د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6105
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عنوان الخطة " استخدام نموذج التركيز على المهام فى خدمة الفرد للتخفيف من حدة مشكلات العلاقات الاجتماعية لأسر تلاميذ الدمج".
أولا : كنت أتابع تعليق الباحثة فى السيمنار الماضى على عرض زميلتها عن موضوع الإعاقة. وقد خرجت من تعليقها الموجز بانطباع مؤداه أنى أمام باحثة تتميز بخبرة عملية قوية، ولكن المشكلة هنا هو أن هذه الخبرة لا يلاحقها تطور أكاديمى مواز لها، وقد ظهر ذلك على النحو التالى :
1- ليس صحيحا من الناحية العلمية تصنيف العلاقات الاجتماعية على أنها مشكلات أو مشكلات اجتماعية كما جاء فى عنوان الخطة. ولا ينطبق عليها تعريف المشكلات والمشكلات الاجتماعية عليها.العلاقات الاجتماعية ليست مواقف غير معهودة لاتكفى لحلها الخبرات السابقة، وليست عائقا فى سبيل هدف مرغوب، كما أنها لا تهدد قيم المجتمع، ولا تعمل على عدم استقراره.العلاقات الاجتماعية هى الروابط والآثار المتبادلة بين الافراد والمجتمع وهي تنشأ من طبيعة اجتماعهم وتبادل مشاعرهم واحتكاكهم ببعضهم البعض ومن تفاعلهم في بوتقة المجتمع.ومن ثم يكون اعتبارها مشكلات أو مشكلات اجتماعية غير صحيح.
2- هناك نقطة تحتاج إلى توضيح :يفهم من عنوان الدراسة أن العينة تتكون من أسر تلاميذ الدمج لكنها كما تقول فى ص 17 أنها ستطبقها على التلاميذ المدمجين فى المدارس العادية، ومن هنا فإن ذكرها فى عنوان الخطة عبارة "أسر تلاميذ الدمج " لا محل له.
ثانيا :أود أن ألفت نظر الباحثة والباحثين الحاضرين إلى أن دراسات الإعاقة فى الوقت الحالى تجاوزت دراسات آليات الدمج التى تعمل على تكيف المعاق مع إعاقته وتقبل الآخرين له، وتحولت إلى آليات وبرامج تعمل على تحريرالمعاق من هوية الإعاقة وسعيه إلى أن يتقبله المجتمع، وتحويله إلى معاق يسعى إلى تحقيق مكانة اجتماعية، يتمكن بها من تحقيق وجوده الاجتماعى. فإذا استطاعت الباحثة باستخدام نموذج التركيز على المهام القفز فوق آليات الدمج والدخول إلى آليات تحقيق الوجود الاجتماعى للمعاق سيعتبر هذا فى حد ذاته نقلة نوعية لرسائل الإعاقة بالقسم. وهناك من الرسائل من خارج القسم من اتجه أصحابها هذا الاتجاه بقصد أو بدون قصد. وهناك من الباحثين فى القسم من حاول القيام بهذه المهمة لكنه تراجع عنها، وليته ما تراجع عنها.
ثالثا :إذا افترضنا أن الباحثة اقتنعت بتجاوز آلية الدمج إلى آلية تحقيق المعاق لوجوده الاجتماعى فبإمكانها أن تثرى الجانب النظرى بعرض نماذج فى التاريخ الإسلامى لقادة وعلماء ومصلحين وفلاسفة وشعراء وأطباء وأدباء من المعاقين حققوا وجودهم الاجتماعي ومازال التاريخ يذكرهم ويسير على خطاهم.هذا ما أشار إليه أحد الباحثين، وضرب أمثلة لهم مثل " قيس عمران بن حصين، ابن سيرين، الكميت الأسدي الإمام الترمذي، أبو العلاء المعري، الزمخشري، ابن منظور". وكانت إعاقات هؤلاء متنوعة فقدكان منهم : الأعمى والأصم والأعرج والأعشى (من أبصر بالنهار وساء بصره بالليل) والأعور والأحول والأحنف أَيْ أى أن رجله مُعْوَجَّةٌ إِلَى الدَّاخِلِ) والأحدب (متقوّس عمودُه الفقاريّ إلى الخلف فصار ذا حَدَبة) والأبتر، وقد امتازوا بأخلاق رفعت من درجتهم ومن احترام الناس لهم، بالإضافة إلى سمات أخرى كثيرة أهلتهم لكي يكونوا من العقلاء، والأبطال، ومن أصحاب السيادة والحلم والحزم والمروءة والصبرعلى البلاء والورع والتواضع والحفظ.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
19-04-2016 / 07:57:59 إيمان فتحى