لا يكفينا أن تحترق الصدور .. لابد من عمل ايجابي وفوري
يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5498
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ما أبشع الصورة التي لن نعتذر عن نشرها ليراها العالم كله (الصورة مصاحبة للمقال)، لنراها نحن المسلمون، لنعلم ماذا يحل بإخواننا في بورما ونحن صامتون
كيف تنام عين ترى مثل هذه الصورة، وكيف يهنأ قلب بما يسعده وهو يعلم ان له اخوة يفعل فيهم وفي أطفالهم ما نراه ؟
هل من يُفعل فيهم هذا من البشر ؟؟ وساعتها لنا أن نتساءل هل نحن الآن حقا من البشر ؟
هل من يفعل فيهم هذا مسلمون ؟ وهل نحن الآن حقا مسلمون ؟
والله لو كانوا حيوانات ما قبلنا أن يُفعل بهم مثل هذا ولتحركت ضمائرنا وسواعدنا لتحاول منعه بكل ما أوتينا من قوة
والله لو كانوا من أي دين أو ملة - حتى لو كانوا كفارا - ما تقبلنا أن يفعل بهم هذا من بني جلدتهم ولوقفنا أمامهم لمنعهم بحسب قدرتنا
فلماذا نصمت على كل هذا ؟
أما لهؤلاء الأطفال الذين يحرقون في النيران وهم أحياء ، أما لهم من آباء وأمهات ؟
أما لهم من أعمام وعمات، أخوال وخالات ؟
أم شُغلوا عن التألم على هؤلاء الأطفال بألمهم على أنفسهم وهم يعانون آلام الحرق وهم أحياء ؟
ما جريمة كل هؤلاء ؟
جريمتهم أنهم مسلمون في بلاد لا تريد إسلامهم
جريمتهم أنهم مسلمون في وقت شغل كل المسلمون بقضاياهم وبأنفسهم وبمشكلاتهم الداخلية فقط
جريمتهم أنهم مسلمون في وقت يتنافس فيه المسلمون على شراء ياميش ومكسرات رمضان، بينما شغل الأكثرية من الباقين في التخطيط لكم المسلسلات التي سيشاهدونها في رمضان.
ألا توجد دولة أو هيئة أو منظمة إسلامية تدافع عن حقوق هؤلاء ؟
يا للحسرة على المسلمين حينما أضاعهم إخوانهم وتركوا نصرتهم والدفاع عنهم ؟
ولمن تكون الجيوش الرابضة في ثكناتها حينئذ إن لم تستطع أن ترفع عن إخواننا هذا الهوان والانحطاط والقتل بكل دماء باردة ؟
فبحسب القانون الدولي الظالم لا تستطيع أية دولة إسلامية أن تتدخل لدى بورما إلا بالطرق الدبلوماسية التي تتسم بالرجاء والاستعطاف فقط.
والدول لن ترتدع بالرجاء والاستعطاف ولا تفهم إلا لغة القوة فقط.
فالنصرانية تستطيع أن تتدخل لحماية رعاياها لوجود دولة مثل الفاتيكان التي تتدخل بسفرائها وقنصلياتها لحماية النصارى في أي مكان في العالم، وتساندها الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا.
واليهودية أيضا تستطيع أن تتدخل لحماية اليهود في أي مكان لوجود دولة تحمل اسم إسرائيل، فتتدخل بسفرائها وسلاحها ودبلوماسييها وبأموالها ونفوذها لحماية يهودي واحد من أن يتعرض لأي أذى.
فكرة تحتاج للعرض والبلورة، فمن للمسلمين حينئذ وهم ليس لهم دولة واحدة تستطيع تدعي أن لها الحق في أن تدافع عن هؤلاء ؟.وقدرة الهيئات والمنظمات محدودة في تخاطبها مع الدول.
ألا يوجد مساحة كيلو متر واحد في كل الدول العربية والإسلامية – ولو في صحرائها الممتدة - نستطيع أن نحيطه بسياج وتعلن فيه دولة إسلامية واحدة مستقلة ( كالفاتيكان داخل ايطاليا )، لتعترف بها دول منظمة العالم الإسلامي كدولة مستقلة تكون معنية فقط بمناصرة قضايا أقليات المسلمين والدفاع عنهم والتحدث بصفة رسمية دولية ؟
ألا يمكن أن يكون هناك منح جنسية - ولو اعتبارية أو جنسية حماية - لكل الأقليات المسلمة في العالم ليكونوا رعايا تلك الدولة - مع احتفاظهم بجنسياتهم الأصلية - لكي تتمكن تلك الدولة من أن تدافع عنهم بصورة قانونية رسمية ؟.
لابد من التفكير جديا في بعض الحلول القانونية والرسمية المتفقة مع صحيح القانون الدولي لإيجاد مثل هذه الدولة التي تكون لها شخصيتها الاعتبارية المستقلة عن كل الدول العربية والإسلامية ويناصرها العرب والمسلمون في قضاياها نظرا لكونها بلا جيش.
إن مجرد البكاء والغضب المكبوت داخل الصدور – على أهميته – لا يكفي لمناصرة قضايا المسلمين في كل مكان، فكم بكينا وصرخنا وتظاهرنا، ثم عدنا لمنازلنا وما تغير من حال إخواننا شيئا.
لقد تكررت مآسي المسلمين في معظم بقاع الأرض، وتكررت حوادث حرق المسلمين في دول عديدة وكان من آخرها حرق قرى إسلامية كاملة في نيجريا وهم أحياء ، وما يفعله جزار سوريا ليس ببعيد عنا فنراه يوميا في نشرات أخبارنا حتى اعتدنا رؤيته.
صار دم المسلمين اليوم مباحا للجميع بلا استثناء أكثر من أي يوم مضى، وكل أغلبية غير مسلمة تفترس الأقلية المسلمة ويكتفي الزعماء العرب – إن وجدوا وقتا لذلك في جداول أعمالهم – بالشجب والتنديد والاستنكار.
إلى أصحاب الفخامة الرؤساء والملوك والأمراء في الدول العربية والإسلامية :
بالله عليكم افعلوا شيئا لنصرة المسلمين المروعين في كل مكان الذين لا يأمنون على أعراضهم ولا أموالهم ولا يأمنون على حياتهم بالكلية من خطر الإبادة والاجتثاث بلا أدنى حق ولا كرامة.
فلدى كل منكم أبناء وأحفاد فهل تتحملون عليهم مثل ما ترون في هذه الصورة بل هل تتحملون مجرد أنة ألم واحدة من أطفالكم، فلماذا تعتقدون أن هؤلاء ليسوا مثلكم، ولماذا لا تناصرونهم بما تملكون مما رزقكم الله من امن وعافية وسعة رزق
بالله عليكم افعلوا شيئا تعدونه كإجابة لسؤال الله لكم عند وقوفكم بين يديه، فالموقف شديد والسؤال عسير، ولنحذر جميعا من قول النبي صلى الله عليه وسلم " مَن خذل أخاه في موطنٍ ينتَقَص عرضه وتنتَهَك محارمه ـ أي: حرمتُه ـ إلاّ خذله الله في موضع يحبُّ نصرتَه فيه، وما مِن مسلم ينصر أخاه في موطنٍ تنتهك حرمتُه وينتَقَص من عِرضه إلا نصره الله في موطنٍ يحبّ نصرتَه فيه "
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: