(358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
د- أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7396
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ألقيت فى شهر أبرايل من عام 2012 محاضره بعنوان : المهارات البحثية اللازمة لطلاب الماجستير والدكتوراة. وسنتاول اليوم مهارات جديدة من نوع مختلف بعنوان :"مهارات التعامل مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى إدخال عباراتها فى محاورها " . وتعتبر هذه المهارات ضرورية فى تهيئة الاستبانة للتحليل .
والمهارة كما تعرف هى :" التمكن من انجاز مهمة ما بكيفية محددة ، وبدقة متناهية، وبسرعة في التنفيذ".
المهارة الأولى : مهارة إلمام الباحث بكل خطوات تحليل الاستبانة من الألف إلى الياء .
تعتبر هذه المهارة حجر الأساس الأول فى عملية تحليل نتائج الاستبانة سواء قام الباحث بتحليل النتائج بنفسه أو استعان بمحللين احصائيين . ففى الحالتين يستلزم الأمر أن يكون الباحث على علم ودراية بكافة خطوات التحليل من الألف إلى الياء ، وخاصة أن الكثير من المحللين الاحصائيين الذين يستعين بهم الباحثون إما متخصصون فى الاحصاء الرياضى أو الإحصاء السكانى وليست لهم خبرة كافية بالاحصاء الاجتماعى ، ومن ثم فإن المام الباحث بخطوات تحليل الاستبانات الاجتماعية يجعله قادرا على متابعة وتوجيه المحلل الإحصائى ومراجعته . ولا يعنى ترك مهمة التحليل برمتها إلى المحلل الإحصائى وتحميله أخطاء التحليل ، إعفاء الباحث من المساءلة ، وليس فى قانون الدراسات العليا ما يلزم المحلل الإحصائى بحضور جلسة المناقشة للدفاع عن تحليله لاستبانة الباحث ، فالمسئولية تقع أولا وأخيرا على عاتق الباحث وليس غيره ، وإلا للزم حضور من راجع الرسالة لغويا لمحاسبته على الأخطاء النحوية وعدم الالتزام بعلامات الترقيم ، وكتابة الأرقام بطريقة صحيحة، وحضور من كتب الرسالة لمحاسبته عن الأخطاء المطبعية وسوء التنسيق .
المهارة الثانية : مهارة التعامل مع برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية Spss .
تعتبر هذه المهارة حجر الأساس الثانى فى عملية تحليل نتائج الاستبانة . كان هذا البرنامج مخصصا فى الأصل للعلوم الاجتماعية ، وتوسع استخدامه ليشمل معظم العلوم الأخرى ومنها الطب والصيدلة والهندسة وغيرها . ويكاد يكون أقل الباحثين استخداما له هم طلاب العلوم الاجتماعية الذين صمم البرنامج لهم . وبدأت الآن العديد من أقسام الخدمة الاجتماعية فى العالم العربى فى تدريس هذا البرنامج لمرحلة البكالوريوس. إن مهارة استخدام هذا البرنامج أساسية فى تحليل الاستبانات ، وأصبح استخدام الأسلوب اليدوى فى التحليل ليس علامة على ضعف الرسالة فحسب ، بل علامة على ضعف الباحث وتخلفه فى هذا المجال . ولهذا فإن منح القسم أى رسالة دكتوراة بالتبادل مع الجامعات الأخرى دون استخدام الباحث لهذا البرنامج أمر يضع القسم فى حرج .
يضاف إلى ذلك أن هذا البرنامج يرتبط بشدة ببرنامج EXCEL وهو البرنامج المخصص للجداول ، ويحتوى هذا البرنامج على كل الدوال Functions التى يحتاجها محلل الاستبانة مثل الوسط ،والوسيط ،والانحراف المعيارى ،والدرجة المعيارية .
والخلاصة هنا أن على باحثينا إذا أرادوا أن يتجنبوا اتهام الآخرين لهم بأن رسائلهم Made in Taiwan ضروة الحصول على الدورات المخصصة لهذين البرنامجين على الأقل .
المهارة الثالثة : مهارة التعامل مع معامل اتفاق "كندال" فى قياس صدق المحكمين.
يستخدم الباحثون عادة معادلة "كوبر"لقياس صدق المحكمين . وهذه المعادلة على النحو التالى :
نسبة الاتفاق= عدد مرات الاتفاق ÷ عدد مرات الاتفاق + عدد مرات الاختلاف
100×
ويقول خبراء الاحصاء الاجتماعى فى هذه المعادلة :" يقوم بعض الباحثين بكتابة عبارات براقة فى بحوثهم مثل : تم أخذ العبارات التى اتفق عليها 90% من المحكمين دون إجراء تحليل إحصائى جيد يؤكد صحة العبارة السابقة ". لذا يجب على الباحثين تحديد درجة اتفاق المحكمين على عبارات الاستبانة تحديدا إحصائيا .
ولهذا يفضل استخدام معامل اتفاق "كندال" وذلك على النحو التالى :
معامل اتفاق كندال (رك)= 12× مجـ ف2 ÷ م2 ن (ن2-1)
مجـ ف2= مجموع مربعات الفروق عن المتوسط الخاص بالصفوف
م= عدد المحكمين
ن=حجم العينة أو عدد بنود أداة القياس
ويمكن الوصول إلى معامل اتفاق كندال فى برنامج على النحو التالى :
Analysis→ correlate →Bivariate→ Kendall's Tau B→O.K.
وهناك ملاحظة بهذا الخصوص : أخذنا وقتا طويلا لاقناع الباحثين بأن الاستبانة التى تقدم للمحكمين ليست هى ذات الاستبانة التى تقدم للمبحوثين ، وأن الاختلاف بينهما هو تخصيص مكان للمحكم لإبداء رأيه بصحة صياغة العبارة وتمثيلها للمحور الخاص بها . لكن استخدام معامل اتفاق "كندال" يقتضى أن يخصص للمحكم عدة خانات يقوم فيها بترتيب عبارات المحاور.
المهارة الرابعة : مهارة مراجعة البيانات بعد إدخالها ، بالمطابقة بين البيانات التى تم ادخالها والبيانات الأصلية ، وعدم الاعتماد على المراجعة بالعين المجردة.
تظهر أهمية هذه المهارة عند اكتشاف بيانات مفقودة،أوجود خطأ فى الادخال ، أو الشك فى عملية الادخال. فكل هذه الاحتمالات يمكن التغلب عليها إذا كان الباحث قد أعطى أرقاما متسلسلة لكل الاستبانات ، وقام بإدخال بيانات الاستبانة وفق هذا التسلسل فتسهل عليه عملية المراجعة وقت الحاجة إليها .
وعلى الباحث الماهر إذا كانت العينة محدودة الحجم ألا يعتمد على مراجعة البيانات بالعين المجردة ، وإنما تكون المراجعة بالمطابقة بين البيانات التى أدخلها والبيانات الأصلية لأن الأخطاء التى تحدث تنعكس على الدرجة الكلية للمتغير الذى أدخله . أما فى حالة البيانات الكبيرة العدد ، فيقوم الباحث بأخذ عينة عشوائية ويطابق بين البيانات المدخلة والبيانات الأصلية.
وترتبط هذه المهارة بقيام الباحث بعمل جداول تكرارية للبيانات ، فعن طريق هذه البيانات التكرارية يمكنه التأكد من سلامة عملية الادخال والوقوف على كم البيانات المفقودة ثم القيام بمراجعتها .
المهارة الخامسة : مهارة إعطاء مسميات للمتغيرات تتفق مع مسمياتها الحقيقة ،وتجنب إعطاء المتغيرات مجرد رموز .
تطهر أهمية هذه المهارة فى حالة ما إذا احتاج الباحث إلى هذه البيانات بعد فترة طويلة أو فى حالة فقد البيانات الأصلية . فإذا كان الباحث أعطى رموزا للمتغيرات التى أدخلها ، ثم احتاج إلى البيانات بعد فترة طويلة ، قد لا يكون قادرا على استعادة معنى هذه الرموز فى ذهنه ، أما إذا كان قد أعطاها مسمياتها الحقيقية ، فلن تكون هناك مشكلة.
المهارة السادسة :مهارة التعامل مع القيم المفقودة Missing values أو القيم الخاطئة ُExtreme values ( عند فقد الاستبانات أو المستندات الخاصة بالبيانات الأولية) .
التعامل مع القيم المفقودة يحتاج إلى مهارة خاصة . يقوم بعض الباحثين باستبعاد الاستبانات التى تحتوى على قيم مفقودة أو خاطئة . لكن هذا الاستبعاد مشروط بألا تتجاوز نسبتها 5% فإن تجاوزت هذه النسبة فإن التعامل معها يعتمد على درجة أهمية هذه البيانات. وهناك عدة وسائل للتعامل مع القيم المفقودة أو الخاطئة:
1-استبدال القيم المفقودة بمتوسط المتغير الذى تنتمى إليه .
2-استقراء طبيعة البيانات الأخرى فى الحالة التى تحتوى هذه القيم ، ثم وضع قيم تتفق مع المستوى العام الظاهر من خلال البيانات التى تتعلق بالمتغيرات الأخرى لنفس الحالة. والمشكلة هنا هو أن هذا الحل تدخل فيه التصورات الشخصية للباحث وتكون نسبة الخطأ عالية فيه.
المهارة السابعة:مهارة إدخال البيانات الأولية للاستبانة فى شاشة المتغيرات فى برنامج الحزمة الاحصائية.
يقتح الباحث شاشة المتغيرات Variable Viewفى البرنامج ،ويخصص الصف الأول تحت العمودName للتسلسل الرقمى ثم يبدأ اعتبارا من الصف الثانى بإدخال المتغيرات .فإذا خصص الصف الثانى لبيانات متغير النوع ، فيكون الصف الثالث للمستوى التعليمى والرابع للدخل ، وهكذا حتى ينتهى من إدخال كل المتغيرات.ويراعى عند إدخال المتغيرات أن يملأ الأعمدة التى تطلب إدخال خصائص كل متغير حسب متطلبات العمود فيكتب اسم المتغير تحت عمود Name ثم نوع المتغير تحت عمود Type ثم عنوان المتغيرتحت العمود Label ، ثم يدخل تكويدات المتغير تحد عمود Value فيعطى رقم 1 للذكور ورقم2 للإناث وهكذا مع باقى المتغيرات . أما فى عمود القيم المفقودة Missing value فيكتب رقم 9 أو 99 أو999. وفى عمود المقياس Measure يكتب نوع المتغير هل هو (اسمى أو رتبى أو قياسى) .وعلى الباحث أن يملأ الأعمدة الباقية الأخرى كالعلامات العشرية ومساحة العمود إلى غير ذلك .
المهارة الثامنة : مهارة إدخال أسئلة الاستبانة وأوزانها
بعد أن ينتهى الباحث من إدخال البيانات الأولية ، ولنفترض أنها انتهت عند الصف العاشر ، يبدأ اعتبارا من الصف الحادى عشر فى إدخال أوزان كل سؤال من أسئلة الاستبانة . تحت عمود Name يكتب الباحث السؤال الأول أويرمز له q1 مثلا، ثم يملأ بيانات الأعمدة حسب الشرح السابق ، وتحت عمود Value يدخل أوزان السؤال . فإذا كانت استجابات السؤال ثلاثية أو رباعية أو خماسية ، يعطى الوزن 1 لاستجابة موافق . ويعطى الوزن 2 لاستجابة محايد ، ويعطى الوزن 3 لاستجابة لا أوافق وهكذا. وفى العمود Label يكتب فحوى السؤال.
المهارة التاسعة : مهارة إدخال محاور المتغيرات .
لنفترض أسئلة الاستبانة عشرة أسئلة مقسمة على ثلاثة محاور .يضم المحور الأول الأسئلة من 1 إلى 10 . ويضم المحور الثانى الأسئلة من 11-20، ويضم المحور الثالث الأسئلة من 21-30. ولنفترض أننا أدخلنا هذه الأسئلة الثلاثين من الصف الحادى عشر إلى الصف الأربعين ، نبدأ من الصف الحادى والأربعين فنخصصه للمحور الأول فنكتب المحور الأول و نرمز له بالرمز T1،ثم نخصص الصف الثانى والأربعين للمحور الثانى و نرمز له بالرمز T2، ونخصص الصف الثالث والأربعين للمحور الثالث ، ونرمز له بالرمز T3 . ونكمل البيانات المتطلبة فى الأعمدة لكل محور من هذه المحاور.
المهارة العاشرة : مهارة تفريغ البيانات الأولية واستجابات كل استبانة فى شاشة البيانات Data view.
يعنى توافر المهارة التاسعة عند الباحث أنه تمكن بنجاح من ادخال كل متغيرات بحثه فى شاشة المتغيرات ، فإذا انتقل إلى شاشة البيانات سيجد الشاشة جاهزة لتفريغ بيانات الاستبانات . وسيجد أن المتغيرات التى أدخلها فى شاشة المتغيرات مسجلة على اعمدة الشاشة. سيجد عمود الأرقام المتسلسلة ثم الأعمدة التى أدخلها التى تخص البيانات الأولية ثم الأعمدة الخاصة بالأسئلة الثلاثين ، ثم الأعمدة الخاصة بالمحاور.
يبدأ الباحث فى تفريغ بيان كل استبانة على حدة . يدخل فى صف كل استبانة البيانات الخاصة بها، واستجابات المبحوث على الإسئلة وفقا لأوزانها. وعليه أن يتأكد أن الرقم المسلسل فى الاستبانه هو نفس الرقم المخصص لها على الشاشة .
المهارة الحادية عشرة: مهارة ادخال فقرات كل استبانة فى المحاور الخاصة بها .
بعد أن يقوم الباحث بإدخال البيانات ومراجعتها ليس بمجرد النظر ولكن بمطابقة بيانات الاستبانة على البيانات التى أدخلها بنفسه ، يقوم بادخال فقرات الاستبانة فى محاورها وذلك على النحو التالى : Transform-Compute Variable-Target variable + Numeric Express.سيجد الباحث بعد أن يفتح شاشة البيانات أن الفقرات أدخلت فى محاورها.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: