الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6792
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أحزاب بدون برامج، بدون سياسات و مواقف واضحة، بدون رؤية واقعيّة لما هو مطلوب منها، فقط إجتماع و تحالف ليس توحيدا للجهود و خدمة لتونس بل كرها في النهضة...
فكم سمعنا عن تحالفات حزبيّة مثل جبهة الإنقاذ، الإتحاد من أجل تونس، كلّنا تونس و غيرها التي إندثرت دون ضجيج كما حدث حين الإعلان عن تكوينها... فهذه التحالفات التي قيل أنّها ما جاءت إلاّ لكسر حالة اللاّتوازن في الساحة السياسية لم تنجح في ذلك نظرا لأنّ أساس البيت مغشوش منذ بدايته...فجميعها لم يجمعها سوى الكره و البغض تجاه النهضة، فلم نسمع من قادتها يوما ما يمكن أن يدلّ أنّهم فعلا قادرين على قيادة البلاد في المستقبل بل أنّ ما فاضت به جُعْبَتُهُمْ لم يكن سوى الشيطنة و التشويه و بثّ الأكاذيب و الأراجيف في حقّ النهضة و قيادييها حتى وصل الأمر ببعضهم أنّه لم يكن يبدي أيّ موقف من أيّ من الأحداث أو المستجدّات الحاصلة قبل أن يسمع موقف النهضة ليقول عكس ما قالت و لو كان في ذلك مخالفة لما كان يصرّح بأنّه من صميم مبادئه...
جميع قادة الأحزاب التي شكّلت تلك التحالفات كانوا يظنّون و ربّما لازالوا بأنّ قادة النهضة مجموعة من " الدراويش " الذين تتدلّى من بين أيديهم مسابحهم و هم لا يحسنون إلاّ الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه و سلّم و بالتالي يمكن التفوّق عليهم بسهولة...فالسياسة بحر لا يمكن السباحة فيه إلاّ لمن كان يساري أو ليبرالي أو حداثي كما يزعمون...أمّا الإسلاميون فَشِبْرٌ من الماء سَيُغْرِقُهُمْ لطول جلابيبهم...لكن المشهد السياسي في تونس كان مختلفا تماما، فالنهضة تلاعبت بالجميع و روّضت تلك المجاميع و بات الكلّ يهاجمها صباحا و يخطب ودّها مساء...فما الذي حصل لنشاهد ما شاهدناه ؟...
الأمر بسيط، فالنهضة أدركت منذ البداية أنّ جميع الأحزاب الموجودة على الساحة ليست إلاّ تجمّعات لمصالح وقتيّة و ظرفيّة جمعهم كرهها و سيفرّقهم حتما ودّها لذلك لابدّ من اللعب معهم داخل الميدان الذي يحبّذونه...سياسة " الطمع "...أيّ بدلاً أن تُلْقِمَ الكلب حجرًا فيهاجمك، علّق له " شحمة " و سترى كيف سَيُسْبِلُ أذنينه و يحرّك ذيله و إن لزم الأمر سيبتسم في وجهك...هذا ما وقع...النهضة تسير و بيدها " شحمة " الرئاسة و الجميع يسير خلفها علّه يصل إلى قرطاج أوّلا و بيده " الشحمة "...كنّا نمنّي النفس بمشهد سياسي مختلف تسود فيه الأفكار الجديّة و البرامج الواقعيّة التي تخدم الوطن و المواطن لكن للأسف غرقنا في وحل ساسة فاضت أدرانهم حتّى كادت تلوّث مجردة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: