د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5468
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الغدر شيمة الجبناء والخسيس يتسلل ويخطط لجرائمه بلا ضمير ولا قلب ولا عقل ولا منطق ولا دين ومن لا يستعد جيدا ليأمن مكر الخسيس الغادر يكوي بناره و عليه أن يتحمل النتائج ولكن من العار والخزي أن تمر جريمة نكراء دون دراسة علمية لكل الأسباب التي أدت لحدوثها و تخطيط حقيقي مدروس وواقعي لآلية عقاب رادعة لكل من تسول له نفسه اللعب بأمن الوطن وأرواح أبنائه، وما حدث في رفح بالأمس والتعامل معه أكبر بكثير من مجرد كلمات عنترية جوفاء و دغدغة مشاعر الجماهير حتى تنسي العار الذي لحق بنا من سقطات فقدنا معها أرواحا طاهرة من فلذة أكبادنا جراء عدم الاستعداد الكافي وإشغال القيادات العسكرية بمتاهات و دهاليز السياسة و ألاعيبها حفاظا على التوازن داخل الوطن و خوفا من أن يكون في يد فريق واحد يفعل بالأمة ما يراه وحده وهذا بالطبع أثر على دورهم الأساسي في الدفاع عن حمى الوطن والحفاظ على حدوده وأمنه و حسن التدريب والاستعداد
الجريمة بدأت يوم أن تبارينا جميعا كالغوغاء في سب الجيش وقياداته ونعتهم بأسوأ الألفاظ والصفات فضربنا المثل السيئ لكل دنيء خسيس أن يتطاول علينا وأن يخطط للعدوان و الغدر اعتقادا منه أن شوكة الجيش قد كُسرت و أن هيبته قد ضاعت و أن قياداته قد شُغلت، ضاعت هيبة الدولة يوم أن استمرأها الإرهابيون وعاثوا فيها فسادا و دخلتها الأسلحة من كل صوب و حدب وأصبحت تباع جهارا نهارا وتنقل من أقصى الغرب في مرسى مطروح لأرض سيناء بلا ضابط ولا رقيب وما تم كشفه لا يتعدى شيئا مما تم نقله، وضاعت هيبة سيناء يوم أن استباحها الإرهابيون من كل شكل و لون ويوم أن تجرؤوا على تفجير أنابيب نقل الغاز لأنها ملك لوطن والدولة القوية هي وحدها صاحبة قرارها وإرادتها ولا يعبث عابث لأي سبب كان بأرضها وما عليها ولا يقطع فيها طريق ولا تفرض عليها إتاوة، وضاعت هيبة القانون يوم أن استمرأ البلطجيين والخارجون عن القانون أمن المواطن والوطن في الداخل وفعلوا بنا الأفاعيل في جميع المحافظات من سرقة وسلب و نهب وخطف وضاعت هيبة الدولة يوم أن حولنا مصر من دولة إلى جماعة و من صالح عام إلى نظرة ضيقة لرؤية محدودة ويوم أن اعتقدنا أن صوت الميدان أقوى من صوت الدماء التي تباح على الحدود ففتحنا المعابر على مصراعيها بدعوى الإخوة و الدم الواحد دون أن نفرق بين الناس ودون دراسة لطبيعة شعب مختلف في طباعه وعاداته وسلوكياته داخل فلسطين ولم نفهم جيدا ما بينهم وبين بعضهم البعض من تناحر و تنافر وفرقة و شتات لدرجة أن هناك من يشوا ببعضهم لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي و ما جرائم التصفية الجسدية بمساعدة من داخل فلسطين نفسها وما جرائم بيع الأراضي لإسرائيل عنا ببعيد،
من الغباء السياسي ألا ننتبه و ألا نفكر وألا نعمل العقل و المنطق وتأخذنا العزة بالإثم اعتقادا أننا نمد الأواصر ونوثق الروابط والعرى و نلقي بالمسؤولية على الموساد الإسرائيلي ونبرأ منها كل آثم ضال ونتناسى الأهم و هو ضرورة أن نتوحد داخل أوطاننا ونتآلف مع جيشنا وقياداته وألا نتناحر على سلطة وألا نعتقد أن المسؤولية سهلة ميسرة جاءت لنا على طبق من ذهب لنغتنمها ولا نضيع الفرصة التاريخية من أيدينا ولو عاشت جماعة الإخوان المسلمين و قياداتها داخل هذا الوهم لفترات طويلة ربما وجدنا أنفسنا أمام 67 أخرى لا قدر الله و ضاعت منا أرض الفيروز تحت أسنة المطامع و شهوة السلطة ، كفانا مهاترات و كفانا تضليل لأنفسنا وانخداع بشعارات بلهاء عفا عليها الزمن لم تعد تسمن ولا تغني من جوع كفانا اللعب بالكلمات نريد تحقيقا فعليا عن القصور لدى جهاز المخابرات المصرية في معرفة كل ما يجرى داخل أرض مصر ومن يدخل و من يخرج وأن يكون لدينا القوة الحقيقة الفعلية التي تلجم كل من تسول له نفسه مجرد التفكير في الاقتراب من حمانا وأن يعي جيدا أن دعاوى الجهاد والتكفير والهجرة وتحرير القدس من باب سيناء و كل هذا الهراء المزعوم هو لعب بالنار لأن أمن مصر لن يتحمل غزوة رفح أخرى وعلى الرئيس أن يثبت لنا بالفعل أن ما سال على أرضنا الطاهرة دماء غالية تنتظر العقاب والحساب وليس بعض الماء يجف مع مرور الوقت أو نبلعه لأن الروح التي صعدت لبارئها راضية مرضية تقف الآن في حلوقنا بطعم العلقم والمرارة تطلب الثأر وإلا لحقنا العار وتجرأ علينا الإرهابي والبلطجي والسفيه و العدو والجار، رحم الله الشهداء الأبرار وسقط كل الضعفاء الجبناء وكل معتد آثم فاجر عليه لعنة الله و ما استحق من العذاب وإنا لمنتظرون .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: