البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

كتاب منظومة حقوق الإنسان من منظور الخدمة الاجتماعية (3)

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6178


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


..................... وبإيجاز شديد يمكن أن نحدد بعضا من مظاهر التكريم الإلهي للإنسان في التصور الإسلامي عن سائر المخلوقات الأخرى ، في نقاط محددة ومركزة على النحو التالي :

- خلقه في أحسن تقويم ، ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) ،
- خلقه بيديه جل جلاله ( في إطار ليس كمثله شيء ...) كما قال عز من قائل : (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ) (ص: آية : 75 ) ،
- النفخة النورانية من روح الله تبارك وتعالى : ( ونفخت فيه من روحي ) ،
- أسجد له ملائكته الكرام جميعا سجود تعظيم وتكريم وتشريف ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا .....) ،
- جعله محل الخلافة في الأرض ( إني جاعل في الأرض خليفة... ) ،
- علمه علم ما لم يكن يعلم ( وعلم آدم الأسماء كلها ... ) ،
- تاب عليه ودله على باب التوبة سواء كان ذلك لأبي البشر آدم عليه السلام ، أم كان لذريته إلى يوم القيامة ، قال تعالى في شأن آدم : ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ) ،وقال في شأن ذريته :{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31، وقال تعالى : ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }التوبة118
- بإرسال الرسل إليه للدلالة على مراده من خلقه ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ،
- جعله محل رحمته حيث تتنزل رحماته على المخلوق الضعيف ، ( يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا )
- سخر له الكون بما فيه ومن فيه (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ( الجاثية : آية : 13 )

(3) – حقوق الإنسان : النشأة والإهتمام

3-1 متى نشأت فكرة حقوق الإنسان :

رغم أن حقوق الإنسان كفكرة ومعنى هي لصيقة بالإنسان وقديمة بقدمه منذ بداية خلقته – كما رأينا – إلا أنه وفي الواقع التاريخي - لم يكن معترفا بها في المجتمعات البشرية الموغلة في القدم ، بل كانت مستباحة من قبل الأقوياء ، فكان الحق يومئذ للقوة والغلبة وحدها ، ومن هنا فإن الحريات الشخصية لم تكن معروفة ، ونظام الطبقات Class System الظالم كان هو النظام السائد والمسيطر على مقاليد الأمور في ذلك الوقت ، وكانت الشعوب المقهورة مستعبدة بأيدي الظالمين والمستغلين ، وكانت حرية العمل مقيدة ومضيق عليها ، والمرأة كانت تعيش حياة الإستعباد الكامل ، ولم تكن للإنسان من حيث هو إنسان كرامة ولا ذات معتبرة ، غير أن الأمر بدأ في التغير التدريجي عبر مراحل التاريخ الإنساني ، وبدأ الإهتمام بحقوق الإنسان يتنامى ويزداد بتأثير عاملين هامين هما :

- أما العامل الأول :

فتمثل في التطور الطبيعي المضطرد للحياة والمجتمعات الإنسانية ، وما نتج عن هذا التطور من تغيير النظرة للإنسان وحقوقه ومكانته وماله وما عليه ،

- وأما العامل الآخر:

فتمثل في الرسالات السماوية – وعلى رأسها الرسالة الخاتمة التي هي رسالة الإسلام - ، ومجيء الأنبياء والمرسلين ومناداتهم بوحدة الأصل الإنساني ، ودعوتهم الناس جميعا إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له ، وإقرارهم بالحقوق الضرورية لكل عبد من عباد الله ،

وترتب على هذين العاملين أن تحولت تلك المباديء الدينية السامية ، وغيرها من الأفكار الإنسانية العقلية ( الوضعية ) إلى أعراف اجتماعية بدأت تظهر بوضوح ، وتطالب هنا وهناك بإقرار الحقوق الإنسانية ، إلا أن البشرية بفلسفاتها وشرائعها ومجتمعاتها ظلت أسيرة الأفكار القديمة ردحا طويلا ، تلك الأفكار التي عفى عليها الزمن ، وعلى الرغم من إقرار كثير من الحقوق في الشرائع المتنوعة كـ " شريعة حمورابي " ، " وقوانين صولون الإغريقي " ، " وقانون الألواح الإثنى عشر" ، المتأثرة بالمباديء والشرائع التي جاء بها الأنبياء والمرسلون في الأمم جميعا ، إلا أن العبودية ونظام الطبقات والنظرة الناقصة السلبية والمهينة إلى بعض الفئات كالمرأة مثلا ظلت هي السمة الأساس للمجتمعات البشرية قبل الإسلام (1)

وصفوة القول : هي أننا إذا نظرنا بصفة عامة إلى فكرة حقوق الإنسان في التاريخ الإنساني منذ نشأتها وعبر مراحل تطورها ، والأساس الذي ترتكز عليه هذه الحقوق في التصورات العامة – خلال تلك المراحل - نجد أنها تدور بين ثلاثة مرتكزات أساسية لا رابع لها وتتمثل في : إما أن تكون تلك الحقوق مبنية على أساس " الحق الطبيعي " Natural Right ، أو على أساس " القيم والتعاليم الدينية أو الأخلاقية " Ethical – Religious Teachings ، أو على أساس " وضعي خالص " ، Botivist Base

3-2 حقوق الإنسان في واقعنا المعاصر :

لقد تطور مفهوم " حقوق الإنسان " Human Rights (2) ، في الفكر الإنساني على مدى قرون عديدة ، من خلال مرحلة ممتدة من الصراع الطويل داخل الجماعات الإنسانية ، حتى انتهى المطاف إلى التصور الحديث لهذا المفهوم ، والذي يرتكز بصفة خاصة – كما هو معلوم – على الأسس والمباديء التي نادى بها " التنوير الأوروبي " (3) ،

وفي واقعنا المعاصر تشهد فكرة حقوق الإنسان اليوم رواجا ملحوظا ، بحيث أصبحت تفرض نفسها على كافة الأوساط والمحافل الدولية والإقليمية والمحلية ، بل وأصبحت عبارة " حقوق الانسان " تقال على كل لسان ، ولا يكاد يخلو منها خطاب فكري أو ثقافي أو صحفي ، وكلما اتسعت رقعة الإنفتاح الثقافي والتلاقح الحضاري - والتي يزيدها الإعلام وثورة الإتصالات اتساعا كل يوم - كثر استخدام عبارة حقوق الإنسان ، وتبني كل من يستخدمها مهمة الدفاع عنها ، وكأن هذه المهمة غدت اليوم رمز الموقف الحداثي التحرري ، والخطاب النضالي ، وتشترك في ذلك مختلف الخطابات ، وإن تباينت مرجعيتها ومقاصدها فجميع الخطابات تتحدث باسم "حقوق الإنسان " وإن كان بعضها يتأسس – مثلا – على جهاز مفهومي علمي ، بينما يتأسس البعض الآخرعلى جهاز مفاهيمي لاهوتي ، وكان البعض منها أيضا مستندا على مرجعيات عقلانية ،

3-3 حقوق الإنسان وازدواجية المعايير :

ومن زاوية أخرى فإننا نلحظ اليوم بوضوح توظيفا متناميا لحقوق الإنسان ، بعد أن تبلورت في العديد من المواثيق والمعاهدات التي ترعاها المنظمات الدولية ، غير أنه وعلى الصعيد الواقعي تشهد فكرة حقوق الإنسان تشويها ملحوظا ، وتوظيفا أيديولوجيا مما يجعل هذه المنظومة مجرد شعار أوعلى الأقل ظلت في مستوى " النوايا الحسنة " ، فلئن كان التأسيس النظري لمنظومة حقوق الإنسان قد بلغ اليوم مستوى متقدما ، إلا أنه وعلى الصعيد التجريبي والعملي – أي من حيث الإلتزام بتطبيقها وتفعيلها في الواقع الفعلي للإنسان – ما زال بعد في مراحله الباكرة ، ولم يتقدم على نفس المستوى نتيجة للعديد من العوامل والأسباب ، لعل أهمها ما أصبح يعرف اليوم في السياسة الدولية بسياسة " ازدواجية المعايير " ،

ويقول ( الشيخ محمد الغزالي رحمه الله ) (4) معلقا على تلك الحقيقة : " يشتغل بحقوق الإنسان الآن نوعان من الناس :

- نوع يعتبر نشاطه امتدادا لحلف الفضول (5) الذي شهده النبي – صلى الله عليه وسلم – في صباه ، فسره وأثنى عليه وقال : " لو دعيت به في الإسلام لأجبت " ،

- ونوع آخر من " الساسة " يتحدثون عنها في المحافل الدولية حديثا جديرا بالتأمل والتريث ، لأنهم يضمنون هذه الحقوق لبعض الناس ويضنون بها على البعض الآخر، فـ " لليهود " مثلا حقوق تصان ، وللعرب حقوق تهدر ، ويزداد البون بعدا عندما نعرف أن اليهود سالبون والعرب مسلوبون ، وأن صيحة حقوق الإنسان هنا غطاء لمظالم فادحة وغبن مركب " ،

ولما كان عالمنا المعاصر يعيش اليوم ما يسمى بعصر التقدم الهائل والتقنية الحديثة والمتطورة ، وتسيطر فيه نظريات وأفكار وتصورات العولمة ، وشطحات نهاية التاريخ ، وثورة المعلومات والانفجار المعرفي ، والبث الفضائي ، والشبكة العنكبوتية وثورة الاتصالات 0000 وغيرها من الاكتشافات والتغيرات الدراماتيكية التي حولت العالم إلى " قرية صغيرة " Small Village،

وعلى الرغم من كل هذه التطورات والمتغيرات إلا أن الواقع الفعلي يثبت أن هذا التطور والتقدم جاء معاكسا لطموحات الإنسان وتطلعاته المتمثلة في تأمين سعادة البشر كل البشر، وتحقيق الرخاء والعدل والمساواة في الحياة الكريمة الحرة ، بل إن ما حدث هو تزايد الصراع الطبقي والأيديولوجي ، والحروب المدمرة التي لا تبقي ولا تذر ، وتهلك الحرث والنسل ، وترويج أسواق الأسلحة الفتاكة ، وظهور الفساد الطاغي في البر والبحر ، وتنامي القهر والإستبداد 00ويجري كل هذا في مناخ يغيب فيه الضمير الإنساني ، وتتقلص روح التسامح والتفاهم والتعايش ، ويطغى فيه المذهب المادي Materialism ، وتسود روح الأنانية والإحتكام إلى أساليب العنف والإرهاب والقوة الغاشمة ، وحب الذات ، وعدم احترام وحماية وإقرار الحقوق والحريات الأساسية للإنسان ،

وإضافة إلى ما سبق فإن العالم اليوم يمر بالعديد من التغيرات السريعة والهائلة سياسية كانت أو إجتماعية إواقتصادية أو تكنولوجية 000، وغالبا ما يؤدي التغير الاجتماعي Social Change السريع الى اختلال التوازن في المجتمع مما يؤدي الى الخلط والإضطراب في المعايير الاجتماعية Social Norms في المجتمع فيصعب التنبؤ باستجابات الآخرين ، ويضعف تاثير القواعد المتفق عليها للسلوك على الأفراد ، وينشأ نتيجة لذلك ما يعرف بـ " التفكك الاجتماعي " (6) ، Social Disorganization والذي تنعكس آثاره وتداعياته على الإنسان في كافة مجالات حياته ، وفي شتى صور تواجده في هذه الحياة ( فردا كان أو عضوا في جماعة – جماعات – أو مواطنا في مجتمع ) ، كما تنعكس أيضا على واقع حقوق الإنسان في العالم المعاصر ،

3-4 واقع حقوق الإنسان في المجتمعات العربية اليوم :

وإذا كان هذا الأمر يصدق على كافة المجتمعات الإنسانية في شتى أنحاء المعمورة بدرجات متفاوتة ، فإنه يصدق بشكل أكثر وضوحا وبدرجة أكثرقوة بالنسبة لدول العالم النامي عموما ، وعالمنا العربي والإسلامي على وجه الخصوص ، ذلك لأننا في هذه البقعة من العالم نمر اليوم بظروف استثنائية – بكل معنى الكلمة - كمحصلة طبيعية لما مرت به مجتمعاتنا من صورالإستبداد والقهر والظلم وكبت الحريات ، وانتهاك لأبسط الحقوق الآدمية منذ حصول تلك المجتمعات على استقلالها السياسي المزعوم من نير الإستعمار الأجنبي ، ليحل محله نوع آخر من الإستعمار أشد وطأة وأكثرتنكيلا ، وهو المتمثل في النظم الحاكمة التي سامت شعوبها سوء العذاب في انتهاكات واضحة لكل ما يتصل بحقوق الإنسان في الواقع العربي على امتداده الجغرافي ، حتى كانت النتيجة المنطقية المترتبة على ظلم تلك الأنظمة الحاكمة وديكتاتوريتها المستبدة التي استمرت لعدة عقود ، كانت النتيجة المتمثلة فيما يعرف الآن بـ " ثورات الربيع العربي " التي شهدتها المنطقة العربية منذ بداية العام (1911م ) ، ولا تزال مستمرة الى اليوم ، وأغلب الظن أنها ستظل مستمرة إلى سنوات قادمة ، وهوالأمر الذي يؤذن بميلاد مرحلة جديدة ، وعصر جديد لهذه المنطقة من العالم ، تصنع فيه الشعوب مستقبلها الذي تريد في إطار احترام كرامة الإنسان وحريته ، وتمتعه بكامل حقوقه المشروعة ، ولعلنا لا نغالي ولا تبالغ اذا قررنا أن أحد أهم أسباب تلك الثورات والحركات الجماهيرية (7) ، إنما يتمثل في الغياب الكامل - والإنتهاك الصارخ - لمنظومة حقوق الإنسان Human Rights، والتنكر لها على كافة المستويات والأصعدة ، (8) ،

لقد آن الأوان أن يحتل موضوع حقوق الإنسان أولوية أولى في ساحتنا العربية ، ولم يعد من الممكن ولا من المعقول لأي مثقف عصري أن يتجاهل موضوع حقوق الانسان ، أو أن يغض الطرف عنه خاصة بعد أن أصبح جزءا لا يتجزأ من اهتمامات كافة الأوساط في المجتمعات المعاصرة ،

ونود أن نؤكد على أن مسألة الإهتمام بحقوق الانسان لم تعد قاصرة على مجرد المعرفة والاطلاع على ما تعنيه حقوق الإنسان في الثقافة والسياسة العالمية الراهنة فحسب ، بل أصبحت اليوم تتخطى ذلك بكثير ، حيث أضحى موضوع حقوق الإنسان بمثابة منصة انطلاق كبرى لاستكشاف عالم كوني جديد ومدهش في ذات الوقت ، أو فلنقل حضارة عالمية جديدة وإنسانية بامتياز ، كما أن الأمر لم يعد فقط مقتصرا على مجرد إعادة صياغة النظام القانوني The Legal System – الوطني والدولي – على هدى من المباديء التي تؤكد جدارة الإنسان بمعاملة إنسانية في الميادين والمجالات المختلفة ، معاملة تعترف بالكرامة الإنسانية التي اختص الله بها الإنسان منذ بداية خلقه ، وتقنن الحريات الأساسية Fundamental Freedoms غير قابلة للتصرف أو الإنكار ، والمساواة الكاملة Full Equality في الحقوق والواجبات ، بحيث لا ينتقص منها أي اعتبار أو فروق ، ومن هنا فإن الطرح الحقيقي الذي يجسده القانون الدولي لحقوق الإنسان International Law Of Human Rights إنما يتمثل في الإصرار على جعل مستقبل البشر مختلفا عما كان عليه في الماضي في نواح كثيرة ، وبالتحديد تمكينهم من أن يعترفوا اعترافا جماعيا ومتبادلا بتعبير مقنن عن كرامتهم المتأصلة والمتساوية وبالتالي تقرير مصيرهم بأنفسهم (9) ،

يتبــــــــــــع بإذن الله تعالى ...

**************
الهوامش والإحالات :
===========
(1) – محسن عبد الحميد : " الاسلام والتنمية الاجتماعية " ، دار المنارة للنشر والتوزيع ، جدة ، السعودية ، ط1 ، 1409هـ /1989م ، ص : 36-37،

(2) – تجدر الإشارة بداية إلى أن " مصطلح حقوق الإنسان " Human Rights نعني به هنا بوجه عام : تلك الحقوق التي تؤول للفرد لأنه إنسان فقط دون إي اعتبار آخر ، وبغض النظر عن تصنيفه أو انتمائه لأي فئة أخري ، فحقوق المواطنة مثلا تعني حق المواطن في بلده طبقا لما قرره الدستور ، وكذا لكل فئة وبلد تختلف الحقوق ومفاهيمها ، أما حقوق الانسان فتمتاز بالعالمية واللاقابلية للتعديل وفقا لما أقرته الأمم المتحدة في اعلانها عام 48 في الاعلان العالمي لحقوق الانسان ،

(3) - ظهر مصطلح التنوير (Enlightenment) في القرنين السادس عشر والسابع عشر في أوروبا ، تعبيراً عن الفكر الليبرالي البورجوازي ذي النزعة الإنسانية العقلية والعلمية والتجريبية ، ويتضمن هذا الفكر نزعةً ماديةً واضحةً بعد إقصاء اللاهوت ، وذلك بإحلال الطبيعة والعقل بدلاً من الفكر الغيبي الثيولوجي والخرافي في تفسير ظواهر العالم ووضع قوانينه ،

(4) - محمد الغزالي : " الحق المر " ، مركز الإعلام العربي ، القاهرة ، ط2 ، 1417هـ - 1996م ، ص: 127 ،

(5) – " حلف الفضول " هو الحلف الذي شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ، حيث روى الحافظ البيهقي بسنده عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شهدت مع عمومتي حلف المطيبين فما أحب أن أنكثه - أو كلمة نحوها - وأن لي حمر النعم " ، ثم روى البيهقي عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما شهدت حلفا لقريش إلا حلف المطيبين وما أحب أن لي حمر النعم وأني كنت نقضته ) ، قال : و ( المطيبون ) : هاشم وأمية وزهرة ومخزوم ، قال البيهقي :. وزعم بعض أهل السير أنه أراد (حلف الفضول ) فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدرك حلف المطيبين ، قال الألباني : هذا لا شك فيه وذلك أن قريشا تحالفوا بعد موت قصي وتنازعوا في الذي كان جعله قصي لابنه عبد الدار من السقاية والرفادة واللواء ،
- أنظر : محمد ناصر الدين الألباني : " صحيح السيرة النبوية " ، المكتبة الإسلامية - عمان – الأردن ، ط1 ، (د.ت.) ، ص :35 ،

(6) – يشير مصطلح " التفكك الاجتماعي " الى " عجز النظم الاجتماعية عن القيام بوظائفها بالكفاءة المطلوبة " ،

(7) – إشارة إلى تلك الثورات الجماهيرية الشعبية التي اجتمعت إرادتها ، وتوحد شعارها وصدقت عزيمتها والتقت أهدافها حول هدف واحد لا بديل له تمثل في ضرورة القضاء على النظم الحاكمة وإسقاطها ( وهو الأمر الذي تحقق بالفعل بإرادة الله عز وجل ، ثم بيقظة الجماهير وثوراتهم المباركة في كل من تونس ، ومصر ، وليبيا 000 والبقية آتية ) ،

(8) - الى الدرجة التي جعلت شعار الثورة المصرية – على سبيل المثال - والذي كانت تهتف به الجماهير التي اجتمعت على قلب رجل واحد في كافة الأرجاء والميادين – كنموذج لتلك الثورات – يتمثل في " عيش ، حرية ، كرامة انسانية ، عدالة اجتماعية " وهو شعار لايخرج بحال عن مدلول ومحتوى ومضامين مصطلح " حقوق الانسان " كما هو معروف ،

(9) – محمد السيد سعيد : " مقدمة لفهم منظومة حقوق الانسان " مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان ، (د.ت.) ، القاهرة ، ص :2 ،



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حقوق الإنسان، المفهوم الغربي لحقوق الإنسان، المنظومة الغربية للقيم، الغزو الفكري، الخدمة الإجتماعية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-02-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد أحمد عزوز، سامر أبو رمان ، صفاء العربي، الهيثم زعفان، عبد العزيز كحيل، د. صلاح عودة الله ، صباح الموسوي ، خالد الجاف ، طارق خفاجي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الرزاق قيراط ، د- جابر قميحة، ماهر عدنان قنديل، د - محمد بنيعيش، د - مصطفى فهمي، إسراء أبو رمان، أنس الشابي، سعود السبعاني، سفيان عبد الكافي، يحيي البوليني، بيلسان قيصر، سلام الشماع، رمضان حينوني، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، عبد الله الفقير، تونسي، عبد الله زيدان، فتحي الزغل، مصطفى منيغ، د - شاكر الحوكي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عبد الآله المالكي، كريم السليتي، وائل بنجدو، رافع القارصي، ياسين أحمد، محمد عمر غرس الله، طلال قسومي، عواطف منصور، ضحى عبد الرحمن، إيمى الأشقر، عبد الغني مزوز، فتحي العابد، د - صالح المازقي، المولدي اليوسفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحـي قاره بيبـان، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، محمود طرشوبي، سلوى المغربي، يزيد بن الحسين، علي عبد العال، الهادي المثلوثي، أ.د. مصطفى رجب، محمد يحي، د. أحمد بشير، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الناصر الرقيق، محمد شمام ، د- هاني ابوالفتوح، محمد علي العقربي، عمار غيلوفي، أحمد النعيمي، صفاء العراقي، فوزي مسعود ، مصطفي زهران، محمد اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، أبو سمية، د. عادل محمد عايش الأسطل، المولدي الفرجاني، د- محمد رحال، حميدة الطيلوش، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد بوادي، عزيز العرباوي، محمد الطرابلسي، صلاح المختار، محمود سلطان، د - عادل رضا، محمود فاروق سيد شعبان، فهمي شراب، مجدى داود، صالح النعامي ، رضا الدبّابي، محمد الياسين، حاتم الصولي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامح لطف الله، أشرف إبراهيم حجاج، رشيد السيد أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، العادل السمعلي، عراق المطيري، صلاح الحريري، حسن الطرابلسي، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد محمد سليمان، سيد السباعي، عمر غازي، د - المنجي الكعبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، إياد محمود حسين ، د- محمود علي عريقات، جاسم الرصيف، نادية سعد، كريم فارق، رافد العزاوي، علي الكاش، منجي باكير، سليمان أحمد أبو ستة، رحاب اسعد بيوض التميمي، مراد قميزة، أحمد ملحم، أحمد الحباسي، حسن عثمان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة