة الاجتماعية يؤكد على أهمية احراز المعارف والمهارات الأساسية المرتبطة بتقديم الخدمات الاجتماعية، والاخصائي الاجتماعي العام هو الذي يمتلك المعرفة الأساسية في عدة طرق، وليس ضروريا أن يكون مختصا في مجال واحد من مجالات الممارسة، وقادر على التعامل مع حالات مختلفة، ويستطيع التدخل في أنواع مختلفة من الانظمة الاجتماعية "،
* متصل أنساق الممارسة :
يشير مصطلح " متصل أنساق الممارسة المهنية " في أسلوب الممارسة العامة إلى :
- الممارسة على مستوى الوحدات الصغرى ( ضيقة النطاق ) كالفرد، والأسرة النووية، والأسرة الممتدة، الجماعة الصغيرة،
- الممارسة على مستوى الوحدات الكبرى ( واسعة النطاق ) مثل : مجتمع المنظمة أو المؤسسة Agency ، الشبكات الاجتماعية Social Network ، مجتمع الجيرة Neighborhood، المجتمع المحلي Community، المجتمع الأكبر Society،
- الممارسة على مستوى الوحدات الأكبر ( الأوسع نطاقا ) : كالمجتمع الإقليمي " المنظمات الاقليمية Regional Organization "، مجتمع عالمي محدود، مجتمع عالمي شامل " كمنظمات الأمم المتحدة "، والشكل الغالب على الممارسة في هذا المستوى يتمثل في : الإستشارة وتقديم المشورة الفنية، والخبرة consultation & experience،
- مفهوم الفئات المستضعفة أو المعرضة للخطر : At- Risk Population
- هم أولئك الأفراد أو الجماعات الذين هم في وضع خطر نتيجة أوضاع صحية أو اجتماعية، أو بيئية معينة، يحتمل أن تسبب لهم – أو تلحق بهم – نوعا من الأذى والضر، ومن هؤلاء : الأشخاص زائدو الوزن ( الذين يعانون من السمنة المفرطة ) Over Weight، باعتبار أنهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالنوبات القلبية Heart Attack والمشكلات والأزمات الصحية الأخرى، وكذلك الأطفال الرضع المولودون لأمهات يتعاطين المواد الكحولية أو المخدرة، وذلك بسبب مشكلات الولادة التي يتعرضون لها، ويتسع المفهوم ليشمل أيضا : الففقيرات من النساء، والمعاقين جسميا ( فيزيقيا ) ونفسيا وعقليا، والأطفال المعرضين للإساءة والإهمال، والمشردون بلا مأوى، واللاجئون، والمسنون الضعفاء، ضحايا التفرقة العنصرية، المعرضون للانحراف والشذوذ الجنسي،
- وعلى ذلك فإن الفئات المعرضة للخطر من السكان هم أولئك الذين تكون فرصهم محدودة من الموارد، بحث يؤثر ذلك تأثيرا بينا على درجة تلبية احتياجاتهم المتنوعة وإشباعها، وهم أيضا أولئك المقهورون، والمظلومون والضعفاء، وهم الأكثر حساسية من غيرهم للمخاطر، وأكثر تعرضا للجروح والإصابات من الناحية الاجتماعية والنفسية،
- مفهوم التمكين : Enabling
- التمكين Enabling مصطلح يقصد به : إكساب العملاء ( وحدات العمل والممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية ) مختلف المعارف والاتجاهات والقيم والمهارات والخبرات التي تؤهلهم للإعتماد على الذات، وبناء قدراتهم اجتماعيا وصحيا، وتعليميا واقتصاديا بما يمكنهم من المشاركة الإيجابية الفعالة في مختلف أنشطة وفعاليات الحياة الإنسانية إلي أقصي حد تؤهلهم له إمكانياتهم وقدراتهم الذاتية، إضافة إلي تغيير ثقافة المجتمع نحو هؤلاء العملاء، وتحويلها من ثقافة الاستبعاد والتهميش إلي ثقافة التمكين،
فالتمكين في جوهره العام إنما يعني تمكين الأفراد ( والجماعات والمنظمات والمجتمعات ) لتحرير أنفسهم، وفي مقابل مفهوم التمكين والقوة هناك مفهوم الأضعاف الذي يعني الحيلولة دون حصولهم علي القوة،
- مفهوم التقدير Assessment
- عملية مهنية تهدف إلى تحديد طبيعة المشكلة، وأسبابها، وتسلسل أو تعاقب الأحداث والوقائع المرتبطة بها، والتنبؤ بالنتائج والاحتمالات المستقبلية،
- هي عملية من العمليات الأساسية للخدمة الاجتماعية التي ترمي إلى الفهم الدقيق لطبيعة المشكلة التي تواجه العميل، والتعرف على أسبابها، من أجل التوصل إلى وضع خطة عمل للحد من آثارها أو حلها،
* جمعيات تنظيم الاحسان : Charity Organizations Agencies
- عبارة عن جهاز يستهدف تنسيق العمل بين منظمات الاحسان الأهلية التي تساعد المحتاجين والمعوزين وذلك لضمان وصول الاعانات إلى غير القادرين على العمل فعلا، أي للمستحقين بالفعل لتلك المعونات،
- وهي تقوم على فلسفة الاسكتلندي : " توماس تشالمرز " الذي اقترح نظاما للاحسان ( منذ العام 1780م ) من شأنه أن يقتصر على مد يد العون لمن لا يقدر فعلا على ممارسة العمل، تلك الفلسفة مؤداها : أن الفرد هو المسئول عن فقره، وبأن المعونات المادية تدمر معنويات الانسان، واحترامه لنفسه، وتجعله يتعود ( ويستمريء ) العيش على الاحسان والمعونات،
* حركة المحلات الاجتماعية : Social Settlement
- بدأت تلك الحركة في عام 1880م، وهي تختلف عن حركة التنظيم الإحسان في توجهاتها وجهودها، على الرغم من أنها – في حقيقة الأمر - رعاية موجهة إلى نفس الطبقة من الناس ( المستفيدين )، إلا أنها كانت تتميز عنها بأنها تتم عن طريق معايشة الفقراء في مجتمعهم وليس عن طريق الزيارات.
- هذا وتعرف المحلة الاجتماعية بأنها مؤسسة تعمل في مساحة جغرافية معينة ومحددة، لخدمة سكان تلك المنطقة من الفقراء والمحتاجين، وذلك بمحاولة تحديد احتياجاتهم واكتشاف الخدمات التي يمكن أن تواجه تلك الاحتياجات
***********************
الهوامش والإحالات :
===========
(1) – Pamela S. Landon; " Generalist And Advanced Generalist Practice " p:1101
(2) - إبراهيم عبد الرحمن رجب : " الخدمة الاجتماعية و العولمة وتحديات العصر "، ورقة عمل قدمت لمؤتمر "العولمة و الخدمة الاجتماعية : مستقبل سياسات الرعاية الاجتماعية في القرن الحادي والعشرين" الذي نظمته كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة القاهرة، فرع الفيوم، 3- 5 مايو، 2000م،
Wilensky, Harold and Charles Lebeaux (1965) " Industrial Society and Social Welfare", (New York: Free Press),pp: 13-14.
(3) – للاستزادة فيما يتعلق بمراحل وخطوات الممارسة العامة راجع :
- عبد العزيز فهمي النوحي : " الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية "، دار الاقصى للطباعة، القاهرة، 2001م،
- جمال شحاته حبيب : " الممارسة العامة منظور حديث في الخدمة الاجتماعية "، المكتب الجامعي الحديث – الاسكندرية – 2009م
- Louise C. Johnson ; " Social Work Practice A Generalist Approach ( 4th.ed.) Massachusetts; Sima & Schuster.Inc.,1973.
***********************
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: