(340) مناقشة خطة رسالة ماجستير عن المشكلات الاجتماعية للاجئين فى مصر
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8365
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عنوان الرسالة " دور منظمات المجتمع المدنى فى التخفيف من حدة هذه المشكلات الاجتماعية للاجئين"
مقدمة
1- كنت أتابع جهودَ الباحث فى إعداده لخطته البحثية ، وكنت ألاحظ أنه ما من مكان يمكن أن يساعدُه فى جمع مادته النظرية إلا ذهب إليه ، واشترى منه مايراه ضروريا مهما غلا ثمنه ، وما من مكان يَصلح أن يُطبِِِِِق فيه دراسته الميدانية ، إلا وذهب إليه ، والتقى مع المسئولين فيه ، وفَتَحَ علاقة معهم .
وقد أسقط الباحث خطأ فرضية كنت أعتقد فى صحتها طويلا وهى :"أن هناك علاقة عكسية بين طول لحية الباحث وإمكانية حصوله على معلومات من أجهزة ذات طابع حساس كمنظمات المجتمع المدنى ومفوضية اللاجئين"، فلم يقف طول لحية الباحث حائلا دون مواصلته لجهوده البحثية ، بل لعبت أخلاق الباحث دورا هاما فى أن تبادر هذه الجهات بالاتصال به ، وإنى لأثق فى ذكاء الباحث عند التعامل مع (بعض ) جهات يحتاج التواصل معها إلى تدقيق وتمحيص.
هذه شهادة حق رأيت أن أسجلَها للباحث. وأسجلُها أيضا لباحثين آخرين أعرفهم واحدا تلو الآخر - من غير المعيدين والمدرسين المساعدين - يتمتعون بهذه الصفة التى يتمتع بها الباحث ، وهى الجدية والمثابرة فى الحصول على المادة العلمية اللازمة لإعداد الخطة البحثية.
2- لا بد أن يدرك الباحثون الذين يحرصون على أن يكون جهدهم العلمى مميزا ،أن قوة خططهم البحثية تعتمد على موقعها من الرسائل العلمية التى تكتب فى نفس المجال فى الخارج بصفة خاصة ، وهذا ما حاولنا القيام به عند مراجعة هذه الخطة حيث اقتضى الأمر الوقوف على العديد من الرسائل التى تناولت موضوع مشكلات اللاجئين ،منها ما نوقش في الولايات المتحدة ومنها ما نوقش فى النرويج ، وهكذا.
الملاحظات
1- أعتقد أن المشكلة الأساسية فى هذه الخطة هى العمومية الشديدة في تناول الباحث للمشكلات الاجتماعية التى يعانى منها اللاجئون.
2- فى عام 2003 أصدرت الأمم المتحدة ورقة عمل بعنوان " قضايا جديدة فى بحوث اللاجئين". تبين منها أن البحوث فى هذا المجال بدأت تأخذ خطوات أكثر تطورا من سابقتها. وبتطبيق ذلك على الدراسة الاستطلاعية التى أجراها الباحث يتبين أن المشاكل الاجتماعية التى توصل إليها الباحث هى مشاكل متفق عليها ، وأنها ذات طابع تقليدى ، بل يمكن حل بعضها بقرارات إدارية مثل مشاكل الإسكان ،ومشاكل الإقامة ،وإلحاق الأبناء بالمدارس . وهناك مشاكل نفسية تحتاج إلى تدخل الأطباء والإخصائيين النفسيين ، وأخرى تحتاج إلى توعية اجتماعية مثل سوء المعاملة وماشابه ذلك . وأتصور أن ما يمكن أن يتوصل إليه الباحث بعد إنهاء رسالته سيدور حول هذا النوع من المشاكل ، ومن ثم فإن الإسهام العلمى قد يكون محدودا.
3- بمقارنة طبيعة المشكلات الاجتماعية عند الباحث وتلك المشكلات الاجتماعية التى تصدت لها الرسائل التى نوقشت حديثا حتى العام الحالى فى الخارج ، تظهر المفارقة الكبيرة بين تناول باحثينا والباحثين الآخرين لهذه المشاكل،ويبين أن دراسة المشكلات الاجتماعية تجاوزت حدود المشكلات التى وقف عندها الباحث .
4- لوحظ أن العديد من الرسائل الخاصة بمشاكل اللاجئين ترى أن أهم مشكلة تركز عليها هذه الرسائل هى مشكلة الاندماج أو التكامل الاجتماعى للاجئين ،منها رسالة نوقشت فى جامعة ترومسو Tromsoبالنرويج . تعرض الباحث فيها لمدى هذا الاندماج ، ولماذا نجح بعضهم فى هذا الاندماج ، وفشل البعض الآخر، وطبيعة العلاقات بين اللاجئين ،ودرجة إشباع الحاجات الأساسية ، ودرجة رضاهم عن الأعمال التى التحقوا بها. تعرض الباحث أيضا للاندماج بأنواعه المختلفة الاقتصادى والثقافى والمعيارى وأنواع التمييز التى يتعرض لها اللاجئون...وغير ذلك. هناك العديد من الرسائل عن اللاجئين الصرب ،واللاجئين من كمبوديا ،والكونغو.ومن هنا نوجه انتباه الباحث إلى التخلى عن المشكلات المتعارف عليها بحيث تأخذ دراسة هذه المشكلات أبعادا أكثر عمقا.
5- هناك ملاحظة هامة أخرى ظهرت من متابعة الرسائل التى ناقشت المشاكل الاجتماعية للاجئين خارج مصر ، وهى أن هذه الرسائل لا تقوم بدراسة اللاجئين ككيان واحد ، وإنما تركز على فئات معينة من اللاجئين مثل الأطفال أوالشباب من الملتحقين بالتعليم الرسمى ، ودراسات أخرى تركز على التحصيل الأكاديمي لأبناء اللاجئين ، وغيرها يركز على اندماج النساء مع المجتمع المضيف.وهناك رسالة قدمت إلى جامعة كومنولث فرجينيا بعنوان : المشكلات التى تواجه القَُُصُّر الغير مُصَاحبين بعائلاتهم .وأقترح على الباحث أن يأخذ هذا المنحى.
6- بالنسبة للتساؤل الثانى للباحث وهو المشكلات الاجتماعية الخاصة بالمجتمع المَضيف ، لفت نظرى أن الإعلام اللبنانى وجه الانتباه إلى المشاكل الاجتماعية عند اللاجئين السوريين انتشرت فى منطقة مرجعيون بلبنان مثل مشاكل التسول ،والسرقات ،والاغتصاب ،والتحرش الجنسي ،والدعارة ،والزيجات التى تهدد الأسر المحافظة . الجديد هنا هو أن آثار هذه المشكلات امتد إلى المجتمع المَضيف ، فسلوكيات اللاجئين ليست إيجابية دائما. ولهذا أقترح على الباحث اختيار أحد هذه المشكلات الملحة التى تنعكس سلبا على المحيطين باللاجئين . وهذا يستوجب إجراء دراسة استطلاعية محدودة للوقوف على أهم هذه المشكلات إلحاحا.
7- ليس هناك أى إطار نظرى استندت إليه دراسة الباحث ، وإذا تركنا الأمر للباحث فلن يختار إلا نظرية الدور أو نظرية الأنساق كما هو الحال عند غالبية الباحثين . وكما أوضحنا من قبل فإن اختيار النظرية يعتمد على تخصص الباحث وعلى مشكلة البحث نفسها . وبمراجعة النظريات التى استند إليها الباحثون فى مجال المشكلات الاجتماعية للاجئين تبين أن دراسة من هذا النوع نوقشت فى جامعة ميتيسوتا استخدمت نظرية التكامل الاجتماعى ، ونظرية الإيكولوجيا الاجتماعية ،ونظرية الضغوط ومواجهتها ،ونظرية رأس المال الاجتماعى ،وعلى الباحث أن يراجع هذه النظريات ويختار الأنسب منها فى مشكلته البحثية.
8- انتهت دراسة نشرتها مجلة جامعة دمشق لأستاذين فى الجامعة الأردنية عن اللاجئين فى الأردن إلى نتيجة مؤداها : "أن دراسة الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للاجئين وتحليلها لأى مجتمع من أهم العوامل التى تشخص المشاكل المختلفة التى يعانيها اللاجئون ، ومن ثم تمكن صاحب القرار من التخطيط السليم لحل هذه المشاكل ضمن الأولويات التى تقررها إمكانات المجتمع وذلك من أجل تحسين ظروفهم ".
وخطة الباحث تخلو من إبراز دور هذا المتغير الهام فى التعامل مع المشكلات الاجتماعية للاجئين.وأعتقد أن دراسة الباحث ستكون أكثر عمقا فى حالة اختياره لعينيتين أو ثلاث للاجئين ينتمون إلى جنسيات مختلفة .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: