(357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
د- أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10326
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الآتى بعد بعض أوجه القصور لدى الباحثين فى تحليل نتائج الاستبانات:
فى محاضرته عن" صدق وثبات أدوات القياس" عرج الدكتور السيد أبوهاشم للكثير من الأخطاء التى يقع فيها الباحثون عند قياسهم لصدق وثبات الاستبانة ، وأوضح فيها أن هذه الأخطاء قد أصبحت بمثابة معلومات مؤكدة عند الباحثين . وإذا سئلوا عنها أجابوا بأن زملاءهم كتبوا ذلك ، أو أنهم وجدوها فى الرسائل التى فحصوها . ويمكن بيان بعض هذه الأخطاء على النحو التالى :
(1) الاكتفاء بصدق المحكمين فقط دون استخدام أدوات أخرى .
هناك علامات استفهام كثيرة حول صدق المحكمين : ( من هم ، كم عددهم ، هل اطلعوا على الاستبانة ، ، ما هو ناتج التحكيم ، هل نفذه الباحث أم لا ؟. أثبتت العديد من الدراسات وجود تزييف فى هذا الجانب . من الأفضل للمحكم أن يعتذر إذا لم تكن ظروفه تسمح له بأن يطلع على الاستبانة .
هناك نقطة أخرى ترتبط بصدق المحكمين . هو أن الباحثين لا يراعون الشروط اللازمة لصدق المحكمين . ومنها أنه لا بد أن يتوافر لدى المحكم تعريفا وتحديدا واضحا للسمة المراد اجراء التحكيم عليها وأن يعرف مكوناتها، وطرق تصحيحها ثلاثية أم رباعية أم خماسية ، هل هناك فقرات ذات اتجاه إيجابى وأخرى ذات اتجاه سلبى ؟ . أذا لم يراعى كل ذلك لم يكون هناك تحكيم جيد . والمشكلة أن باحثينا يسلمون نفس استمارة المبحوث للمحكم ويطلبون منه مجرد التحكيم دون أن يراعوا البنود السابقة.
2- عدم المام الباحث بالآراء المختلفة حول مسألة صدق المحكمين
مثال ذلك أن الباحثين يستخدمون عادة معادلة "كوبر"لقياس صدق المحكمين ، فى حين أن خبراء الإحصاء الاجتماعى يقولون عن هذه المعادلة : يقوم بعض الباحثين بكتابة عبارات براقة فى بحوثهم مثل : تم أخذ العبارات التى اتفق عليها 90% من المحكمين دون إجراء تحليل إحصائى جيد يؤكد صحة العبارة السابقة ". لذا يجب على الباحثين تحديد درجة اتفاق المحكمين على عبارات الاستبانة تحديدا إحصائيا . ولهذا يفضلون استخدام معامل اتفاق "كندال" . علما بأننا أخذنا وقتا طويلا لاقناع الباحثين بأن الاستبانة التى تقدم للمحكمين ليست هى ذات الاستبانة التى تقدم للمبحوثين ، وأن الاستبانة التى تقدم للتحكيم لا بد أن يخصص فيها للمحكم لإبداء رأيه بصحة صياغة العبارة وتمثيلها للمحور الخاص بها . والجديد الآن أن تحكيم الاستبانة وفقا لمعادلة كندال يقتضى أن يخصص للمحكم عدة خانات يقوم فيها بترتيب عبارات المحاور وهذا غير معمول به عند الباحثين.
(3) إعادة تحكيم مقاييس تم تقنينها من قبل ، وتم حساب صدقها وثباتها ،وتطبيقها على نفس البيئة مقننة على نفس البيئة التى تطبق فيها،بمعنى أن هناك مقاييس مقتنة ، وتم تحكيمها ، وحساب ثباتها وصدقها . يقوم الباحثون بإعادة التحكيم عليها لأنه ثبت فى أذهانهم أن أى مقياس لا بد له من صدق المحكمين . من المفترض ألا يقوم الباحثون بهذه الخطوة إلا إذا اختلفت الثقافة . أى أخذ من مجتمع مختلف. أما إذا كان المقياس كما يقال متحررا من الثقافة فلا يعاد تحكيمه ، ورغم ذلك فإن الباحثين يقومون بإعادة تحكيمها ،ذلك لأنه علق فى أذهانهم أن أى مقياس لا بد من عرضه على المحكمين ، فاعتقدوا أن ذلك أمر لازم . ويرتبط هذا الخطأ بخطأ آخر هو أن الباحثين لا يبذلون جهدا فى البحث عن المقاييس المقننة التى يمكن تطبيقها على مشكلتهم البحثية .
(4) عدم تطبيق الاستبانة على عينة استطلاعية واستخدامها مباشرة مع العينة النهائية . يقوم الباحثون بتطبيق الاستبانة على العينة النهائية ، ثم يقومون بعدها بحذف الأسئلة التى لا تصلح باستخدام البرنامج . هذا غير صحيح ، لأن خطوات التحقق فى الأدوات وفى البحث العلمى عامة تتطلب التطبيق على عينة استطلاعية قبل العينة النهائية .
يرتبط هذا الخطأ بخطأ آخر هو أن الباحث يطبق الاستبانة النهائية على نفس الشريحة الاستطلاعية التى طبق عليها الأداة من قبل ، ويكمن الخطأ هنا هى أن هذه الشريحة قد ألفت الاستبانة وأصبحت لديها فكرة عنها ، على خلاف العينة النهائية التى ليست لديها أية فكرة عن هذه الاستبانة.
(5) يلجأ بعض الباحثين إلى تطبيق الاستبانة على عينة كبيرة من المبحوثين عمدا بغرض الحصول على ثبات مرتفع . وهذا خطأ لأن القاعدة هنا هى أن الثبات والصدق لا يتأثران بحجم العينة وحدها ، هناك عوامل أخرى تؤثر عليها .
(6) اختيار عينة عمدية للحصول على ثبات عال . الخطأ هنا هو عدم إدراك أنه لابد من وجود تباين وتفاوت بين مفردات العينة ، فإذا لم يكن هناك تباينا أو تفاوتا لن يكون هناك ثباتا .
(7) حساب الاتساق الداخلى باستخدام معامل ارتباط بيرسون فى جميع الحالات. عند قياس ارتباط العبارات بالمحور ، والمحاور مع بعضها ، وبالدرجة الكلية . الخطأ يكمن هنا فى أن الباحثين يعتقدون أن معامل ارتباط بيرسون هو الوحيد لقياس الاتساق الداخلى للاستبانة .هناك معاملات ارتباط أخرى ،مثل معامل ارتباط كندل وكندل المعدل وفاى ، ولكن كل معامل ارتباط يستخدم فى حالات معينة .فإذا كانت المتغيرات فترية أو نسبية يمكن استخدام معامل ارتباط بيرسون ، أما إذا كانت رتبية ، فتدخل تحت الإحصاء اللابارامترى ،فيستخدم معامل ارتباط سبيرمان .
(8) يكتب الباحثون أنهم يستخدمون مقياس ارتباط أو معامل ارتباط ألفا كرونباخ ، وهذا خطأ فمعامل كرونباخ ليس معامل ارتباط وإنما هو معامل لقياس الثبات. ومعامل الارتباط يقيس أصلا العلاقة بين متغيرين .
(9) وهناك خطأ آخر هام بالنسبة لمعامل كرونباخ . هو اعتقاد الباحثين أن معامل كرونباخ دال إحصائيا . هذا خطأ ، فهذا المعامل ليس له دلالة احصائية . تكون الدلالة الإحصائية عندما ينتج معامل الثبات من معامل الارتباط . اذا ذهبنا إلى برنامج spss لن نجد لألفا ومشتقاته دلالة ، لن نجد هناك sign . معامل الثبات او الصدق الذى له دلالة هو الناتج فقط من معامل ارتباط. وليس يعنى أنه دال أن أقبله .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: