الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6882
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في مصر لم يكن حسم صناديق الإقتراع للصراع السياسي ليرضي جميع الأطراف لذلك قررّ الطرف المنهزم دعوة صناديق الرصاص للتدخّل و إزاحة خصم سياسي.
فالديمقراطية لن أقبلها ما لم أكن فائزا، بهذا المنطق تفكّر كلّ القوى الداعمة للإنقلاب العسكري...نفس التجربة أرادت قوى عربية و دوليّة إستنساخها في ليبيا، فضخّت لأجلها المال و حرّكت خليفة حفتر أحد أكثر القادة العسكريين فشلا في التاريخ الليبي ليقوم بما قام به سيسي مصر لكن ما فاتهم أن سلاح الثوّار لازال مشهرا في وجه أعداء الثورة و لو لا هذا السلاح لقامت مليشيات حفتر بذبح الثوّار كالخراف كما فعلت مليشيات السيسي من قبل مع ثوّار مصر...
أمّا في تونس فالأمر يختلف شكلا و يتطابق مضمونا مع ما حصل في أمّ الدنيا، فالإنقلاب على نتائج صناديق الإقتراع تمّ بطريقة ناعمة حيث أُخْرِجَتْ الأحزاب التي إنتخبها الشعب من السلطة و نُصّبَتْ حكومة لا سند شعبي لها سوى أنّها جاءت نتيجة لبيع مشروط بين من تخلّى عن الثورة و دماء الشهداء و بين من وافق على إقتسام الكعكة التي طالما أكلها منفردا...الثورة مقابل نصيب من السلطة...
نجحت الصفقة و جاءت حكومة المهمّات المحددة لتستكمل عناصر الإنقلاب على الثورة...مصر و ليبيا و تونس أصبحت ساحات للصراع و المواجهة حيث بدت المعركة واضحة أكثر من ذي قبل و إن كانت موازين القوى تختلف من وطن لآخر بين الفريقين المتصارعين...طلاّب الحريّة و طلاّب العبوديّة...الفريق الأوّل يدعو لإحترام نتائج الإنتخابات أمّا الثاني فيرى أن الديمقراطية خارج الصناديق طعمها أحلى...
كلّ تحرّكه إيديولوجيا...و لا تقولوا أنّ زمن الإيديولوجيات إنتهى...كلّ منهما لن يسلم للآخر...لن تنتهي المعركة قبل زوال أحد الأطراف أو على الأقلّ تسليمه بالهزيمة، ربّما كان على الثوّار أن لا يستمعوا لفتاوى التصالح تحت عنوان المصلحة الوطنيّة العليا...فالتسامح و المسامحة و العفوّ عند المقدرة و عفا الله عمّا سلف...
مشاعر نبيلة ما في ذلك شكّ...لكنّها ليست دينا حتّى نقدّسها و تصبح هي المبدأ...
فالقصاص أيضا هو شرعة الله كما العفوّ...رصاصة واحدة في رأس الخائن كانت ستريح الأمّة من هذه العذابات...أمّا بالنسبة للّيبيين فأتركوهم و شأنهم و وفّروا نصائحكم لهم بضرورة الحوار الذي ضيّعتم بها الثورة في تونس...أتركوهم يحسموها بمعرفتهم...
كلّ النّاس في ليبيا بسلاحها و الساحات ستحدد من سيبقى و ليست قاعات النزل الفخمة...فلا تركنوا لحفتر و لا تحاوروه و لا تلقوا سلاحكم...
فالثورات لا تحميها الصدور العارية و الظهور المكشوفة...فحين تموت و بندقيتك على كتفك أفضل من أن تذبح مثل الشاة...فتحيّة للبنادق الثائرة في سوريا و في فلسطين..!
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
27-05-2014 / 14:03:45 فوزي
لقد أسمعت لو ناديت حيا
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لاحياة لمن تنادي
إنك تخاطب قطعان إمعات سلموا أمورهم لأصنام اتخذوهم أربابا من دون الله، في شكل زعامات وشيوخ يقررون بدلهم مصيرهم ومصير البلاد ومصير الثورة
على أية حال، مثل هذه الكتابات هي التي كان يجب ان تعم من دون سواها ولكن للاسف، لقد التف عى امرنا المنكسرون الرخويات فأوردونا مانعرف من الهوان وتضييع الثورة
27-05-2014 / 14:03:45 فوزي