البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

نقول في زمن الفتن رجاؤنا في الله وحده أن ينتشلنا مما نحن فيه 1

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5784


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عناصر الموضوع :

* الله ولينا وناصرنا :
* الإهتمام بأمر المسلمين :
* الوصية بالتقوى :
* أصول الإيمان الستة :
* ليس لها من دون الله كاشفة :
* الرجاء من الإيمان :
* بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً :
* وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ :
* قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ :
* وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ :
* يدبر الأمر :
* مجموعة قواعد وحقائق عقدية هامة :
- القاعدة الأولى : لا يقع في ملك الله إلا ما أراده الله :
- القاعدة الثانية : لا يقع في كون الله أمر عبثا :
- القاعدة الثالثة : أن الإنسان لا يعلم أين الخير وأين الشر :

الحمد لله رب العالمين ،
الحمد لله العليم الخبير ، ذو الحكمة في الخلق والتدبير ، يخلق ما يشاء ويفعل ما يريد ، له الحمد على ما قدر وحكم ، وله الشكر على ما قضى وأبرم ، الحمد لله الذي وسعت رحمته الوجود ، وعم فضله كل موجود ،

وأشهد أن لا إليه إلا الله وحده لا شريك له ، سبحانه سبحانه هو ركننا الركين الذي نأوي إليه في كل وقت وحين ، هو ملاذنا حين يعز الملاذ ، وملجؤنا حين نلتمس الملجأ ، سبحانه هو ولينا ، هو حسبنا ، هو ناصرنا ، هو مولانا ، هو منقذنا من مصائب الدنيا وعذاب الآخرة ،
يا رب قد فسد الزمان فنجنا *** يا رب قلت حيلنا فتولنا
يا رب من كل المصائب عافنا *** يا رب قد عجز الطبيب فدوانا
بخفي لطف واشفنا يا شافي

* لا ولي لنا ولا ناصر سوى الله :

سبحانه وتعالى يفتح أمامنا أبواب الرجاء والأمل في وجهه الكريم على مصاريعها ، ويغمرنا بأنوار الوعد الإلهي لعباده المؤمنين بالمعية والتأييد : فقال جل جلاله وعز سلطانه وتقدست أسماؤه : {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }( البقرة : 257 ) ، نعم فالله تعالى هو الذي يتولى المؤمنين بنصره وتوفيقه وحفظه وتأييده , { ....وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً }( النساء : 45 ) ، يخرجهم من ظلمات إلى النور ، من ظلمات الكفر, إلى نور الإيمان ، من ظلمات الشك إلى نور اليقين ، من ظلمات الجهل إلى نور العلم ، من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ، من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة ، من ظلمات الفرقة والاختلاف إلى نور التوحد والأئتلاف ، هذا عن المؤمنين العاملين جعلنا الله وإياكم منهم ، أما الذين كفروا ، أما الذين أعرضوا عن منهج الله وكذبوا بما أنزل الله ، وتمردوا أوامر الله ونواهيه فأنصارهم وأولياؤهم الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله , يُخرجونهم من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر والفسوق والعصيان , أولئك أصحاب النار الملازمون لها , هم فيها باقون بقاء أبديًا لا يخرجون منها ، قال تعالى : { .....وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلُيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }( النساء : 173 ) ، وأما الذين امتنعوا عن طاعة الله, واستكبروا عن التذلل له فيعذبهم عذابًا موجعًا, ولا يجدون لهم وليًّا ينجيهم من عذابه, ولا ناصرًا ينصرهم من دون الله ،
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ }( محمد : 11 ) ،
الولي هو الناصر والمؤيد والسند والركن الركين ، إنها بشريات تطمئن القلوب ، وتثلج الصدور ،

أخا الإيمان : إذا أحاطت بك الهموم والكروب والأزمات فقل يا الله !! ، إذا ضاقت عليك الدنيا بما رحبت فقل يا ألله ، فهو حسبك ونعم الوكيل ، إذا تنكر لك الخلائق فقل يا الله ، إذا أظلمت الدنيا في وجهك فقل يا الله ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، وإذا توكلت فتوكل على الله ، وإذا نمت على فراش المرض فقل يا الله ،

إلهي :
ما في الوجود سواك رب يعبد ***كلا ولا مولى هناك فيقصد
يا من له عنت الوجوه بأسـرها *** رهبـا وكل الكائنات توحد
أنت الإله الواحد الحق الـــذي *** كل القلــوب له تقر وتشهد

* الإهتمام بأمر المسلمين :

وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، وصفيه من خلقه وحبيبه ، أمرنا بالاهتمام بأمر المسلمين وشؤونهم وقضاياهم ومعاناتهم ، فقال في الحديث ( وإن ضعفه بعض العلماء ) : " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " ، وأسمع إليه أيضا وهو يقول : ما من امريء يخذل امرءا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته ، وينتقص فيه من عرضه ، إلا خذله الله تعالى في مواطن يحب فيها نصرته ، وما من امريء ينصر امرءا مسلما في موضع ينتقض فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله عز وجل في مواطن يحب فيها نصرته " ( أخرجه أبو داوود ) ،
سيدي أبا القاسم يا رسول الله ،

أنت الذي لما رفعت إلى السما *** بك قد سمت وتزينت لسراكا
أنت الذي ناداك ربك مرحبا *** ولقد دعاك لقربه وحباكا
أنت الذي فينا سألت شفاعة *** ناداك ربك لم تكن لسواكا
صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك الصادقين الصابرين معه في كل الميادين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :

أمـا بعــد :

* الوصية بالتقوى :

أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل ،
قال تعالى : { .....فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً }( الطلاق : 10 ) ، نداء إلهي كريم إلى أصحاب العقول الراجحة ، الذين اطمأنت قلوبهم بالإيمان ، وصدَّقوا الله ورسله ، واتبعوا منهجه وعملوا بشرعه ، أن يتقوا الله تعالى ويخافوه ويراقبوه ويحذروا سخطه وغضبه ، بعدما أنزل الله إليهم كتابا يذكرهم به , وينبههم على حظهم من الإيمان بالله ، والعمل بطاعته ، والاستقامة على منهجه ،

إخوة الايمان :
اتقوا الله حق التقوى فهي أساس النجاة ، وبها يحصل التفاضل وبها ترفع الجباه ، إتقوا الله حق تقاته ، واسعوا في مرضاته ، واعلموا أن الدنيا عرض زائل ، يأكل منه البر والفاجر ، والآخرة وعد صدق يحكم فيها ملك قادر ، لمن الملك اليوم ؟ الملك اليوم لله الواحد القهار ،

من عرفَ اللهَ فلم تُغْنِه *** معرفةُ الله، فذاك الشَّقِى
ما يصنعُ العبدُ بِعز الغِنَى*** والعز كلُّ العز للمُتَّقِى

أيها الإخوة الأحباب ،

* أصول الإيمان الستة :

إن من أسس التقوى التي عليها تقوم وبها تصح الأعمال :الإيمان بالأصول الستة التي أجمعت عليها الشرائع ، ودلت عليها الدلائل في كتاب ربنا وسنة المصطفى سيد الأواخر والأوائل ، فقد جاء في التنزيل الحكيم : (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) ، وجاء عن نبينا الكريم أنه قال في حديث جبريل المشهور لما سأله عن الإيمان قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، وهذه الأصول الثابتة ، من فرط في ركن منها فهو غير مؤمن وقد ضل عن سواء السبيل ولا يقبل منه كثير ولا قليل مصداق ذلك في قول ربنا الجليل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }( النساء : 136 ) ، إنه خطاب للمؤمنين من عباد الله مؤداه : يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه داوموا على ما أنتم عليه من التصديق الجازم بالله تعالى وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم, ومن طاعتهما, وبالقرآن الذي نزله عليه, وبجميع الكتب التي أنزلها الله على الرسل. ومن يكفر بالله تعالى, وملائكته المكرمين, وكتبه التي أنزلها لهداية خلقه, ورسله الذين اصطفاهم لتبليغ رسالته, واليوم الآخر الذي يقوم الناس فيه بعد موتهم للعرض والحساب, فقد خرج من الدين, وبَعُدَ بعدًا كبيرًا عن طريق الحق ،

* ليس لها من دون الله كاشفة :

لقد جاء البلاغ القرآني للناس مؤسسا ومبنيا على الوعد والوعيد ، والبشارة والنذارة ، والخوف والرجاء ، في دعوة الناس إلى معرفة الله وتوحيده وعبادته وطاعته ، ولذلك فنحن اليوم على موعد مع الرجاء في الله عز وجل ، وحسن الظن بالله تعالى ، والثقة بموعود الله سبحانه ونصره لأوليائه جعلنا الله وإياكم منهم ،

فحين يشتد الكرب وقد اشتد ، وحين تدلهم الخطوب وقد ادلهمت ، وحين تظلم الدنيا في وجه المؤمن وقد أظلمت ، واشتد سوادها وطال ليلها ، وحين تعوزنا الأسباب فلا تسعفنا ، وحين توصد في وجوهنا الأبواب ، فليس أمامنا سوى باب واحد لا يغلق أبدا هو باب الواحد الديان ، باب من لا يغفل ولا ينام ،
فالإسلام علمنا أن للمؤمن ركن شديد يأوي إليه ، هو الله الذي بيده مقاليد الأمور كلها ،

نعم علمنا الإسلام ، ويشهد لذلك الواقع الذي نعيشه ونلمسه أن الليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر ، والعمر مهما طال فلابد من دخول القبر ، وإذا تنكر لنا الناس ، وضاقت بنا السبل ، فلنعلم أن الليل إذا اشتد ظلامه ، أوشك الفجر أن ينبلج نوره فيعم أرجاء الكون ، بقدرة من يقول للشيء كن فيكون ،

ولرب ضائقة يضيق بها الفتى ***ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج ،

يا صاحب الهم! إن الهم منفرج ***أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحياناً بصاحــــــبه*** لا تيئسنَّ فإن الكافـــي اللهُ
الله يحدث بعد الكرب ميـــسرةً ***لا تجزعنَّ فإن الكاشف اللهُ
إذا بليت فثق بالله وارض بــــه*** إن الذي يكشف البلوى هو الله
واللهِ مالك غير الله من أحــــــد*** فحسبك الله في كلٍ لك اللهُ

أيها الإخوة الأحباب :

* الرجاء من الإيمان :

ما معنى الرجاء ، الرجاء هو انتظار رحمة الله ، ولذلك قيل : إنتظار الفرج عبادة ، والرجاء هو ثقة الموجود بالكريم الودود جل جلاله ، والمؤمن لا رجاء له ، ولا أمل له ، ولا ثقة له إلا في واحد هو الواحد ،
المؤمن في كل وقت يضرع إلى ربه ومولاه ، وهو يستشعر افتقاره إلى الله تعالى ، تماما كما قال الحق جل جلاله : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }( فاطر : 15 ) ،
إلهي يا إلهي :

من لذلنا غيرك يا عزيز ، فاللهم أعزنا بعزتك يا عزيز ،
من لضعفنا غيرك يا قوي ، فاللهم قونا بقوتك يا قوي ،
من لفقرنا غيرك يا غني ، فاللهم أغننا بالافتقار إليك ولا تفقرنا بالاستغناء عنك
من لعجزنا غيرك يا قادر ،
من لذنوبنا غيرك يا غفور
من لحيرتنا غيرك يا هادي
من لفرقتنا غيرك يا مؤلف القلوب

نعم ليس لمأساة الأمة سوى الله عز وجل ، ولقد جربنا كل شيء ، وطرقنا كل الأبواب ، وسلكنا كل السبل ، ولم يبق إلا باب من لا يغفل ولا ينام ، ولم يبق أمامنا من سبيل إلا سبيل من يقول للشيء كن فيكون ، نعم ليس لما يلقاه الموحدون في كل مكان سوى قيوم السماوات والأرض ، إن من يعلم يقينا أن الأمر كله بيد واحد هو الواحد ، لا يرجوا سواه ، ولا يؤمل غيره ، تهون عليه مصائب الدنيا ولأوائها وهمومها وكروبها وغمومها ،
هكذا علمنا القرآن ، وهكذا علمنا النبي العدنان ،
وأنا أدعوك ونفسي أن نتأمل بعض آيات الكتاب الكريم ،

* بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً :

إقرأ قول الله تعالى في سورة الرعد : {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ }( الرعد : 31 ) ، ردُّ الله – تعالى - على الكافرين الذين طلبوا إنزال معجزات محسوسة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول لهم: ولو أن ثمة قرآنًا يقرأ, فتزول به الجبال عن أماكنها , أو تتشقق به الأرض أنهارًا , أو يحيا به الموتى وتُكَلَّم - كما طلبوا منك - لكان هذا القرآن هو المتصف بذلك دون غيره , ولما آمنوا به. بل لله وحده الأمر كله في المعجزات وغيرها. أفلم يعلم المؤمنون أن الله لو يشاء لآمن أهل الأرض كلهم من غير معجزة ؟ ولا يزال الكفار تنزل بهم مصيبة بسبب كفرهم كالقتل والأسر في غزوات المسلمين , أو تنزل تلك المصيبة قريبًا من دارهم , حتى يأتي وعد الله بالنصر عليهم, إن الله لا يخلف الميعاد ،

ومحل الشاهد تلك الحقيقة الراسخة في وعي كل مؤمن ، التي يجليها قوله تعالى : { بل لله الأمر جميعا } ، المالك لجميع الأمور والمدبر لها والمتصرف فيها هو الله وحده ، الفاعل لما يشاء هو الله وحده ، وقيل في قوله تعالى : { ولو أن قرآنا سيرت به الجبال } جواب لو محذوف تقديره : لكان هذا القرآن الذي أنزل إليك ، وقيل أيضا أن المعنى : ولو فعل بهم هذا لكذبوا به ولكفروا بالقرآن أيضا ،

* وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ :

واسمع إلى قول الله تعالى في سورة القمر :

إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ، وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ }( القمر : 49- 50 ) ، هكذا يقرر الحق جل جلاله أن كل شيء في الوجود إنما خلقه بمقدار قدره وقضاه ، وسبق علمه به ، وكتبه في اللوح المحفوظ عنده ، وما أمره للشيء إذا أراده إلا أن يقول قولة واحدة ، كلمة واحدة لا تتكرر وهي " كن " , فيكون بإذن الله وقدرته كلمح البصر, لا يتأخر طرفة عين ، هكذا بسرعة فورية أسرع ما يمكن أن يكون كلمح للبصر، كن فيكون، واشتهر عند العوام يقولون : يا من أمره بين الكاف والنون ، وهذا غلط ليس أمر الله بين الكاف والنون ، بل بعد الكاف والنون ، لأن الله قال : كن فيكون ، بعد كن ، فقولهم بين الكاف والنون غلط لأنه لا يتم الأمر بين الكاف والنون ، بل لا يتم الأمر إلا بالكاف والنون ، أي بعد الكاف والنون فوراً كلمح بالبصر،

واقرأ قول الله تعالى في سورة الروم :
{ الم{1} غُلِبَتِ الرُّومُ{2} فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ{3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{5} وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{6}( الروم ) ، ومحل الشاهد تلك الحقيقة العقدية الراسخة في قوله تعالى : { لله الأمر من قبل ومن بعد } ، فهو المتفرد بالعلم المطلق ، بالقدرة المطلقة ، فالأمر له سبحانه من قبل كل شيء ومن بعد كل شيء ، ينصر من يشاء من أوليائه ، وهو العزيز في نقمته الذي لا غالب له ، الرحيم لأهل طاعته ومعرفته ،

* قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ :

واسمع إلى قوله تعالى في سورة آل عمران : {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }( آل عمران : 154 ) ، ومحل الشاهد : { قل إن الأمر كله لله } ،

* وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ :

وقوله تعالى في سورة هود : {وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }( هود : 123 ) ، ولله سبحانه وتعالى علم كل ما غاب في السموات والأرض, وإليه يُرْجَع الأمر كله يوم القيامة, فاعبده -أيها النبي- وفوِّض أمرك إليه, وما ربك بغافل عما تعملون من الخير والشر, وسيجازي كلاًّ بعمله.

* يدبر الأمر :

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }( يونس : 3 ) ،
فالله سبحانه هو الذي يدبر أمور خلقه , ولا يضادُّه في قضائه أحد,
ولذلك قال تعالى :
{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }( يونس : 31 ) ،
قل - أيها الرسول - لهؤلاء المشركين : مَن يرزقكم من السماء, بما يُنزله من المطر, ومن الأرض بما ينبته فيها من أنواع النبات والشجر تأكلون منه أنتم وأنعامكم؟ ومَن يملك ما تتمتعون به أنتم وغيركم من حواسِّ السمع والأبصار؟ ومن ذا الذي يملك الحياة والموت في الكون كلِّه, فيخرج الأحياء والأموات بعضها من بعض فيما تعرفون من المخلوقات , وفيما لا تعرفون ؟ ومَن يدبِّر أمر السماء والأرض وما فيهن , وأمركم وأمر الخليقة جميعًا ؟ فسوف يجيبونك بأن الذي يفعل ذلك كله هو الله , فقل لهم : أفلا تخافون عقاب الله إن عبدتم معه غيره ؟
ونفس المعنى يؤكده قول الله تعالى :
{اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }( الرعد : 2 ) ،
فالله تعالى هو الذي رفع السموات السبع بقدرته من غير عمد كما ترونها, ثم استوى - أي علا وارتفع - على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته , وذلَّل الشمس والقمر لمنافع العباد , كلٌّ منهما يدور في فلكه إلى يوم القيامة ، يدبِّر سبحانه أمور الدنيا والآخرة , يوضح لكم الآيات الدالة على قدرته وأنه لا إله إلا هو ; لتوقنوا بالله والمعاد إليه , فتصدقوا بوعده ووعيده وتُخْلصوا العبادة له وحده
وقال تعالى :
{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }( السجدة : 5 ) ،
فالله تعالى يدبر أَمْر المخلوقات من السماء إلى الأرض, ثم يصعد ذلك الأمر والتدبير إلى الله في يوم مقداره ألف سنة من أيام الدنيا التي تعدُّونها ،

* مجموعة قواعد وحقائق عقدية هامة :

ولذلك وفي أوقات المحن والأزمات والفتن التي تتعرض لها الأمة اليوم ، فثمة مجموعة من القواعد العقدية الثابتة التي ينبغي أن لا تغيب عن عقل ووعي المؤمن ، ولذلك فنحن ننبه إلى تلك القواعد ونذكر بها وهي قواعد أساسية في العقيدة الإسلامية :

* القاعدة الأولى : لا يقع في ملك الله إلا ما أراده الله :

علمنا الإسلام أنه لا يقع في ملك الله تعالى شيء إلا ما أراده الله وقضاه وقدره ، فلتطمئن قلوب المؤمنين ، ولترتاح نفوسهم ، فلا يقع شيء في الكون إلا بأمر واحد هو الواحد ، الأمر أمره ، والحكم حكمه ، والقضاء قضاؤه ، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ،
قال تعالى :
{قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ } ( الأنعام : 57 ) ،

{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } ( يوسف :40 ) ،

{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } ( يوسف :67 ) ، ومحل الشاهد قوله تعالى : { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ } أي : القضاء قضاؤه ، والأمر أمره ، فما قضاه وحكم به لا بد أن يقع ،
لا الأمر أمري ولا التدبير تدبيري ** ولا الأمور التي تجري بتقديري
لي خالق رازق ما شاء يفعل بي *** أحاط بي علمه من قبل تصويري

ولذلك كان الإيمان بالقدر خيره وشره ركن ركين من أركان الإيمان لا يصح إيمان المؤمن إلا به ، فأركان الإيمان ستة : الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ،
قال تعالى : {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }( البقرة : 285 ) ،

إن الوجود كله والكون كله مملكة لا يملكها إلا واحد ، ولا يدبرها إلا واحد ، ولا يسيطر عليها إلا واحد ، ولا يصرف أمورها إلا واحد ، ولا يتصرف فيها سواه , فمراسيمه وأحكامه ونواميسه وإرادته نافذة فيها كما يشاء جل جلاله ، والمسلم يضع أمام ناظريه أن الأمر أمر الله ، وأن القضاء قضاؤه ، وأن القدر قدره ،

وكلنا نقرأ ونحفظ ونعلم قول الله تعالى :
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }( يس: 82 ) ،
ونقرأ قول الله تعالى : {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } ( البقرة : 117 ) ،

وقوله جل جلاله : {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } ( النحل : 40 ) ،

وقوله سبحانه : {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } ( آل عمران47 ) ،

وقوله جل جلاله : {مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } ( مريم : 35 ) ،

وقوله سبحانه : {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } ( غافر : 68 ) ،

وكلنا يعلم ذلك التوجيه التوجيه النبوي الكريم لابن عباس رضي الله عنهما والذي يرسخ تلك الحقيقة الأزلية الأبدية : حين قال : " ... واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " ( رواه الترمذي ) ، إن هذه الحقيقة ليس مجرد كلام تلوكها الألسنة ، وترددها الأفواه ، وإنما هي عقيدة وعمل ،

فعندما يعلم الإنسان أن الأمور كل الأمور والحوادث والوقائع التي تقع في هذا الكون هي مفروغ منها ومكتوبة ومقدرة بقدر الله ، فإنه يسلم لقضاء الله ، ولا شك أن هذا لا يتنافى مع بذله كل طاقته أخذا بالأسباب التي شرعها الله والتي هي من قدر الله ، فهذه الأسباب قد تُبلغ الإنسان المقصود ، ولكنها هنالك داخلة في قدر الله سبحانه .
ولذلك تأمل معي ما قاله الله تعالى لمريم ، وهي في أضعف حالاتها عند الولادة ، ومعروف أن المرأة عند الولادة تكون قد استنفدت كل قواها ، قال تعالى :{ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً ، فكلي واشربي وقري عينا } ( مريم :25 – 26 ) ، فتصور امرأة نفساء ماذا تفعل بنخلة ؟ بل لو جاء مائة رجل من الأشداء فهزوا النخلة ما أسقطوا تمرة واحدة منها ، فكيف قال لها ذلك؟!هل لديك شك أن الله تعالى لو شاء أن ينزله عليها لأنزله ، ولذلك أنشد الثعالبي :

توكل على الرحمن في الأمر كله ***ولا ترغبن بالعجز يوماً عن الطلب
ألم تر أن الله قال لمريم *** وهزي إليك الجذع تساقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزها ***جنته ولكن كل شيء له سبب

والله عز وجل يريد أن يعلمنا أنه لا ينبغي الافتتان بالسبب إذا جاء على كماله ، ويريد أن يعلمنا أيضاً أن لا نلتفت عن السبب لقول الله عز وجل : { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى } ( الأنفال :17 ) ، حتى لا يفهم بعض الناس أننا ننفي تأثير الأسباب ،

ولقد علمنا الإسلام أيضا أن الله تعالى متفرد بأفعاله العظيمة الحكيمة.
قال تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} ( البروج :16 ) ،
وقال تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} ( يونس :31 ) ،
وقال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } ( الروم :40 ) ،

وتأسيسا على كل ما سبق ، فإن علينا معشر المؤمنين أن نعلم يقينا تلك الحقيقة التي ينبغي أن لا تغيب عن وعينا وهي : " أن الله تعالى إذا أراد نفاذ أمر أذهب من ذوي العقول عقولهم " ، ولذلك أنشد أبو عمر الزاهد غلام ثعلب لنفسه فقال :

إذا أراد اللَّه أمرا بامــــــرئ ***وكان ذا رأي وعقل وبصر
وحيلة يعملها في كل ما يأتي ***به محتــــــــوم أسباب القدر
أغواه الجهل وأعمى عيــــنه ***فسله عن عقله سل الشــــعر
حتى إذا أنفذ فيه حكـــــــــمه ***رد عليه عقــــــــــــله ليعتبر .

خلاصة الأمر أيها الإخوة الأحباب أن عقيدتنا ويقيننا في الإسلام مبني على أنه لا يمكن يحدث شيء في هذا الكون من خير أو شر إلا بإرادته ومشيئته ، ولا يقع أي أمر إلا بإذنه ، فلا يتصور ولا يتخيل أن يحدث شيء بدون إرادته سبحانه ، وأن الخلق مهما خططوا وفعلوا فلن يحدث ولن يقع إلا ما أراد وقدر سبحانه ، قال جل وعلا : {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ }( هود : 107 ) ، وقال سبحانه وتعالى : {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }( الرعد : 11 ) ، وقال سبحانه : {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }( البقرة : 253 ) ، وقال تعالى : {قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } ( آل عمران : 40 ) ، {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }( الحج : 14 ) ، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ }( الحج : 18 ) ، وقال تعالى : {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ{12} إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ{13} وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ{14} ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ{15} فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ{16} هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ{17} فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ{18} بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ{19} وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ{20} بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ{21} فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ{22}( البروج ) ،
إذا علم هذا فإذا نزلت النازلة وحلت المصيبة تذكر أنه بإرادة الله ومشيئته فلا تجزع فإنك تؤي إلى ركن شديد.
عباد الله : ومع إيماننا بمشيئة الله النافذة وإرادته لكل ما يحدث في الكون فنحن أيضاً مأمورون بامتثال أوامر الله وما أراده منا شرعاً وديناً فلا يحتج محتج بنزول المصائب وأنها من عند الله ونقف هكذا لا نحرك ساكناً بل أمرنا الله بمدافعة الكفار والجهاد في سبيله سبحانه وإقامة دينه وشرعه وتحليل الحلال وتحريم الحرام .
وبالإيمان بالقدر وبما شرع الله يتم الإيمان وتثبت قدم المرء على الإسلام .

يتبع إن شاء الله ،


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الفتن، فتنة الدين، الثورات العربية، مصر، تونس، الحركات الاسلامية، العلمانية، معاداة الاسلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-06-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلام الشماع، سعود السبعاني، أحمد بوادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد عمر غرس الله، وائل بنجدو، نادية سعد، فتحي العابد، أ.د. مصطفى رجب، العادل السمعلي، حسن الطرابلسي، عبد العزيز كحيل، أبو سمية، حاتم الصولي، سيد السباعي، د - شاكر الحوكي ، د. طارق عبد الحليم، صفاء العراقي، عمار غيلوفي، فتحـي قاره بيبـان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إسراء أبو رمان، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي الزغل، علي الكاش، محمود سلطان، جاسم الرصيف، محمد يحي، د. خالد الطراولي ، الناصر الرقيق، منجي باكير، كريم السليتي، عزيز العرباوي، مصطفي زهران، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد ملحم، د. صلاح عودة الله ، رحاب اسعد بيوض التميمي، طارق خفاجي، د- جابر قميحة، طلال قسومي، المولدي اليوسفي، إيمى الأشقر، ماهر عدنان قنديل، محمد الطرابلسي، رمضان حينوني، محمد شمام ، محمود طرشوبي، محمد علي العقربي، علي عبد العال، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - عادل رضا، عبد الله زيدان، أحمد الحباسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الهادي المثلوثي، صلاح المختار، حميدة الطيلوش، رافع القارصي، ضحى عبد الرحمن، صباح الموسوي ، عبد الرزاق قيراط ، حسن عثمان، رشيد السيد أحمد، سامر أبو رمان ، عبد الله الفقير، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- هاني ابوالفتوح، خبَّاب بن مروان الحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العربي، الهيثم زعفان، المولدي الفرجاني، فهمي شراب، إياد محمود حسين ، أحمد النعيمي، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، سامح لطف الله، أنس الشابي، د. أحمد بشير، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، مراد قميزة، تونسي، صالح النعامي ، صلاح الحريري، خالد الجاف ، أشرف إبراهيم حجاج، محمد الياسين، سلوى المغربي، د- محمد رحال، د - الضاوي خوالدية، بيلسان قيصر، د - محمد بنيعيش، د - المنجي الكعبي، محرر "بوابتي"، سفيان عبد الكافي، عمر غازي، د.محمد فتحي عبد العال، ياسين أحمد، عبد الغني مزوز، فوزي مسعود ، د - مصطفى فهمي، رافد العزاوي، محمد أحمد عزوز، مصطفى منيغ، د. عبد الآله المالكي، كريم فارق، مجدى داود، د. مصطفى يوسف اللداوي، رضا الدبّابي، عراق المطيري، يحيي البوليني، د. أحمد محمد سليمان، عواطف منصور، يزيد بن الحسين،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة