البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

كتاب منظومة حقوق الإنسان من منظور الخدمة الاجتماعية (8)

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7149


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الحلقة الثامنة:
الوحدة الثالثة
تطور فكرة حقوق الإنسان " لمحة تاريخية موجزة "

"إن الناس صنفان: إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق"
( الإمام علي رضي الله عنه )

" حقوق الإنسان تصبح مجرد كلمات ما لم نعرفها و ندافع عنها "
(الأمين العام في اليوم الدولي لحقوق الإنسان )

محتويات الوحدة الثالثة
(1) – مقدمة الوحدة الثالثة

1-1 تمهيــــــــــــد
1-2 أهداف الوحدة
1-3 القراءات المساعدة

(2) – إرهاصات حقوق الإنسان تاريخيا

2-1كيف بدأت فكرة حقوق الإنسان تاريخيا :
2-2متى وأين بدأ أول إعلان عن حقوق الإنسان تاريخيا :

(3) - علامات بارزة في المسيرة التاريخية لحقوق الإنسان :

3-1حقوق الانسان في العصور القديمة :
3-2حقوق الإنسان في المسيحية والإسلام :
3-4حقوق الإنسان في العصور الوسطى :
3- 5حقوق الإنسان في العصر الحديث :
3-6حقوق الانسان في الوقت المعاصر :

(4) – الخلاصة
(5) – تدريبات
(6) – الحواشي والمراجع

*********

(1) – مقدمة الوحدة الثالثة

1-1تمهيــــد

يناقش هذا الفصل من الكتاب – بقدر كبير من التركيز والإيجاز – تطور فكرة ومفهوم حقوق الإنسان في محطاتها الرئيسة ، والتأكيد على العلامات البارزة في تاريخ حقوق الإنسان منذ بداياتها الأولى وإرهاصاتها الباكرة ، مرورا بمرحلة ولادتها كفكرة إلى أن تبلورت تلك الفكرة بوضوح واستوت على عودها ، وأقرتها هيئة الأمم المتحدة في مفهومها الحديث والذائع الصيت (1) ، .....لما لتلك النظرة التاريخية من أهمية خاصة - في نظرنا - تتجلى في إتاحة الفرصة القاريء لفهم قضية حقوق الإنسان ، والتطورات التي طرأت على مفهومها ومحتواها إلى أن وصلت إلى المفهوم السائد في عالمنا المعاصر ،

1-2 أهداف الوحدة

بعد دراسة الطلاب لهذه الوحدة ، والإجابة على التدريبات والتطبيقات الخاصة بها سوف يكون بمقدورهم ما يلي :

- شرح البدايات الأولى وإرهاصات فكرة حقوق الإنسان عبر مراحل تاريخها المختلفة ،
- تحديد متى وأين بدأ أول إعلان رسمي عن حقوق الإنسان تاريخيا ،
- تحديد وشرح العلامات البارزة في المسيرة التاريخية لحقوق الإنسان حتى وصلت إلى وضعيتها الحالية ،
- المقارنة بين وضعية حقوق الإنسان في العصور القديمة ، ووضعيتها بعد ظهور الديانة المسيحية والإسلام ،
- تحديد الدور الذي لعبته الأديان السماوية في دعم وتوطيد مسيرة فكرة حقوق الإنسان ،

1-3 القراءات المساعدة :

(1) - الدكتور عبد السلام الترماميني ، " تاريخ النظم والشرائع " ، جامعة الكويت ، الكويت ، 1975م ، ص 63
(2) - عبد العزيز الخياط : " حقوق الإنسان والتمييز العنصري في الإسلام " ، دار السلام، عمّان ، الأردن ، 1989م

*****

(2) – إرهاصات حقوق الإنسان تاريخيا

2-1كيف بدأت فكرة حقوق الإنسان تاريخيا :

لقد سبقت الإشارة إلى أن حقوق الإنسان في جوهرها وأساسها - وبمعناها العام والمبسط - هي حقوق قديمة قدم الإنسان ذاته ، فهي موغلة في القدم منذ أن خلق الله تعالى الإنسان ، وبدأ حياته على الأرض ، وإن لم تبدأ في التبلور - كفكرة في صورتها الأولية - إلا منذ القرن الثامن عشر من الميلاد خلال المرحلة التي سادت فيا الفلسفة التنويرية في أوروبا (2) ، حيث ظهرت وسادت – خلال هذا القرن – مصطلحات عدة للتعبير عن والإشارة إلى تلك الحقوق ، مثل "الحقوق الإنسانية " و" الحقوق الطبيعية " Natural Rights و" الحقوق البشرية " (3) ، وبالنظر إلى هذا التاريخ الممتد عبر الزمن لفكرة حقوق الإنسان ، نجد أنه يمثل النضال المستمر ضد الاستغلال للإنسان من قبل أخيه الإنسان ، سواء كان هذا الاستغلال لشخص ما من قبل شخص آخر ، أو لمجموعة ما من قبل مجموعة أخرى ، كما أن امتداد هذا التاريخ منذ القدم يؤكد أن هذه الحقوق لصيقة بالإنسان نفسه ، ومبنية على الاعتراف بمكانة الإنسان في هذا الوجود ، وبحقه في القيمة والكرامة الإنسانية التي أسبغها عليه خالقه جل جلاله منذ بداية خلقه ، (4)

ولقد سبقت الإشارة أيضا إلى أن من البديهيات والمسلمات لدى علماء الاجتماع Sociologist والأنثروبولوجيا Anthropologist وعلم النفس الاجتماعيPsychologist ...... وغيرهم ، أن أهم ما يميز الإنسان من بين سائر المخلوقات هو أنه كائن اجتماعي، لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن بني جنسه ومجتمعه، وذلك لعجزه عن توفير احتياجاته الأساسية بمفرده ، ومن ثم فإن وجود الإنسان في المجتمع ينتج عنه معادلة ثابتة وهي العلاقات الحتمية التي تربطه بغيره من الناس ، والتي منها الروابط الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية 000 وغيرها من الروابط التي تمتد إلى سائر نواحي الحياة الإنسانية ، ومما لا شك فيه أن هذه الروابط والعلاقات بحاجة ماسة إلى أساس تنبني عليه ، ونظام يضبطها ، ويحقق لها الاستقرار المنشود من خلال وضع ضوابط وقواعد تنظم سلوك الأفراد وعلاقاتهم ببعضهم البعض ، ومن هنا برزت الحاجة ومنذ القدم لوجود قواعد قانونية تنظم علاقة الأفراد داخل المجتمع الواحد ، وبالتالي توفير نوع من التوازن في علاقاتهم الثنائية ،

ونود التأكيد هنا على أن حقوق الإنسان لم تبق مجرد فكرة ، بل أضحت هذه الحقوق نظرية واسعة التطبيق لا يمكن تصور وجود للحرية والعدالة والسلام من دونها ، ونكرر هنا بأن صون " الكرامة الإنسانية " Human Dignity يعد المحور الأساس الذي تقوم عليه النظرية العامة لحقوق الإنسان، من حيث كونها تهدف في نهاية المطاف إلى تحقيق أهداف وغايات سامية تتمثل في إحقاق الحرية والمساواة، واحترام حياة الإنسان وكرامته.

2-2متى وأين بدأ أول إعلان عن حقوق الإنسان تاريخيا : (5)

تشير أدبيات حقوق الإنسان إلى اختلاف مفكري الغرب على تحديد أي مجتمع أو دولة بدأت – في التاريخ - بإعلان حقوق الإنسان في مفهومها الحديث قبل غيرها من الدول ، هل هم الفرنسيون ، أم الأمريكيون ، أم البريطانيون 000أم غيرهم ،

- فمن جانب يزعم الفرنسيون أنهم أول شعب أعلن حقوق الإنسان، وذلك في عام 1789م حين تسلم رجال الثورة الفرنسية الحكم في فرنسا، ونشروا بيان حقوق الإنسان والمواطن، تحقيقا للمثل العليا والمبادئ الرفيعة التي دعا إليها الفلاسفة الفرنسيون، ثم جعلوا هذا البيان مقدمة للدستور الفرنسي عام 1791م ، وبذلك أضفوا عليه صبغة قانونية متميزة وقد لخصوا حقوق الإنسان في ثلاث كلمات: ( الحرية، المساواة، الأخوة ) التي كانت تمثل شعارالثورة الفرنسية ،

- ومن جهة أخرى نجد أن الأمريكان يزعمون أنهم أصحاب أول إعلان عن حقوق الإنسان ، وأن الفرنسيين ليسوا سوى مقلدين لهم ، وحجتهم في ذلك أن وثيقة ( إعلان الاستقلال ) تحمل تاريخ 1776م ، مما يعني أنها أسبق من الثورة الفرنسية ، هذا وقد جاء في مقدمة الوثيقة التي وضعها ممثلو الولايات المتحدة الأمريكية : ( إننا نعد الحقائق التالية من البديهيات : خلق الناس جميعا متساوين ، وقد منحهم الخالق حقوقا خاصة لا تنزع منهم : الحياة ، الحرية ، السعي وراء السعادة ).

- ومن ناحية ثالثة يزعم البريطانيون أنهم هم الأسبق في ميثاق الشرف الأعظم "الماغنا كارتا" ، Magina-Carta ، الذي تمت صياغته في 12 يونيو 1215م ، وهو نص عام مكون من ثلاث وستين مادة وجهه الملك البريطاني إلى العامة والخاصة في البلاد ، تنص المادة الأولى منه على أن الحرية هي ممارسة كل الحقوق والحريات، وحرية الانتخاب لكنيسة إنجلترا ، وكذلك منح هذا الميثاق حقوقا عديدة لكل الأشخاص الأحرار المقيمين في المملكة ، كما قيد حق التصرف الملكي بالأموال العامة ،...

- ويرى بعض المفكرين والكتاب العرب والمسلمين أن العرب كان لهم السبق في هذا المضمار كما تثبت وقائع التاريخ ، حيث سبقوا الغرب في إقرار حقوق الإنسان وذلك في ما يعرف بـ " حلف الفضول " ، ذلك أن مكة ( المكرمة ) أضحت في الفترة التي سبقت الإسلام مركزا تجاريا هاما، وازدهرت إثرهزيمة جيوش الحبشة الغازية برئاسة أبرهة، واحتدام الصراع بين الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية، وأثرى أهل مكة وتشابكت المصالح فنشأت معها أحلاف عديدة منها ما يعرف بـ " حلف الفضول " ، يقول ابن الأثير (6) " أصل الحلف المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق " ، ويعود أصل حلف الفضول إلى نهاية القرن السادس الميلادي، حيث يروى أن يمنياً من زبيد أعطى بضاعته لرجل من بني سهم في مكة، فتخلف الأخير عن دفع ثمن البضاعة، فصعد اليمني جبل أبي قيس واستغاث بفضلاء مكة، فسمعوا قصته واقتنعوا بحقه وذهبوا إلى التاجر المكي لإجباره على دفع ثمن البضاعة، وقد رأى المبادرون لهذا التضامن مع المظلوم أن لا تتوقف مبادرتهم عند حدث معزول قائم على احترام قواعد البيع والشراء، فقرروا التحالف على أن لا يقروا ببطن مكة ظالماً ( لا ينبغي إلا ذلك لما عظم الله من حقها ) ، فتم الاتفاق في دار " عبد الله بن جدعان " لشرفه وكبر سنه ، وبحضور بني هاشم وبني المطلب وبني أسد بن عبد الله العزى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة ، فتحالفوا جميعا وتعاهدوا على : ( أن لا يجدوا في مكة مظلوما من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه وكانوا على ظالمه حتى ترد مظلمته ) فسمت قريش هذا الحلف " حلف الفضول " وشهده رسول االله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وقال فيه فيما يروى عنه ( لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان لو دعيت به في الإسلام لأجبت ) ، وعلى هذا يرى البعض أن هذه هي نواة أول جمعية لحقوق الإنسان في تاريخ العالم.

وفي الإسلام قبل قرون عديدة من وضع الدستور الفرنسي أعلن الصحابي الجليل : عمر بن الخطاب ندائه المشهور الذي أصبح مثلا ، وأصبح الجيل بعد الجيل يرويه ويتناقله ، وهويخاطب فاتح مصر وداهية العرب عمرو بن العاص فيقول له : ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) ، وقبل نداء عمر هذا جاء الإعلان الإلهي في القرآن الكريم في آية كريمة تتلى إلى يوم القيامة : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }( سورة الحجرات : 13 ) ، والمعنى أن الله تعالى خلق الناس جميعا من أب واحد هو آدم عليه السلام, وأُم واحدة هي حواء، فلا تفاضل بينهم في الأنساب ( المساواة ) ، وجعلهم بالتناسل شعوبًا وقبائل متعددة ، ليعرف بعضهم بعضًا, ويتعاون ويتعايش بعضهم مع بعض ، وأن أكرمهم عند الله أشدهم اتقاءً له جل جلاله ، كما قال رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : " يا أيها الناس ! إن ربكم واحد و إن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي و لا أحمر على أسود و لا أسود على أحمر إلا بالتقوى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )* ، ألا هل بلغت ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : فيبلغ الشاهد الغائب " ( أخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة ) ، وفي منع العقوبات الجماعية التي تعم المذنب والبريء جاء القرآن الكريم ليقول : { ......وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }( سورة الإسراء : 15) ، وقال في الوفاء بالمعاهدات : { وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }( سورة الإسراء : 34 ) ، كما قرر القرآن الكريم أساس الحكم بقوله {......وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ...... الآية }( سورة الشورى : 38 ) وقال تعالى : { .....وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }( سورة آل عمران : 159 ) ،

كما قرر القرآن الكريم تكريم الإنسان أيا كان هذا الإنسان قال تعالى : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }( سورة الإسراء : 70 ) ، وأعطاه حرية الفكر والعقيدة وأرسى دعائمها قال تعالى : {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ....... }( البقرة : 256 ) ، وقال كذلك : {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }( يونس : 99 ) ، وكذلك {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ...... الآية }( الكهف : 29 ) ،

وإجمالا يمكن القول – ونحن بصدد الحديث عن الخلفية التاريخية لفكرة حقوق الإنسان – أن تلك الحقوق مرت بمراحل متعددة من التطور مواكبة لتطور الحياة الإنسانية ذاتها ، ويمكن أن نوجز بعض العلامات البارزة – كما يراها البعض - في مسيرة حقوق الإنسان عبر تلك المراحل التاريخية فيما يلي : (7)،

- أن الإرهاصات الحقيقية الرسمية ( التوثيقية ) لفكرة " حقوق الإنسان " بدأت تاريخيا منذ القرن الثالث عشر الميلادي وفي بريطانيا على وجه التحديد ، حيث تم التوقيع على الوثيقة الكبرى عام 1215م على اثر ثورة الشعب في مواجهة طغيان الملك ، ثم ألحقت بوثيقة (إعلان الحقوق ) وقانون التسوية عام 1701م ،

- ثم تم إعلان حقوق الإنسان في أمريكا عام 1787م اثر إعلان الاستقلال – وقد تضمن مبدأ المساواة بين الناس ، وحقهم في الحياة والحرية والسعادة ، وحق الشعب في التمرد والتصدي للدولة في حالة انحرافها عن هذه المبادئ

- وجاء بعد ذلك إعلان فرنسا لحقوق الإنسان سنة 1791م – حيث بدأ بالعبارة التالية " يولد الناس أحرارا ومتساوين في الحقوق " ثم سرت تلك الحقوق في دساتير سائر الدول الغربية ، مع إجراء بعض التعديلات الدستورية ، ولكن بقيت هذه الحقوق محبوسة في دائرة الدستور الأساسي لكل دولة ،

- ولم تكتسب قضية حقوق الإنسان صبغة " العالمية " حتى جاء دور عصبة الأمم فأعلنت في مواثيقها حقوق الإنسان عام 1919م بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ،غير أن عصبة الأمم لم تتمكن بهذا الميثاق من الوقوف أمام اندلاع الحرب العالمية الثانية كما أريد منها ذلك ، ولكنها فشلت فشلا ذريعا ،

- ولذلك تم تأسيس هيئة الأمم المتحدة للحيلولة دون وقوع مثل هذه الكوارث البشرية ، وتم إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948م ، وصدقت عليه الجمعية العمومية لمنظمة الأمم المتحدة في نفس العام ، وتتألف بنوده من ( ثلاثين مادة ) وتتضمن وتغطي حقوق الإنسان في مجال الحريات الأساسية والعدالة الاجتماعية والأسرة .. وغيرها ،

(3) – محطات هامة في المسيرة التاريخية لحقوق الإنسان :

سبق أن أشرنا إلى أنه - ومن الناحية التاريخية – فإن من الصعوبة بمكان تلمس فكرة حقوق الإنسان بشكل واضح في العصور الموغلة في القدم ، وان كان هناك في بعض الحضارات القديمة بصيص شاحب من معالم هذه الفكرة في ظلمات تلك العصور ، ذلك أن المسيرة الفكرية والفلسفية لحقوق الإنسان لم تبدأ في غفلة من التاريخ ، فهناك أصول وأسس سابقة بنت عليها الحضارة الحديثة مفاهيمها ومواثيقها حول حقوق الإنسان ، كما لا يمكن القول بوجود لحظة محددة ( أو تاريخ محدد ) بدأت عندها الأصول الأولى لفكرة حقوق الإنسان، ولكن في أغلب الظن فان هذه الأصول قد بدأت مع بداية تكوين حياة مشتركة لمجموعات البشر، ومن ثم فان هذه الفكرة ولو بصورتها البدائية هي فكرة قديمة قدم الحياة البشرية ذاتها ، وتمثل المدينة City بأوجه الحياة المختلفة فيها وتعقدها - والتي شكلت بدايات ظهور الدول في تاريخ العالم - البدايات الأجدر بالبحث من خلالها عن تفاصيل محددة لفكرة حقوق الإنسان في إرهاصاتها الأولى ، إذ ترتبط قضية حقوق الإنسان بشكل جذري ومباشر بوجود هذا الإنسان نفسه ،
وفيما يلي عرض موجز لمسيرة حقوق الإنسان عبر مراحل التاريخ :

3-1حقوق الإنسان في العصور القديمة :

يمثل معظم تاريخ حقوق الإنسان حالة مظلمة من الذل، والهوان، وانعدام حقوق الإنسان، ففي الحضارات القديمة في مصر، وفارس، والهند، والصين، وبابل، وروما، وغيرها، كان الحاكم يعد من طبيعة إلهية، وكان الناس عبيداً له، وليس لهم في مواجهته أية حقوق أو حريات، فكانت سلطته مطلقة يفعل بهم ما يشـاء، فهو لم يكن مفوضاً من قبل الإله فحسب، بل هو الإله نفسه بزعمهم، وقد حكى القرآن الكريم بعضاً من هذه الحال قال تعالـى حـكاية عن فرعون: { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلاْعْلَىٰ } (النازعات:24)، وقال أيضاً : { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِى } (القصص:38)، وقال تعالى حكاية عن (النمرود) في جداله مع إبراهيم عليه السلام : { قَالَ إِبْرٰهِيمُ رَبّيَ ٱلَّذِى يُحْىِ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْىِ وَأُمِيتُ } (البقرة:258).

ولاشك أن في مثل هذا المناخ التحكم والسيطرة والاستبداد من قبل الحكام فلا كلام عن حقوق الإنسان، وتلك حقبة طويلة وممتدة كانت شديدة الظلمة في تاريخ حقوق الإنسان ،

لقد كان المجتمع في مجاهل العصور القديمة مبنيا على قاعدة ( الحق للقوة ) ، ولم تكن الحرية الشخصية ولا غيرها من الحريات معروفة ولا ثابتة، فالرق كان معروفا كشيء طبيعي مألوف، وكانت شعوب كثيرة مستعبدة، وكان يتم الاسترقاق لمجرد وقوع شخص المدين تحت سلطة الدائن، والمرأة مهينة وعرضة للوأد، ومعظم الحقوق سائبة ، وكانت الأعراف والتقاليد هي التي تحدد الحقوق والواجبات ، وتتغير تلك الحقوق والواجبات مع تغير الأعراف والتقاليد تدريجيا بصورة ضئيلة ،

- ومع مرور الزمن أخذت فكرة حقوق الإنسان تتبلور منذ القرن الثامن عشر قبل الميلاد وانتهاء به وذلك بظهور مقدونيا كقوة جديدة، حيث أستطاع (الإسكندر المقدوني ) أن يبني من خلالها إمبراطورية وصلت إلى أوج قوتها في (العهد الهيلني ) ، وكانت معظم حقوق الناس في تلك الفترة تعد مباشرة من قبل السيد المالك وحده ،

- ولقد ساهمت الحضارة الفرعونية التي تعد من أقدم الحضارات البشرية - إن لم تكن أقدمها - في تجسيد الفكر القانوني لحماية حقوق الإنسان ، ويذهب المؤرخون إلى أن أول صفحات التاريخ البشري المكتوب بدأت في أراضي وادي النيل الأدنى، مصر الفرعونية – حوالي 3300 قبل الميلاد، وذلك عندما اتخذت القرى الزراعية على طول النيل في مملكتين هما مصر العليا ومصر السفلى تحت حكم الفراعنة آنذاك، أخضع أهلها إلى قانون سماوي أسمه (ماعت)، وأن أهم الركائز التي كان يستند إليها هذا القانون هي مفاهيم الحق والعدل والصدق وبقي العمل بهذا القانون لفترة طويلة ممتدة عبر الزمان ،

ويذكر أيضا أنه أنشئ في عهد الأسرة الثامنة عشر مجالس للبلاد تحكم بالعدالة، وتنادي بضرورة تطبيق معايير العدالة، حيث صار من حق كل فرد ضمن حقوقه الدينية أن يحفظ جثته بعد موته، خاصة وأن التحنيط لم يكن من حقوق العامة، إذ تمارسه طبقة الأمراء والملوك فقط ،

ولعل من المفيد في هذا السياق الإشارة إلى أن ( ثورة أخناتون الدينية ) في مصر القديمة (8)،تعد من أهم الثورات التي جاءت لتجسد بدايات معايير ومفاهيم حقوق الإنسان في تلك الحقبة، حيث دعت إلى السلام والرحمة والتسامح ونبذ الحروب ونشر المساواة بين الناس في شؤونهم الدنيوية، كما دعت إلى تحقيق العدالة للجميع من دون تميز، وألغت التقديس المبالغ به للأسرة المالكة وذلك بشكل أصبـح بموجبه أفراد العائلة المالكة كسائر أبناء الشعب من حيث المعاملة والامتيازات (9) ،

- ومنذ أربعة وعشرين قرناً في الصين - على سبيل المثال - أسس الفيلسوف ( مو زي : 470 ق م - 391 ق م ) مدرسة الموزية وجادل بشدة ضد الكونفوشية والطاوية ، أثناء فترة الممالك المتحاربة، تطورت الموزية ومورست في العديد من الدول، وكانت تركز على فلسفة الاخلاق التي أكدت على احترام الآخرين واحترام حقوقهم (10)
- ومن الهند ( والحضارة الهندية ) انطلق ( جوتاما سد هارتا بوذا ) ، (560-480 ق.م) الذي مثلت الفلسفة الدينية التي نبعت من تعاليمه تحليلا نسقيا لطبيعة المعاناة وأسبابها ، وتقدم العديد من الوسائل لقهر هذه المعاناة أو التغلب عليها ، والبوذية تمثل تعاليم بسيطة نسبيا ويسهل استيعابها تحتوي على الكثير من مبادئ المساواة والحرية ونشر العدالة، ويرى (بوذا ) " أن لا فرق بين جسم الأمير وجسم المتسول الفقير ، وكذلك لا فرق بين روحيهما " (11)

- وفي الحضارة الصينية القديمة شكلت التعاليم ( الكونفوشيوسية والتاوية ) البذور الدينية التي تسعى إلى نشر العدل والسلام بين الناس، ويعتبر ( كونفوشيوس : 551 ق.م – 479 ق.م ) أول فيلسوف صيني يفلح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الاجتماعي والأخلاقي ، ففلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقي أعلى ، أنشأ ( كونفوشيوس ) مذهبا أخلاقيا واجتماعيا دونه تلاميذه في كتاب سمي ( المختارات )، ويمكن تلخيص أفكار كونفوشيوس الأصلية فيما يتعلق بفكرة حقوق الإنسان على النحو التالي : " على الإنسان أن يكون خيرا إلى أقصى حد ، وأن صفات مثل انعدام الأنانية واحترام الآخرين والأدب والولاء للأسرة ، والإخلاص للأمير كلها صفات للرجل المهذب الخير، الذي لا يتذمر ولا يشكو وقت المحن ، وهو جريء واضح في مسالة الحق" (12) ،

- وفي حضارة وادي الرافدين ، درج بعض الباحثين على إعطاء صورة تقريبية للواقع السياسي انذاك حيث " وصفت السيادة بأنها مطلقة وتفتقر الى الاقرار بالحقوق والحريات للإفراد ، فقد وصف الملك بأنه صاحب السلطان المطلق ويحيط به جو من الخوف والعنف وكان الحكام ممثلين للالهة انْ لم يكونوا هم آلهة والحقوق والحريات العامة بأشكالها كافة ، كانت في حكم العدم" ،

* تدوين وتوثيق حقوق الإنسان :

وحينما دونت الحقوق وأعلنت على الناس، ووجدت سلطة لحمايتها صار اسمها قانونا أو شريعة ، ولعل من أشهر وأقدم تلك القوانين أو الشرائع ما يلي :

* أقدم تشريع مدون ثابت لحقوق الإنسان عرفه البشر، هو قانون أو شريعة ( حمورابي ) ، في حضارة وادي الرافدين ، وهو من أقدم القوانين والشرائع المكتوبة في التاريخ البشري على وجه العموم ويعود إلى العام (1790) قبل الميلاد وتتكون من مجموعة من القوانين (13) ، وحمورابي أشهر ملوك بابل حوالي عام ألفين قبل الميلاد ، وقد اشتهر بقانونه الذي اكتشفته بعثة أثرية أوائل القرن العشرين بعد الميلاد في مدينة سوسن من أعمال مملكة بابل وهو منقوش على نصب حجري ، وقد استهلت المدونة بكلام إله الشمس الذي أملى على حمورابي مدونته حيث يقول " أنا حمورابي ملك القانون، واياي وهبني إله الشمس القوانين " ، ويبدو أن هذه المدونة تتضمن تجميعا لتقاليد قانونية ترجع إلى عهد أقدم بكثير من العهد الذي وضعت فيه ، وقد حرصت شريعة حمورابي على وضع النصوص القانونية التي توفر الحماية القانونية إلى كافة مواطني الشعب البابلي ، وقد ركزت على اصناف منهم لرفع الحيف والظلم ، هذا وتحتوي مسلة حمورابي على 282 مادة ، تستمد أصولها من قوانين سومرية مضى عليها ستة آلاف عام، وتعالج مختلف شؤون الحياة. فيها تنظيما لكل مجالات الحياة وعلى جانب كبير من الدقة لواجبات الافراد وحقوقهم في المجتمع، كل حسب وظيفته ومسؤوليته ، وشريعة حمورابي هي بمثابة شريعة مركبة غير متجانسة تمزج أرقى القوانين وأعظمها استنارةً بأقصى العقوبات وأشدها وحشيةً.(14)

* ومن القوانين القديمة أيضا تشريعات ( صولون الإغريقي ) الذي عاش بين القرنين السادس والسابع قبل الميلاد (640 ق.م – 560 ق.م)، وهو إلى جانب كونه شاعرا ورجل قانون أثيني ، وحكيما من حكماء اليونان السبعة (15) ، كان أيضا من السياسيين اللامعين، فقد انتخبه أهالي أثينا حاكما، فقام بإصلاحات اجتماعية تشريعية وإدارية ، وقام بسن مجموعة من القوانين الإصلاحية ، والتي تعارضت مع نظام الدولة المتبع آنذاك ، ورغم أن إصلاحاته فشلت فيما بعد ، إلا أنه يعتبر الممهد لقيام ما تم تسميته لاحقا بالنظام الأثيني الديمقراطي وسميت هذه التشريعات والقوانين الإصلاحية باسمه ، وقوانين صولون منحت الشعب حقً المشاركة في السلطة التشريعية عن طريق مجالس الشعب… وجعلت مرجع الطعن في أحكام القضاء محكمة تضمُّ ممثلين من جميع طبقات الشعب، وحرّم الرِّبا الفاحش وحرّر المدينين من ديونهم وأطلق سراح المسترقّيين.(16)

* وفي روما صدر في عصر الجمهورية قانون ( الألواح الإثني عشر) (17) الشهير وهو من أقدم آثار الحقّ الروماني ، وقد وضعت في أواسط القرن الخامس قبل الميلاد على أثر ثورة العوام على طبقة الأعيان ، فقد عين مجلس الشيوخ لجنة من عشرة أعيان صرفت سنين عدة في جمع العادات الرومانية السائدة في ذلك العصر، ثم نقش ما جمعته على إثني عشر لوحا نحاسيا اعتبرت بعبارة شيشرون : " نواة كل تشريع روماني لاحق " ، وقد حفظت معظم نصوصها في مؤلفات فقهاء الرومان لاسيما ( غاسيوس ) ، لقد امتاز قانون الألواح الإثني عشر بالقسوة، فقد نص على إعدام السارق الذي يقبض عليه متلبسا بالجريمة ، وعلى جواز بيع الأب أولاده ، وعلى تحصيل الديون بالتنفيذ على جسم المفلس إذ أجيز للدائن أن يحبسه أو يبيعه أو يسترقه استيفاء لدينه ، هذا وقد عكست هذه القوانين التمايز الطبقي في المجتمع الروماني على أساس الملكية وتطور نظام الرقّ ونشوء دولة مالكي العبيد، وكتبت القوانين على اثني عشر لوحاً. (18) ،

ولم يبقَ مفهوم حقوق الإنسان في إطار تلك التشريعات التي تجسد الأعراف السائدة ، فالصراعات بين الأسياد والعبيد، والفلاحين وملاّك الأراضي كانت أساساً لتطوّر المجتمع الإنساني، وبرزت حاجة الطبقات المضطهدَة إلى تدوين وترسيخ الحقوق التي نالتها من خلال تلك الصراعات ، وساهمت مصادر أخرى في تطوير مفهوم هذه الحقوق ومديّاتها، منها القوانين الصادرة من الدولة واجتهادات القضاة، إضافةً إلى دراسات الفلاسفة والمفكّرين وتعاليم الأديان.

ومن خلال الصراع وعلى امتداد قرون، طرحت جملة من الأفكار كالدّيمقراطية في الحكم والشرعية والمساواة ، كما ثبتت بعض هذه الحقوق في مجال الأسرة والتملّك وحق العمل والاّتجار والتقاضي.

هكذا نرى إن حقوق الإنسان لم تثبت في الواقع إلاّ على أثر تطور تاريخي، فوضعت نواتها كأعراف، وطوّرت آفاقها من خلال التشريع، إلاّ أن دعائم هذه الحقوق ترسّخت في إطار مرحلة نشوء الدساتير على أثر الثورات البرجوازية ، التي قامت من أجل حقوق الشعوب وتحررها من طغيان ملاّك الأراضي واستبداد الملوك ، لكن في أغلبية الدول المعروفة في التاريخ ، كانت الحقوق الممنوحة للمواطنين تقاس بما يملكونه باعتبار الدولة منظِمة الطبقة المالكة لأجل حمايتها من الطبقة غير المالكة ،

يتبع : إلى الحلقة التاسعة

************

الهوامــش والمراجع :
============
(1) – في إطار الإهتمام المتنامي بقضية حقوق الانسان في العصر الحديث صدرت العديد من المؤلفات التي أبرزت تاريخ حقوق الانسان وتطورها عبر المراحل التاريخية المختلفة ، ومن بين تلك المؤلفات كتاب : "اختراع حقوق الإنسان" للكاتبة ( لين هنت ) والذي يغطي تاريخ حقوق الإنسان المعاصر ، والكاتبة كانت ترأس سابقاً " الجمعية التاريخية الأمريكية " ، وهي حالياً أستاذة تاريخ في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وسبق لها أن ألفت وساهمت في تأليف كتب قيمة في مجال التاريخ الإنساني، مثل كتاب "السياسة، والثقافة ، والطبقية في الثورة الفرنسية" وكتاب "قول الحقيقة حول التاريخ".

(2) – إشارة إلى "عصر التنوير " Age of Enlightenment في الحضارة الغربية وهو مصطلح يشير إلى القرن الثامن عشر في الفلسفة الأوروبية ، وغالبا ما يعتبر جزءا من عصر أكبر يضم أيضا " عصر العقلانية" Age Of Rationality ، والمصطلح يشير إلى نشوء حركة ثقافية تاريخية دعيت بالتنوير ، والتي قامت بالدفاع عن العقلانية ومبادئها كوسائل لتأسيس النظام الشرعي للأخلاق والمعرفة (بدلا من الدين ) ، و من هنا نجد أن ذلك العصر هو بداية ظهور الأفكار المتعلقة بتطبيق العلمانية ، وكان رواد هذه الحركة يعتبرون أن مهمتهم قيادة العالم إلى التطور والتحديث ، وترك التقاليد الدينية والثقافية القديمة والأفكار اللاعقلانية ضمن فترة زمنية دعوها "بالعصور المظلمة".Darkness Ages
- أنظر : http://ar.wikipedia.org/wiki

(3) - إلا أن فكرة حقوق الانسان بمفهومها الحديث وكما نلمسها اليوم لم تتبلور الا بميلاد هيئة الأمم المتحدة ، في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، وتبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948م، وبعده العهود الدولية التي تم المصادقة عليها في عام 1966 ، مما يعني أن ولادة حقوق الإنسان بمفهومها المعروف حاليا تعتبر حديثة نسبياً من الناحية التاريخية.
(4) – تتجلى تلك المكانة المتميزة للإنسان في الوجود في العديد من المواضع في القرآن الكريم ، منها قول الله تعالى : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }(البقرة30)

(5) – أنظر : هيثم المالح : " الحق والإنسان – مفهوم الحق " ، نقلا عن :
www.mokarabat.com/mo10-23.htm

(6) - ابن الأثير الجزري : " الكامل في التاريخ " ، تحقيق : أبو الفداء عبد الله القاضي ، دار الكتب العلمية ، الرياض ، 1407 - 1987 م ، مجلد (2) ، ص : 312 ،
(7) – أنظر : أحمد القبانجي : " المجتمع المدني وحقوق الإنسان " ، نقلا عن :
http://www.alwjdan.org/index.php?option=com_content&view=article&id=1602:2012-02-01-16-40-57&catid=82:2010-12-30-15-46-21&Itemid=459
(8) - اخناتون : وهو الملك أمنحوتب الرابع ابن الملك أمنحوتب الثالث ابن الملك تحتمس الرابع . وأمة الملكة ( تي ) وهي من عامة الشعب و ليست من سلالة الملوك . وزوجته الملكة ( نفرتيتي ) .عاشر فراعنة الأسرة الثامنة عشر وحكم في عصر المملكة الحديثة وولد عام ( 1353ق.م ) ، أطاح اخناتون بدين مصر القديم وأسس الدين الجديد واسقط جميع الإلهة المتعددة وثبت ديانة الإله الواحد آلة الشمس أتون من خلال ثمانية عشر سنة من حكمة .
(9) – أنظر : هيثم القيم : " ما هي قصة حقوق الانسان " ، المصدر : http://kitabat.com/ar/page/19/12/2012/6829.html
(10) - جاء " موزي " بعد كونفيشيوس وقد قال عنه خصمه منشيوس: "لقد كان يحب الناس جميعا، وكان يود لو يستطيع أن يبلى جسمه كله من قمة رأسه إلى أخمص قدمه إذا كان في هذا خير لبني الإنسان ، أنظر : http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%B2%D9%8A

(11) – هو المؤسس بوذا (558 ق.م. - 483 ق.م.) واسمه الأصلي ( سيدهارتا غوتاما ) ، (صاحب الهدف المحقَّق) مؤسس الديانة البوذية إحدى الديانات الكبرى ، تزوّج في السادسة عشرة، وترك البيت الزوجي في التاسعة والعشرين ليعيش اختباراتٍ روحيّة ويعلن عقيدته، ومات وهو في الثمانين من عمره. لكنّ كتّاب سيرة حياته أضافوا إليها بعض الأمور الملحميّة الأسطوريّة كي تكون حياته قدوة، ويمنحوا مؤسّس ديانتهم صفة قدسيّة إلهيّة. وتظهر هذه الملامح في الفنّ البوذيّ والعبادات والطقوس ،
أنظر :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%88%D8%B0%D8%A7

(12) – " كونفوشيوس " : (551 ق.م – 479 ق.م )
أنظر :
http://ar.wikipedia.org/wiki

(13) – " حمورابي " هو سادس ملوك مملكة بابل القديمة ، حكم بابل بين عامي ( 1792 - 1750 ق. م ) حسب التأريخ المتوسط وهو من الكلدانيين، كانت بلاد الرافدين دويلات منقسمة تتنازع السلطة ،فوحدها مكونا إمبراطورية ضمت كل العراق والمدن القريبة من بلاد الشام حتى سواحل البحر المتوسط وبلاد عيلام ومناطق أخرى. وكان حمورابي شخصية عسكرية لها القدرة الإدارية والتنظيمية والعسكرية.
أنظر :
- مجموعة محاضرات ألقاها السيد سامي البدري (رئيس قسم علم الأديان المقارن في المعهد الإسلامي في بريطانيا)- العراق - بغداد - مركز الإمام الصادق – 2006م ، نقلا عن :
http://ar.wikipedia.org/wiki/

(14)- عبد الهادي عباس، " المرأة والأسرة في حضارات الشعوب وأنظمتها " ، دار طلاس ، دمشق ، سورية ، ط1 ، 1987م ص 258

(15) – " حكماء الإغريق السبعة " : الذين يعود لهم الفضل في سن قوانين اجتماعية متقدمة ، وذلك بعد حرب أهلية خاضها الفقراء ضد طبقة الملاك ، وسمي قانونهم قانون (أتيكا ) ويتضمن حق الملكية الفردية المحدودة ، وحق الشعب في الإشراف على مؤسسات الدولة ، وحق الجماعة في تشكيل وحدة لها قوانينها الخاصة التي تحكمها وتخضع لقانون الدولةالعام.
أنظر :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86
(16) - الدكتور عبد السلام الترماميني ، " تاريخ النظم والشرائع " ، جامعة الكويت ، الكويت ، 1975م ، ص 63

(17) - قانون " الألواح الاثني عشر " ، هو أول القوانين الرومانية المكتوبة، وقد كُتبت هذه القوانين على اثني عشر لوحاً مثبتة ... اعتبر الرومان قانون الالواح الاثني عشر قانونهم المدني ،
أنظر :
http://ar.wikipedia.org/w/

(18) – " ملاحظات حول أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة " ، دار التقدم موسكو، ص 259



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حقوق الإنسان، المفهوم الغربي لحقوق الإنسان، المنظومة الغربية للقيم، الغزو الفكري، الخدمة الإجتماعية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-03-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الياسين، حسن عثمان، سليمان أحمد أبو ستة، صالح النعامي ، سعود السبعاني، حميدة الطيلوش، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، فتحي الزغل، د. عبد الآله المالكي، محمد أحمد عزوز، د.محمد فتحي عبد العال، جاسم الرصيف، الهيثم زعفان، د- جابر قميحة، محمد العيادي، د. صلاح عودة الله ، إسراء أبو رمان، أشرف إبراهيم حجاج، سلوى المغربي، مجدى داود، الناصر الرقيق، د - صالح المازقي، عبد الله الفقير، صلاح المختار، طارق خفاجي، سامر أبو رمان ، خبَّاب بن مروان الحمد، ياسين أحمد، فتحـي قاره بيبـان، عزيز العرباوي، علي عبد العال، عمار غيلوفي، يزيد بن الحسين، محمد عمر غرس الله، منجي باكير، أحمد بوادي، خالد الجاف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلام الشماع، د. أحمد بشير، سيد السباعي، حسن الطرابلسي، محمود طرشوبي، سفيان عبد الكافي، رافع القارصي، صلاح الحريري، محمد الطرابلسي، أحمد النعيمي، د - محمد بن موسى الشريف ، محرر "بوابتي"، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. طارق عبد الحليم، د - الضاوي خوالدية، كريم فارق، فتحي العابد، مصطفى منيغ، إياد محمود حسين ، محمد علي العقربي، علي الكاش، رضا الدبّابي، وائل بنجدو، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رمضان حينوني، عمر غازي، بيلسان قيصر، ماهر عدنان قنديل، سامح لطف الله، إيمى الأشقر، د. أحمد محمد سليمان، كريم السليتي، د - المنجي الكعبي، أنس الشابي، د- هاني ابوالفتوح، فهمي شراب، رافد العزاوي، صباح الموسوي ، صفاء العراقي، د. خالد الطراولي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أ.د. مصطفى رجب، المولدي الفرجاني، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، مصطفي زهران، عبد العزيز كحيل، د. مصطفى يوسف اللداوي، مراد قميزة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بنيعيش، العادل السمعلي، محمد شمام ، د- محمد رحال، محمد يحي، ضحى عبد الرحمن، عبد الغني مزوز، عواطف منصور، أحمد ملحم، فوزي مسعود ، د - مصطفى فهمي، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله زيدان، نادية سعد، يحيي البوليني، محمود فاروق سيد شعبان، حاتم الصولي، د - عادل رضا، د. عادل محمد عايش الأسطل، الهادي المثلوثي، د - شاكر الحوكي ، عراق المطيري، أبو سمية، صفاء العربي، طلال قسومي، رشيد السيد أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، تونسي، محمود سلطان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة