البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تأملات قرانية -2- مغفرة الذنوب وكيف نوفق بين آيتين من كتاب الله (*)

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6891


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ،
إلهي :

يارب إن عظمت ذنوبي كثـــرة ***فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محســــن *** قبمن يلوذ ويستــــجير الآثم
أدعوك رب كما أمرت تضرعا ***فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
ما لي إليك وسيلة إلا الرجــــــا *** وجميل عفوك ثم إني مسلم

أمــا بعــد :

ثمة سؤال لكل متدبر لآيات القرآن الكريم محاولا أن يغوص في معانيها ومراميها ، إذا ما قرأ قول الله تعالى في شأن مغفرة الذنوب : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }( النساء : 48 ) ،
وقوله تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }( النساء : 116 ) ،

فالآيتان تقرران أن الله تعالى لا يغفر ولا يتجاوز عمَّن أشرك به أحدًا من مخلوقاته , أو كفر بأي نوع من أنواع الكفرالأكبر, ويتجاوز ويعفو عمَّا دون الشرك من الذنوب , لمن يشاء من عباده , ومن يشرك بالله غيره فقد اختلق ذنبًا عظيمًا ، وقد بَعُدَ عن الحق بعدًا كبيرًا ،
وهكذا فالقاريء لهاتين الآيتين يخرج بنتيجة واضحة مؤداها أن الله يغفر ما دون الشرك لمن يشاء من عباده ، ولكنه لا يغفر أن يشرك به ،
ثم يقرأ قول الله تعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }( الزمر : 53 ) ، فإذا به يكتشف أن هذه الآية تقرر أن الله تعالى يغفر الذنوب جميعا ، ولم يستثن الشرك هنا كما استثناه في الآيتين السابقتين ،
وهنا يبرز السؤال : كيف نوفق بين الأمرين إذا ؟
فقد يتوهم بعض الناس ممن قل نصيبهم من العلم أن هناك ثمة تعارض بين قوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } ، وبين قوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ،
والإجابة على هذا السؤال لا تحتاج إلى جهد كبير، فلا يوجد أي تعارض ، وبيان ذلك باختصار :

أن الآية الأولى والتي تقول : { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }، إنما هي في حكم الآخرة وفي حق من لقي الله تعالى بشركٍ لم يتحول عنه إلى إسلام ، وبمعصية لم يتطهر منها بالتوبة الخالصة ،
فالأول : وهو المشرك : كتب الله تعالى على نفسه أنه لا يغفر له البتة ، مادام مات مشركا ولم يتب من الشرك قبل الموت ،

والثاني : وهو صاحب المعصية الذي لم يتطهر منها بالتوبة قبل موته إنما هو في مشيئة الله تعالى إن شاء غفر له ، وإن شاء عذَّبه ،

وأما الآية الثانية والتي تقول : { إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ، فهي في حكم الدنيا ، وهي بشرى من الله لعباده العاصين ، بل والمشركين أنه تعالى يقبل توبتهم جميعاً في حال تطهرهم منها ،

فليست الآية الأولى على ما يتوهمه بعضهم من أنها تشمل الدنيا لأن في ذلك إبطالا لنصوص القرآن والسنة واتفاق المسلمين أن من تاب : تاب الله عليه ، وقد قبل الله تعالى توبة المشركين من شركهم والكافرين من كفرهم ، ومن قال هذا فقد قال بقول سلفه من المعتزلة !
وليست الآية الثانية في الآخرة ؛ لأن في ذلك إبطالاً لنصوص الوعيد من القرآن والسنة ، فضلا عن اتفاق سلف هذه الأمة أنه لا مغفرة لمشرك يوم القيامة لم يتب من شركه ، وفيها إبطال لعقيدة المسلمين أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة أو مؤمنة ، فضلا عن اتفاق المسلمين على هذا خلافاً لمن جهل وساء فهمه – كما قال ابن القيم – فظن أنها عامة في الدنيا والآخرة ،

وهناك الكثير من الأدلة والأسانيد من الكتاب والسنة ، والتي تؤيد ما ذكرناه آنفا ، وما سنذكره من أقوال العلماء في هذا الصدد ، أما أدلة الكتاب فهي كثيرة نذكر منها :

- قوله تعالى : { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً . إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } ( الفرقان : 68 – 70 ) ،

وهي واضحة الدلالة على مغفرة الله تعالى للذنوب جميعاً – حتى ولو كانت شركاً – في حال توفر الشرط الوارد في قوله تعالى : { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا ...} ، بل إن فيها بياناً لفضل عظيم وهو تبديل السيئات حسنات ،
ومن دعا مع الله إلها آخر فلم يتب منه ، ولقي الله به : فله نصيب الآية { إن الله لا يغفر أن يشرك به } .

- قوله تعالى – على قول – {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً } ( النساء : 137 ) ، والمعنى أن الذين دخلوا في الإيمان , ثم رجعوا عنه إلى الكفر, ثم عادوا إلى الإيمان , ثم رجعوا إلى الكفر مرة أخرى , ثم أصرُّوا على كفرهم واستمروا عليه , لم يكن الله ليغفر لهم , ولا ليدلهم على طريق من طرق الهداية , التي ينجون بها من سوء العاقبة.

وكذلك يؤيد الأول والثاني أحاديث من السنة كثيرة :

- حديث : " ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرة " ( رواه مسلم ) (1)

- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة : ديوان لا يعبأ الله به شيئاً ، وديوان لا يترك الله منه شيئاً ، وديوان لا يغفره الله ، فأما الديوان الذي لا يغفره الله : فالشرك بالله قال الله عز وجل { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة } ، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً : فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه أو صلاة تركها ؛ فإن الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء ، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً فظلم العباد بعضهم بعضاً ، القصاص لا محالة ( رواه أحمد ، والحاكم ) ، ولقد ضعفه بعض العلماء ، وله شاهد :
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الظلم ثلاثة : فظلم لا يغفره الله ، وظلم يغفره ، وظلم لا يتركه الله ، فأما الظلم الذي لا يغفره الله : فالشرك قال الله :{ إن الشرك لظلم عظيم } ، وأما الظلم الذي يغفره الله : فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم ، وأما الظلم الذي لا يتركه الله : فظلم العباد بعضهم بعضاً حتى يدين لبعضهم من بعض ( قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 3961 في صحيح الجامع ) ،

ومن أقوال المفسرين والعلماء في هذا الصدد :

- قال الطبري يرحمه الله : القول في تأويل قوله تعالى { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً } : يعني بذلك جل ثناؤه : إن الله لا يغفر لـ " طعمة " – رجل من المشركين – إذ أشرك ومات على شركه بالله !! ولا لغيره من خلقه بشركهم وكفرهم به ، {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ، يقول : ويغفر ما دون الشرك بالله من الذنوب لمن يشاء ، يعني بذلك جل ثناؤه : أن " طعمة " لولا أنه أشرك بالله ومات على شركه ! لكان في مشيئة الله على ما سلف من خيانته ومعصيته وكان إلى الله أمره في عذابه والعفو عنه ، وكذلك حكم كل من اجترم جرماً فإلى الله أمره إلا أن يكون جرمه شركاً بالله وكفراً ! فإنه ممن حتم ! عليه أنه من أهل النار إذا مات على شركه ! فإذا مات على شركه : فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار (2)

وقال أيضا : وقد أبانت هذه الآية أن كل صاحب كبيرة ففي مشيئة الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه عليه ما لم تكن كبيرته شركاً بالله . " التفسير " (3) ،

أما بالنسبة للآية الثانية ، قال الطبري : " وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال عنى تعالى ذكره بذلك جميع من أسرف على نفسه من أهل الإيمان والشرك ! لأن الله عمَّ بقوله { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } جميع ! المسرفين فلم يخصِّص به مسرفاً دون مسرف ، فإن قال قائل : فيغفر الله الشرك ؟ قيل :نعم ، إذا تاب منه المشرك ! وإنما عنى بقوله { إن الله يغفر الذنوب جميعاً } لمن يشاء ، كما قد ذكرنا قبل أن ابن مسعود كان يقرؤه ، وأن الله قد استثنى منه الشرك إذا لم يتب منه صاحبه ، فقال : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فأخبر أنه لا يغفر الشرك إلا بعد توبة بقوله { إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً } فأما ما عداه : فإن صاحبه في مشيئة ربه إن شاء تفضَّل عليه فعفا له عنه ، وإن شاء عدل عليه فجازاه به (4)

- وقال ابن الجوزي في الآية الأولى : " والمراد من الآية : لا يغفر لمشركٍ مات على شركه ! وفي قوله { لمن يشاء } نعمة عظيمة من وجهين : أحدهما : أنها تقتضي أن كل ميت على ذنب دون الشرك لا يُقطع عليه بالعذاب وإن مات مصرّاً .
والثاني : أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين ، وهو أن يكونوا على خوف وطمع . " (5)

- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى : فصل : في قوله تعالى { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ، و أنيبوا إلى ربكم وأسلموا له } : وقد ذكرنا في غير موضع أن هذه الآية في حق التائبين !! وأما آيتا النساء : قوله { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فلا يجوز ! أن تكون في حق التائبين كما يقوله من يقوله من المعتزلة !! فإن التائب من الشرك يغفر له الشرك أيضاً بنصوص القرآن واتفاق المسلمين ، وهذه الآية فيها تخصيص وتقييد وتلك الآية فيها تعميم وإطلاق ، هذه خص فيها الشرك بأنه لا يغفره ، وما عداه لم يجزم بمغفرته بل علَّقه بالمشيئة فقال : { و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ، والمقصود هنا أن قوله { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً } فيه نهي عن القنوط من رحمة الله تعالى وإن عظمت الذنوب وكثرت فلا يحل لأحد أن يقنط من رحمة الله وإن عظمت ذنوبه ولا أن يقنط الناس من رحمة الله .
قال بعض السلف : إن الفقيه كل الفقيه الذي لا يؤيس الناس من رحمة الله ولا يجريهم على معاصي الله ، فإن قيل : قوله { إن الله يغفر الذنوب جميعاً } معه عموم على وجه الإخبار فدل أن الله يغفر كل ذنب ، ومعلوم أنه لم يرد أن من أذنب من كافرٍ وغيره فإنه يغفر له ولا يعذبه لا في الدنيا ولا في الآخرة ؛ فإن هذا خلاف المعلوم بالضرورة والتواتر والقرآن والإجماع إذ كان الله أهلك أمماً كثيرة بذنوبها ، ومن هذه الأمَّة مَن عُذِّب بذنوبه إما قدراً و إما شرعاً في الدنيا قبل الآخرة ، وقد قال تعالى { من يعمل سوءاً يجز به } وقال { فمن يعمل مثقال ذرَّةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرَّةٍ شرّاً يره } فهذا يقتضي أن هذه الآية ليست على ظاهرها ، بل المراد أن الله قد يغفر الذنوب جميعا أي : ذلك مما قد يفعله ، أو أنه يغفره لكل تائبٍ (6) ،

وقال أيضا : وكذلك قوله { يغفر الذنوب } عام في الذنوب ، مطلق في أحوالها ؛ فإن الذنب قد يكون صاحبه تائباً منه وقد يكون مصرّاً ، واللفظ لم يتعرض لذلك ، بل الكلام يبيِّن أن الذنب يُغفر في حال دون حال ؛ فإن الله أمر بفعل ما تُغفر به الذنوب ونَهى عمَّا به يحصل العذاب يوم القيامة بلا مغفرة فقال { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون . أن تقول نفسٌ يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين . أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين . أو تقول حين ترى العذاب لو أنَّ لي كرةً فأكون من المحسنين . بلي قد جاءتك آياتي فكذبتَ بها واستكبرتَ وكنتَ من الكافرين } فهذا إخبار أنه يوم القيامة يعذِّب نفوساً لم يغفر لها كالتي كذَّبت بآياته واستكبرت وكانت من الكافرين ، ومثل هذه الذنوب غفرها الله لآخرين لأنهم تابوا منها . (7)
وقال أيضا : والله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لمن تاب بل يغفر الشرك وغيره للتائبين كما قال تعالى { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم } ، وهذه الآية عامَّة مطلقة لأنَّها للتائبين ! ، وأما قوله { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فإنها مقيَّدة خاصَّة لأنَّها في حق غير التائبين ! لا يغفر لهم الشرك ، وما دون الشرك معلَّق بمشيئة الله تعالى (8) ،

وقال في موضع آخر : " وقد قال تعالى في كتابه { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فجعل ما دون ذلك الشرك معلَّقا بمشيئته ، ولا يجوز أن يُحمل هذا على التائب ؛ فإن التائب لا فرق في حقه بين الشرك وغيره ! كما قال سبحانه في الآية الأخرى { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً } فهنا عمَّم وأطلق ؛ لأن المراد به التائب ! وهناك خصَّ وعلَّق (9) ،

- وقال ابن القيم يرحمه الله : " الوجه الرابع : أن الذنوب تُغفر بالتوبة النصوح ، فلو بلغت ذنوب العبد عنان السماء وعدد الرمل والحصا ثم تاب منها : تاب الله عليه قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم } فهذا في حق التائب ! فإن التوبة تجبُّ ما قبلها ، والتائب مِن الذنب كمن لا ذنب له ، والتوحيد يكفِّر الذنوب كما في الحديث الصحيح الإلهي " ابن آدم لو لقيتَني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لقيتُك بقرابِها مغفرة " . " (10) ،

وقال في موضع آخر : " وكاتكال بعضهم على قوله تعالى { إن الله يغفر الذنوب جميعاً } وهذا أيضاً مِن أقبح الجهل ! فإن الشرك داخل في هذه الآية ، فإنه رأس الذنوب وأساسها ، ولا خلاف ! أن هذه الآية في حق التائبين فإنه يغفر ذنب كلِّ تائبٍ أي ذنب كان ، ولو كانت الآية في حق غير التائبين لبطلت نصوص الوعيد كلها وأحاديث إخراج قوم من الموحدين من النار بالشفاعة ، وهذا إنما أوتي صاحبه من قلة علمه وفهمه ! فإنه سبحانه ها هنا عمَّم وأطلق ، فعلم أنه أراد التائبين ، وفي سورة " النساء " خصَّص وقيَّد فقال { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فأخبر الله سبحانه أنَّه لا يَغفر الشرك ، وأخبر أنه يغفر ما دونه ، ولو كان هذا في حق التائب لم يفرق بين الشرك وغيره (11) ،

- قال ابن كثير يرحمه الله : " وهذه الآية التي في سورة تنزيل – أي : الزمر - مشروطة بالتوبة ، فمن تاب من أيِّ ذنب ! وقد تكرر منه : تاب الله عليه ، ولهذا قال { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا } أي : بشرط التوبة ، ولو لم يكن كذلك : لدخل الشرك فيه ، ولا يصح ذلك !! لأنه تعالى قد حكم هاهنا بأنه " لا يغفر الشرك " ! وحكم بأنه يغفر ما عداه لمن يشاء ! أي : وإن لم يتب صاحبه ، فهذه أرجى من تلك من هذا الوجه ، والله أعلم .(12) ،
- قال الشنقيطي يرحمه الله : " قوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً } ( النساء : 48 ) ذكر في هذه الآية الكريمة أنه تعالى لا يغفر الإشراك به ، وأنه يغفر غير ذلك لمن يشاء ، وأن من أشرك به فقد افترى إثماً عظيماً ، وذكر في مواضع أخر : أن محل كونه لا يغفر الإشراك به إذا لم يتب المشرك من ذلك ، فإن تاب : غفر له ، كقواه { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً } الآية ، فإن الاستثناء راجع لقوله { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر } وما عطف عليه ؛ لأن معنى الكل جمع في قوله { ومن يفعل ذلك يلق أثاماً } الآية ، وقوله { قل للذين كفروا إن ينتهوا يُغفر لهم ما قد سلف }(13) ،

- ومما قاله الإمام الشعراوي في خواطره في هذا الصدد نذكر ما يلي :

* { مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خطيائته فأولئك أَصْحَابُ النار هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }( البقرة : 81 ) قال : وقوله تعالى : { وَأَحَاطَتْ بِهِ خطيائته } . . إحاطة بحيث لا يوجد منفذ للإفلات من الخطيئة لأنها محيطة به ، وأنسب تفسير لقوله تعالى : { كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خطيائته } . . أن المراد الشرك . . لأن الشرك هو الذي يحيط بالإنسان ولا مغفرة فيه . . والله تعالى يقول : { إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ } ( النساء : 48 ) ، ولذلك فهؤلاء لم يكونوا عصاة فقط . . ولكنهم كانوا كافرين مشركين . والدليل قوله تعالى : { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } . . وأصحاب الصغائر أو الكبائر الذين يتوبون منها لا يخلدون في النار . . ولكن المشرك بالله والكافر به هم الخالدون في النار . . وكل من لم يؤمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كافر . . لأن الله سبحانه وتعالى قال : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخرة مِنَ الخاسرين } ( آل عمران : 85 ) (14) ،

* وقال في خواطره حول قول الله تعالى : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ( آل عمران : 11 ) ....إذن فالنص القرآني في أي ذنب وفي أي عقاب يؤكد لنا القضية القانونية الاصطلاحية الموجودة في كل الدنيا : إنه لا عقوبة دون تجريم . فكان العقابُ بعد الجريمة أي بعد الذنب ، والذنب بعض النص ، فلا نأتي لواحد بدون نص سابق ونقول له : أنت ارتكبت ذنباً . وهذه تحل إشكالات كثيرة ، مثال ذلك : { إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدِ افترى إِثْماً عَظِيماً } [ النساء : 48 ] .
إن الله يغفر ما دون الشرك بالله ، فالشرك بالله قمة الخيانة العظمى؛ وهذا لا غفران فيه وبعد ذلك يغفر لمن يشاء . ويقول الحق في آية أخرى : { قُلْ ياعبادي الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذنوب جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغفور الرحيم }، فهناك بعض من الناس يقولون : إن الله قال : إنه لا يغفر أن يشرك به ، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، حتى إنهم قالوا : إن ابن عباس ساعة جاءت هذه الآية التي قال فيها الحق : { إِنَّ الله يَغْفِرُ الذنوب جَمِيعاً } قال : « إلا الشرك » وذلك حتى لا تصطدم هذه الآية من الآية الاخرى ، والواقع أنه حين يدقق أولو الألباب فلن نجد اصطداما ، لأن الذين أسرفوا على أنفسهم . هم من عباد الله الذين آمنوا ولم يشركوا بربهم أحداً ، ولكنهم زلُّوا وغووا ووقعوا في المعاصي فهؤلاء يقال عنهم : إنهم مذنبون؛ لأنهم مؤمنون بالله ومعترفون بالذي أنزله ، أما المشرك فلم يعترف بالله ولا بما شرع وقنن من أحكام ، فما هو عليه لا يسمى ذنبا وإنما هو كفر وشرك . فلا تعارض ولا تصادم في آيات الرحمن (15) ،

خاتمة :

وهكذا عشنا فيما سطرناه آنفا مع سحائب المغفرة في كتاب الله تعالى بين آيتين كريمتين ، تتحدثان عن مغفرة الذنوب ، قد يتوهم البعض – للوهلة الأولى - أن بينهما ثمة تناقض في الظاهر ، وبينا أنه لا تعارض ولا تناقض لمن تدبر الآيتين ، وكان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، ولمزيد من الفائدة فإننا نختم حديثنا يإيراد بعض الإقتباسات المرتبطة بما عرضنا له :

* الأول : ما روي عن سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه أنه قال : " في سورة النساء ثماني آيات لأمة محمد هي خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب :
الأولى قول الحق : { يُرِيدُ الله لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الذين مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ } ( النساء : 26 ) ،
والثانية هي قول الحق : { والله يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الذين يَتَّبِعُونَ الشهوات أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } ( النساء : 27 ) ،
والثالثة هي قول الحق : { يُرِيدُ الله أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإنسان ضَعِيفاً } ( النساء : 28 ) ، والرابعة هي قول الحق : { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً } ( النساء : 31 ) ،
والخامسة هي قول الحق : { إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدِ افترى إِثْماً عَظِيماً } ( النساء : 48 ) ،
والسادسة هي قوله سبحانه : { وَمَن يَعْمَلْ سواءا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ الله يَجِدِ الله غَفُوراً رَّحِيماً } ( النساء : 110 ) ،
والسابعة هي قوله تعالى : { إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } ( النساء : 40 ) ،
والثامنة : هي قول الله تعالى :{ مَّا يَفْعَلُ الله بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ الله شَاكِراً عَلِيماً } ( النساء : 147 ) ،
هذه هي الآيات الثماني التي لم تؤت مثلها أمة إلا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ،

* الثاني : ما روى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : " أتى وحشيٌّ وهو قاتل سيدنا حمزة في غزوة أحد ، أتى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد أتيتك مستجيرا فأجرني حتى أسمع كلام الله ، فقال رسول الله : " أتيتني مستجيرا فأنت في جواري حتى تسمع كلام الله قال : فإني أشركت بالله ، وقتلت النفس التي حرم الله ، وزنيت ، هل يقبل الله مني توبة ؟ فصمت رسول الله حتى نزلت : { والذين لاَ يَدْعُونَ مَعَ الله إلها آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النفس التي حَرَّمَ الله إِلاَّ بالحق وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذلك يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ العذاب يَوْمَ القيامة وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فأولئك يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً } ( الفرقان : 68-70 ) ، فتلاها عليه فقال : أرى شرطاً فلعليَّ لا أعمل صالحا ، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله فنزلت : { إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدِ افترى إِثْماً عَظِيماً } ( النساء : 48 ) ، فدعا به فتلا عليه قال : فلعلِّي ممن لا يشاء ، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله فنزلت : { قُلْ يا عبادي الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذنوب جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغفور الرحيم } ( الزمر : 53 ) ، فقال نعم : الآن لا أرى شرطاً فأسلم (16)

* الثالث ما ذكره الشعراوي عن عمرو بن عبيد فقال : " وفي هذه المسألة نجد وقفة لعالم من أعلام العقائد في العصر العباسي هو عمرو بن عبيد ، وكان عمرو من العلماء الذين اشتهروا بالمحافظة على كرامة العلم وعزة العلماء لدرجة أن خليفة ذلك الزمان قال عنه وسط بعض المنتسبين إلى العلم : " كلهم طالب صيد إلا عمرو بن عبيد " وقد كانت منزلته العلمية عالية ونفسه ذات عزة إيمانية تعلو على صغائر الحياة . وكان عمرو بن عبيد دقيق الرأي ، ويحكى عنه قيس بن أنس هذه الحكاية : كنت في مجلس عمرو بن عبيد فإذا بعمرو بن عبيد يقول : « يؤتى بي يوم القيامة فيقال لي : لم قلت بأن قاتل العمد لا توبة له . قال : فقرأت الآية : { فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا } وكان يجب أن يلتفت عمرو بن عبيد إلى أن الإلهام الذي جاءه أو الرؤيا التي أراها له الله بأنه سوف يؤتي به يوم القيامة ليسأل لماذا أفتى بألا توبة لقاتل العمد ، كان يجب أن يلتفت إلى أن ذلك يتضمن أن لقاتل العمد توبة ؛ لأن سؤاله عن ذلك يوم القيامة يشير إلى عتاب في ذلك ، نقول ذلك لنعرف أنَّ الحق سبحانه وتعالى جعل فوق كل ذي علم عليما . . ولكنَّ عمرا ذكر ما جاء في قول الحق : { فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا } . وقال قيس بن أنس : وكنت أصغر الجالسين سناً ، فقلت له : لو كنت معك لقلت كما قلت : { فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا } وقلت أيضاً : { إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ } ( النساء : 48 ) ، قال قيس : فوالله ما رد على عمرو بن عبيد ما قلت : ومعنى ذلك موافقة عمرو بن عبيد ، ماذا تفيد هذه؟ . تفيد ألا نأخذ كلمة { خَالِداً فِيهَا } بمعنى التأبيد الذي لا نهاية له؛ لأن الله قد استثنى من الخلود في آية أخرى .
والحق سبحانه وتعالى بعد أن شرح حكم القتل العمد والقتل الخطأ ، بحث العلماء ووجدوا أن هناك قتلاً اسمه " شبه العمد " أي أنه لا عمد ولا خطأً ، كأن يأتي إنسان إنساناً آخر ويضربه بآلة لا تقتل عادة فيموت مقتولاً ، وهنا يكون العمد موجوداً ، فالضارب يضرب ، ويمسك بآلة ويضرب بها ، وصادف أن تقتل الآلة التي لا تقتل غالبا ، وقال العلماء : القتل معه لا به ، فلا قصاص ، ولكن فيه دية (17) ،

الهوامش والاحالات :
===========
(*) – تجدر الإشارة إلى أننا أفدنا كثيرا في تناولنا لتلك القضية مما كتبه ( العتيبي ) في مقال له بعنوان : التوبة من الشرك والذنوب في آيتين وبيان معناهما ، أنظر :
- إحسان بن محمد بن عايش العتيبـي : " التوبة من الشرك والذنوب في آيتين وبيان معناهما " المصدر :
http://www.saaid.net/Doat/ehsan/99.htm

(1) – الحديث عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يقول الله تبارك وتعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد ، ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة مثلها أو أغفر ، ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة ثم لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة ( صححه الألباني في السلسلة الصحيحة ) ،
(2) - محمد بن جرير الطبري ( 224 – 310هـ ) : " جامع البيان في تأويل القرآن " ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، مؤسسة الرسالة ، ط1 ، 1420هـ - 2000م ، ج5 ، ص : 278 ،
(3) – " نفس المرجع السابق " ، ج5 ، ص : 126 ،
(4) – " نفس المرجع السابق " ، ج24 ، ص : 16-17 ،
(5) - عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي : " زاد المسير في علم التفسير " ، المكتب الإسلامي – بيروت ، الطبعة الثالثة ، 1404هـ ، ج2 ، ص ص : 2 : 103 ، 104 ،
(6) - انظر : شيخ الإسلام أحمد بن تيمية : " مجموع الفتاوى " ، جمع وترتيب : الشيخ عبد الرحمن بن قاسم وابنه الشيخ محمد ، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف ، المدينةالنبوية ،بدون ، 1412 هـ ، ج 16 ، ص ص : 18-22 ،
(7) – " نفس المرجع السابق " ، ج16 ، ص : 27 ،
(8) – " نفس المرجع السابق " ، ج2 ، ص : 358 ،
(9) – " نفس المرجع السابق " ، ج7 ، ص ص : 484 – 485 ،
(10) - محمد بن أبي بكر أبو عبد الله ابن قيم الجوزية : " هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى " الجامعة الإسلامية - المدينة المنورة ، (د.ت) ، ص : 130 ،
(11) - محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله : " الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي المعروف بـ (الداء والدواء) " ، دار الكتب العلمية – بيروت ، ص : 12 ،
(12) - أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ( 700 -774 هـ ) : " تفسير القرآن العظيم " ، تحقيق : سامي بن محمد سلامة ، دار طيبة للنشر والتوزيع ، ط2 ، 1420هـ - 2000م ، ج1 ، ص : 512 ،
(13) - محمد الأمين الشنقيطي : " أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن " ، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، الرياض ، 1983م ، ج1 ، ص ص : 290 – 291،
(14) - محمد متولي الشعراوي : " تفسير الشعراوي " ، مطابع أخبار اليوم ، القاهرة ، ج 1 ، تفسير سورة البقرة ، الآية : 81 ،
(15) - " نفس المرجع السابق " ، تفسير سورة آلأ عمران ، الآية رقم 11 ) ،
(16) - " نفس المرجع السابق " ، تفسير سورة النساء الآية رقم 31 ،
(17) - " نفس المرجع السابق " ، تفسير سورة النساء ، الآية رقم 93 ،



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تاملات، القرآن، فهم القرآن،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-06-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفى منيغ، محمد شمام ، عواطف منصور، أنس الشابي، محمد اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، يزيد بن الحسين، فتحي الزغل، طلال قسومي، حسني إبراهيم عبد العظيم، صلاح المختار، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فوزي مسعود ، صباح الموسوي ، حاتم الصولي، ضحى عبد الرحمن، سفيان عبد الكافي، عمر غازي، د- جابر قميحة، رمضان حينوني، عزيز العرباوي، عبد الله الفقير، أحمد الحباسي، الهيثم زعفان، أحمد ملحم، د - صالح المازقي، ياسين أحمد، جاسم الرصيف، د- هاني ابوالفتوح، أحمد بوادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد العيادي، حسن الطرابلسي، صالح النعامي ، إسراء أبو رمان، د - عادل رضا، سلام الشماع، د. عبد الآله المالكي، حميدة الطيلوش، محمد يحي، الناصر الرقيق، المولدي الفرجاني، عبد الغني مزوز، فهمي شراب، إيمى الأشقر، عراق المطيري، محمود طرشوبي، رشيد السيد أحمد، صلاح الحريري، ماهر عدنان قنديل، سعود السبعاني، عبد الله زيدان، كريم السليتي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. خالد الطراولي ، حسن عثمان، أبو سمية، د. طارق عبد الحليم، وائل بنجدو، خالد الجاف ، مجدى داود، تونسي، رافع القارصي، فتحـي قاره بيبـان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي العابد، كريم فارق، أ.د. مصطفى رجب، محرر "بوابتي"، محمد عمر غرس الله، د- محمد رحال، رافد العزاوي، أحمد النعيمي، مراد قميزة، نادية سعد، د.محمد فتحي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران، محمود سلطان، د. أحمد محمد سليمان، صفاء العربي، د. صلاح عودة الله ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، سليمان أحمد أبو ستة، محمد الياسين، سامح لطف الله، خبَّاب بن مروان الحمد، الهادي المثلوثي، سلوى المغربي، إياد محمود حسين ، سيد السباعي، د - المنجي الكعبي، علي الكاش، د - محمد بنيعيش، عمار غيلوفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد أحمد عزوز، منجي باكير، رضا الدبّابي، صفاء العراقي، محمود فاروق سيد شعبان، د. عادل محمد عايش الأسطل، سامر أبو رمان ، د. أحمد بشير، د - الضاوي خوالدية، العادل السمعلي، علي عبد العال، محمد الطرابلسي، د - شاكر الحوكي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، د - مصطفى فهمي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة