البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عملاق في زمن الأقزام

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7862


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


رغم أنّي أختلف معه في العديد من المواقف إلا أنّه و كما قال الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز « ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى » فمن هذا المنطلق مكثت لأكثر من يوم و أنا أبحث عن عنوان لمقالتي هذه لكن لم أجد العنوان المناسب إلى أن دلّني عقلي الباطن على هذا العنوان " عملاق في زمن الأقزام " الذي يعبّر حقيقة عمّا سأكتبه من كلمات في حقّ رجل تمّ شتمه كثيرا و تحقيره من قبل أراذل القوم و رعاعهم رغم كونه يجلس في أهمّ منصب في الدولة و مع ذلك لم يلق لهم بالا لأن تلك التفاهات لا تهمّه كثيرا فهو ما فتئ يثبت أنّه فعلا من أبرز الشخصيّات السياسية في العالم الشيء الذي جعل مجلّة فورين بوليسي المتخصصة في السياسة الخارجية تختاره كثاني أفضل مفكّر على المستوى الدولي لسنة 2012 متفوّقا بذلك على الكثير من عمالقة الفكر و السياسة في جميع أرجاء المعمورة.

طبعا هذا الرجل ليس إلا السيّد محمد المنصف المرزوقي رئيس الدولة الذي جعلته مواقفه المبدئية و عدم تنازله عن مبادئه التي عرف بها عملاقا وسط واقع عربي مليء بالأقزام سواء أكانوا رؤساء و ملوك أو معارضين في بعض الأحيان الذين لا نملك إلا أن نقول لهم جميعا سوّد الله وجوهكم كما سوّدتم تاريخ شعوبكم و على عكس هؤلاء فرئيسنا لم يخيّب آمال شعبه و كان في مستوى الثورة التونسية التي بقيت الشمعة الوحيدة المضيئة في هذا الربيع العربي الذي تكالب عليه بنو علمان مستنصرين ببعض العربان و الرهبان مضافا إليهم ضاحي خلفان في محاولة منهم للقضاء على هذا الأمل الآخير و الحصن القوّي الذي بقي للشعوب العربيّة المكلومة في أبنائها و المنهوبة في ثرواتها لكن هيهات فكما كانت تونس مهد ربيع العرب ستكون أيضا حاضنته التي يزهر فيها من جديد.

فالسيد المنصف المرزوقي كان الرئيس العربي الوحيد الذي إتّخذ موقفا جليّا و واضحا لا لبس فيه ممّا حدث في مصر حيث سمّى الأمور بمسمياتها دون مواربة كما كان رفضه للمحادثة مع الرئيس المصري المعيّن من قبل الإنقلابيين موقفا نبيلا و شجاعا لا نملك إلا أن نحيّيه و نقول له شكرا سيّدي الرئيس لقد رفعت رؤوسنا عاليا و جلبت الإحترام لتونس و طبعا لن يشعر بهذا الإحساس إلا من كان يعيش خارج الوطن أو يتعامل مع أجانب حيث تجد الكلّ يؤدّوا لك التحيّة بمجرّد أن يعرفوا أنّك تونسي لا لشيء إلا لموقف رئيسك مما يجري في بلدان الربيع العربي من ثورات مضادةّ.

كذلك فإن رئيس الدولة الذي طالما حاولت المعارضة تقزيمه و إظهاره بمظهر الرئيس الصوري المنزوع الصلاحيات كشّر عن أنيابه و أبرز مخالبه و إنغمس في عمليّة تطهير كبرى للمؤسسة العسكرية حيث قام بتغييرات جذريّة لم تكن تخطر على بال المتنفذّين في تلك الأجهزة إذ تمكّن الرجل من الإطاحة بأسماء كبيرة في مدّة وجيزة و هو ما يدلّ على أنّه بصدد العمل دون ضجيج ليس مثل المتهكمين عليه من معارضي أنفسهم الذين لا نخالهم سيسكتوا على هذه الخطوات التي قام بها الرئيس حيث عوّدونا دائما بمعارضة كلّ شيء لكن ما فاتهم أو ما لم يفهموه إلى حدّ الآن أن أحزاب الترويكا تنسّق بلا شكّ فيما بينها خاصّة المؤتمر و النهضة حيث ما إن يهادن أحدهم إلا و يتصلّب الآخر يعني يتبادلون الأدوار و هو ما تمّ فعلا خلال هذه المرحلة.

تخيّلوا معي مثلا لو كان أحد زعماء المعارضة لا قدّر الله رئيسا لتونس في هذا الوقت كيف ستكون مواقف تونس الخارجيّة تجاه ما يحدث في مصر و سوريا...لن أضيف أكثر لأن حجم مخيّلتي حقيقة أقلّ من ذلك بكثير و هي ترجوني أن أختم المقال لأنه لا يمكنها مواصلة الخيال الذي يرفض بدوره إلا أن يكون ثوريّا كما كان الرئيس محمّد المنصف المرزوقي فشكرا مرّة أخرى لهذا الرجل لأنّ من تواضع لتونس و خدم الثورة بصدق قبّلنا له الجبين و أسكناه في عروش قلوبنا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، المنصف المرزوقي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-08-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الله الفقير، د - عادل رضا، يحيي البوليني، رافع القارصي، د - المنجي الكعبي، بيلسان قيصر، صالح النعامي ، أبو سمية، صلاح المختار، د - شاكر الحوكي ، سلوى المغربي، محمد يحي، د- محمود علي عريقات، حسن الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، د - صالح المازقي، المولدي الفرجاني، علي عبد العال، عمر غازي، منجي باكير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد عمر غرس الله، د- هاني ابوالفتوح، سامر أبو رمان ، د. صلاح عودة الله ، عواطف منصور، مصطفي زهران، عبد الرزاق قيراط ، المولدي اليوسفي، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد بوادي، فتحي العابد، د - الضاوي خوالدية، كريم فارق، طارق خفاجي، حميدة الطيلوش، محمد الطرابلسي، د - محمد بنيعيش، فتحـي قاره بيبـان، محمد علي العقربي، رشيد السيد أحمد، إيمى الأشقر، محمود سلطان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن عثمان، د - مصطفى فهمي، العادل السمعلي، تونسي، رمضان حينوني، د. أحمد محمد سليمان، نادية سعد، الناصر الرقيق، عبد الله زيدان، سعود السبعاني، سامح لطف الله، صفاء العربي، د. خالد الطراولي ، إياد محمود حسين ، أنس الشابي، ياسين أحمد، فهمي شراب، محمد شمام ، سفيان عبد الكافي، سيد السباعي، د. عبد الآله المالكي، صباح الموسوي ، الهادي المثلوثي، الهيثم زعفان، فتحي الزغل، علي الكاش، عراق المطيري، عزيز العرباوي، محمود طرشوبي، عمار غيلوفي، محمد أحمد عزوز، مراد قميزة، محمود فاروق سيد شعبان، صلاح الحريري، صفاء العراقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد الياسين، محرر "بوابتي"، عبد العزيز كحيل، حاتم الصولي، عبد الغني مزوز، يزيد بن الحسين، د. أحمد بشير، د- جابر قميحة، أحمد الحباسي، د. طارق عبد الحليم، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، أ.د. مصطفى رجب، رافد العزاوي، أحمد ملحم، فوزي مسعود ، طلال قسومي، د - محمد بن موسى الشريف ، إسراء أبو رمان، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد النعيمي، وائل بنجدو، د- محمد رحال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد العيادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، مجدى داود، رضا الدبّابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، ضحى عبد الرحمن، د.محمد فتحي عبد العال، مصطفى منيغ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة