الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8204
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بينما كان جميع الرفاق يتقدّمهم زعيمهم المفدّى حمّة الهمّامي يقومون بجولة داخل المدينة حيث بدت لهم جميع المحلاّت و البيوت مقفلة و لا أحد في الشوارع المقفرة فظنّوا أنه لا يوجد أحد في هذه البلاد و حينها إتخذت القيادة العليا قرارا مصيريا بالإنقسام لثلاث مجموعات تضمّ الأولى الماركسيون ( نسبة للأب المعلّم ماركس ) و الثانية اللينينيون ( نسبة للأب المجدد لينين ) أمّا الثالة فتضمّ الستالينيون ( نسبة إلى القائد الرمز ستالين ) و من ثمّ البدء بتنفيذ الخطّة التالية و هي أن تتوجه المجموعة الأولى إلى قصر قرطاج أما الثانية فتتوجه للقصبة و الثالثة فإلى باردو مباشرة و دون تأخير لأن جميع الكراسي فارغة و هي تنتظر من يجلس عليها فقط لكن سرعان ما عمّت الفوضى و بدأ الهرج و المرج حيث رفضت كلّ مجموعة هذا القرار و بدأت بيانات التنديد و الشجب و الوعيد فالكلّ قال " لا " للكلّ كما برزت مجموعات أخرى كالتروتسكيون و الماويون و الخوجيون المطالبة بتطبيق الشيوعية الصحية متهّمة المجموعات الأخرى بالإنحراف عن المبادئ الأمميّة و عندها تدخّل الزعيم حمّة بحكمته المعهودة و هدوءه الذي لا يكاد يفارقه و رصانته المعتادة التي عرف بها ليهدّأ الخواطر مبديا كثيرا من التعقّل و واعدا بأن يكون للجميع نصيب.
هدئت الخواطر و بدأت أخيرا المجموعات بالتحرّك لتنفيذ المخطط فمجموعة الستالينيون ركبت الحافلة الصفراء و توجهت نحو باردو أما مجموعة الماركسيون فكانوا أوفر حظّا حيث ركبوا سيارة تاكسي بإعتبار أن الذهاب لقرطاج يقتضي مثل تلك البروتوكولات في حين خيّرت مجموعة لينين التوجّه للقصبة مشيا على الأقدام و ذلك من أجل إثبات الولاء للطبقة الكادحة و البروليتاريا العاملة و فور وصول كلّ المجموعات نحو أهدافها فوجئت بأن لم تجد أحدا يعترضها بل المحيّر في الأمر أنها وجدت نفسها بمفردها و في الحين إتصلت بالزعيم حمّة الذي أدرك أنه لم يبقى في البلاد غيره و الرفاق فطالبهم بالسيطرة على جميع الأهداف في إنتظار أن يقرر ما يراه مناسبا عندها جلس حمّة على الرصيف في تواضع الزعماء و بدأ بالتفكير كيف سيتصرّف أمام هذه المشكلة ؟ فالبلاد لم يبقى فيها أحد لا شعب و لا سلطة و لا معارضة و حينها خامرته فكرة من بنات أفكاره العبقريّة فقال لما لا أقوم بــ appel d'offre لكبريات الشركات في العالم حتّى يصنعوا لي شعبا أحكمه و أضيف عليه اليساريين و الشيوعيين و حتّى القوميين من جميع أنحاء العالم الذين سأستقدمهم لتونس طالما لم يعد لديّ شعب و من شدّة فرحه بما أوحى له عقله إرتسمت على محيّاه إبتسامة خفيفة و زفر زفرة عميقة عندها أحسّ بيد تلامس جنبه الأيسر ( تيمنّا باليسار ) إنها راضية تقول له :حمّة يا حمّة فيق...أيّة صحّة النوم يا حمّة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: